تركيا وقطر تبحثان توسيع التعاون الاستثماري

TT

تركيا وقطر تبحثان توسيع التعاون الاستثماري

يزور تركيا وفد رجال أعمال قطري اليوم، متوجهاً إلى مدينتي إسطنبول وأزمير غرب البلاد، من أجل تفقد فرص الاستثمار، وذلك في وقت تظهر فيه أنقرة كأحد أبرز داعمي الدوحة مع إيران منذ بداية أزمتها مع رباعي المقاطعة العربية، في محاولة من تركيا لاستغلال الفرصة المتاحة «استثمارياً»، بينما تسعى قطر لإيجاد حليف اقتصادي بعد ابتعادها الاختياري عن محيطها الخليجي الطبيعي.
ويبحث الوفد المكون من 100 مستثمر قطري مع عدد من المسؤولين الأتراك في قطاعات الصناعة والاستثمار سبل تعزيز العلاقات التجارية والفرص الاستثمارية المتاحة في كل من تركيا وقطر، والإمكانيات المتاحة لإقامة تحالفات بين رجال أعمال وشركات من الجانبين.
ومنذ بداية الأزمة مع الدول العربية المقاطعة، استغلت تركيا الموقف عبر توفير جوانب من البدائل في السوق القطرية، والتي كانت تستوردها قطر سابقاً من خلال حدودها البرية مع السعودية، أو بحرياً من الإمارات والبحرين... لكن موردين وعاملين بالأسواق التركية أكدوا أنهم يحصلون على مقابل البضائع نقداً وبالدولار، وليس عبر التسهيلات البنكية أو الاعتمادات، نتيجة تذبذب قيمة العملة القطرية منذ بدء الأزمة.
وقالت مصادر في وزارة الاقتصاد التركية أمس الأربعاء، إن هناك الكثير من الشركات القطرية لديها الآن رغبة في الحصول على وكالات تجارية للمنتجات التركية لجلبها إلى السوق القطرية، بعد أن تعززت ثقة المستهلك القطري في المنتجات التركية، لا سيما الزراعية والغذائية، في ضوء الأزمة بين قطر والدول الخليجية والعربية المقاطعة لها.
وكانت تركيا وقطر وقعتا اتفاقية تعاون في المجال الزراعي والغذائي وتربية الحيوانات، نشرت في الجريدة الرسمية في تركيا أول من أمس، وقعها من الجانب التركي ممثل لوزارة الزراعة والأغذية والثروة الحيوانية، وعن الجانب القطري ممثل لوزارة الشؤون البلدية والبيئة، بهدف تعزيز التعاون في مجالات الزراعة، والإنتاج النباتي، وصحة النباتات، وتربية الحيوانات وسلامتها، والثروة البحرية، والصحة الغذائية.
وتقضي الاتفاقية بتبادل الجانبين التقارير العلمية والخبراء، وإقامة دورات تعليمية ومؤتمرات واجتماعات وتعزيز التعاون في مجال التسويق الزراعي بين الشركات الخاصة والتشجيع على إقامة استثمارات مشتركة، إلى جانب أعداد مشاريع مشتركة للتربية النباتية، والتغير المناخي، والري الزراعي. وسيشكل الجانبان لجنة تنفيذية زراعية، بهدف متابعة وتقييم التعاون بين البلدين، تجتمع بشكل دوري في أحد البلدين، وتسري الاتفاقية لمدة 5 أعوام.
في سياق موازٍ، أظهرت بيانات لوزارة الجمارك والتجارة التركية أمس الأربعاء، ارتفاع العجز التجاري للبلاد 80.4 في المائة على أساس سنوي في يوليو (تموز) ليصل إلى 8.79 مليار دولار.
وأشارت البيانات إلى أن الصادرات زادت 28.69 في المائة في يوليو (تموز) إلى 12.64 مليار دولار، بينما قفزت الواردات 45.84 في المائة إلى 21.43 مليار دولار.
وصدرت تركيا سلعاً بقيمة 1.215 مليار دولار إلى ألمانيا. وجاءت الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الثانية بقيمة 1.098 مليار دولار، بينما حلت المملكة المتحدة في المرتبة الثالثة بقيمة 810 ملايين دولار.
وكانت معظم الواردات إلى تركيا من الصين، التي بلغت قيمتها 2.133 مليار دولار. تليها ألمانيا بـ1.828 مليار دولار، وجاءت روسيا في المركز الثالث حيث بلغت 1.789 مليار دولار.
إلى ذلك، أظهرت بيانات صادرة عن وكالة التنظيم والرقابة المصرفية، ارتفاع صافي أرباح البنوك التركية خلال النصف الأول من العام الجاري إلى 7.2 مليار دولار بزيادة قدرها 33.2 في المائة مقارنة مع النصف الأول من العام الماضي 2016.



«بنك اليابان» يشير إلى احتمال قريب لرفع الفائدة

صورة جوية من العاصمة اليابانية طوكيو ويظهر في الخلفية جبل فوجي الشهير (أ.ف.ب)
صورة جوية من العاصمة اليابانية طوكيو ويظهر في الخلفية جبل فوجي الشهير (أ.ف.ب)
TT

«بنك اليابان» يشير إلى احتمال قريب لرفع الفائدة

صورة جوية من العاصمة اليابانية طوكيو ويظهر في الخلفية جبل فوجي الشهير (أ.ف.ب)
صورة جوية من العاصمة اليابانية طوكيو ويظهر في الخلفية جبل فوجي الشهير (أ.ف.ب)

قال بنك اليابان المركزي إن زيادات الأجور تتسع في اليابان؛ حيث جعل النقص في العمالة الشركات أكثر وعياً بالحاجة إلى الاستمرار في رفع الأجور، ما يشير إلى أن الظروف المواتية لرفع أسعار الفائدة في الأمد القريب مستمرة في الظهور.

وقال بنك اليابان، يوم الخميس، إن بعض الشركات تدرس بالفعل مدى قدرتها على زيادة الأجور هذا العام، مما يشير إلى ثقة متزايدة باستمرار زيادات الأجور الضخمة التي شهدناها العام الماضي.

وأكد البنك مراراً أن زيادات الأجور المستدامة والواسعة النطاق شرط أساسي لرفع أسعار الفائدة قصيرة الأجل من 0.25 في المائة الحالية، وهي الخطوة التي راهن بعض المحللين على أنها قد تأتي في وقت مبكر من اجتماع وضع السياسات في وقت لاحق من هذا الشهر.

وقال كازوشيجي كامياما، مدير فرع بنك اليابان في أوساكا، في إفادة صحافية: «بدلاً من اتباع نهج الانتظار والترقّب، تعلن المزيد من الشركات عن نيتها زيادة الأجور في وقت مبكر أكثر من الماضي... الحاجة إلى زيادة الأجور مشتركة على نطاق أوسع بين الشركات الصغيرة. ويمكننا أن نتوقع مكاسب قوية في الأجور هذا العام».

وفي بيان حول صحة الاقتصادات الإقليمية، أضاف البنك المركزي أن العديد من مناطق اليابان شهدت زيادات واسعة النطاق في الأسعار من قبل الشركات التي تسعى إلى دفع أجور أعلى.

وقال بنك اليابان إن بعض الشركات لم تحسم أمرها بعد بشأن حجم الزيادة في الأجور أو كانت حذرة من رفع الأجور، بينما كانت شركات أخرى تناقش بالفعل تفاصيل وتيرة رفع أسعار الفائدة.

وأضاف البنك المركزي، في البيان الذي صدر بعد اجتماعه ربع السنوي لمديري الفروع، يوم الخميس: «في المجمل، كانت هناك العديد من التقارير التي تقول إن مجموعة واسعة من الشركات ترى الحاجة إلى الاستمرار في رفع الأجور».

وتعد هذه النتائج من بين العوامل التي سيفحصها بنك اليابان في اجتماعه المقبل لوضع السياسات في 23 و24 يناير (كانون الثاني) الحالي، عندما يناقش المجلس ما إذا كان الاقتصاد يتعزز بما يكفي لتبرير رفع أسعار الفائدة بشكل أكبر.

وقال أكيرا أوتاني، كبير خبراء الاقتصاد السابق في البنك المركزي، الذي يشغل حالياً منصب المدير الإداري في «غولدمان ساكس اليابان»: «أظهرت نتائج اجتماع مديري الفروع أن التطورات الاقتصادية والأسعار تسير بما يتماشى مع توقعات بنك اليابان. وتدعم المناقشات وجهة نظرنا بأن بنك اليابان سيرفع أسعار الفائدة في يناير».

كما أوضح بنك اليابان، يوم الخميس، أنه رفع تقييمه الاقتصادي لاثنتين من المناطق التسع في اليابان وأبقى على وجهة نظره بشأن المناطق المتبقية، قائلاً إنها تنتعش أو تتعافى بشكل معتدل. لكن المخاوف بشأن تباطؤ الطلب العالمي وعدم اليقين بشأن سياسات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ألقت بظلالها على آفاق الاقتصاد الياباني المعتمد على التصدير. ونقلت «رويترز» عن أحد المسؤولين قوله: «نراقب التطورات بعناية، حيث قد نواجه مخاطر سلبية اعتماداً على السياسة التجارية الأميركية الجديدة».

وأنهى بنك اليابان أسعار الفائدة السلبية في مارس (آذار)، ورفع هدفه لسعر الفائدة في الأمد القريب إلى 0.25 في المائة في يوليو (تموز) على أساس أن اليابان تسير على الطريق الصحيح لتلبية هدف التضخم البالغ 2 في المائة بشكل دائم. وتوقع جميع المشاركين في استطلاع أجرته «رويترز» الشهر الماضي أن يرفع بنك اليابان أسعار الفائدة إلى 0.50 في المائة بحلول نهاية مارس المقبل.

وفي مؤتمر صحافي عُقد بعد قرار بنك اليابان الإبقاء على أسعار الفائدة ثابتة الشهر الماضي، قال المحافظ كازو أويدا إنه يريد انتظار المزيد من البيانات حول ما إذا كانت زيادات الأجور ستشمل المزيد من الشركات في مفاوضات الأجور هذا العام بين الشركات والنقابات. كما استشهد بعدم اليقين بشأن السياسة الاقتصادية لترمب كسبب لتأجيل رفع الأسعار في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وقال رئيس مجموعة أعمال كبيرة، يوم الثلاثاء، إن الشركات اليابانية الكبيرة من المرجح أن تزيد الأجور بنحو 5 في المائة في المتوسط ​​في عام 2025، وهو نفس العام الماضي. والمفتاح هو ما إذا كانت زيادات الأجور ستصل إلى الشركات الأصغر في المناطق الإقليمية.

وفي إشارة إيجابية، أظهرت بيانات الأجور التي صدرت في وقت سابق من يوم الخميس أن الراتب الأساسي، أو الأجر العادي، ارتفع بنسبة 2.7 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) لتسجل أسرع زيادة منذ عام 1992.