السعودية تعيد تأكيد حقيقتها كحاضن تراثي وعمراني عالمي

في نشاط مكثف للهيئة العامة للسياحة والآثار.. داخل المملكة وعبر العالم

الأمير سلطان بن سلمان خلال حفل افتتاحه مؤتمر «الجزيرة العربية الخضراء» في أكسفورد ({الشرق الأوسط})
الأمير سلطان بن سلمان خلال حفل افتتاحه مؤتمر «الجزيرة العربية الخضراء» في أكسفورد ({الشرق الأوسط})
TT

السعودية تعيد تأكيد حقيقتها كحاضن تراثي وعمراني عالمي

الأمير سلطان بن سلمان خلال حفل افتتاحه مؤتمر «الجزيرة العربية الخضراء» في أكسفورد ({الشرق الأوسط})
الأمير سلطان بن سلمان خلال حفل افتتاحه مؤتمر «الجزيرة العربية الخضراء» في أكسفورد ({الشرق الأوسط})

في المملكة العربية السعودية، إحدى أعظم الحواضن الثقافية للتراثين العربي والإسلامي، توجد اليوم ديناميكية غير مسبوقة تتمثل بخطط الهيئة العامة للسياحة والآثار وأعمالها النشطة، ليس فقط لبناء «ثقافة عامة» تقدّر المخزون التراثي والأثري والعمراني والبيئي وتتعايش معه وتعتز به فحسب، بل لرعايته والكشف عنه، عبر الاستكشاف والتنقيب والتوثيق والعرض. وكانت كلية سانت جونز في جامعة أكسفورد البريطانية العريقة قد احتضنت يوم 2 أبريل (نيسان) الماضي مؤتمر «الجزيرة العربية الخضراء»، الذي استقطب لفيفا من علماء الآثار والبيئة من بريطانيا والمملكة العربية السعودية وعدد من دول العالم، وخصّص بهدف استكشاف العلاقة بين التاريخ البشري والتغير المناخي في الجزيرة العربية. وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، ألقى الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، كلمة شاملة تناول فيها العمق الحضاري للجزيرة العربية منذ حُقب ما قبل التاريخ، وتطرّق لتأثير التغيرات المناخية في أرض الجزيرة العربية التي كانت في فترة من فترات التاريخ مليئة بالبحيرات والبساتين والأنهار وشاهدا على الحضارات ومساهما فيها. ثم، قرب أواخر الشهر الماضي، افتتح الأمير سلطان بن سلمان في متحف نيلسون - آتكينز للفنون، المتحف المرموق بمدينة كنساس سيتي في القلب الجغرافي للولايات المتحدة الأميركية، معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور»، وذلك في محطته الرابعة داخل الولايات المتحدة، علما بأنه يمتد لثلاثة أشهر.

