لقاء عربي في تونس لمناقشة حماية حقوق الإنسان

بمشاركة ممثلين عن الجامعة و{حقوق الإنسان العالمي}

TT

لقاء عربي في تونس لمناقشة حماية حقوق الإنسان

احتضن مقرّ الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب في تونس العاصمة أمس، أشغال المؤتمر الثالث للمسؤولين عن ملف حقوق الإنسان بوزارات الداخلية العربية، وذلك بمشاركة ممثلين عن الدول العربية الأعضاء بالمجلس، وجامعة نايف للعلوم الأمنية، وجامعة الدول العربية ومجلس حقوق الإنسان العالمي.
وتناول المؤتمر عدداً من المحاور المتصلة بمنظومة حماية حقوق الإنسان في العالم العربي، كما عرض مشروع استراتيجية عربية لتعزيز حقوق الإنسان في العمل الأمني، وتبادل التجارب في مجال الرصد والرقابة على أوضاع حقوق الإنسان للموقوفين، فضلاً عن تجارب وزارات الداخلية العربية في مجال حقوق الإنسان، والتصور النموذجي لإدارة متخصصة لحقوق الإنسان، من حيث الهيكل التنظيمي والمهام في صيغته المعدلة ونتائج تطبيق توصيات المؤتمر الثاني.
وأوضح محمد بن علي كومان، الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، أن الهدف من هذا المؤتمر هو أن يكون مناسبة سنوية لتبادل الخبرات والتجارب، وتدارس مختلف القضايا المتعلقة بالأمن وحقوق الإنسان، وتعزيز هذه الحقوق، وضمان عدم انتهاكها بأي شكل من الأشكال في سياق العمل الأمني وإنفاذ القانون.
بدوره قال ماهر قدّور، رئيس خلية حقوق الإنسان بوزارة الداخلية التونسية ورئيس المؤتمر الحالي، إن هذا المؤتمر يأتي تجسيدا «للأهمية والرهان الذي ما فتئت تبذله الدول العربية لتكريس سيادة القانون، ودمج فكر وقيم حقوق الإنسان في سياساتها الأمنية، فضلا عن تبادل الممارسات الجيدة، ودراسة التجارب الناجحة والرائدة للاستفادة منها في مجال حماية وتعزيز حقوق الإنسان، بما يجعلها واقعا ملموسا في العمل الأمني بوزارات الداخلية العربية»، مشيرا إلى أهمية مشروع الاستراتيجية العربية لتعزيز حقوق الإنسان في العمل الأمني، وتبادل التجارب في مجال الرصد والرقابة على أوضاع حقوق الإنسان للمسجونين والمحتجزين.
وسبق للحكومة التونسية أن أعلنت في 20 من يونيو (حزيران) الماضي عن إحداث إدارة عامة لحقوق الإنسان، مهمتها الإنصات لمختلف المشاغل المرتبطة بمجال الحريات العامة وحقوق الأفراد، والرد على الاستفسارات والإرشاد، ومعالجة العرائض والشكاوى ذات العلاقة بمجال حقوق الإنسان، وذلك بعد تلقيها انتقادات حادة من قبل منظمات حقوقية محلية ودولية، من بينها منظمة «هيومن رايتس ووتش»، والرابطة التونسية لحقوق الإنسان، ومرصد الحقوق والحريات بتونس، بسبب سجلها في مجال حقوق الإنسان، كما اتهمتها منظمات حقوقية بالعودة إلى أساليب النظام القديم في مواجهة الاحتجاجات، والاعتماد على قانون الطوارئ لاعتقال رجال أعمال ومهربين متهمين بالفساد وتهديد النظام العام. لكن هذه الخطوة التي اتخذتها الحكومة خلقت آراء متباينة وجدلاً بين السياسيين والناشطين في مجال حقوق الإنسان، ففي حين رأى البعض أنها قد تؤسس لشوط جديد من التعامل الحضاري مع مختلف الأطراف العاملة في المجال، اعتبر آخرون أن عودة وزارة الداخلية إلى الإشراف على ملف حقوق الإنسان والحريات العامة أمر لا يبعث على الارتياح، بالنظر إلى سجل هذه الوزارة في تعاطيها مع الحقوقيين ومختلف منظمات المجتمع المدني خلال حكم الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.