أكدت مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية أمس أن السفير ديفيد جوبرين، وطاقم السفارة في مصر سيعودون إلى القاهرة بعد أيام، وذلك بعد توصل أجهزة المخابرات في البلدين إلى تفاهمات أمنية لحماية السفارة وموظفيها، وفقاً لاتفاقية السلام الموقعة بين البلدين قبل نحو 40 عاماً.
وجاء هذا التطور بعد سلسلة لقاءات أمنية تمت طيلة الشهر الماضي، كان آخرها تلك التي جرت يوم الأحد الأخير، حيث وصل وفد من المخابرات الإسرائيلية إلى القاهرة، ووضع اللمسات الأخيرة على الترتيبات الأمنية مع رجال الأمن المصريين، ما أتاح إعادة فتح السفارة الإسرائيلية في مصر، التي كانت مغلقة منذ ثمانية أشهر.
وقال مسؤولون إسرائيليون إنه تم تحقيق تقدم خلال المحادثات، من شأنه أن يتيح عودة السفير جوبرين إلى القاهرة خلال الفترة القريبة. وحسب المسؤولين الكبار، فقد ضم الوفد الإسرائيلي مندوبين من قسم الحراسة في الشاباك (جهاز المخابرات العامة)، ولواء الأمن في وزارة الخارجية، حيث التقى هؤلاء مع نظرائهم في الاستخبارات المصرية العامة وجهاز الأمن الداخلي ومسؤولين آخرين. وأكدت المصادر الإسرائيلية ذاتها أنه «طرأ تقدم إيجابي خلال المحادثات، ومصر تعمل الآن على المصادقة على المطالب التي عرضتها الجهات الأمنية لدينا. وهناك حاجة الآن إلى قرار نهاني من قبل رئيس الشاباك ورئيس الحكومة حول موعد إعادة السفير في أقرب وقت ممكن».
ورفض عمانوئيل نحشون، الناطق بلسان الخارجية الإسرائيلية التعقيب بقوله إنه لا يعلق على مسائل تتعلق بحراسة السفارات الإسرائيلية، أو أمن المبعوثين في الخارج.
وشهدت الأسابيع الأخيرة اتصالات بين جهات أمنية إسرائيلية ومصرية حول الترتيبات الأمنية المطلوبة من أجل السماح للسفير وطاقمه بالعودة إلى القاهرة، شكت خلالها أوساط إسرائيلية من أن «المصريين لا يزالون يرفضون القيام بالخطوات الكفيلة بفتح السفارة». وفي هذا السياق طلبت النائبة كسانيا سباتلوفا، من «كتلة المعسكر الصهيوني» المعارضة في إسرائيل، إجراء نقاش حول هذا الموضوع، وكتبت في رسالة وجهتها إلى آفي ديختر، رئيس لجنة الخارجية والأمن، ورئيس اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية روبرت أليطوف، أوضحت فيها أنها قلقة إزاء تقليص العلاقات بين إسرائيل ومصر، ومن كونها تعتمد فقط على اتصالات بين عدد قليل من الضباط في الجانبين، وعلى المحادثات التي يجريها مبعوث رئيس الحكومة يتسحاق مولخو مع بعض الجهات القيادية في مصر، وقالت إن «عدم وجود سفير إسرائيلي يتم تفسيره من قبل الكثيرين كتنازل كامل عن السفارة في القاهرة، لأن عدم قدرته على دفع علاقات تجارية ودبلوماسية من هناك تترك الحلبة خاوية».
وقالت مصادر اطلعت على مجريات الجلسة التي انعقدت قبل أسبوعين إن ممثلي وزارة الخارجية أوضحوا أن عدم وجود سفارة لإسرائيل في القاهرة منذ ثمانية أشهر، يصعب جدا العلاقات بين البلدين، وقالوا إن الاتصالات بين وزارة الخارجية والحكومة المصرية تنحصر في المحادثات مع السفير المصري لدى إسرائيل وطاقمه، مشيرين إلى حدوث تراجع كبير في حجم العلاقات مع مصر، خارج المجال الأمني أيضا، وأنه لا يجوز جعل العلاقات مع مصر تتوقف على الموضوع الأمني فقط.
وأضافت المصادر أن مندوبي وزارة الاقتصاد والجيش الذين شاركوا في الجلسة أعربوا عن قلقهم إزاء وضع العلاقات مع مصر، ووافقوا على ضرورة العمل على إعادة فتح السفارة والعودة للتعاون السياسي والمدني والاقتصادي وليس الأمني فقط.
وقال مصدر آخر مطلع على تفاصيل الجلسة إن «رجال ديوان نتنياهو قالوا إن العلاقات الأمنية مع مصر جيدة، والجيش المصري وأجهزة الأمن المصرية تدير في كل الأحوال العلاقات الخارجية، لكن إعادة فتح السفارة مسألة مهمة، إلا أن العلاقات مع الجيش المصري أهم من ذلك».
سفير إسرائيل يعود إلى القاهرة بعد أيام
بعد توصل أجهزة مخابرات البلدين إلى تفاهمات لحماية السفارة وموظفيها
سفير إسرائيل يعود إلى القاهرة بعد أيام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة