ابن كيران: جئنا من أجل الإصلاح ولن نتراجع

هاجم أخنوش و«التحكم»... وقال إن دور حزبه لم ينتهِ

ابن كيران خلال افتتاحه أمس فعاليات الجمع العام لأعضاء حزبه في المهجر شمال الرباط («الشرق الأوسط»)
ابن كيران خلال افتتاحه أمس فعاليات الجمع العام لأعضاء حزبه في المهجر شمال الرباط («الشرق الأوسط»)
TT

ابن كيران: جئنا من أجل الإصلاح ولن نتراجع

ابن كيران خلال افتتاحه أمس فعاليات الجمع العام لأعضاء حزبه في المهجر شمال الرباط («الشرق الأوسط»)
ابن كيران خلال افتتاحه أمس فعاليات الجمع العام لأعضاء حزبه في المهجر شمال الرباط («الشرق الأوسط»)

عاد عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي، إلى مهاجمة غريمه السياسي عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، المشارك في الحكومة الحالية التي يقودها سعد الدين العثماني، الرجل الثاني في حزب العدالة والتنمية.
واتهم ابن كيران خلال افتتاحه صباح أمس فعاليات الجمع العام لأعضاء حزبه في المهجر بمنتجع مولاي رشيد بالمعمورة (شمال الرباط)، أخنوش وقوى التحكم، التي يزعم أنها تقف خلفه، بالتسبب في إفشال مهمته في تشكيل حكومته الثانية عقب تكليفه بذلك، بعد الانتخابات التشريعية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، التي أحرز فيها حزبه المرتبة الأولى.
وأوضح ابن كيران أنه عندما جاءه أخنوش خلال مباحثاثه مع الأحزاب المغربية لتشكيل الغالبية الحكومية، وطالبه بإقصاء حزب الاستقلال، أدرك أنه لن يتمكن من إخراج حكومته. وأضاف ابن كيران أنه «لن يقبل أن يتحكم فيه عزيز أخنوش ولا غيره»، مشيراً إلى أنه لا يخضع لغير الملك.
وظهر ابن كيران في صحة جيدة صباح أمس خلال الجمع العام لأعضاء حزبه بالمهجر، حيث كان يوزع الابتسامات والمجاملات، ويأخذ الصور التذكارية مع المشاركين، وذلك بعد تداول أخبار عن إجرائه فحوصات طبية قبل يومين. وطمأن ابن كيران أعضاء حزبه على أوضاعه الصحية، مشيراً إلى أن سبب خضوعه للفحوصات ناتج عن شعور بالتعب.
وفي سياق حديثه عن الأزمة الداخلية التي يمر منها الحزب منذ إعفائه من مهمة تشكيل الحكومة، وإسنادها لزميله العثماني، وصف ابن كيران الوضع الداخلي للحزب بأنه سليم رغم الاضطرابات. وأشار ابن كيران في هذا الصدد إلى أنه إذا كان الحزب يعيش اليوم «اضطرابات جوية عالية»، فإن هذا لا يعني أن الدنيا توقفت، مشدداً على أن «المهم هو أن نستمر في محاولة الإصلاح»، وتابع موضحاً أن حزب العدالة والتنمية «ما زال في عمومه سليماً، ودوره لم ينتهِ».
وشدد ابن كيران على أن الهدف الذي جاء من أجله الحزب إلى تدبير الشأن العام هو «القيام بواجب الإصلاح»، وأضاف متسائلاً: «هل حقننا شيئاً أم أننا لم نحقق أي شيء؟». كما دافع ابن كيران عن حصيلة ولايته على رأس الحكومة السابقة، معتبراً أن تصويت المغاربة لصالح حزبه في الانتخابات الأخيرة التي بوأته المركز الأول، تشكل دليلاً على إيجابية حصيلته.
ويأتي تنظيم الجمع العام لأعضاء الحزب في المهجر في سياق الإعداد للمؤتمر العام لحزب العدالة والتنمية، الذي يرتقب تنظيمه في ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وقال عبد الحق العربي، رئيس لجنة الإشراف العام على عمل حزب العدالة والتنمية بالخارج، إن من بين أبرز أهداف تنظيم هذا الجمع العام فتح المجال لإشراك المهاجرين في تدبير أمور الحزب التنظيمية والسياسية، خصوصاً أن الحزب على مشارف مؤتمره الوطني الثامن، الذي سيعقد بعد أسابيع، مشيراً إلى أن هذا الجمع العام سيسفر عن مجموعة من التوصيات لتطوير وتعزيز عمل الحزب بالخارج.
ويرتقب أن يعقد سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، لقاءً خاصاً على هامش الجمع العام سيخصص لمناقشة المستجدات السياسية المرتبطة بتشكيل الحكومة وعملها، وطرح توجهات حكومته اتجاه قضايا الجالية والمهجر.



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.