* السعودية قِبلة سياحية
اليوم المملكة العربية السعودية تطرح نفسها على العالم قِبلة سياحية وتراثية عالمية متميّزة. ولئن كان من الظلم القول إنها «تكتشف ذاتها»، فهي هذه الأيام بهمّة الهيئة العامة للسياحة والآثار تطلّ على العالم بثقة متجدّدة، والكثير الكثير مما تزخر بها أرضا وتاريخا وتراثا. ثم إذا كان لا بد من الإقرار بأن تعرّف العالم إلى مختلف ثروات السعودية السياحية والأثرية، في خضمّ الفورة النفطية والاقتصادية وواجب الاهتمام بالمرافق الدينية، تأخّر بعض الشيء، فإن النشاط اللافت للهيئة يعوّض اليوم ما فات، وبسرعة وإصرار ملحوظين.
في الكلمة التي ألقاها الأمير سلطان بن سلمان في أكسفورد مطلع أبريل الماضي، فإنه حرص على عرض جوانب غاية في الأهمية بالنسبة للهوية التراثية والثقافية للسعودية. وكشخص حضر افتتاح مؤتمر «الجزيرة العربية الخضراء»، الذي نظمته الهيئة بالتعاون مع كل من جامعة أكسفورد وجامعة الملك سعود، كان الجانب الديني هو الأهم والأكثر وقعا عند المستمع الأجنبي. فأمام جمهور كبير بعضه جاء مشكّكا في قدرة السعودية على الجمع بين استثمار إرثها الأثري الضخم والاستفادة منه وبين التزامها بتقاليدها الإسلامية، تناول الأمير سلطان البُعد الديني بعمق وإسهاب بصورة معبّرة تستفزّ المستمع وتحثه على مراجعة فرضيّات وأوهام استقرت طويلا مخيلته.
قال الأمير سلطان في نص كلمته في تلك الأمسية «يشكّل مشروع (الجزيرة العربية الخضراء)، الذي تعمل عليه الهيئة العامة للسياحة والآثار من خلال فرق علمية سعودية تساندها فرق من علماء الآثار من مراكز بحثية مرموقة عالميا، عنصرا مهمّا في مشروع أكبر هو مشروع (الملك عبد الله للعناية بالتراث الحضاري) الذي صدرت موافقة مجلس الوزراء السعودي الموقّر عليه منذ أسابيع قليلة، والهادف لإعادة الاعتبار للآثار والتراث الوطني، ودراستهما وفهمهما وربط المواطنين بهما، بوصفهما صفحات مشرقة لتاريخنا المشرق والذي توجه شروق شمس الإسلام فيه وفي أرضه متنزّل الكتاب ومنها مبعث الرسول - صلى الله عليه وسلم - وعلى أرضها الحرمان الشريفان. وهو ما يمثل أهم قيمة يتمسّك بها مواطنو هذه البلاد، ويفخر بها سكان الجزيرة العربية منذ القدم، وكذلك العناية بمواقع الآثار وشواهد الحضارات السابقة، التي أعقبها الإسلام وأظهر عليها، ولم يهمشّها أو يهدمها، بل احترمها وأبقاها ليستمر الفهم وتتصل العبرة».
ومن ثم، شرح الأمير سلطان ما وصفه بـ«محاولة فهم الترابط بين المكوّنات الأساسية التي تُعرف بها المملكة العربية السعودية عالميا، إذ إنها مهد الإسلام، والقوة الاقتصادية التي جعلتها ضمن أعظم عشرين اقتصادا عالميا، وهي الثقل السياسي في المنطقة، غير أن فهم هذه الأبعاد ومنطلقها، وأسباب استمرارها، يرتبط بمعرفة الجذور التاريخية والتراثية لهذا المجتمع من خلال استقراء الشواهد الأثرية الباقية، ليتضح لنا أن هذه السمات لم تبرز من فراغ، ولم تطرأ مؤخرا، بل لكل منها جذوره التي تجعل منه أمرا متوقعا، وتساعد على إدراك الترابط العميق في ما بينها. وباختصار، لكي نفهم جميع سِمات شبه الجزيرة العربية، يجب علينا الابتداء من تاريخها العريق». وانطلق ليشرح ما عرّفه بـ«المكوّن الإسلامي»، فقال «يمثل الإسلام المحوَر الأساسي الذي قامت عليه بلادنا، والذي حصل حوله التوافق لقيام الدولة الحديثة، والأساس الذي تستمر الدولة قائمة به، وهو الدين الذي نزل في هذه البقعة من الجزيرة العربية، لينتشر منها إلى العالم، متخطيّا مناطق استوطنتها حضارات أخرى، ليصبح اليوم واحدا من أسرع الأديان نموا، وقدرة على التعايش عبر العصور وبمرور الأزمنة والمتغيّرات الحياتية؛ لما يتّسم به من مرونة وشموليّة وضعها الخالق سبحانه في الدين الخاتم للأديان والباقي إلى قيام الساعة..».
وتابع موضحا البعد التكاملي، فقال «وعلى الرغم من أن القيم الإسلامية لصيقة بنا، ونعيشها في حياتنا باعتزاز، فإن علينا التنبّه إلى أن الإسلام لم يأت من فراغ، بل قامت أسسه ومبادئه على قيم عالية تتشارك في جوهرها مع الحضارات الأخرى التي في أصلها تنبني على التوحيد ومعالي الأخلاق مع تتميمها، وهو ما ذكره النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الشريف (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، فاكتملت منظومة القيم وتهذبت بالإسلام الخالد، وازدهرت في ثنايا مجتمع متنوع ثقافيا، مما يوحي بشكل صريح بوجود سابق لقيَم أخلاقية. وبالتالي، جاء ظهور الإسلام على أناس تمتّعوا بنظام من القيم والأخلاق، كما اعترف الإسلام بحضارات شبه الجزيرة العربية العظيمة واحترم الديانات التي سبقته بنفس السياق الذي عمّق فيه القيم العربية النبيلة الموجودة. ونحن المسلمين نؤمن بأنه لكي يكون المرء صحيحَ الإسلام، يتوجّب عليه الإيمان بجميع الرسل والأنبياء عبر العصور - مثل إبراهيم وموسى وعيسى عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام، إذ يقول الله تعالى في كتابه العزيز: (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيّون من ربّهم لا نفرّق بين أحد منهم ونحن له مسلمون) صدق الله العظيم».
ولقد بزغ الإسلام في وقت فائق الأهمية، وفي مكان حافل بالأهمية هو مكّة المكرمة التي كانت تمثل قوة اقتصادية فريدة ومركزا روحيا وثقافيا في شبه الجزيرة العربية، حيث تكوّنت أهميتها لوجود الكعبة المشرفة التي قام النبي إبراهيم - عليه السلام - ببنائها قبيل ما يقرب من 24 قرنا قبل بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - لتصبح مقصد الحجاج وملتقى لقوافل التجارة جرّاء ذلك}.
ولقد أسهمت مواسم الحج منذ ذلك الوقت في ترسيخ مكانة مكة كمركز ثقافي واقتصادي في قلب خطوط التجارة وجموع الحجيج الذين يفدون لمكة المكرمة ويخرجون منها.
وبعدها تطرق الأمير سلطان بن سلمان إلى المكوّن الاقتصادي، فأشار إلى الموقع الجغرافي الاستراتيجي المهمّ لشبه الجزيرة العربية، لا سيما محطاتها العديدة على طرق التجارة والقوافل، حيث جرى نقل السلع والبضائع والمواد الأولية، منذ الأزمان الغابرة، مما أهّلها لتكون في صلب محاور الحضارات والنشاط الاقتصادي. وشرح أن وفرة الكنوز والأدوات الأثرية التي يُعثر عليها في عمليات الاستكشاف والتنقيب الجارية تؤكد أهمية موقع شبه الجزيرة العربية الاستراتيجي في قلب الحضارات والنظم الاقتصادية. وأشار إلى ما وصفه بـ«الاكتشافات المذهلة التي حصلت في قطاعات الفنون والنحت والمجوهرات والمنشآت والتي تظهر وجود مستوى راق من الصناعات الحرفية التي تؤكد وفرة الثروات على نطاق واسع.. لذا، ففي وسع المرء أن يقول إن منطقة شبه الجزيرة العربية كانت غنية لحقب طويلة قبيل اكتشاف النفط». وحول هذا المكوّن جرى التركيز في معرض كنساس سيتي على مكانة شبه الجزيرة العربية التجارية والحضارية والثقافية المتميزة في العالم القديم، وبالذات الطرق التجارية القديمة، التي اجتازت شبه الجزيرة العربية، فكانت حاضنة فعلية للثقافات الإنسانية المختلفة عبر العصور.

