البرلمان الليبي يتجه لمناقشة اتفاق الصخيرات... وحفتر يثني على دور القاهرة

تقارير عن نشاط عسكري إيطالي وبريطاني على الأرض

TT

البرلمان الليبي يتجه لمناقشة اتفاق الصخيرات... وحفتر يثني على دور القاهرة

وسط تقارير صحافية غربية تحدثت عن وجود نشاط عسكري إيطالي وبريطاني فوق الأراضي الليبية، أعلن مجلس النواب الليبي أنه قرر مناقشة إمكانية اعتماد اتفاق الصخيرات المبرم بالمغرب قبل نحو عامين برعاية بعثة الأمم المتحدة، خلال اجتماع سيعقده الأسبوع المقبل.
وكشفت صحيفة «إلماتينو» الإيطالية في تقرير لها أمس عن تكثيف القوات الجوية الإيطالية دورياتها في الأجواء الليبية، مشيرة إلى أنها حلقت أحيانا في المنطقة الشرقية. وقالت الصحيفة إن الطلعات الجوية الإيطالية اليومية تستهدف «مراقبة الوضع وأي تحركات مشبوهة».
وكانت حكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج في العاصمة طرابلس، قد دافعت عن قرار إيطاليا إرسال زورق بحرية إلى سواحل المدينة للمرة الأولى في مهمة رسمية أجازها البرلمان الإيطالي، بناء على طلب رسمي من حكومة السراج.
ورغم المظاهرات الشعبية التي شهدتها عدة مدن ليبية، خصوصا في المنطقة الشرقية، للتنديد بالوجود الإيطالي في السواحل الليبية، فإن السراج نفى أمس وجود اتفاقيات سرية مع إيطاليا تمس بالسيادة الليبية في المياه الإقليمية الليبية، عادّاً أن كل ما تم الاتفاق عليه مع الحكومة الإيطالية هو مجرد دعم يتمثل في تقديم المساعدة اللوجيستية للقوات البحرية وحرس السواحل.
ونقلت وكالة الأنباء الليبية الموالية لحكومة السراج قوله أثناء اجتماعه بطرابلس مع مسؤولين من القوات البحرية وحرس السواحل وأمن الموانئ قبل أيام، إن «ما تم طلبه من الحكومة الإيطالية من دعم لا يعدو كونه المطالب عينها، التي طالبت بها قيادات البحرية وحرس السواحل أثناء لقاءات سابقة والمتمثلة في تقديم الدعم الفني واللوجيستي».
وأوضح السراج خلال هذا اللقاء: «لم نطالب بأي تدخل أو أعمال داخل المياه الإقليمية»، واصفا ما يتم تداوله إعلاميا في هذا الصدد بأنها مجرد «مماحكات سياسية تستهدف تشويه الاتفاق، وتحميله ما لا يحتمل بهدف إضعاف الحكومة وتأجيج الشارع وزيادة الاحتقان».
وكان المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، قد أعلن أنه أمر قواته باستهداف أي قطع بحرية أو سفن تصل إلى المياه الإقليمية الليبية من دون إذن مسبق. لكن إيطاليا قللت من أهمية تهديدات حفتر ووصفتها بأنها مجرد دعاية فقط. إلا أن صحيفة «ليبرو» الإيطالية قالت أمس في المقابل إن القوات الجوية الإيطالية قادرة على الرد على أي تهديد يستهدف سفنا تابعة للأسطول الإيطالي في غضون دقائق، مشيرة إلى أن الطائرات الإيطالية حلقت بكثافة مؤخرا في سماء ليبيا.
ومن المقرر أن يجتمع اليوم وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو مع غسان سلامة، رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بالعاصمة الإيطالية روما، بعد زيارته إلى ليبيا التي شملت مناطق في الشرق بالإضافة إلى العاصمة طرابلس.
من جهتها، زعمت صحيفة «إكسبريس» البريطانية أن الحكومة البريطانية أرسلت قوة خاصة إلى ليبيا للقيام بمهام تتعلق بمكافحة الإرهاب والاتجار بالبشر، موضحة أن هذه القوة ضمت خبراء عسكريين من الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا.
وحلقت طائرات من دون طيار تابعة لهذه القوات في إطار مهمة للحرب الإلكترونية لمتابعة انتشار تنظيم داعش داخل الأراضي الليبية، وفقا للصحيفة التي لفتت إلى أن مهمة هذه القوات تشمل أيضا منع تدفق عناصر تنظيم داعش إلى أوروبا عبر ليبيا من العراق وسوريا.
إلى ذلك، ترأس المستشار عقيلة صالح، رئيس البرلمان الموجود في مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي، جلسة عقدها 63 نائبا بعد تعذر حضور باقي النواب عن المنطقتين الغربية والجنوبية لأسباب وصفها الناطق الرسمي باسم المجلس عبد الله بليحق، بأنها لوجيستية.
وقال بليحق إنه تم اعتماد جدول أعمال رسمي يتضمن 18 بنداً لجلسة رسمية ستعقد الأسبوع المقبل، على رأسها اعتماد اتفاق الصخيرات المثير للجدل، بالإضافة إلى إعادة تشكيل لجان المجلس، بما في ذلك عمل وأداء لجنة الحوار، والنظر في مشروع هيئة الدستور.
من جانبه، أعرب المشير خليفة حفتر عن تقديره وتقدير الشعب الليبي للجهود المصرية المبذولة لحل الأزمة على جميع المستويات، وأثنى على جهود المصالحة بين مصراتة والشرق الليبي، بينما أشاد الفريق محمود حجازي، رئيس أركان حرب الجيش المصري رئيس اللجنة المصرية المعنية بالأزمة الليبية، بجهود مكافحة الإرهاب في ليبيا، مؤكدا على أهمية توحيد الجهود وتنسيق الرؤى في هذا المجال حتى تكون ليبيا دولة موحدة، خالية من التطرف، داعمة للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
وقال الناطق الرسمي باسم الجيش المصري في بيان له إن تصريحات حفتر وحجازي وردت خلال لقاء بينهما عقد مساء أول من أمس، تم فيه استعراض نتائج الجهود المكثفة التي تمت حتى الآن، ونتائج مباحثات فرنسا مؤخراً لحل الأزمة والخروج من حالة الانسداد السياسي. كما تم استعراض مسارات التحرك المستقبلي للبناء على ما تم التوصل إليه.
وبحسب البيان، فقد أكد الجانبان على استثمار جميع النتائج الإيجابية للوصول إلى تسوية سياسية شاملة تحقق طموحات الشعب الليبي دون التفريط في الثوابت الوطنية.



