دراسة ألمانية تحذر من انقراض الصيدليات

بعد انتشار مواقع توزيع الأدوية على الإنترنت

TT

دراسة ألمانية تحذر من انقراض الصيدليات

توقعت دراسة ألمانية جديدة أن يؤدي ارتفاع حصة الصيدلة على الإنترنت إلى 25 في المائة من إجمالي مبيعات الصيدليات إلى انقراض1711 صيدلية «منفردة» في ألمانيا. وعرّفت الدراسة الصيدلية «المنفردة» على أنها صيدلية لا يوجد صيدلية أخرى حولها في محيط 5 كيلومترات.
أجرت الدراسة نقابة الصيادلة الألمان، بالتعاون مع دار النشر الصيدلي «نوفيدا»، وتوصلت إلى أن زحف الصيدلة وبيع الأدوية على الإنترنت قد يؤدي إلى انقراض الصيدليات الألمانية، وأشارت إلى أن الصيدليات «المنفردة» والصيدليات في القرى والبلدات التي لا يزيد عدد نفوسها على 5 آلاف ستكون أولى الضحايا.
وركزت الدراسة على الصيدليات «المنفردة»، البالغ عددها 1711 في ألمانيا، لأن انقراضها سيلحق ضرراً كبيراً في مناطقها. وبنت الدراسة توقعاتها على المبيعات الصيدلانية على الإنترنت، بحسب وصفات الأطباء الرسمية، وشملت على هذا الأساس الأدوية التي لا يمكن بيعها دون وصفة طبيب، ولم تشمل الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة عند شرائها.
وتوقعت الدراسة في المستقبل، ومع زيادة حصة الصيدلة الإلكترونية، أن يشمل الكساد 1212 صيدلية، مع توقع إغلاق 784 صيدلية «منفردة» أبوابها بسبب قلة المبيعات. ولم تستبعد الدراسة أن تغلق كل الصيدليات «المنفردة» أبوابها في ألمانيا، إذا تجاوزت حصة الصيدلة على الإنترنت نسبة 25 في المائة في المستقبل القريب.
وقد تبدو الصورة أكثر قتامة في ظل المنافسة من خارج حدود ألمانيا، إذ رأت المحكمة الأوروبية، في قرار سابق لها، أن الصيدليات الأوروبية على الإنترنت غير ملزمة بقانون وصف الأدوية المهمة من قبل الطبيب فقط. وقد أدى هذا القرار إلى رواج بيع الأدوية على الإنترنت من قبل صيدليات غير ألمانية.
واقترحت الدراسة إعادة هيكلة مبيعات الأدوية من قبل وزارة الصحة، إلا أن إدوارد روزنبيرغ، رئيس اتحاد الصيادلة على الإنترنت، انتقد المقترح، ووصف الصيدليات التقليدية بمن يسبح عكس التيار.
وعبرت كوردولا شولتز - آشه، النائبة عن حزب الخضر، عن قناعتها بأن الصراع في الصيدلة لا يجري أساساً بين الصيدلة التقليدية والصيدلة على الإنترنت، وإنما بين شركات صيدلية كبيرة تبتلع الصيدليات الصغيرة بالتدريج، واقترحت رفع الضريبة على الأدوية التي يجري توزيعها على الإنترنت بهدف حماية الصيدليات الصغيرة من الانقراض.



طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
TT

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)

يستخدم فريق أساليب جديدة بينها الألعاب النارية ومجموعة أصوات لطرد الطيور من مطار أورلي الفرنسي لمنعها من التسبب بمشاكل وأعطال في الطائرات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتطلق كولين بليسي وهي تضع خوذة مانعة للضجيج ونظارات واقية وتحمل مسدساً، النار في الهواء، فيصدر صوت صفير ثم فرقعة، مما يؤدي إلى فرار الطيور الجارحة بعيداً عن المدرج. وتوضح "إنها ألعاب نارية. لم تُصنّع بهدف قتل الطيور بل لإحداث ضجيج" وإخافتها.
وتعمل بليسي كطاردة للطيور، وهي مهنة غير معروفة كثيراً لكنّها ضرورية في المطارات. ويقول المسؤول عن التنوع البيولوجي في أورلي سيلفان ليجال، في حديث إلى وكالة فرانس برس، إنّ "الاصطدام بالحيوانات هو ثاني أخطر احتمال لتعرّض الطائرة لحادثة كبيرة".
وللمطارات التي تطغى عليها الخرسانة، مناطق برية محمية ترمي إلى حماية الطيران، تبلغ في أورلي مثلاً 600 هكتار. وتضم هذه المناطق مجموعة من الحيوانات كالثعالب والأرانب وأنواع كثيرة من الطيور من البشلون الرمادي إلى زاغ الجيف.
ويوضح ليجال أنّ الاصطدام بالحيوانات قد "يُحدث أضراراً كبيرة للطائرة"، كتوقف المحرك في حال سحبت المحركات النفاثة الطائر، أو إصابة الطيارين إذا اصطدم الطائر بالزجاج الأمامي. إلا أنّ الحوادث الخطرة على غرار ما سُجل في نيويورك عام 2009 حين استدعى تصادم إحدى الطائرات بإوز هبوطها اضطرارياً، نادرة. وفي أورلي، شهد عدد الحوادث التي تتطلب وقف الإقلاع أو عودة الطائرة إلى المطار انخفاضاً إلى النصف منذ العام 2014.
ويعود سبب انخفاض هذه الحوادث إلى تطوّر مهارات طاردي الطيور الـ11 في أورلي. ويقول ليجال "كنّا نوظّف في الماضي صيادين، لأننا كنّا بحاجة إلى شخص يدرك كيفية حمل سلاح"، مضيفاً "كنا نعمل ضد الطبيعة".
إلا أنّ القوانين تغيّرت وكذلك العقليات، "فنعمل منذ العام 2014 لصالح الطبيعة"، إذ "بات السلاح حالياً آخر الحلول المُعتمدة".
ويضيف "نوظّف راهناً علماء بيئيين، لأننا نحتاج إلى أشخاص" يتمتعون بـ"مهارات علمية"، بهدف توسيع المساحات الخضراء للحد من وجود الطيور قرب المدارج. ويوضح أنّ "معلومات الخبراء عن الحياة البرية" تساهم في "تحديد الأنواع وسلوكها بصورة سريعة، وإيجاد الخطة الأنسب" في حال كان تخويف الحيوانات ضرورياً.