* البعد البيئي
وبعد كلمة الأمير سلطان بن سلمان، أضاف المتكلمون في أكسفورد خلال جلسة الافتتاح معلومات علمية تفصيلية، لعل أهم ما فيها كشف مستفيض عن الجوانب البيئية والجيولوجية. ولقد أعلن البروفسور مايك بتراليا، رئيس فريق جامعة أكسفورد في «مشروع البعثة السعودية البريطانية للتنقيبات الأثرية» العاملة في السعودية، عن نتائج اكتشافات لفريق الجامعة في عدد من المواقع الأثرية بالمملكة، منها اكتشاف قطعتين يعتقد أنهما من ناب لفيل ضخم يصل طولهما معا إلى مترين ونصف المتر، وهما لفصيلة منقرضة تعرف باسم «الفيلة المستقيمة الأنياب»، وذلك في أحد أماكن صحراء النفود بشمال السعودية، وعن العثور أيضا على مفصل عظمي لفيل في المكان نفسه. كذلك عرض في المناسبة حصيلة بحث سويسري نشر العام الماضي يقدّر عمر الطبقات الرملية في تلك المنطقة من صحراء النفود بـ325 ألف سنة، وهي معلومة اعتمد عليها فريق جامعة أكسفورد لتحديد عمر ناب الفيل ومفصله.
وحسب بتراليا فإن القطع المكتشفة «هي أول اكتشافات الفريق في هذا الموقع منذ بدأ التنقيب العام الماضي». وخلص الفريق العلمي إلى أن وجود فيلة في هذا المكان من العالم يعني أن المنطقة كانت في الماضي السحيق خضراء غنية بالنباتات والأعشاب ولحاء الأشجار التي يعيش عليها الفيل، قبل أن تؤدي التغييرات المناخية والجيولوجية المتتالية التي مرت على شبه الجزيرة العربية عبر عصور طويلة إلى إحداث تغييرات بيئية أثرت في نمط استيطان الإنسان وهجراته عبر قارات العالم القديم. وكشف المشروع حتى الآن عن آثار لمئات البحيرات والأنهار والغابات والكائنات التي كانت تعيش في غابات شبه الجزيرة، وعن البيئات القديمة التي نشأت فيها وحولها عدة حضارات متعاقبة.

* اقتراح جاك شيراك
على صعيد آخر، ولدت فكرة معرض «روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور» بناءً على اقتراح من الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك خلال مشاركته خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في افتتاح معرض «روائع من الفنون الإسلامية»، الذي نظمته الهيئة العامة للسياحة والآثار، في المتحف الوطني بالرياض يوم 6 مارس (آذار) 2006. ومن ثم بدأ المعرض جولة عالمية له الغاية منها توفير فرصة لإطلاع العالم على الآثار الوطنية للمملكة العربية السعودية، وما تزخر من الثروات الحضارية والتاريخية التي لم يتح لكثيرين التعرف إليها. وجاءت فكرة انتقال المعرض من دولة لأخرى تنفيذا لتوجيهات المقام السامي بشأن انتقاله بين عدد من المتاحف الشهيرة في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية. ويجري عبر المعرض الجوّال عرض عدد كبير من القطع الأثرية المتنوعة، وفي كنساس سيتي تعرض 320 قطعة أثرية من التحف المعروضة في المتحف الوطني بالرياض ومتحف جامعة الملك سعود وعدد من متاحف المملكة المختلفة. كذلك بين المعروضات قطع عثر عليها في التنقيبات الأثرية الحديثة تمتد زمنيا من العصر الحجري القديم (مليون سنة قبل الميلاد) وحتى عصر النهضة السعودي، وتمر هذه الفترة الطويلة بالعصور الحجرية، ثم بفترة العُبَيْد (الألف الخامس قبل الميلاد) ففترة دلمون، ففترة الممالك العربية المبكرة، ثم الممالك الوسيطة والمتأخرة، ففترة العهد النبوي، ثم فترتي الدولة الأموية والعباسية، والعصرين الإسلامي الوسيط والمتأخر، وأخيرا عهد توحيد المملكة العربية السعودية، وما تلاها من تطور وازدهار. ولقد استضاف متحف اللوفر بباريس أول معرض جوّال، وتلته المعارض التي استضافتها مدينة برشلونة في إسبانيا، وبطرسبورغ في روسيا، والعاصمة الألمانية برلين، فالعاصمة الأميركية واشنطن، ثم مدينة بتسبورغ الأميركية، فالعاصمة الإيطالية روما، فمدينة هيوستن الأميركية، وأخيرا مدينة كنساس سيتي.

* السعودية على قائمة التراث العالمي
غير أن هذا الاهتمام يأتي في سياق طيف واسع من الاهتمامات التي أسهمت حتى الآن في إدخال مَعلَمين أثريين - عمرانيين على قائمة منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة (اليونيسكو) للتراث العمراني العالمي، وجار العمل على تأهيل معلم ثالث للحاق بهما.
الموقعان السعوديان المُدرجان حاليا على قائمة «اليونيسكو» هما: مدائن صالح (الحجْر) التي أدرجت على القائمة عام 2008، والدّرعية القديمة (حي الطريف) في محيط العاصمة السعودية الرياض التي أدرجت عام 2010، وثمّة موقع ثالث مرشح لدخول القائمة هو جدة القديمة (البلد) في مدينة جدة عروس البحر الأحمر. ومن المتوقع إجراء لجنة التراث العالمي في «اليونيسكو»، خلال دورة تصويتها الـ38 يوم 25 يونيو (حزيران) المقبل، للبت بأمر الترشيحات الجديدة، ومنها ترشيح جدة القديمة. وفي سبيل تحسين فرص قبول جدة القديمة، رُصد مبلغ 50 مليون ريال سعودي (13 مليون دولار أميركي) لترميم وتحديث طرق «البلد» وأبنيتها وإنارتها. وكان قد أنجز حتى الآن ترميم 18 مبنى وفق موقع اليونيسكو الرسمي، وحوّل أحدها إلى فندق تراثي. ومن جهة ثانية، تخطط بلدية جدة لتجديد 34 مبنى من مباني «البلد» البالغ عددها نحو 350 مبنى، علما بأن أكثر من 200 مبنى دمرتها سيول وحوادث مختلفة.

* مدائن صالح
أو مدائن صالح، أو مدينة الحِجْر، موقع أثري لافت في شمال السعودية، يتبع محافظة العُلا التابعة بدورها لمنطقة المدينة المنورة. وكان للحِجْر مثلها مثل مواقع عدة في شبه الجزيرة العربية مكانة استراتيجية مهمّة على طريق القوافل التجارية الرابط بين جنوب شبه الجزيرة وبلاد الرافدين (العراق) وبلاد الشام ومصر. ووفق المراجع التراثية فإن الحِجْر هي ديار ثمود - إحدى قبائل العرب البائدة - وموقعها في وادي القرى بين المدينة المنورة وتبوك. ويتموضع الموقع الأثري البديع على بعد 22 كم شمال شرقي مدينة العُلا (ديدان التاريخية). ولقد كانت العُلا أو ديدان عاصمة لمملكة عربية قديمة لقبائل معينية وثمودية، هي مملكة لحيان، أو ديدان، التي ازدهرت في فترتين طويلتين نسبيا، الأولى بين 2000 و1700 قبل الميلاد، والثانية بين 1300 و900 قبل الميلاد، ثم لفترة ثالثة أقصر بين 107 و150 ميلاديا.
والثابت أن في العُلا آثارا لحيانية يقدّر بعض الأثريين أن أقدمها يعود إلى 1700 قبل الميلاد، استنادا إلى الكتابات المكتشفة. وأما مدينة الحِجْر - أو مدائن صالح - فتضم آثار المعينيين والتجار الثموديين الأوائل الآتين إلى شمال شبه الجزيرة العربية من جنوبها.
من ناحية أخرى، يرى أثريون آخرون أن الأنباط هم حقا أول من استوطنوا الحِجْر وعمّروها. وكان الأنباط قد أسّسوا مملكة كبيرة امتدت أراضيها من عاصمتهم البتراء - أو سلع - في جنوب الأردن (اليوم) شمالا إلى الحِجْر (مدائن صالح) جنوبا، ويذكرون أن أقدم دليل يشير إلى وجود الأنباط فيها يعود إلى القرن التاسع الميلادي. ووفق المراجع التاريخية والأثرية أسّس الأنباط مملكتهم في مدينة سلع المسماة حاليا بالبتراء. وبعدها سيطروا على طريق التجارة القديم المتجه جنوبا، فأسسوا عاصمتهم التجارية الحِجْر. ولكن الأنباط واجهوا بعد ذلك عددا من المشاكل السياسية والاقتصادية، أخطرها مع الإمبراطورية الرومانية، كما عانوا من أزمة بيئية أدت إلى انهيار دولتهم في أعقاب اكتشاف الرياح الموسمية في القرن الأول قبل الميلاد التي أدت إلى اعتماد الدول وأصحاب القوافل التجارية نقل بضائعهم عن طريق البحر الأحمر، فخسرت الحِجْر مكانتها كمحطة على طريق القوافل تأخذ الجبابات منها. واليوم تظهر في موقع مدائن صالح - أو الحِجْر - بقايا روائع هندسية بديعة نحتا في الصخر وحفرا في الأرض، إذ يوجد 131 قبرا ضخما منحوتا على صخور واقفةٍ بغباء منفردةٍ وسط الرمال، إلى جانب جزر من صخور الحجر الرملي المتحللة التي تآكلت وتموّجت فغدت منحوتات طبيعية رائعة. وكما سبقت الإشارة، في 2008 أدرجت اليونيسكو موقع مدائن صالح على قائمة مواقعها للتراث العالمي فكان أول موقع في السعودية يُضم إلى القائمة. وأما أبرز آثار الموقع وأجملها على الإطلاق فهي: قصر الصانع، وجبل اثلب، وقصر البنت، والقصر الفريد.

* جدة التاريخية
أما في ما يخص مدينة جدة، التي يعود تاريخها إلى عصور ما قبل الإسلام، فإنها تمتعت بمكانة مهمة عبر ‏الحضارات ‏المختلفة، بيد أنها في بدايات العصر الإسلامي عاشت ‏نقطة تحوّل كبيرة عندما ‏اتخذها الخليفة ‏الراشد الثالث عثمان بن عفان - رضي الله عنه - ميناءً لمكة ‏المكرمة عام 26هـ/ ‏‏647م، ومن ‏تلك الفترة اكتسبت مدينة جدة بعدها التاريخي الإسلامي ‏الذي جعلها واحدة من أهم ‏المدن الواقعة ‏على شاطئ البحر الأحمر، وبوابة للحرمين الشريفين.‏ وبالتالي، نظرا لقيمتها التاريخية والعمرانية، لا سيما لجانب ما تضمه من نماذج للطراز العمراني المتميز لحوض البحر الأحمر، جاء حرص الهيئة العامة ‏للسياحة والآثار على إدراج ملف «جدة التاريخية» للتصويت عليه من قبل لجنة التراث ‏العالمي في «اليونيسكو» لوضعها بقائمة التراث العالمي، وهو ما تحقق بالفعل، إذ سيصوّت إدراجها خلال يونيو المقبل. وفق سجلات الهيئة، تضم «جدة التاريخية» - أو «البلد» - عددا من المعالم والمباني الأثرية ‏والتراثية ‏المهمة، أبرزها ‏المساجد التاريخية ذات الطراز المعماري الفريد، مثل: مسجد عثمان ‏بن ‏عفان، ومسجد ‏الشافعي (الجامع القديم)، ومسجد الباشا، ومسجد عكاش، ومسجد المعمار، وجامع ‏الحنفي، ‏والسور التاريخي ‏الذي شيّد معززا بالقلاع والأبراج والمعدات العسكرية ‏ليكون ‏حصنا منيعا يحمي ‏المدينة من هجمات الطامعين والسفن الحربية التي تغير على المدينة ‏عن ‏طريق البحر. كذلك يتجلى التراث العمراني في حارات «البلد» التاريخية، بالإضافة إلى أسواقها التي تتميز بطابعها الخاص الذي جعلها مختلفة ‏عن ‏الأسواق ‏المشابهة في غيرها من المدن.‏

* قرية الفاو.. من أبرز المشاريع التراثية
من أبرز المواقع التي تهتم بها الهيئة العامة للسياحة والآثار حاليا قرية الفاو. و«القرية» تقع على بعد نحو 700 كم ‏جنوب غربي العاصمة السعودية الرياض ونحو 150 كم جنوب شرقي الخماسين بوادي الدواسر، ‏وهي تطل على الناحية الشمالية الغربية للربع الخالي في نقطة تقاطع وادي الدواسر بسلسلة ‏جبال طويق عند ثغرة في الجبل يطلق عليها الفاو.
من الناحية التاريخية كانت الفاو عاصمة لدولة كندة، الدولة التي كان أحد ملوكها والد الشاعر العظيم امرئ القيس، ولعبت دورا كبيرا في تاريخ شبه الجزيرة العربية لمدة ‏تزيد على خمسة قرون، كذلك كانت مركزا تجاريا مهما وملتقى قوافل تحمل المعادن والحبوب ‏والنسيج، وكانت عامرة بالمساكن والمخازن والحوانيت والفنادق، وبها أكثر من 17 بئرا، ‏واشتغل أهلها بالتجارة والزراعة‎. ولقد ساعدها على تأكيد أهميتها التجارية والعمرانية تموضعها على الطريق التجاري القديم ‏المعروف بطريق نجران - الجرهاء. ويعتبر موقعها من أهم المواقع الأثرية على مستوى الجزيرة العربية إن لم يكن على ‏مستوى العالم، لما يجسّده من مثال حي للمدينة العربية قبل الإسلام بكل مقوّماتها من ‏مساكن وطرقات وأسواق ومقابر وآبار. ‏وهو يعجّ بالعديد من المعالم الأثرية، إذ يحتضن عددا وافرا من التلال الأثرية ‏المنتشرة في الموقع، والقصر والسوق.
كذلك عُثر في الموقع على مجموعة من المجسّمات ‏البرونزية التي أعطت بُعدا حضاريا جديدا، إضافة إلى المقابر المتنوّعة في أشكالها، ‏والكتابات التي وجدت بالحرف الجنوبي المُسنَد، كما عثر على قطع أثرية في ‏الموقع جارٍ ترميمها حاليا بالإضافة إلى القطع التي تُعرَض في معرض ‏«روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور».

