لصوص في فرنسا يسرقون منزل رئيس الوزراء

حادثة سطو على بيت كل دقيقتين

الهواتف الجوالة دخلت ميدان مراقبة البيوت للاطمئنان عليها عن بعد
الهواتف الجوالة دخلت ميدان مراقبة البيوت للاطمئنان عليها عن بعد
TT

لصوص في فرنسا يسرقون منزل رئيس الوزراء

الهواتف الجوالة دخلت ميدان مراقبة البيوت للاطمئنان عليها عن بعد
الهواتف الجوالة دخلت ميدان مراقبة البيوت للاطمئنان عليها عن بعد

مع حلول الصيف، حين تخلو البيوت من ساكنيها الذاهبين لقضاء الإجازة، ترتفع وتيرة حوادث السطو على الشقق والمنازل في فرنسا بشكل مضطرد. وجاء في تنبيه نشرته شرطة باريس، أنّ اللصوص لا يأخذون إجازة، فقد وقع، في يوم واحد من الأسبوع الماضي، ما لا يقل عن 16 حادثة سطو في العاصمة ومحيطها، تم الإبلاغ عنها في غضون 6 ساعات، بينها 6 حوادث جرى ضبط السارق فيها متلبساً.
وحسب تقرير نشر أمس، فإن المتسللين إلى البيوت بهدف السرقة، لم يتركوا أي منطقة من مناطق البلاد، مع تركيز على المدن السياحية في الساحل الجنوبي التي تنتشر فيها الفيلات العائدة لأثرياء فرنسيين وأجانب. كما ينشط اللصوص في محافظات الساحل الغربي لفرنسا. وضُبطت عصابة من مواطني رومانيا يشتبه في أنّ أفرادها نفذوا نحو 240 سرقة في مقاطعة «فاندي» الساحلية، غرب البلاد، خلال العام الماضي والعام الحالي. وقادت التحقيقات في الساحل نفسه، إلى القبض على عصابات من مدمني المخدرات المحليين، تنشط في مناطق متفرقة. منها واحدة مؤلفة من 5 أفراد متهمين بتنفيذهم 165 سرقة في مجمع للمساكن النقالة التي تخيّم على شاطئ الأطلسي في «شارانت».
في باريس وضواحيها، تمكنت قوات من الشرطة قوامها 100 دركي من تفكيك شبكة من 12 فرداً ينتمون لعائلة واحدة من صربيا، تتراوح أعمارهم بين 13 و74 عاماً. وتم التوصل للشبكة بالتعاون مع وحدات الشرطة الأوروبية. وتواجه العصابة التي تتسم بكل صفات جماعات الجريمة المنظمة، أي المافيا، تهمة تنفيذ 137 حادثة سرقة في مدن فرنسية مختلفة، خصوصاً في مقاطعات النورماندي والباسك. وجاء في ملف التحقيق أنّ أفراد العصابة كانوا يختارون مدينة معينة ثم يتوزعون كنزلاء في الفنادق الواقعة على الطريق السريعة ويرصدون المنازل الفخمة في محيط يمتد لأكثر من 50 كيلومتراً، أحياناً. وكانت حصيلة عمليات السطو، كميات من الجواهر والساعات الثمينة والسيارات الفخمة التي قدرت بمليون ونصف المليون يورو. وكان هناك بين المهاجمين من تخصّص بفتح الأقفال أو تعطيل أجهزة الإنذار. أمّا الضحايا فكانوا خليطاً من نجوم كرة القدم ورؤساء المؤسسات الصناعية والتجار. كما كان بينهم متقاعدون أو صنايعية. وبلغت الجرأة باللصوص أنّهم سطوا في 24 أبريل (نيسان) الماضي، على منزل برنار كازنوف، الذي كان رئيساً للوزراء في حينه، مع كل الحماية التي تحيط ببيته.
وحسب الإحصائيات الأخيرة لوزارة الداخلية، فإنّ السرقات بلغت الخط الأحمر، وبالعربية «بلغ السيل الزبى». فقد تزايدت الحوادث بشكل ملحوظ منذ الصيف الماضي. وكلّها تجري بواسطة عصابات مؤلفة من عدة أفراد، في حين لا تزيد نسبة اللص الذي ينشط منفرداً على 4 في المائة. وبلغت حوادث السطو غير المقترن بعنف 247 ألفاً و394 حادثاً، أي بمعدل سرقتين كل دقيقتين في الأشهر الـ12 الماضية. ولوحظت الزيادة في استهداف المنازل، بدل فروع المصارف، لأن أغلب البنوك في فرنسا أوقفت التعامل بالنقد واعتمدت أسلوب الصكوك أو التحويلات المصرفية. أمّا دكاكين الصاغة ومتاجر الجواهر الراقية فقد تحولت إلى قلاع محصنة أمنياً يصعب اقتحامها. مع العلم أنّ حوادث سرقة المنازل كانت قد تراجعت بشكل ضئيل في سنة 2015، بعد أن بلغت ذروتها سنة 2013 التي تعرض فيها أكثر من ربع مليون منزل، في أنحاء فرنسا، لـ«الزيارة».



الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
TT

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)

طُوّر جهاز فك ترميز يعتمد على الذكاء الصناعي، قادر على ترجمة نشاط الدماغ إلى نص متدفق باستمرار، في اختراق يتيح قراءة أفكار المرء بطريقة غير جراحية، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وبمقدور جهاز فك الترميز إعادة بناء الكلام بمستوى هائل من الدقة، أثناء استماع الأشخاص لقصة ما - أو حتى تخيلها في صمت - وذلك بالاعتماد فقط على مسح البيانات بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي فقط.
وجدير بالذكر أن أنظمة فك ترميز اللغة السابقة استلزمت عمليات زراعة جراحية. ويثير هذا التطور الأخير إمكانية ابتكار سبل جديدة لاستعادة القدرة على الكلام لدى المرضى الذين يجابهون صعوبة بالغة في التواصل، جراء تعرضهم لسكتة دماغية أو مرض العصبون الحركي.
في هذا الصدد، قال الدكتور ألكسندر هوث، عالم الأعصاب الذي تولى قيادة العمل داخل جامعة تكساس في أوستن: «شعرنا بالصدمة نوعاً ما؛ لأنه أبلى بلاءً حسناً. عكفت على العمل على هذا الأمر طيلة 15 عاماً... لذلك كان الأمر صادماً ومثيراً عندما نجح أخيراً».
ويذكر أنه من المثير في هذا الإنجاز أنه يتغلب على قيود أساسية مرتبطة بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وترتبط بحقيقة أنه بينما يمكن لهذه التكنولوجيا تعيين نشاط الدماغ إلى موقع معين بدقة عالية على نحو مذهل، يبقى هناك تأخير زمني كجزء أصيل من العملية، ما يجعل تتبع النشاط في الوقت الفعلي في حكم المستحيل.
ويقع هذا التأخير لأن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تقيس استجابة تدفق الدم لنشاط الدماغ، والتي تبلغ ذروتها وتعود إلى خط الأساس خلال قرابة 10 ثوانٍ، الأمر الذي يعني أنه حتى أقوى جهاز فحص لا يمكنه تقديم أداء أفضل من ذلك.
وتسبب هذا القيد الصعب في إعاقة القدرة على تفسير نشاط الدماغ استجابة للكلام الطبيعي؛ لأنه يقدم «مزيجاً من المعلومات» منتشراً عبر بضع ثوانٍ.
ورغم ذلك، نجحت نماذج اللغة الكبيرة - المقصود هنا نمط الذكاء الصناعي الذي يوجه «تشات جي بي تي» - في طرح سبل جديدة. وتتمتع هذه النماذج بالقدرة على تمثيل المعنى الدلالي للكلمات بالأرقام، الأمر الذي يسمح للعلماء بالنظر في أي من أنماط النشاط العصبي تتوافق مع سلاسل كلمات تحمل معنى معيناً، بدلاً من محاولة قراءة النشاط كلمة بكلمة.
وجاءت عملية التعلم مكثفة؛ إذ طُلب من ثلاثة متطوعين الاستلقاء داخل جهاز ماسح ضوئي لمدة 16 ساعة لكل منهم، والاستماع إلى مدونات صوتية. وجرى تدريب وحدة فك الترميز على مطابقة نشاط الدماغ للمعنى باستخدام نموذج لغة كبير أطلق عليه «جي بي تي - 1»، الذي يعتبر سلف «تشات جي بي تي».