د. علي عواض عسيري

د. علي عواض عسيري
سفير السعودية الأسبق لدى لبنان

سلام من القلب يا عروس المدائن

لن تغادرني أبداً سداسية المحبة والأخوة التي اعترتني عميقاً وأنا سفير المملكة العربية السعودية في لؤلؤة الشرق الأوسط بيروت لمدة تقرب من سبع سنوات، وهو ما دفعني ذات يوم إلى القول إن سجل العلاقة الأخوية التي تجمع بلدينا بأرقام لا تحصى ولكن بتوقيع من خمسة أحرف عزيزة: لبنان. اليوم من هنا من مدينة أبها في عسير، أقول لكِ سلام من القلب يا بيروت «يا ست الدنيا يا بيروت»، أيتها العروس الجريحة يا بيروت، وقد دمرك ودمر مشاعرنا انفجار الرابع من أغسطس (آب)، سلام حزين من هنا من المملكة العربية السعودية، حيث بكثير من التأثر والتفجع، أسمع أنين ذلك البحر الذي طالما غسل أقدام مدينة الحرف، وطالما شاهدته يلقي من سفا

يا بيروت التي تسكنني

أعرف أن أول طائرة في الجسر الجوي من الإغاثة الطبية والمساعدات، الذي أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بتسييره إلى لبنان بعد دقائق من حصول الانفجار المأسوي الكبير، الذي دمر المرفأ وحطم نصف حبيبتنا بيروت، أعرف جيداً أنه حمل معه قلوبنا الواجفة جميعاً، وألمنا ووجعنا العميقين، نحن جميعاً هنا في المملكة العربية السعودية، عندنا لبيروت ولبنان مكانة عميقة ووشائج تاريخية، تحتل مساحة واسعة أخوية وعميقة في مشاعرنا ومحبتنا، كما في قلقنا ووجعنا على العاصمة الرائعة المغدورة، التي طالما مثلت وستبقى عروس العرب. يا بيروت مدينة التاريخ، يا حبيبة الشعر والشعراء، يا بيوت القصائد، يا أم الشرائع، ي

لبنان.. سيبقى في القلب

في اليوم الذي يتم فيه نشر هذا المقال، أكون على مسافة أيام قليلة من مغادرتي أنا وعائلتي لبنان سفيرا للمملكة العربية السعودية في بلد شقيق آخر هو باكستان. وهذه الأيام القليلة وما سبقها أجدها تجسد ما كتبه الفيلسوف اللبناني جبران خليل جبران «المحبة لا تعرف عمقها إلا ساعة الفراق».