* الدِّرعية التاريخية
* الدِّرعية التاريخية واحة من واحات وادي حنيفة في نجد استقطبت الاستقرار الحضري منذ أقدم العصور، وتحتل منطقة انعطاف وادي حنيفة مكونة منطقة العوجاء الاسم التقليدي الذي عُرفت به الدرعية. وتتميز الدرعية، الواقعة ضمن محيط مدينة الرياض الكبرى، بمناظر طبيعية بيئية جميلة، ومنها شعاب وأراض خصبة، يبرز من مغانيها الحضرية الدور وأنظمة الري والقنوات والأنفاق.
تحمل الدرعية اسم مكان نسب لأهله، هو حصن الدروع، والدروع، وفق المراجع والمصادر التاريخية، قبيلة استوطنت وادي حنيفة وحكمت الحجر والجزعة، ودعا أحد حكامها «ابن درع» ابن عمه مانع المريدي - من عشيرة المردة من بني حنيفة - للقدوم من عروض نجد إلى مرابع وادي حنيفة، وسكن القادمون ما بين غصيبة والمليبيد. وبتاريخ قدومهم يؤرخ لتأسيس الدرعية عام 850هـ/ 1446م. ومن ثم، سرعان ما احتلت الدرعية الصدارة على الطريق التجاري من شرق شبه الجزيرة العربية إلى غربها، إضافة إلى تحكّمها بطريق الحج إلى مكة المكرمة، وهكذا امتد سلطانها على عدد من قرى وادي حنيفة، وبلغ نفوذها إلى ضرماء في الجهة الغربية من جبل طويق وإلى أبا الكباش شمال الدرعية. ومع ظهور دعوة الإصلاح في ربوعها - بعدما احتضن حاكمها الأمام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى (1157-1233هـ/ 1788-1818م) دعوة الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب - فتحت صفحة جديدة في تاريخ الدرعية، فغدت أقوى مدينة في نجد، وقوي مركزها السياسي والعسكري والديني وتدفقت عليها الثروة، وتقاطر التجار على أسواقها فصارت منارة للعلم والتعليم وتوافد عليها طلبة العلم من جميع الأقطار. ولم يطل الوقت حتى خضعت لنفوذ الدرعية معظم أجزاء شبه جزيرة العرب.
ولكن في إطار اهتمام الدولة بالدرعية التاريخية صدر الأمر السامي رقم 528/م بتاريخ
17/6/1429هـ بالموافقة على أن تتولى الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض مسؤولية تطوير الدرعية عبر لجنة عليا برئاسة الأمير سلمان بن عبد العزيز وعضوية عدد من المسؤولين في الجهات ذات العلاقة. وشمل برنامج تطوير الدرعية التاريخية القرى والأحياء بالضفة الشرقية من الوادي ومنها: غصيبة والظهرة والظويهرة والبجيري والمليبيد، وبالضفة الغربية حي الطريف وما يتصل به من روافد الوادي وشعابه، ويشمل النطاق الجغرافي حدود الدرعية في أوج ازدهارها في عهد الدولة السعودية الأولى. ويجري العمل في تنفيذ هذا المشروع بالشراكة بين الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض والهيئة العامة للسياحة والآثار ومحافظة الدرعية وبلدتها. ثم بتاريخ 19/7/1427هـ صدر الأمر السامي الكريم رقم (5455/م.ب) القاضي بتكليف الهيئة العامة للسياحة والآثار بالعمل على تسجيل موقع حي الطريف بالدرعية ضمن قائمة التراث العالمي لدى اليونيسكو. وبالفعل، قدمت الهيئة موقع حي الطريف بالدرعية ضمن القائمة الأولية للمواقع المراد تسجيلها بقائمة التراث العالمي بتاريخ 24/9/1427 هـ الموافق 16/10/2006 م. وجرى تسجيل موقع حي الطريف بالدرعية التاريخية ضمن قائمة التراث العمراني العالمي باليونيسكو يوم السبت 19/8/1431هـ الموافق 31/7/2010م.



«نيرفي»... تحفة فنية إيطالية وادعة على المتوسط

نيرفي منطقة سياحية جميلة في إقليم ليغوريا (أدوبيستوك)
نيرفي منطقة سياحية جميلة في إقليم ليغوريا (أدوبيستوك)
TT

«نيرفي»... تحفة فنية إيطالية وادعة على المتوسط

نيرفي منطقة سياحية جميلة في إقليم ليغوريا (أدوبيستوك)
نيرفي منطقة سياحية جميلة في إقليم ليغوريا (أدوبيستوك)

الصفات المشتركة التي تربط ما بين مدن إيطاليا وأرجائها كافة هي الجمال وروعة الطبيعة ولذة الطعام، لكن إذا أردنا التعرف على الفوارق فهي كثيرة؛ وذلك لأن لكل مدينة وقطاع في إيطاليا نكهتها الخاصة. لروما ألقها، فيها تشتم رائحة التاريخ قبل رائحة البيتزا، وفي مناطق الشمال تختلف المناظر ويختلف المطبخ، وفي صقلية تشعر وكأنك في بلد عربي وتتذوق نكهة الشرق في أطباقها... ولائحة الفوارق تطول.

ساحة جنوا وتمثال يجسّد أزمة المهاجرين في أوروبا (الشرق الأوسط)

رحلتنا الأخيرة إلى إيطاليا هذه المرة بدأت من جنوا (Genova) التي تعدّ واحدة من أهم المدن الإيطالية تاريخياً وثقافياً، وتقع إلى شمال غربي إيطاليا على الساحل الليغوري؛ فهي مهد كريستوفر كولومبوس وموطنه بحيث يعتقد بأن المستكشف الشهير وُلد فيها أو بالقرب منها، وهذا الأمر يعطي هذه المدينة مكانة بارزة في تاريخ الاستكشاف.

كامولي من مدينة لصيادي الأسماك إلى وجهة سياحية رائعة (الشرق الأوسط)

ومن جنوا وعلى بعد نحو عشرين دقيقة بالسيارة وصلنا إلى منطقة نيرفي Nervi، حيث حططنا رحالنا لتكون هذه المنطقة نقطة اكتشاف أهم الوجهات السياحية القريبة وعلى رأسها منطقتا «سانتا مارغاريتا» ومرفأ «بورتو فينو» و«جنوا» و«كامولي».

