مصر: إيداع منفذ هجوم الغردقة في مستشفى للأمراض العقلية

السلطات وجهت له تهم «القتل العمد وحمل سكين وإرهاب الأجانب»

TT

مصر: إيداع منفذ هجوم الغردقة في مستشفى للأمراض العقلية

قررت السلطات المصرية أمس، إيداع الطالب عبد الرحمن شمس الدين (28 عاما) المتهم بارتكاب حادث طعن السائحات بالسكين بمدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر (جنوب شرقي القاهرة)، الذي راحت ضحيته سائحتان ألمانيتان وأخرى تشيكية، إضافة إلى إصابة 3 من جنسيات مختلفة، بمستشفى العباسية للصحة النفسية (الشهيرة بوسط القاهرة) 45 يوما، للتأكد من سلامة قواه العقلية. وقالت مصادر إن «سلطات التحقيق تشك في عدم اتزانه عقليا لذلك تم إحالة للمستشفى الشهير»، مضيفة: «تلاحظ عليه خلال التحقيقات أنه كان مضطربا في كلامه، وتلاحظ عليه عدم الاتزان في حركاته».
وكان منفذ هجوم الغردقة قد تسلل إلى شاطئ أحد الفنادق السياحية بالغردقة منتصف الشهر الماضي، واعتدى على عدد من السائحين والسائحات. وأعلنت الشرطة المصرية في بيان لها، عن إصابة ست سائحات من جنسيات مختلفة بعد الاعتداء عليهن من شخص يحمل «سكينا» أثناء وجودهن على شاطئ أحد الفنادق بمدينة الغردقة جنوب البلاد. وأفادت وزارة الداخلية عقب ذلك بضبط هذا الشخص وقالت إنه «كان قد تسلل إلى شاطئ أحد الفنادق السياحية عبر السباحة من شاطئ عام مجاور، وتمكن من الوصول لمكان تنفيذ الجريمة».
وكانت نيابة أمن الدولة العليا في مصر قالت في بيان لها عقب الحادث مباشرة، إن «حادث الغردقة لم تتضح طبيعته أو دوافعه حتى الآن، وإن الشخص مرتكب الحادث موضع فحص وتحر للوقوف على هويته وانتماءاته، ولم يثبت للنيابة حتى الآن أي توصيف لهذا العمل الذي أقدم الجاني على ارتكابه، سواء أكان عملا فرديا، أو حادثا جنائيا، أو عملا إرهابيا».
لكن مصادر أكدت أن «منفذ الاعتداء بسكين مؤيد لتنظيم داعش الإرهابي»، مرجحة أن يكون على تواصل مع التنظيم في العراق وسوريا عن طريق الإنترنت، وأنه تلقى تكليفا بمهاجمة السياح الأجانب بشواطئ الغردقة.
ويشار إلى أن «داعش» لم يعلن مسؤوليته عن الهجوم على السائحات حتى الآن، مثلما أعلن من قبل مسؤوليته هجوم استهدف سائحين أجانب بالسكين بأحد المنتجعات السياحية بالغردقة في يناير (كانون الثاني) عام 2016 أسفر عن إصابة 3 سياح أوروبيين بجروح.
ووجهت نيابة أمن الدولة العليا للمتهم أمس، تهم «القتل العمد، وحمل سلاح أبيض (سكين)، وإرهاب المواطنين والأجانب والاعتداء عليهم». وأعلنت الأجهزة الأمنية عن قبل أيام وفاة إحدى المصابات بالحادث وهي «تشيكية الجنسية»، كانت قد نقلت عقب الحادث إلى إحدى المستشفيات لتلقى العلاج.
وكشفت التحقيقات التي أجرتها الشرطة يوم الحادث، أن «منفذ الهجوم الجاني وصل إلى الغردقة من محافظة كفر الشيخ (دلتا مصر) في تمام الخامسة من صباح يوم الحادث، على متن إحدى الحافلات، وتوجه إلى أحد محلات الأدوات المنزلية واشترى سكين مطبخ، وهي أداة الجريمة التي استخدمها في الحادث».
ويشار إلى أن مصر تواجه صعوبات في مجال إنعاش قطاع السياحة، الذي تأثر بتهديدات أمنية وسنوات من الاضطراب السياسي أعقبت ثورة «25 يناير» عام 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك.
وكانت قد بدأت السياحة المصرية أحد أهم مصادر الدخل في مصر في التعافي، بعد نحو عامين من إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ، وهو الحادث الذي راح ضحيته 224 شخصا كانوا على متنها، أغلبهم من السائحين الروس، وأعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم.
وينشط في مصر تنظيم داعش عبر فرعه المحلي «ولاية سيناء»، الذي بايعه في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2014. ويتمركز بشكل أساسي في محافظة شمال سيناء، وبعض المحافظات الأخرى، مستهدفا شخصيات ومواقع شرطية وعسكرية، ومزارات سياحية وقبطية.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.