النظام السوري يحكم سيطرته على مدينة السخنة في حمص

تفجير انتحاري يحصد 23 قتيلاً قرب الحدود مع الأردن

مبنى تضرر خلال القتال بين قوات سوريا الديمقراطية ومسلحي تنظيم «داعش» في الرقة (رويترز)
مبنى تضرر خلال القتال بين قوات سوريا الديمقراطية ومسلحي تنظيم «داعش» في الرقة (رويترز)
TT

النظام السوري يحكم سيطرته على مدينة السخنة في حمص

مبنى تضرر خلال القتال بين قوات سوريا الديمقراطية ومسلحي تنظيم «داعش» في الرقة (رويترز)
مبنى تضرر خلال القتال بين قوات سوريا الديمقراطية ومسلحي تنظيم «داعش» في الرقة (رويترز)

ذكرت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري اليوم (السبت) أن قوات النظام أحكمت سيطرتها على آخر مدينة رئيسية تحت سيطرة تنظيم داعش بمحافظة حمص، فيما تواصل القوات والحلفاء توغلا من عدة محاور في المناطق الشرقية الخاضعة للتنظيم.
ونقلت وسائل الإعلام عن مصدر عسكري تابع للنظام قوله إن عددا من متشددي «داعش» قتلوا ودمرت أسلحتهم في مدينة السخنة التي تبعد نحو 50 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من مدينة تدمر الأثرية.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء التابعة للنظام نقلا عن مصدر عسكري إن «وحدات من قواتنا أحكمت اليوم سيطرتها الكاملة على مدينة السخنة بريف حمص الشرقي بعد القضاء على أعداد من إرهابيي داعش».
وتبعد السخنة أيضا نحو 50 كيلومترا عن حدود محافظة دير الزور التي تمثل آخر موطئ قدم لـ«داعش» في سوريا وهدفا كبيرا لقوات النظام.
وكانت قوات النظام السوري التي تتقدم من ناحية الغرب قد دخلت محافظة دير الزور في الآونة الأخيرة من مناطق جنوبية بمحافظة الرقة.
من ناحية أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشط إن انفجارا وقع وسط تجمع لمقاتلين من المعارضة قرب الحدود السورية مع الأردن أمس (الجمعة) مما أسفر عن مقتل 23 مقاتلا وإصابة العشرات.
وأضاف المرصد إن تفجيرا عنيفا وقع في معسكر لجماعة «جيش الإسلام» قرب بلدة نصيب الحدودية.
وتابع المرصد بأن الانفجار نفذه انتحاري وأن عدد القتلى سيرتفع على الأرجح.
وأظهرت لقطات مصورة أرسلها ناشط من المنطقة لوكالة أنباء «رويترز» 12 مصابا على الأقل فيما يبدو. ولم تتمكن الوكالة من التحقق من محتوى اللقطات بشكل مستقل.
ومعبر نصيب الحدودي كان نقطة انتقال كبرى إلى سوريا للأفراد والبضائع القادمة من دول الخليج عبر السعودية والأردن إلى أن سيطر عليه مقاتلون خلال الحرب.
وتقع بلدة نصيب في جنوب شرقي مدينة درعا التي تقع جنوب سوريا في منطقة يشملها وقف لإطلاق النار توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا ودخل حيز التنفيذ في يوليو (تموز).
في محافظة إدلب، قتل سبعة عناصر من «الخوذ البيضاء» الدفاع المدني السوري العامل في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، برصاص مجهولين تسللوا إلى أحد مراكزهم في شمال غربي البلاد، حسبما أعلنت المنظمة اليوم.
ووقع الاعتداء فجر السبت في مدينة سرمين التابعة لمحافظة إدلب الخارجة عن سيطرة النظام السوري.
وذكرت المنظمة على موقعها الإلكتروني «تعرض مركز الدفاع المدني السوري في مدينة سرمين بريف إدلب لهجوم مسلح (مجهول) فجر السبت، ما أسفر عن ارتقاء 7 متطوعين».
كما أشارت المنظمة إلى «قيام المجموعة المهاجمة بسرقة سيارتين من نوع (فان) وخوذ بيضاء وقبضات لاسلكي».
ولم تتوفر معلومات حول السبب إن كان بدافع السرقة أم لأغراض سياسية.
ونشرت المنظمة صورا تظهر جثث أشخاص غارقة بالدماء.
وأشار مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إلى «إن المسعفين السبعة قتلوا برصاص في الرأس»، لافتا إلى أن «زملاءهم وصلوا صباحا لتولي مهامهم ووجدوهم ميتين».
وشارك العشرات في تشييع المسعفين في سرمين، حسبما أفاد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية في المكان. وبكى الكثيرون وهم يطلقون الشتائم بحق المعتدين. وأغلق المركز الذي تعرض للاعتداء.
يذكر أنه تم ترشيح «الخوذ البيضاء» لجائزة نوبل للسلام عام 2016، لكنهم لم يفوزوا. غير أن عناصر الدفاع المدني البالغ عددهم نحو ثلاثة آلاف متطوع والناشطين في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في سوريا حصلوا على إشادة عالمية بعدما تصدرت صورهم وسائل الإعلام حول العالم وهم يبحثون عن عالقين تحت أنقاض الأبنية أو يحملون أطفالا مخضبين بالدماء إلى المشافي.
وبدأت «الخوذ البيضاء» العمل في عام 2013، ويعرف متطوعو الدفاع المدني منذ عام 2014 باسم «الخوذ البيضاء» نسبة إلى الخوذ التي يضعونها على رؤوسهم.
لكن في بلد يشهد انقسامات حادة وحربا مدمرة، تتعرض المنظمة لانتقادات خصوصا من الموالين لرئيس النظام السوري بشار الأسد. ويتهمها البعض بأنها أداة في أيدي المانحين الدوليين والحكومات الداعمة للمعارضة السورية.
ويذهب آخرون إلى القول إن مقاتلين وحتى متطرفين ينضوون في صفوفها.
لكن كثيرين ينظرون إلى متطوعي الدفاع المدني على أنهم «أبطال حقيقيون» هاجسهم الأول والأخير إنقاذ المصابين.
وتتلقى المنظمة تمويلا من عدد من الحكومات بينها بريطانيا وهولندا والدنمارك وألمانيا واليابان والولايات المتحدة.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.