• قبل أربع سنوات، وفي هذه الزاوية، طرقنا مسألة أن يكون للسينما العربية جوائزها الخاصـة، على غرار الأوسكار والبافتا وجائزة الاتحاد الأوروبي. هذا المطلب لم يكن فقط للبرهنة على حق السينما العربية أن يكون لها هذا الحدث الذي سيحتفي بالسينما العربية أيما احتفاء، بل أيضاً لتعزيز الحياة السينمائية في شرايين مجموعة الدول المنتجة للأفلام.
• في أواخر العام الماضي، شهدنا ولادة مؤسسة «أراب فيلم إنستتيوت» التي ستقوم بهذه الخطوة مع نهاية هذه السنة. وفي كل عام سيصوّت أعضاؤها (من بينهم كاتب هذه السطور) على الأفلام والسينمائيين الذين نشطوا خلال عام فائت، ومنحهم جوائز تكون المقابل العربي للجوائز السنوية الأخرى التي تطلقها المؤسسات الأجنبية. حسناً، وكما يقول المثال الإنجليزي: A little late is better than no show at all.
• لكن الأمر لن يتوقف عند هذا الحد. هناك الآن جائزة تمنحها مؤسستا «السينما العربية» و«ماد سوليوشن» لأفضل فيلم وممثل وممثلة ومخرج، يقوم عدد من نقاد السينما وصحافييها بانتخاب الفائزين بها. صحيح أنها في حاجة إلى تعديلات تمنحها المزيد من الفاعلية، لكنها خطوة جيدة وإن كانت ليست بديلة لجوائز «معهد الفيلم العربي».
• وقبل يومين تم الإعلان عن نوع آخر من اهتمام السينما بالعاملين بها. نوع لن يمنح جوائز، بل سيساعد الأفلام على الترشيح، وربما الفوز، بجوائز هي الأعلى والأشهر. فقد تم، يوم الأربعاء، إطلاق «أكاديمية الفيلم الإماراتي» الذي عقد اجتماعها الأول تحت إشراف رئيسها عبد الحميد جمعة وبحث في الوسائل الصحيحة لتمثيل السينما الإماراتية في جوائز الأوسكار بدءاً من هذا العام.
• هذه اللجنة (التي أنا عضو فيها أيضاً) هي على غرار اللجان والمؤسسات الوزارية والخاصة في معظم دول العالم المنتجة التي تختار كل سنة الفيلم الذي سترسل به إلى لجنة «الأفلام الأجنبية» في «أكاديمية العلوم والفنون السينمائية» في هوليوود ليصار إلى ترشيحه لأوسكار أفضل فيلم أجنبي ممثلاً بلده.
• أهمية ذلك لا تترجم إلى مجرد اشتراك وتمثيل. كل سنة هناك أكثر من 80 دولة تبعث بأكثر من ثمانين فيلما (فيلم لكل دولة) لكي يشاهدها المحكّـمون في الأكاديمية ويختارون منها قائمة أولى، ثم ثانية، ثم من هذه القائمة الثانية (تضم خمسة أفلام فقط) يتم عرضها على كافة الأعضاء (نحو 6000 فرد) لاختيار الفيلم الفائز. لذلك؛ اشتراك دولة الإمارات بهذا المحفل على هذا النحو المدروس مهم لسينماها، كما هو مهم لمخرجيها الذين بات لديهم مجال آخر لترويج أعمالهم.
• أحد المخرجين الإماراتيين قال لي تعليقاً: «ما يهمني جائزة (كان) وليس جائزة الأوسكار» وهذا جيد، لكن لا مانع أن يكون الفيلم ذاته عرض في «كان»، ثم جرى ترشيحه للأوسكار. ما تم الإعلان عنه خطوة في اتجاه صحيح لا يمكن لدولة الإمارات ولسينمائييها ثم للسينما ذاتها إلا أن تستفيد منها.
م. ر
على طريق صحيح
على طريق صحيح
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة