روبرتو فيرمينيو يتألق في هجوم ليفربول وسط أخطاء دفاعية مألوفة

اللاعب البرازيلي يواجه اليوم هوفنهايم الذي صنع فيه اسمه كأحد نجوم الدوري الألماني

روبرتو فيرمينيو يتألق في هجوم ليفربول وسط أخطاء دفاعية مألوفة
TT

روبرتو فيرمينيو يتألق في هجوم ليفربول وسط أخطاء دفاعية مألوفة

روبرتو فيرمينيو يتألق في هجوم ليفربول وسط أخطاء دفاعية مألوفة

وصل نادي ليفربول الإنجليزي إلى ألمانيا أمس لمواجهة نادي هوفنهايم اليوم في مباراة الذهاب للملحق المؤهل لدور المجموعات بدوري أبطال أوروبا، لكن النادي الإنجليزي لم يصل لمرحلة التكامل بعد وعانى من مشكلات دفاعية واضحة للغاية في مباراته الافتتاحية في الموسم الجديد للدوري الإنجليزي الممتاز أمام نادي واتفورد السبت الماضي وقدم عرضا يراه البعض «مخزيا»، في الوقت الذي لا تزال فيه الشكوك تحوم حول مستقبل نجم الفريق فيليب كوتينيو الذي يرغب نادي برشلونة في الحصول على خدماته لتعويض رحيل لاعبه البرازيلي نيمار إلى باريس سان جيرمان الفرنسي.
وأعلن نادي ليفربول غياب لاعبه البرازيلي كوتينيو عن تشكيلة المدرب الألماني التي تواجه اليوم هوفنهايم الألماني، في ظل التقارير عن سعي برشلونة لضمه. وكان كوتينيو (25 عاما) غاب أيضا عن المباراة الافتتاحية لفريقه ضمن الموسم الجديد للدوري الإنجليزي الممتاز والتي تعادل فيها ليفربول على أرضهمع واتفورد (3 - 3). وفي حين قال كلوب أن غياب كوتينيو عن مباراة واتفورد كان بسبب إصابة في ظهره، لم يحدد ليفربول سبب الغياب عن مباراة اليوم. وأوردت تقارير إعلامية أن كوتينيو طلب من ناديه وضعه على لائحة الانتقالات، علما بأن النادي يؤكد أن اللاعب ليس للبيع، وسبق له رفض عرض من برشلونة مقابل 100 مليون يورو.
صحيح أننا لا نزال في بداية الموسم، لكن التفاؤل الذي يشعر به جمهور ليفربول أصبح موضع اختبار الآن. من المبكر للغاية أن نتحدث من الآن عن مستوى ليفربول وأن يشعر البعض بالتشاؤم، لا سيما في ظل وجود مدير فني كبير مثل الألماني يورغن كلوب. ومن المؤكد أن كلوب المتحمس للغاية سوف يحفز لاعبيه على تحقيق نتيجة إيجابية أمام هوفنهايم اليوم في ملعب «راين نيكار أرينا» ويؤكد لهم على أن هذه المباراة تعد خطوة حاسمة نحو العودة لدور المجموعات بدوري أبطال أوروبا لأول مرة منذ ثلاث سنوات.
وبالنسبة لكلوب، تمثل المباراة عودة إلى الملعب الذي يعرفه جيدا منذ أن كان يشغل منصب المدير الفني لنادي بوروسيا دورتموند، أما بالنسبة لأحد لاعبيه فسيكون الإحساس بالألفة أقوى وهو يحاول أن يثبت جدارته بأن يكون أحد العناصر الأساسية في ليفربول، وهذا اللاعب هو روبرتو فيرمينيو الذي دافع عن قميص هوفنهايم أربعة مواسم ونصف قبل الانتقال إلى ليفربول مقابل 29 مليون جنيه إسترليني في يونيو (حزيران) 2015، وخلال تلك الفترة، صنع اللاعب البرازيلي اسما كبيرا كأحد اللاعبين الأقوياء والمبدعين في الدوري الألماني الممتاز، وهو ما ظهر بقوة أيضا خلال الفترة التي قضاها مع ليفربول رغم البداية الصعبة خلال الأيام الأخيرة لبريندان رودجرز في النادي الإنجليزي العريق.
وتغيرت الأمور كثيرا بالنسبة لفيرمينيو مع قدوم كلوب للنادي في أكتوبر (تشرين الأول) 2015، حيث غير اللاعب مركزه ليلعب في مركز المهاجم الصريح كجزء من الخطة السلسلة التي طبقها كلوب وهي طريقة 4 - 3 – 3، وسرعان ما ظهرت القدرات الحقيقية لفيرمينيو، وكان من المخزي أن يغطي انهيار ليفربول في نهاية اللقاء أمام واتفورد على ملعب «فيكارج رود» على الأداء القوي الذي قدمه فيرمينيو.