الخارجية الأميركية تصنّف جماعة الحوثي اليمنية «منظمة إرهابية أجنبية»

مقاتلون حوثيون يستعرضون قوتهم في صنعاء باليمن... 21 سبتمبر 2024 (رويترز)
مقاتلون حوثيون يستعرضون قوتهم في صنعاء باليمن... 21 سبتمبر 2024 (رويترز)
TT

الخارجية الأميركية تصنّف جماعة الحوثي اليمنية «منظمة إرهابية أجنبية»

مقاتلون حوثيون يستعرضون قوتهم في صنعاء باليمن... 21 سبتمبر 2024 (رويترز)
مقاتلون حوثيون يستعرضون قوتهم في صنعاء باليمن... 21 سبتمبر 2024 (رويترز)

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم (الثلاثاء)، أنها صنّفت جماعة الحوثي في ​​اليمن، المعروفة رسميا باسم «أنصار الله»، «منظمة إرهابية أجنبية»، بعد دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى اتخاذ هذه الخطوة في وقت سابق من هذا العام، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

مع بدء سريان التصنيف الأميركي للجماعة الحوثية منظمة إرهابية، طمأن رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك مجتمع العمل الإنساني والشركاء الدوليين باتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنيب المدنيين أي تأثيرات قد تنتج عن هذا التصنيف، وتعهد المضي في ملف الإصلاحات الاقتصادية ومكافحة الفساد.

وخلال لقاء افتراضي جمع بن مبارك مع رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي غابرييل فيناليس، وسفراء دول الاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى اليمن، وسفير أستراليا، طمأن بن مبارك مجتمع العمل الإنساني بأن الحكومة ستتخذ الإجراءات اللازمة لجعل متطلبات تصنيف ميليشيات الحوثي منظمة إرهابية أجنبية «تصب نحو أهدافها الرئيسية في تفكيك بنية الحوثيين الإرهابية» دون الإضرار بمصالح المواطنين والمساعدات الإغاثية والواردات الغذائية.

خلال عملية قرصنة للحوثيين لسفينة في البحر الأحمر... 20 نوفمبر 2023 (رويترز)

سلط أحدث تقرير حقوقي في اليمن الضوءَ على مئات الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين القاطنين في العاصمة المختطفة صنعاء، خلال العام الماضي، بما في ذلك أعمال الاعتداء الجسدي والخطف ونهب الممتلكات والتطييف والتجنيد القسري.

ورصدت منظمة «دي يمنت للحقوق والتنمية» ارتكاب جماعة الحوثيين 692 انتهاكاً ضد فئات مجتمعية في صنعاء خلال 2024، منهم 477 رجلاً، و21 امرأة، و15 طفلاً دون السن القانونية تعرضوا لشتى أنواع القمع والتعسف والإذلال على يد الحوثيين.

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين المحاكمات غير القانونية بنحو 192 حالة، والاعتقال التعسفي والإخفاء القسري بعدد 133 حالة، و30 اعتداءً ضد مدنيين، و17 حالة نهب واعتداء على ممتلكات خاصة، و9 وقائع تعسف وظيفي.

ووثَّق التقرير 31 حالة انتهاك ضد قطاع التعليم في صنعاء، و40 انتهاكاً ضد القطاع الخاص، بالإضافة إلى 17 انتهاكاً ضد مساجد، و15 حالة انتهاك ضد منظمات مجتمع مدني، و35 أخرى ضد الحريات العامة.

وتشن جماعة الحوثي هجمات قرصنة على سفن في منطقة البحر الأحمر منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، ما أدى إلى اضطراب في الممرات الملاحية العالمية.