د. علي عواض عسيري

د. علي عواض عسيري
سفير السعودية الأسبق لدى لبنان

السعودية وباكستان: علاقة فريدة... راسخة ودائمة

تربط كلاً من المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية علاقةٌ استثنائيةٌ نابعةٌ من الاحترام المتبادل بين الشعبين. وبالتالي، فإن تلك العلاقة محصنة ضد التغيرات القيادية في كلا البلدين. وقد استمرت هذه العلاقة في ترسيخ نفسها على مدى العقود الماضية في مجالات التعاون السياسي والأمني والاقتصادي والثقافي، وستضرب هذه العلاقة بجذورها بشكل أعمق في ظل قيادة ميان محمد شهباز شريف، رئيس وزراء باكستان المنتخب حديثاً، الذي يتمتع بشخصية قيادية كاريزمية مميزة. ومن المفترض أن يزور السيد شريف المملكة العربية السعودية قريباً لأداء مناسك العمرة، إلى جانب زيارة المسجد النبوي الشريف، في شهر رمضان المبارك.

سلام من القلب يا عروس المدائن

لن تغادرني أبداً سداسية المحبة والأخوة التي اعترتني عميقاً وأنا سفير المملكة العربية السعودية في لؤلؤة الشرق الأوسط بيروت لمدة تقرب من سبع سنوات، وهو ما دفعني ذات يوم إلى القول إن سجل العلاقة الأخوية التي تجمع بلدينا بأرقام لا تحصى ولكن بتوقيع من خمسة أحرف عزيزة: لبنان. اليوم من هنا من مدينة أبها في عسير، أقول لكِ سلام من القلب يا بيروت «يا ست الدنيا يا بيروت»، أيتها العروس الجريحة يا بيروت، وقد دمرك ودمر مشاعرنا انفجار الرابع من أغسطس (آب)، سلام حزين من هنا من المملكة العربية السعودية، حيث بكثير من التأثر والتفجع، أسمع أنين ذلك البحر الذي طالما غسل أقدام مدينة الحرف، وطالما شاهدته يلقي من سفا

يا بيروت التي تسكنني

أعرف أن أول طائرة في الجسر الجوي من الإغاثة الطبية والمساعدات، الذي أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بتسييره إلى لبنان بعد دقائق من حصول الانفجار المأسوي الكبير، الذي دمر المرفأ وحطم نصف حبيبتنا بيروت، أعرف جيداً أنه حمل معه قلوبنا الواجفة جميعاً، وألمنا ووجعنا العميقين، نحن جميعاً هنا في المملكة العربية السعودية، عندنا لبيروت ولبنان مكانة عميقة ووشائج تاريخية، تحتل مساحة واسعة أخوية وعميقة في مشاعرنا ومحبتنا، كما في قلقنا ووجعنا على العاصمة الرائعة المغدورة، التي طالما مثلت وستبقى عروس العرب. يا بيروت مدينة التاريخ، يا حبيبة الشعر والشعراء، يا بيوت القصائد، يا أم الشرائع، ي

لبنان.. سيبقى في القلب

في اليوم الذي يتم فيه نشر هذا المقال، أكون على مسافة أيام قليلة من مغادرتي أنا وعائلتي لبنان سفيرا للمملكة العربية السعودية في بلد شقيق آخر هو باكستان. وهذه الأيام القليلة وما سبقها أجدها تجسد ما كتبه الفيلسوف اللبناني جبران خليل جبران «المحبة لا تعرف عمقها إلا ساعة الفراق».