يتميز كابيتولو ريفييرا بأثاثه الإيطالي الجميل (الشرق الأوسط)

أما عنوان الإقامة، فكان في أجدد فندق من فئة بوتيك وتكلله 5 نجوم، يستمد من الريفييرا الإيطالية اسمه ومن الذوق الإيطالي تصميمه، اخترنا «كابيتولو ريفييرا» Capitolo Riviera؛ لأنه عنوان إيطالي بامتياز ويتمتع بموقع مميز مباشرة على البحر وعلى بعد دقيقة مشي فقط من محطة القطار التي تساعدك على التنقل في جميع أرجاء ليغوريا براحة وسرعة تامة.

جنوا مدينة كريستوفر كولومبوس (الشرق الأوسط)

كابيتولو ريفييرا هو ثمرة جهد دام لأكثر من أربع سنوات لترميم وتغيير ملامح المبنى الذي كان في الماضي فندقاً أيضاً، لكن المالكين الجدد للمشروع من بينهم الرئيس التنفيذي باولو دوراغروسا وزوجته اللبنانية سابين غنطوس غيَّروا معالمه بشكل تام ليكون عنواناً راقياً ومميزاً في قطاع ليغوريا، لدرجة أن كل من زاره علق بأنه عنوان لا يوجد له منافس في تلك المنطقة نسبة للمفردات الإيطالية الراقية فيه المتمثلة بالديكور الإيطالي التي تعبق منه رائحة الجلد الطبيعي والأثاث المصمم خصيصاً للفندق من ماركة (تاكيني) و«ترو ديزاين» و«كاسينا» والبهو المفتوح والعصري والحديقة الخارجية وبركة السباحة التي تطل على المركز الصحي الذي تم حفره تحت الأرض بشكل يتناغم مع باقي أرجاء الفندق المؤلف من 37 غرفة.

الحدائق المحيطة بكابيتولو ريفييرا على الساحل الليغوري (الشرق الأوسط)

عندما تصل إلى المدخل يستقبلك فريق العمل بزي موحد وبتصميم جميل يتناغم مع ألوان اللوبي المميز بجدرانه وأسقفه الخرسانية والتي تركها مصمم الديكور مكشوفة ومن دون طلاء لتعطي نوعاً من الحداثة وتبث روحاً يانعة في المكان. الموظفون يتقنون لغات عدة بما فيها العربية ليكون التواصل أسهل بالنسبة للزوار من منطقة الشرق الأوسط.

اختيار هذا الفندق يناسب السياح الذين ينوون السفر من منطقة إلى أخرى في إيطاليا لأنه يقع في وسط مناطق سياحية عدّة قريبة يسهل الوصول إليها عن طريق السيارة أو القطار.

جنوا مدينة تاريخية عريقة (الشرق الأوسط)

وتقول سابين غنطوس إن الصعوبة كانت في بذل جهد كبير لخلق مشروع أنيق وبالوقت نفسه صديق للبيئة؛ ولهذا لا يوجد أي أثر للبلاستيك في الفندق وتم التركيز على خلق واحة خضراء تبدأ من بهو الفندق الرئيسي لتكون مرآة للمساحة الخارجية المليئة بالخضرة والأشجار، وأضافت غنطوس بأن المصاعب التي واجهتها مع زوجها باولو منذ بداية المشروع إلى جانب مستثمرين هو الحفاظ على هوية وكيان المبنى مع القيام بتوسيعه وحفر طابق إضافي تحت الأرض تم تحويله مركزاً صحياً وسبا وغرفاً للعلاجات مع مخرج مباشر إلى الحدائق وبركة السباحة.

البهو الرئيسي في كابيتولو ريفييرا (الشرق الأوسط)

ويضم الفندق أيضاً مطعماً مميزاً يطلق عليه اسم «بوتانيكو» Botanico يشرف عليه الشيف الإيطالي جيوفاني أستولفوني ويقدم فيه الغداء والعشاء، وأطباقه إيطالية تقليدية مع لمسة عصرية جداً، الأمر واضح من طريقة التقديم والوصفات التي يشدد فيها الشيف على الألوان، فلا تفوت على معدتك فرصة تذوق الريزتو مع البيستو الأشهر في جنوا المزين بالزهور القابلة للأكل التي تزرع في حديقة الفندق.

كامولي الشهيرة بأبنيتها الملونة (الشرق الأوسط)

الغرف تختلف فيما بينها من حيث الديكور والحجم، لكنها كلها تحمل نفس توقيع شركة تصميم الأثاث الإيطالية وتتمتع بشرفات تطل على الحديقة وبركة السباحة التي تصدح في أرجائها أنغام الموسيقى الإيطالية الكلاسيكية لتعطي المكان رونقاً جميلاً يلفّ بظلال شجرة وارفة تتمركز في الوسط وتدور حولها حركة الضيوف والأثاث الخارجي.

أجمل ما يمكن أن تقوم به هو المشي بين ثنايا ممرات الشاطئ «باسيجياتا دي نيرفي» الممتدة على طول الساحل، حيث تستطيع الاستمتاع بإطلالات رائعة على البحر المتوسط، وفي نهاية هذا الممشى تصل إلى مرفأ نيرفي الصغير، القريب من المحال الصغيرة التي تبيع الأجبان محلية الصنع والبوتيكات المتخصصة ببيع الألبسة الإكسسوارات الإيطالية.

مرفأ كامولي في ليغوريا (الشرق الأوسط)

ماذا تزور في نيرفي؟. حدائق نيرفي (Parchi di Nervi) تحتوي على مجموعة من الحدائق الجميلة التي تطل على البحر، مثل حديقة نيرفي (Giardino di Nervi) وحديقة سونيرمو.

. فيلا دوريا بوندام (Villa Doria Pamphili) قصر تاريخي يعود إلى القرن السابع عشر، تحيط به حدائق واسعة. يمكن للزوار استكشاف المعمار الرائع والاستمتاع بالمشاهد الجميلة.

. كنيسة سانتا مارغريتا (Chiesa di Santa Margherita) كنيسة تاريخية جميلة تقع في قلب نيرفي. تتميز بتصميمها المعماري الفريد وتفاصيلها الجميلة.

. حديقة ميوسي (Parco della Musica) تقدم حفلات موسيقية ومناسبات ثقافية، وهي مكان رائع للاسترخاء والاستمتاع بالطبيعة.

جنوا مدينة مليئة بالممرات الضيقة والمحال التجارية الصغيرة (الشرق الأوسط)

ماذا تزور في جنوا؟

. تقع جنوا القديمة (Genova Vecchia) على بعد مسافة قصيرة بالسيارة أو القطار، يمكنك زيارة المعالم التاريخية مثل الكاتدرائية (Cattedrale di San Lorenzo) وقصر دوكال (Palazzo Ducale).تلقب بـ«لا سوبيربا» La Superba، والذي يعني «المتكبرة» أو «المهيبة»؛ وذلك بسبب تاريخها العظيم وقوتها الاقتصادية والسياسية خلال العصور الوسطى، عندما كانت جمهورية بحرية قوية تنافس مرافق بحرية أخرى مثل البندقية وبيزا.

أهم ما تشتهر به جنوا الميناء البحري، وهو واحد من أكبر وأهم المواني البحرية في إيطاليا وأوروبا. تاريخياً، لعب دوراً رئيسياً في التجارة البحرية بين البحر الأبيض المتوسط وأوروبا، وما زال حتى اليوم مركزاً بحرياً مهماً.

ساحل ليغوريا في إيطاليا يزخر بالمناطق الجميلة (الشرق الأوسط)

تتميز المدينة بشوارعها الضيقة والمعروفة باسم «كاروجي» والمباني القديمة التي تعود إلى العصور الوسطى وعصر النهضة. تضم المدينة الكثير من الكنائس والقصور التاريخية الفخمة، مثل قصر دوكالي وكاتدرائية سان لورينزو، وكلها مفتوحة أمام الزوار ويمكن الدخول إليها بسعر لا يتخطى العشرة يوروهات تخولك زيارة ثلاثة قصور.

أما بالنسبة للمطبخ فتشتهر جنوا بصلصة البيستو المصنوعة من الريحان الطازج والثوم والصنوبر وزيت الزيتون والجبن. وتشتهر أيضاً بخبز الفوكاشيا الرقيق المحشو بالجبل (تجدر الإشارة إلى أن طريقة أهل جنوا في تصنيع هذا الخبز تختلف عن باقي مناطق البلاد).

غرف نوم وديكورات صديقة للبيئة (الشرق الأوسط)

وتضم جنوا أيضاً الكثير من المعالم التاريخية والسياحية مثل المدينة القديمة والأكواريوم الذي يعدّ من الأكبر في أوروبا. بالإضافة إلى أسواقها الجميلة المخصصة للمشاة.

ماذا تزور في بورتو فينو؟. بورتو فينو (Portofino) تعدّ من بين أجمل الأماكن على الساحل الإيطالي، وتشتهر بالمرفأ الأشبه بخليج صغير يقصده أثرياء العالم بيخوتهم لتناول الغداء في أحد المطاعم المحاذية للماء والمطلة على المباني الملونة، ويعد مكاناً مثالياً للتنزه وتناول الطعام.

كامولي السياحية (الشرق الأوسط)

. سانتا مارغريتا ليغوريا (Santa Margherita Ligure) تقع بالقرب من بورتو فينو، وهي مكان رائع للتسوق وتناول الطعام والتمتع بالشواطئ.

«كامولي»:

بلدة صغيرة تقع في إقليم ليغوريا على الساحل الشمالي الغربي لإيطاليا، وتبعد نحو عشرين دقيقة من محطة القطار في نيرفي، تعدّ واحدة من الوجهات الساحلية الرائعة التي تجذب الزوار بسبب جمالها الطبيعي ومعمارها الساحر، بالإضافة إلى ثقافتها البحرية العريقة. إليك أبرز مميزاتها:

تضم البلدة ميناءً تقليدياً صغيراً مخصصاً لقوارب الصيد واليخوت، وهو مكان مثالي للتنزه والاستمتاع بمشهد البحر والقوارب الملونة.

تشتهر كامولي بأبنيتها الملونة (الشرق الأوسط)

تشتهر كامولي بتاريخها العريق كقرية صيد، ولا يزال للصيد دور كبير في حياة السكان المحليين. يُقام في البلدة سنوياً مهرجان السمك (Sagra del Pesce)، حيث يتم قلي السمك في مقلاة ضخمة وسط الساحة.

المنازل في كامولي مطلية بألوان زاهية ومميزة، وهذه المنازل القديمة بنيت بشكل متلاصق ومتدرج على طول الساحل، وهو أسلوب يعكس الطابع التقليدي للمنطقة.

على الرغم من أن الشواطئ في كامولي صغيرة وصخرية مقارنة بالشواطئ الرملية، فإنها تظل مثالية لمحبي الغوص والسباحة بفضل مياهها الصافية.

البلدة مجهزة بعدد من الفنادق والمطاعم التي تقدم أطباقاً بحرية تقليدية، حيث يمكنك تذوق المأكولات المحلية الشهيرة مثل الباستا مع البيستو وفواكه البحر.