مفاوضات جديدة لتعديل بنود هدنة ريف حمص الشمالي

ملف المعتقلين وتوزيع المساعدات يتصدران الأولويات

TT

مفاوضات جديدة لتعديل بنود هدنة ريف حمص الشمالي

بدأ الروس وممثلون عن الفصائل المعارضة بريف حمص الشمالي، أمس، جولة مفاوضات جديدة لتعديل الشروط السابقة على «اتفاق خفض التصعيد»، الذي تم برعاية مصرية - روسية بداية الشهر الحالي، طرح فيها المعارضون بندين تناولا: المعتقلين، وإدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن اجتماعاً جديداً انعقد في ريف حمص الشمالي، بين الفصائل وفعاليات محلية من جهة، وممثلين عن القوات الروسية في مركز حميميم من جهة ثانية، وذلك في جولة ثانية من المباحثات والمفاوضات، على أمل الوصول إلى اتفاق يفضي إلى تخفيف التصعيد في ريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي.
وقال الناشط في حمص سليم قباني لـ«الشرق الأوسط» إن الاجتماع عقد على المعبر في منطقة الدار الكبيرة، لافتاً إلى أن المعارضة رفعت علم الثورة السورية على الخيمة التي استضافت المحادثات.
وتابع قباني أن المباحثات «شملت تعديلاً على الشروط المدرجة في الاتفاق السابق، الذي بات يعتبر في حكم الملغيّ»، على حد قوله، مشدداً على السعي إلى بلورة «اتفاق خفض تصعيد جديد»، ومؤكداً: «لم يطرح الروس شروطاً، بل هيئة المفاوضات بالريف الشمالي طرحت عدة بنود، بينها حل ملف المعتقلين الذي يتصدر الأولوية في هذا الوقت»، مشيراً إلى أن إحدى أهم النقاط الأخرى بند إدخال المساعدات وتوزيعها.
وقال: «رفضت اللجنة دخول المواد الإغاثية، وتوزيعها من قبل الروس، وأصرت على أن يتم توزيعها عبر اللجان المدنية والهيئات الإغاثية في المناطق المحررة والمجالس المحلية»، لافتاً إلى أن هذا الإصرار يعود إلى «اعتبارات سياسية، بالنظر إلى أن المعارضة تعتبر الروس قوة احتلال، وطرفاً في الحرب إلى جانب النظام، وليسوا صناع سلام». وأضاف أن اللقاءات خلت من ممثلين عن النظام، كونه «ليس طرفاً بالمفاوضات»، في وقت «واصل النظام خروقات الهدنة السابقة في ريف حمص الشمالي».
كانت الهدنة الروسية - المصرية في ريف حمص الشمالي قد بدأت عند ظهر 3 أغسطس (آب) الحالي، وتعرضت لانتكاسة يوم الجمعة 11 أغسطس. واتهمت جهات من المعارضة النظام بعدم الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار في الريف الشمالي لحمص، في حين قالت جهات إن أطراف التفاوض أعلنت أن هذا الاتفاق لا يلبي مطالبها.
بدوره، قال وسيط اتفاق القاهرة بخصوص شمال حمص، عبد السلام النجيب، في حديثٍ إلى موقع «عنب بلدي»، إن الاجتماع سيُناقش بشكل رئيسي ملف المعتقلين، وأكد على أن «الاتفاق ببنوده الرئيسيّة باق كما هو، ولكن الاجتماع سيعطي ملف المعتقلين الأولوية، لبحثه بشكل يُفضي إلى نتيجة إيجابية ومرضية»، وأشار إلى أن «الضامن الروسي تفهم عدم الخوض بموضوع فتح طريق أوتوستراد حمص - حماة في الوقت الحالي».
ونشرت هيئة التفاوض أمس بياناً، أكدت فيه أنها اجتمعت، قبل يومين، لمتابعة التفاوض، معتبرة أن اتفاق القاهرة «ميداني، من دون أي تبعات ومنعكسات سياسية، بل بيد قوى الريف ككل»، لافتة إلى «تعيين متحدث رسمي باسم الهيئة، وقناة إعلامية مخصصة لوضع الأهالي في صورة مستجدات الاجتماعات المقبلة».
وكان الاتفاق الأول قد أكد التزام المعارضة بوقف إطلاق النار، والانضمام إلى نظام وقف الأعمال القتالية، وبوقف كل أنواع أعمال القتال ضد الطرف المتنازع الآخر، على أن يلتزم النظام وحلفاؤه بعملية وقف إطلاق النار ضد الطرف الآخر. كما قضى بتثبيت الخط الواقعي لتماس الأطراف المتنازعة، وأكد أنها مرسومة على الخريطة، وغير قابلة لتغييرها خلال فترة نظام وقف الأعمال القتالية، والتزام المعارضة بعدم وجود أي من عناصر تنظيم هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) في المناطق الخاضعة لسيطرتها في ريف حمص، واتخاذ كل الإجراءات الفعلية لمنع عودتهم أو ظهورهم فيها، كما تؤكد على موقفها الرافض لتنظيم داعش في ريف حمص، وتؤكد على محاربة هذا الفكر، ثقافياً وعسكرياً.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.