إسرائيل هدمت خلال سنتين 36 بيتاً فلسطينياً انتقاماً من منفّذي العمليات

فلسطينيان يتفقدان أنقاض منزل أسامة أحمد عطا الذي هدمه الإسرائيليون قرب رام الله أمس (إ.ب.أ)
فلسطينيان يتفقدان أنقاض منزل أسامة أحمد عطا الذي هدمه الإسرائيليون قرب رام الله أمس (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل هدمت خلال سنتين 36 بيتاً فلسطينياً انتقاماً من منفّذي العمليات

فلسطينيان يتفقدان أنقاض منزل أسامة أحمد عطا الذي هدمه الإسرائيليون قرب رام الله أمس (إ.ب.أ)
فلسطينيان يتفقدان أنقاض منزل أسامة أحمد عطا الذي هدمه الإسرائيليون قرب رام الله أمس (إ.ب.أ)

مع البيوت الأربعة التي هدمتها سلطات الجيش الإسرائيلي، فجر أمس الخميس، يصبح العدد 36 منزلاً تم هدمها لمنفذي عمليات طعن ودهس ضد جنود إسرائيليين أو مستوطنين أو مدنيين، وذلك منذ بدء الهبة الشعبية التي اندلعت قبل نحو سنتين في أكتوبر (تشرين الأول) 2015.
وبحسب تقرير صادر عن مركز عبد الله الحوراني للدراسات في الضفة الغربية، الخميس، فإن عدد منازل منفذي العمليات التي تم هدمها وصل إلى 36 منزلاً، فيما أشار التقرير إلى هدم قوات الاحتلال الليلة الماضية منزلي عائلتي براء صالح وأسامة عطا في بلدة دير أبو مشعل قرب رام الله، بذريعة المشاركة في عملية إطلاق نار في القدس. كما هدمت قوات الاحتلال منزل عائلة الأسير مالك حامد في بلدة سلواد شمال شرقي رام الله، وأغلقت منزل عائلة عادل عنكوش بعد تعذّر تفجيره لقربه من عدد من المنازل والشقق المكتظة بالسكان.
وأكد مدير المركز سليمان الوعري أن عدد المنازل التي هدمها الاحتلال منذ بدء الهبة وصل إلى 36 منزلاً، فيما تم إغلاق 4 منازل عن طريق صب الباطون الجاهز بداخلها، إضافة إلى إغلاق منزل واحد عن طريق لحام الأبواب والشبابيك لتعذّر هدمه. ولفت إلى أن سلطات الاحتلال تمارس سياسة «العقاب الجماعي» بحق الفلسطينيين، فيما تغمض أعينها عن جرائم المستوطنين، مشيراً إلى رفض محاكم إسرائيلية هدم منازل المستوطنين الذين قتلوا محمد أبو خضير، ورفضها هدم منزل الجندي ليئور أزاريا قاتل الشاب عبد الفتاح الشريف في مدينة الخليل، ولا منازل المستوطنين المتطرفين الذين أحرقوا عائلة دوابشة في قرية دوما شمال الضفة الغربية. وأوضح الوعري أن سياسة هدم المنازل كعقوبة رادعة أثبتت فشلها، ولم تردع منفّذي العمليات بعكس ما توقع الاحتلال، مضيفاً أن هذه السياسة ترفع من درجات الحقد والكراهية ضد الاحتلال كونها «عقوبة جماعية»، وهدفها إرضاء المستوطنين المتطرفين فقط، إضافة إلى أنها مخالفة لقواعد القانون الإنساني الدولي واتفاقية جنيف الرابعة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.