اختيار روحاني 3 مساعدات وسط تذمر من تشكيلة الحكومة

ظريف يدعو أجهزة السلطة إلى عدم التدخل في صلاحيات الخارجية

نائب رئيس البرلمان ومساعد الرئيس الإيراني للشؤون البرلمانية قبل لحظات من إعلان تشكيلة الحكومة أول من أمس (تسنيم)
نائب رئيس البرلمان ومساعد الرئيس الإيراني للشؤون البرلمانية قبل لحظات من إعلان تشكيلة الحكومة أول من أمس (تسنيم)
TT

اختيار روحاني 3 مساعدات وسط تذمر من تشكيلة الحكومة

نائب رئيس البرلمان ومساعد الرئيس الإيراني للشؤون البرلمانية قبل لحظات من إعلان تشكيلة الحكومة أول من أمس (تسنيم)
نائب رئيس البرلمان ومساعد الرئيس الإيراني للشؤون البرلمانية قبل لحظات من إعلان تشكيلة الحكومة أول من أمس (تسنيم)

بعد ساعات من إعلان التشكيلة المرشحة لدخول الحكومة الجديدة، جدد الرئيس الإيراني حسن روحاني مهمة نائبه الأول إسحاق جهانغيري، وفي خطوة مماثلة للحكومة السابقة، عين ثلاث مساعدات، في وقت تعرَّض لانتقادات لعدم تسميته نساء في مناصب وزارية، وتوجَّهَ وزير الخارجية محمد جواد ظريف إلى مقر البرلمان لشرح برامجه، مشدداً على «الدبلوماسية الاقتصادية والقضايا الإقليمية».
وأصدر روحاني أمس مرسوماً إدارياً جدد مهمة نائبه الأول إسحاق جهانغيري، وهي خطوة متوقَّعَة نظراً لترشُّح جهانغيري للانتخابات الرئاسية، بهدف دعم ترشح روحاني، خصوصاً في المناظرات التلفزيونية المباشرة قبل أن يعلن انسحابه من السباق لصالح روحاني.
وتعليقاً على ردود الفعل من التشكيلة المقترحة، قال جهانغيري عبر حسابه في «تويتر» إن «اختيار الوزراء من حق الرئيس الإيراني... يجب فهم المحدوديات»، وقال في تغريدة ثانية: «يجب زيادة حصة المرأة والقوميات والشباب في المناصب الحكومية، وأنا بدوري أتابع تحقق ذلك».
وواجهت شبكات التواصل الاجتماعي إعلان تشكيلة الحكومة بردود فعل سلبية بين الناشطين الإيرانيين. وأعرب أغلب المعلقين في شبكات التواصل عن مشاعر الإحباط والتذمر بسبب عدم تحقق وعود روحاني.
وكتب مغرد في تعليقه على جهانغيري: «الانتخابات انتهت، الوقت لم يعد مناسباً للشعارات وإطلاق التغريدات النخبوية، في العمل أثبتُّم مدى التزامكم بالأقوال». وتساءل ناشط في «تويتر»: «ألم نعِش في البرج العالي للديمقراطية؟ أي محدودية؟».
وقدم روحاني، أول من أمس، قائمةً من 17 وزيراً مقترحاً للبرلمان، وقال مسؤولون إن البرلمان بدأ دراسة ملفات الوزراء المقترحين قبل توجه روحاني وفريقه المقترح الأسبوع المقبل، للحصول على ثقة البرلمان.
ويجري روحاني مشاورات لتسمية وزير التعليم العالي، وعن أسباب تأخر تسمية الوزير قال نائب روحاني الأول إن المرشح لوزارة التعليم العالي انسحب قبل ساعات من إرسال قائمة التشكيلة الوزارية إلى البرلمان.
وقال عضو لجنة التعليم والأبحاث في البرلمان جبار كوتشكي زادة في تصريح لوكالة «تسنيم» إن مدير الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي، أحد المرشحين لوزارة التعليم العالي. ورجحت أوساط إيرانية أن تكون قضية جامعة آزاد (الحرة) وخلافاتها مع وزارة التعليم العالي، إثر التغييرات الواسعة في إدارة الجامعة، بقرار من المرشد الإيراني علي خامنئي، عقب وفاة علي أكبر هاشمي رفسنجاني، من الأسباب الأساسية في تأخر تسمية الوزير.
وعقب وفاة هاشمي رفسنجاني، تدخل خامنئي مباشرة لاختيار خليفته في رئاسة مجلس إدارة جامعة آزاد، بتعيين مستشاره في الشؤون الدولية علي أكبر ولايتي على رأس الجامعة، وفي خطوة مفاجئة، أعلنت وزارة التعليم منع الجامعة تسجيل طلاب في أكثر من 2900 فرع دراسي، وهو ما اعتُبِر ردّاً من حكومة روحاني على تغيير إدارة الجامعة.

