السودان وإثيوبيا يبحثان سد النهضة والأمن في القرن الأفريقي

ديسالين في زيارة رسمية للخرطوم يلتقي خلالها البشير

TT

السودان وإثيوبيا يبحثان سد النهضة والأمن في القرن الأفريقي

يجري رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريام ديسالين مباحثات مع نظيره السوداني عمر البشير، تتناول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الأوضاع في جنوب السودان وملف سد النهضة الإثيوبي، والنزاع في دولة جنوب السودان.
ويصل رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفيدرالية هايلي ماريام ديسالين إلى السودان غداً (الثلاثاء)، في زيارة رسمية تستغرق 3 أيام، وهي الزيارة الثانية له للسودان منذ تسلمه مهام منصبه رئيساً للوزراء خلفاً للزعيم الإثيوبي الراحل ملس زناوي. ويرافق ديسالين وفد رفيع المستوى يتكون من وزير الإعلام والاتصال الحكومي نغرو لينشو، ووزير الطاقة والكهرباء سليشي بكالا، والمستشار الخاص لرئيس الوزراء بدرجة وزير السفير برهاني، ووزيرة الدولة بوزارة الخارجية وهيرتو زمني.
ويجري ديسالين ووفده جولة مباحثات مشتركة مع الرئيس البشير، ويلتقي خلال الزيارة كلاً من رئيس الوزراء السوداني بكري حسن صالح، ونائب الرئيس حسبو محمد عبد الرحمن.
ونقل إعلام رئاسة الجمهورية السودانية أن الزيارة تتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما يقدم الوفد الإثيوبي الزائر محاضرة حول القرن الأفريقي الخميس المقبل بقاعة الصداقة بالخرطوم، ويحضر ليلة ثقافية تنظم للوفد، فضلاً عن زيارة لمنشآت صناعية سودانية.
وكانت وزارة الخارجية السودانية قد أعلنت في السابع والعشرين من يوليو (تموز) الماضي أن ديسالين سيزور البلاد 15 أغسطس (آب) الحالي، في ثاني زيارة رسمية له للبلاد لمدة 3 أيام.
وقال الوزير إبراهيم غندور في تصريحات صحافية حينها، إن الزيارة تتضمن إجراء جولة مباحثات ثنائية مع الرئيس البشير، تتناول قضايا السلام في الإقليم، ولا سيما الأوضاع في دولة جنوب السودان التي تشهد أوضاعاً أمنية مضطربة.
ووفقاً للوزير غندور، فإن المباحثات السودانية - الإثيوبية ستتناول إلى جانب القضايا الثنائية الملفات المتعلقة بالتعاون بين بلدان الأفريقية، وملف سد النهضة الإثيوبي، ومواصلة الحوار حول القضايا المشتركة بين البلدين، والتي تناولتها زيارة الرئيس البشير أبريل (نيسان) الماضي لإثيوبيا.
وتلعب الخرطوم دوراً توفيقياً في تقريب المواقف بين القاهرة وأديس أبابا حول خلافاتهما على سد النهضة، وهو ما نتج عنه توقيع «إعلان المبادئ» الذي وقعه رؤساء الدول الثلاث عبد الفتاح السيسي وعمر البشير وهايلي مريام ديسالين في الخرطوم ديسمبر (كانون الأول) 2015، وذلك رغم اتهامات القاهرة غير المعلنة للخرطوم بممالأة الجانب الإثيوبي بشأن سد النهضة.
ولكن العلاقات السودانية - الإثيوبية المتطورة لم تزل تماماً التوتر بين المجموعات القومية على طرفي الحدود بينهما، ولم توقف التوتر بينها بسبب سيطرة إثيوبيا على منطقة «الفشقة» السودانية الخصيبة، الأمر الذي يؤدي لاحتكاكات بين المزارعين في البلدين، على الرغم من وجود القوات المشتركة بين البلدين التي تعمل على تأمين الحدود.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.