إسرائيل تستهدف مواقع «القسام» في غزة بعد سقوط صاروخ في عسقلان

{حماس} تكثف ملاحقة متشددين بتهم المس بالأمن المجتمعي

بائع متجول ينام داخل خيمة قرب شاطئ بحر غزة (أ.ف.ب)
بائع متجول ينام داخل خيمة قرب شاطئ بحر غزة (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تستهدف مواقع «القسام» في غزة بعد سقوط صاروخ في عسقلان

بائع متجول ينام داخل خيمة قرب شاطئ بحر غزة (أ.ف.ب)
بائع متجول ينام داخل خيمة قرب شاطئ بحر غزة (أ.ف.ب)

تصاعد التوتر مجددا في قطاع غزة أمس، مع استهداف طائرات إسرائيلية حربية مواقع لكتائب القسام التابعة لحماس، بعد إطلاق متشددين من غزة صاروخا تجاه إسرائيل، فيما حذرت حركة حماس إسرائيل من تبعات خطيرة للقصف الذي خلف إصابات.
وأغارت طائرات حربية إسرائيلية فجر أمس، على موقعين تابعين لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة بستة صواريخ، ما أدى إلى وقوع ثلاث إصابات بجروح مختلفة، بينها خطيرة.
وجاء الهجوم على غزة، بعد ساعات قليلة من إطلاق صاروخ من القطاع، سقط في المجلس الإقليمي لمدينة عسقلان المحاذية لحدود شمال غزة دون أن يوقع إصابات أو أضرارا.
واستهدفت الطائرات الإسرائيلية، بداية، موقعا للضبط الميداني التابع لكتائب القسام بالقرب من مبنى السفينة الذي كان تابعا لجهاز المخابرات الفلسطينية سابقا، ثم ضربت مبنى السفينة نفسه شمال غربي مدينة غزة، ما أدى إلى إصابة أحد أفراد القسام بجروح خطيرة في رأسه، قبل أن تعود الطائرات وتستهدف موقع فلسطين إلى الشمال من بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وتسببت جميع الغارات إضافة إلى إصابة 3 بأضرار مادية كبيرة وحرائق.
وحمل متحدث عسكري إسرائيلي حركة حماس أي مسؤولية عن التصعيد في غزة. وقال أفيخاي أدرعي، الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، في بيان قال فيه: «ردا على إطلاق مخربين فلسطينيين من قطاع غزة قذيفة صاروخية باتجاه المجلس الإقليمي لساحل أشكلون، أغارت طائرات سلاح الجو الليلة على هدفيْن لمنظمة حماس الإرهابية في قطاع غزة».
وأضاف: «يعتبر الجيش منظمة حماس الإرهابية مسؤولة وحيدة لما يجري داخل قطاع غزة». وردت حركة حماس بإطلاقها تحذيرا شديدا، واصفة الغارات التي نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي بـ«تماد وتجاوز خطير». وقال فوزي برهوم، الناطق باسم الحركة، في تصريح مكتوب: «إن تعمد القصف الهمجي الصهيوني لمواقع المقاومة في غزة تماد وتجاوز خطير يتحمل العدو تبعاته كافة». وأضاف: «من غير المسموح أن تبقى غزة ساحة تجارب لأسلحة الاحتلال الإسرائيلي».
وجاء هذا التصعيد الجديد بعد تراجع في حدة عمليات إطلاق الصواريخ في الأشهر الأخيرة، مقارنة بنهاية العام الماضي وبداية العام الحالي.
ويعتقد أن تراجع إطلاق الصواريخ متعلق بالحملة الأمنية الكبيرة التي شنتها حركة حماس في صفوف ما يعرف بـ«التيار السلفي»، وطالت المئات منهم وما زالوا معتقلين.
وهذا أول صاروخ يطلق منذ بداية الشهر الحالي، فيما شهد الشهر الماضي إطلاق صاروخين من مناطق متفرقة من القطاع تجاه أهداف إسرائيلية.
وتشكل عمليات إطلاق الصواريخ تحديا لكل من إسرائيل وحماس، خصوصا أن من يقف خلف عمليات إطلاقها مسلحون محسوبون على جماعات متشددة تناصر تنظيم داعش.
ووسعت حماس بعد إطلاق الصاروخ الجديد من حملة ملاحقة عناصر التنظيمات المتشددة.
وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن حركة حماس وسعت البحث عن بعض «المطلوبين الخطيرين» الذين يعتقد أنهم يقفون خلف عمليات إطلاق الصواريخ، التي تدفع الجيش الإسرائيلي إلى الرد بقصف مواقع الحركة، ما يكبدها خسائر بشرية واقتصادية.
وبحسب المصادر، فإنه على الرغم من اعتقال المئات من المطلوبين للحركة، وتقديم العشرات منهم إلى محاكم عسكرية بتهمة «مناهضة سياسات الثورة»، وسجن بعضهم لما يزيد على عامين، بتهمة إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل، فإن معظم قادة هذا التيار خارج قبضة حماس.
واضطرت حماس إلى نشر صور، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لأربعة من قادة التيار المتشدد هم، محمود طالب، وطلعت أبو جزر، ونور عيسى، ويوسف مقداد، وطلبت التعاون في التبليغ عنهم بعد وصفهم بهاربين من وجه العدالة. وتتهمهم حماس بالمس بالأمن المجتمعي، ما دفع عائلاتهم لنفي ذلك، والقول بأنهم ملاحقون بسبب إطلاق الصواريخ ومقاومة الاحتلال، كما جاء في بيانات لبعض عوائلهم.
إلى ذلك، شنت إسرائيل في الضفة الغربية حملة اعتقالات طالت 25 فلسطينيا من مناطق متفرقة، بينهم عبد الجليل العبد والد منفذ عملية الطعن في مستوطنة حلميش قرب رام الله الشهر الماضي، والتي أدت إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين، وبدران جابر، من القيادات التي شاركت في تأسيس الجبهة الشعبية في مدينة الخليل.
وأصيب جندي إسرائيلي بجروح متوسطة برصاص جندي آخر، خلال ملاحقة شبان فلسطينيين في مخيم الدهيشة قرب مدينة بيت لحم، خلال حملة الاعتقالات الليلية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.