مسجد جولي في أربيل.. تاريخ وموائد رمضانية مجانية

مسجد جولي في أربيل.. تاريخ وموائد رمضانية مجانية

مع اقتراب غروب الشمس في مدينة أربيل باقليم كردستان العراقي خلال أيام شهر رمضان، يفتح مسجد "شيخي جولي" التاريخي بالمدينة أبوابه أمام الفقراء والنازحين استعدادا لتقديم طعام الافطار لهم.
فالمسجد يوفر وجبات افطار مجانية للمحتاجين طوال أيام شهر الصوم.
وبالاضافة الى من يتناولون افطارهم في المسجد يجلب عدد كبير من الأسر أوعية وآنية لتعبئتها بالارز واللحم والدجاج وأخذها للمنزل حيث يتناولون الطعام معا.
ويعتمد ذلك العمل الخيري الذي يديره المسجد منذ انشائه في عام 1883 ، على تبرعات الاُسر الثرية في صور نقدية أو عينية.
وقالت امرأة تشارك في تجهيز الطعام بالمسجد تُدعى جولبهار محمد "نأتي الى هنا يوميا في الساعة الثانية بعد الظهر. نطهو 100 دجاجة و140 كيلوجراما من الارز يوميا ونوزع كل الكمية على النازحين بالاضافة الى الناس الذين يحضرون للمسجد لتناول طعام الافطار".
وقال معتصم ضياء الذي يساعد في اعداد وتوزيع وجبات الافطار إن الطعام المجاني جزء من كرم ضيافة اربيل. مضيفا "أهل أربيل مشهورون بالخير والكرم ويجلبون خيرات ويوزعون هنا في الجامع على المهجرين كلهم. المهجرون من الفلوجة والموصل والرمادي ومن بقية المحافظات. وسوريون أيضا يأتون وايرانيون والفقراء الذين يشتغلون بأعمال البناء ايضا. حوالى 300 شخص يوميا يأكل هنا".
ومن بين المستفيدين من الخدمة الخيرية للمسجد نازح من الفلوجة يُدعى محسن محمد فيصل، الذي قال لتلفزيون "رويترز" "جامع شيخنا الجليل جولي يقوم بتوزيع الغذاء الى كافة النازحين في المنطقة مجانا. وخلال شهر رمضان تكون هناك مساعدات عينية ومادية وغذائية الى كافة النازحين الموجودين ضمن المنطقة التابعة لجامع سيدنا الشيخ جولي".
وأضاف أحد النازحين وهو من الفلوجة ويُدعى جميل هاشم "هذا جامع الشيخ جولي يعطينا خيرات رمضان وبشهر رمضان وبارك الله بهم وما قصروا. والله يعطونا كل شيء".
وتفيد الامم المتحدة بأن أكثر من ثلاثة ملايين عراقي شُردوا من ديارهم في أنحاء العراق منذ ان استولى متطرفو التنظيم على مدينة الموصل أكبر المدن في شمال العراق.
ووجهت المنظمة الدولية نداء أوائل شهر يوليو (تموز) لجمع نصف مليار دولار من المساعدات الدولية لمعالجة الأزمة الانسانية المتفاقمة في العراق والتي فجرتها محاربة التنظيم.
وأوضحت الامم المتحدة أنها تحتاج الى 497 مليون دولار لتغطية نفقات الايواء والاطعام لملايين النازحين العراقيين خلال الاشهر الستة المقبلة.