أولويات ظريف

وتوجه أمس وزير الخارجية محمد جواد ظريف لشرح برامجه للسياسة الخارجية خلال السنوات الأربع المقبلة أمام نواب كتلة «الولاية» المحافظة. ونقلت وكالة «إيلنا» عن ظريف أن أولوياته في السياسة الخارجية تركز على «الاقتصاد والقضايا الإقليمية».
وشدد روحاني، السبت الماضي، في خطابه بعد أداء اليمين الدستورية على أولوية السياسة الخارجية لحكومته الجديدة خلال السنوات الأربع المقبلة.
وذكر ظريف أن «وزارة الخارجية مسؤولة العلاقات الخارجية»، مطالباً أجهزة السلطة بالعمل وفق ثقافة التنسيق قائلاً: «أجهزة السلطة خارج الحكومة يجب أن تقبل بأن مسؤولية العلاقات الخارجية على عاتق الحكومة».
كذلك كشف ظريف عن تغييرات في هيكل الخارجية الإيرانية، وأشار إلى تقليل فريق مساعديه من ستة إلى خمسة، وبالوقت ذاته، ذكر أن الخارجية استحدثت منصب مساعد في الشؤون الاقتصادية من أجل «تنشيط الدبلوماسية الاقتصادية والاقتصاد المقاوم».
وكانت الخارجية الإيرانية تعرضت لانتقادات من التيار المحافظ بسبب ضعف الخارجية في «الدبلوماسية الاقتصادية»، ويُعدّ الاقتصاد المقاوم من المصطلحات التي أطلقها المرشد الإيراني علي خامنئي في 2010، لمواجهة العقوبات الاقتصادية، وأطلق خامنئي شعاراً، العام الماضي والعام الحالي، باسم «الاقتصاد المقاوِم»، في تأكيده على وجهات نظره في الاقتصاد.
وقال ظريف في تصريح للصحافيين أمس، إن بلاده «لا تريد استمرار التوتر في العلاقات مع السعودية»، وتابع أن «تنمية العلاقات الخارجية، خصوصاً مع الجيران، من أولويات الحكومة الحالية»، وأضاف أن «تحسين العلاقات مع السعودية يتطلب الاحترام المتبادل واحترام المصالح المشتركة بين البلدين».

الجدل حول غياب المرأة متواصل

في غضون ذلك، اختار روحاني أمس ثلاث نساء في مناصب مساعديه، في خطوة مماثلة للحكومة السابقة. ونقل روحاني مساعدته السابقة في شؤون البيئة معصومة ابتكار من شؤون البيئة إلى شؤون المرأة والأسرة، كما نقل مساعدته السابقة في شؤون المرأة والأسرة شهيندخت مولاوردي إلى منصب مساعدة في شؤون «الحقوق المدنية»، وهو منصب جديد استحدثه روحاني بهدف تنفيذ وثيقة الحقوق المدنية التي أقرتها الحكومة السابقة.
وكلف روحاني لعيا جنيدي مساعدة في الشؤون القانونية بدلاً من مساعدته السابقة إلهام أمين زادة. وكان الحكومة السابقة تضم أربع نساء، ثلاث في مناصب مساعدات، إضافة إلى مستشارة خاصة.
وتزايد المطالب بتعزيز وجود المرأة في الحكومة يأتي تحت تأثير المشاركة الواسعة للمرأة خلال الانتخابات الأخيرة، إضافة إلى وجود 17 امرأة في البرلمان الحالي، وهو رقم قياسي مقارنة بالفترات البرلمانية السابقة.
في 28 من مايو (أيار) الماضي، وبعد أيام من فوز روحاني في الانتخابات قالت مساعدته السابقة في شؤون النساء شهيندخت مولاوردي في حوار مع وكالة «إيسنا» إنه «يُتوقع أن يعين روحاني بين اثنتين إلى ثلاث وزيرات في الحكومة المقبلة»، وأضافت أن «الأوضاع في بداية الحكومة الحالية تختلف عن الحكومة السابقة، وأن الأرضية خصبة لتسمية وزيرة في الحكومة الحالية».
وأكدت مولاوردي في حوارها أن «تعيين وزيرة من وعود روحاني في الانتخابات».
أمس، وجهت النائبة في كتلة «الأمل» الإصلاحية، فاطمة سلحشوري إنذاراً شفهيّاً لروحاني وانتقدت خلوّ قائمته من المرأة قائلة: «خلق الفرص المتساوية ومنع التمييز الجنسي من وعود الرئيس للنساء، لكن للأسف في الخطوة الأولى لم يمنح المرأة أي فرصة».
ورهنت تعيين النساء آنذاك بقرار الرئيس والبرلمان، إلا أن أوساطاً إيرانية مطلعة تشير بأصابع الاتهام إلى المرشد الإيراني في إبعاد المرأة.
ولا يحتاج تعيين نواب الرئيس لتصويت على الثقة في مجلس الشورى، بعكس تسمية الوزراء، الذين يحتاج كل منهم إلى نيل ثقة المجلس. ووجه إصلاحيون انتقادات إلى روحاني بسبب خلوِّ اللائحة الوزارية من النساء وعدم توسيع العنصر الشبابي. ويبلغ متوسط عمر الفريق الوزاري الجديد 58 عاماً، مقابل 57 عاماً في الحكومة المنتهية ولايتها، على الرغم من تعيين محمد جواد آذري جهرمي الذي يبلغ من العمر 36 عاماً وزيراً للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
من جهته، قال محمد رضا عارف، زعيم النواب الإصلاحيين في مجلس الشورى: «كنا نتوقع تعيين امرأة واحدة على الأقل»، وفق ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
وشدد وفقاً لوسائل إعلام إيرانية على أن وفد وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني الذي وصل إلى طهران السبت لحضور مراسم تنصيب روحاني كانت غالبيته العظمى من «النساء مع ما يحمله ذلك من مغزى».
وأكد نواب إصلاحيون أن العديد من الوزراء الذين تمت تسميتهم لن ينالوا ثقة المجلس. وأعلن محمد علي أبطحي نائب الرئيس السابق محمد خاتمي (1997 - 2005) أن «أفضل طريقة لمساعدة روحاني هي بحجب الثقة عن الوزراء الذين لا يشاركون الرئيس روحاني مواقفه».



نتنياهو يتراجع وينأى بنفسه عن اقتراح أميركي لوقف النار في لبنان

TT

نتنياهو يتراجع وينأى بنفسه عن اقتراح أميركي لوقف النار في لبنان

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)

تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الخميس)، عن تفاهم خاص مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، ونأى بنفسه عن الاقتراح الذي يهدف إلى وقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً في لبنان، الذي قدّمته الولايات المتحدة وفرنسا وحلفاء آخرون، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.

وقال مسؤولون أميركيون إن نتنياهو ومقربين منه شاركوا بشكل مباشر في صياغة اقتراح وقف إطلاق النار المؤقت، وفقاً لما ذكره موقع «أكسيوس» الإخباري الأميركي.

وقد يؤدي تغيير موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يأتي عقب تهديدات علنية من جانب وزراء من اليمين المتطرف في حكومته وانتقادات من جانب زعماء في المعارضة الإسرائيلية، إلى زيادة التوترات مع إدارة بايدن.

وصباح الخميس، وبينما كان نتنياهو يغادر إسرائيل متوجهاً إلى نيويورك، أصدرت الولايات المتحدة وفرنسا و10 دول غربية وعربية أخرى بياناً يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوماً بين إسرائيل ولبنان. وكان نتنياهو على علم بأن البيان سيصدر.

وجاء في البيان أن الولايات المتحدة والدول الأخرى تتوقع من جميع الأطراف - وبينهم حكومتا لبنان وإسرائيل - أن تعرب عن قبولها للاقتراح.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن مسألة اقتراح وقف إطلاق النار لم يتم بحثها خلال اجتماع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، مساء أمس (الأربعاء)، وإن الوزراء اطلعوا بشكل رئيسي على خطط الجيش الإسرائيلي لمواصلة القتال ضد «حزب الله».

وعندما غادر الوزراء الاجتماع تابعوا التقارير الصحافية حول اقتراح وقف إطلاق النار، ونشر بعضهم تصريحات شديدة اللهجة ضد هذه الخطوة.

وأوضح الوزيران القوميان المتطرفان؛ بتسلئيل سموتريتش، وإيتمار بن غفير، أنهما يعارضان وقفاً لإطلاق النار، وهدّدا بالتصويت ضد الائتلاف الحاكم إذا وافق على الاقتراح.

وعلم نتنياهو بهذه التصريحات، وهو على متن طائرة متجهة إلى نيويورك، لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي البداية، نشر مكتبه بياناً ينفي فيه أن يكون وقف إطلاق النار وشيكاً، مؤكداً أن رئيس الوزراء لم يقدم ردّه على الاقتراح بعد.

وبعد ساعات قليلة، قال أحد مساعدي نتنياهو للصحافيين، على متن الطائرة، إن «اتجاه إسرائيل حالياً ليس وقف إطلاق النار، بل مزيد من العمل العسكري ضد (حزب الله)». وشدّد نتنياهو من موقفه عندما وصل إلى نيويورك.

وحسب مسؤول إسرائيلي، فقد «تم إبلاغ إسرائيل بالاقتراح الأميركي، لكنها لم توافق عليه قط»، وفق ما ذكرته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».

وقال مسؤولون أميركيون إن التفاهم كان يدور حول تصريح رئيس الوزراء نتنياهو علناً بأنه «يرحب» بالاقتراح.

وبدلاً من ذلك، قال نتنياهو إن «سياسة إسرائيل واضحة، فنحن نواصل ضرب (حزب الله) بكل قوتنا. ولن نتوقف حتى نحقق كل أهدافنا، وأولها إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان. وهذه هي السياسة، ويجب ألا يخطئ أحد في ذلك».