لقد كان فيرمينيو هو من قاد ليفربول للعودة خلال شوط المباراة الثاني بعدما وجد الفريق نفسه متأخرا بهدفين مقابل هدف بين شوطي المباراة، واستخدم اللاعب مهارته وحركته الدؤوبة لإرهاق الخط الدفاعي لواتفورد، كما شارك بشكل مباشر في الهدفين اللذين أحرزها ليفربول في الشوط الثاني - حيث لعب التمريرة التي جاء منها ركلة الجزاء في الدقيقة 55، والتي حولها بنفسه إلى هدف، كما كان صاحب التمريرة التي أحرز منها اللاعب المصري محمد صلاح الهدف الثالث بعد وقت قصير.
وأحرز ميغيل بريتوس هدف التعادل في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع بهدف من تسلل واضح، لكنه يعكس المشاكل الدفاعية التي يعاني منها ليفربول، وخاصة في الكرات الثابتة، حيث أحرز لاعب واتفورد ستيفانو أوكاكا هدفا بنفس الطريقة بعد مرور ثماني دقائق فقط من عمر المباراة. ولولا هدف التعادل القاتل، لكنا نتحدث الآن عن الإيجابيات الكبيرة التي حققها ليفربول، وخاصة في الجانب الهجومي، والذي أؤكد مرة أخرى على أنه قدم أداء ممتازا.
فقد تألق محمد صلاح في أول مباراة رسمية له مع ليفربول بعد انتقاله قادما من روما مقابل 34 مليون جنيه إسترليني في يونيو (حزيران) الماضي، كما قدم ساديو ماني أداء رائعا على الطرف الآخر من الملعب وأحرز هدفا في الدقيقة 29 من عمر اللقاء وأرهق لاعبي واتفورد بسرعته الكبيرة. وبينهما كان النجم البرازيلي فيرمينيو، الذي لا يكتفي بإحراز الأهداف ولكنه يتحرك بشكل رائع من دون كرة. وقال كلوب عنه الشهر الماضي: «يقول الناس إنه لا يحرز عددا كافيا من الأهداف، ماذا؟ إنه أفضل لاعب حتى من دون أن يحرز أهدافا، لأنه يقرأ المباراة بصورة رائعة ويفيد زملاءه كثيرا».
أحرز فيرمينيو 47 هدفا في 151 مباراة مع هوفنهايم، ووصل معدل إحرازه للأهداف مع ليفربول إلى أكثر من هدف في كل ثلاث مباريات (24 هدفا في 80 مباراة لعب خلالها بشكل أساسي في جميع المسابقات)، لكن كما يقول كلوب فإن أهميته لا تقتصر على تسجيل الأهداف فقط، فهو لا يتوقف عن الركض وسحب مدافعي الفرق المنافسة والضغط على المدافعين، كما ظهر خلال مباراة فريقه أمام واتفورد، فضلا عن تمريراته الرائعة وهو يلعب تحت ضغط كبير، وهو ما يؤدي في النهاية إلى إحراز الأهداف، سواء من خلاله أو من خلال زملائه.
لقد ظهر جليا في مباراة واتفورد أن فيرمينيو هو الآن القائد الأبرز لليفربول في الخط الأمامي. ورغم أن ليفربول سيتأثر كثيرا برحيل كوتينيو، الذي زادت تصريحات كلوب الغامضة بشأنه من احتمال رحيله إلى برشلونة في نهاية المطاف، فإن النادي يمتلك لاعبا برازيليا آخر يمكن الاعتماد عليه بقوة لقيادة ليفربول نحو المقدمة، وهو فيرمينيو.
ولم تكن الأمور سلسلة دائما بالنسبة لفيرمينيو تحت قيادة كلوب، حيث عانى اللاعب البرازيلي من انخفاض واضح في مستواه خلال أشهر الشتاء الموسم الماضي، وهي الفترة التي شهدت أيضا إيقافه وتغريمه 20 ألف جنيه إسترليني بسبب قيادته للسيارة وهو تحت تأثير الكحول. لكن يبدو أنه قد استعاد بريقه وقوته قبل السفر إلى جنوب غربي ألمانيا خلال الأسبوع الجاري. ويعد هوفنهايم بقيادة مديره الفني جوليان ناغلسمان ندا قويا لليفربول، لكنه سيكون أكثر حذرا من النادي الإنجليزي، وخاصة من فيرمينيو، الذي وصفته إحدى الصحف الألمانية ذات يوم بأنه «سيد التحرك دون أن يلاحظ أحد».

روبرتو فيرمينيو يتعادل لليفربول من ركلة جزاء أمام واتفورد («الشرق الأوسط»)



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».