المخا تتنفس... والكهرباء والسمك مؤشرا سعادة

«الشرق الأوسط» تجولت في أسواق المدينة

رئيس الوزراء اليمني لدى زيارته المخا أمس («الشرق الأوسط»)
رئيس الوزراء اليمني لدى زيارته المخا أمس («الشرق الأوسط»)
TT

المخا تتنفس... والكهرباء والسمك مؤشرا سعادة

رئيس الوزراء اليمني لدى زيارته المخا أمس («الشرق الأوسط»)
رئيس الوزراء اليمني لدى زيارته المخا أمس («الشرق الأوسط»)

لم تمنع درجة الحرارة الحارقة في المخا الشاب اليمني حمدي إبراهيم من الذهاب مبكرا إلى عمله بمطعم شعبي وسط المدينة التي جرى تحريرها قبل أشهر. يشدد إبراهيم على أن عودة الحركة للمطعم الذي يعد السمك بمختلف أنواعه مؤشراً على عودة الحياة إلى المخا، المدينة التي حسنت في أحد الأيام مزاج البشر إثر قهوة «الموكا» الشهيرة التي كانت تصدر إلى أرجاء المعمورة منها.
ورصدت «الشرق الأوسط» في جولة ميدانية مشاهد عودة الحياة الطبيعية تحت درجة حرارة تلامس الـ40 درجة، وهي لا تختلف عن حرارة عدن، إلا أن الكهرباء وتوفرها بشكل لافت يخفف قليلاً من وطأة الحرارة.
تبعد المخا عن العاصمة المؤقتة عدن 290 كيلومترا، قطعتها «الشرق الأوسط» خلال 4 ساعات، عبر طريق الخط الساحلي. كان الطريق الساحلي موحشاً مع غروب الشمس، نتيجة قلة حركة السيارات، وتزعج «المطبات» و«الحفر» رحلة السالك، فضلاً عن زحف الرمال على جوانب الخط الإسفلتي، وعلى جنبات الساحل الغربي ومداخل المخا كانت آثار الدمار والخراب الذي خلفته الميليشيات ماثلاً للعيان.
ليل المخا يبهر القادم من عدن، بأضواء وحركة للأسواق الشعبية، والسمك وجبة أساسية للغداء والعشاء، لكن الطقس كان يقوم الهواء البارد الصادر عن أجهزة تكييف، وتفسر كثرة المتسوقين في الليل هربهم من سخونة النهار.
يقول حيدرة مهيوب، وهو يمني في العقد الثالث من العمر: «منذ تحرير المخا تشهد المدينة الساحلية تشغيل الكهرباء للمواطنين طول اليوم وخلال 24 ساعة ودون أي انطفاء مع وجود فائض كبير»، يضيف مهيوب: «بفضل الدعم السخي من التحالف والهلال الأحمر الإماراتي تم إعادة تأهيل وصيانة محطة المخا للكهرباء وباتت تشتغل طوال اليوم ودون أي انقطاعات تذكر بعد أن تعرضت للتدمير على أيدي ميليشيا صالح والحوثيين».
السمك الوجبة المفضلة طوال اليوم لجميع مرتادي المطعم في المدينة التي بدا أنها بدأت تتعافى بخطوات سريعة رغم استمرار الحرب في أطرافها. الأسواق مزدحمة وحركة تجارية أخذت تتسع في المخا، بالتوازي مع مشاريع إعادة إعمار المنازل المتضررة بفعل الحرب التي تدخل عامها الثالث على التوالي.
الأسواق الشعبية تشهد أيضاً حركة تجارية رغم وجود زيادة طفيفة في أسعار السمك والخبز والخضراوات، بيد أنها أفضل بكثير من أسعارها في العاصمة المؤقتة عدن، ويرجع إبراهيم السبب إلى استمرار الكهرباء، التي تسمح بدورها للسكان بالتبضع ليل نهار.
ومن داخل السوق الشعبية ذاتها، تقول الشابة منى علي، الشابة التي فقدت أبويها أثناء اجتياح الانقلاب، إنها عانت الأمرين مع سيطرة الانقلابيين على المخا، وتكمل الفتاة البالغة من العمر 16 عاما أنها هجرت منزلها الذي دمرته ميليشيات الحوثي وصالح. وتقول: «كأنني في مدينة جديدة، وتسلمت مفتاح منزلي مع شقيقي الوحيد من قبل رئيس الوزراء بعدن».



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.