«داعش» يهاجم السخنة ويقتل 63 من النظام وحلفائه

معارك في الرقة بين التنظيم و«قوات سوريا الديمقراطية»

عناصر من «قوات سوريا الديمقراطية» تتقدم في الرقة (أ.ب)
عناصر من «قوات سوريا الديمقراطية» تتقدم في الرقة (أ.ب)
TT

«داعش» يهاجم السخنة ويقتل 63 من النظام وحلفائه

عناصر من «قوات سوريا الديمقراطية» تتقدم في الرقة (أ.ب)
عناصر من «قوات سوريا الديمقراطية» تتقدم في الرقة (أ.ب)

نفذ تنظيم داعش هجوما معاكسا نحو مدينة السخنة التي سيطرت عليها قوات النظام وحلفاؤها مطلع الشهر الجاري في ريف حمص مستخدما الانتحاريين والسيارات المفخخة ما أدّى، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى مقتل 63 من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها خلال 3 أيام.
لكن التنظيم المتطرف الذي يحاول إثبات أنه لا يزال يمتلك القدرة على الهجوم في حمص، يتكبد خسائر كبيرة في الرقة شمال البلاد، حيث أفيد عن قصف مكثف يستهدف عناصره في الريف كما داخل المدينة.
وقال المرصد السوري إن بادية حمص الشرقية التي شهدت مؤخرا تقدما لقوات النظام مدعمة بالمسلحين الموالين لها خلال الأسابيع الفائتة، على حساب تنظيم داعش، سجلت خلال الأيام الـ3 الماضية عمليات عسكرية عنيفة ومتتالية، امتدت على جبهة بطول من 50 كلم إلى 300 كلم عن مدينة حمص، من خلال هجمات متلاحقة وعنيفة نفذها تنظيم داعش مستعيناً بعربات مفخخة وانتحاريين. وأفاد «المرصد» بأن مجموعات من التنظيم نفذت هجوماً معاكساً نحو مدينة السخنة، التي سيطرت عليها قوات النظام في الخامس من الشهر الحالي، «وذلك في محاولات من التنظيم لإثبات قدرته على الهجوم، والتقدم على حساب قوات النظام وإيقاع مزيد من الخسائر البشرية في صفوفها والمسلحين الموالين لها». ووثق المرصد مقتل ما لا يقل عن 63 بينهم 14 ضابطاً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها خلال 3 أيام من الهجمات والقتال العنيف في محيط صوامع تدمر ومحيط المحطة الثالثة ومنطقة حميمة ومحيط مدينة السخنة وريف جب الجراح، مقابل مقتل 46 على الأقل من عناصر تنظيم داعش من ضمنهم 16 ممن فجروا أنفسهم بأحزمة ناسفة وعربات مفخخة.
وفي محافظة دير الزور التي لا يزال «داعش» يسيطر على القسم الأكبر منها، أفيد عن استهداف طائرات حربية، لم يتأكد «المرصد» ما إذا كانت روسية أو للتحالف الدولي، منزلا يستولي عليه «داعش» في قرية الزباري، بريف دير الزور الشرقي، اتخذه مستودعا للعبوات الناسفة، ما تسبب في حدوث انفجارات شديدة ومتتالية، وفي مقتل 4 عناصر على الأقل من التنظيم.
أما في الرقة، الواقعة في الشمال السوري، فتصاعد القصف الذي يطال ريفها كما المدينة التي تسعى «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) للسيطرة عليها. وأفيد عن قصف طائرات حربية بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة، مناطق في مدينة معدان الواقعة بريف الرقة الشرقي، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم داعش من جهة أخرى، في أطراف المدينة المذكورة التي تعد آخر مدينة يسيطر عليها التنظيم في الريف.
من جهتها، تحدثت «شبكة الدرر الشامية» عن شن طيران التحالف الدولي 4 غارات جوية على الجهة الجنوبية في مدينة الرقة، وعن استهداف أحياء المدينة بأكثر من 30 قذيفة مدفعية. وقال المركز الإعلامي لـ«قوات سوريا الديمقراطية» إن القوات المهاجمة واصلت تقدمها في أحياء مدينة الرقة بعد أن التقى المحورين الشرقي والغربي في المدينة وتم تضييق الخناق على مقاتلي «داعش» داخل المدينة، لافتا إلى اشتباك «قوات سوريا الديمقراطية» مع عناصر التنظيم المتطرف في حي الرقة القديم ما أدى إلى مقتل 13 منه وإصابة العشرات.
كذلك شهدت أطراف حي هشام عبد الملك جنوب مدينة الرقة اشتباكات متقطعة، أسفرت عن مقتل 6 من عناصر «داعش» خلال محاولة عربة مفخخة الوصول إلى نقاط تمركز «قسد» في الحي.
بدورها، قالت وكالة «آرا نيوز» إن الاشتباكات المستمرة بين «قوات سوريا الديمقراطية» وعناصر «داعش» في أحياء مختلفة من الرقة، منذ مساء الخميس، أسفرت عن مقتل 32 مسلحاً من التنظيم. ونقلت الوكالة عن مصدر من «قسد» أن «الاشتباكات التي شهدها حي الرقة القديم شرق مدينة الرقة بين مقاتلي غضب الفرات ومسلحي (داعش) ليل الخميس أسفرت عن مقتل 13 مسلحاً، وإصابة العشرات منهم بجروح، بالإضافة إلى تدمير عربة عسكرية تابعة للتنظيم».
وأضاف المصدر: «كما شهد حي هشام عبد الملك جنوب مدينة الرقة اشتباكات متقطعة بين (قسد) و(داعش)، أسفرت عن مقتل 6 إرهابيين»، وأردف: «وفي جنوب حي نزلة شحادة الواقع جنوبي مدينة الرقة، اندلعت اشتباكات بين (قسد) و(داعش)، أسفرت عن مقتل 5 إرهابيين، كما قتل 8 آخرون في الاشتباكات المتقطعة التي جرت في حي البريد غرب مدينة الرقة».
وكانت وكالة «أعماق» التابعة لـ«داعش» أعلنت الخميس مقتل 4 عناصر من «قسد» قنصاً في شارع سيف الدولة وغرب شارع القطار بمدينة الرقة.



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم