مصمم الديكور الداخلي وائل فرّان: تصاميمي تروي قصصاً وتجارب حياة

طاولة «ديستورشن»  - من أعماله المبتكرة - المصمم وائل فران
طاولة «ديستورشن» - من أعماله المبتكرة - المصمم وائل فران
TT

مصمم الديكور الداخلي وائل فرّان: تصاميمي تروي قصصاً وتجارب حياة

طاولة «ديستورشن»  - من أعماله المبتكرة - المصمم وائل فران
طاولة «ديستورشن» - من أعماله المبتكرة - المصمم وائل فران

وائل فرّان مهندس داخلي لم يكتف بأن يلوّن مساحات البيوت وجدرانها بلمسته الفنية فحسب، بل غاص في تصميم أثاثه ليقولبه على طريقته، متخصصا في الطاولات أكثر. في البداية كان وائل ينوي أن يمتهن المحاماة، إلا أن شغفه وحبّه للهندسة الداخلية دفعاه إلى التخلي عن هذا المشروع والالتحاق بـ«الجامعة اللبنانية - الأميركية» (LAU) ليتخصص في الديكور. فهو يعرف أن أي شيء في الحياة إذا لم يكن نابعا من القلب فإنه لا يكون متميزا. ويسري هذا على أسلوبه وطريقته في التصميم أيضا. يقول: «أي تصميم يُعتبر ناقصا بالنسبة لي إذا لم تلمسه المشاعر». ويضيف: «اخترت تصميم الطاولات تحديدا لأنها عنصر أساسي في أثاث أي منزل، حديثا كان أم كلاسيكيا. فمهما كان جمال أسلوبه لن يكتمل دون طاولة تجمع العائلة حولها أو لتحمل أغراضا حميمة تسجل لذكريات عزيزة».
أول مجموعة أطلقها وائل فران حملت اسم «قطع من العقل» تألّفت من 40 تصميما تنوّعت في أحجامها وموادها. ولأنه تخيّلها ناطقة بحنان الأخت، أطلق اسما شقيقتيه على اثنين منها (داليا ودالا). بعدها أطلق مجموعة «إنسان» كانت غير تقليدية في فكرتها تلفت الناظر بأشكالها وعناوينها. يقول المصمم إنه يستخدم مواد عدة في تصاميمه، من الخشب والحديد و(لاكيه) إلى القشور الملوّنة. هذه المواد المتنوعة هي الأدوات التي يعتمد عليها لإخراج كل قطعة من جمودها. فهي بالنسبة له يجب أن تكون قريبة من قلب صاحبها حتى تبقى معه إلى الأبد وقد يورثها لجيل آخر.
نظراً لفنية تصاميمه، كان من الطبيعي أن تدخل الكثير من المعارض، كان آخر بينالي البندقية (VeniceBiennale) لعام 2017 حيث عرض قطعتين فنيّتين استثنائيتين من مجموعة Formitable وهي طاولات مُصمَّمة حسب الطلب. تحمل الأولى اسم «ديستورشن» وتم عرضها في (Venice Design) الذي أُقيم في قصر «بلاتزو ميشيل». وتميزت بتفاصيل ذات قاعدة نحاسية مطعّمة بالخشب الأبيض الحَمْضِي وكُتب عليها بخط عربي محفور بالحديد ما يعبّر عن مراحل نمو الإنسان على مر السنين من خلال مصطلحات أربع (الخبرة والتعبير والمادة والشكل). وتعدّ هذه الطاولة الأحب إلى قلب وائل فران كما يقول.
أما الطاولة الثانية فتحمل اسم «Take a Bow» وعُرضت في Venice Art ضمن معرض «الهياكل الشخصية - الحدود المفتوحة»، الذي نُظِّم في «بالاتزو بيمبو» و«بالاتزو مورا». تعمد أن تكون بمواد مطواعة لتأخذ شكل انحناءات في كل أجزائها المصنوعة من النحاس والخشب مع الزجاج الشفاف. يوضح وائل فران: «تلقيت دعوة من منظمي هذين المعرضين فشاركت فيهما دون تردد. فهما يشكلان صرحاً في المجال الفني العالمي، ويشهد مشاركة أهم مصممي الديكور في العالم».
حاليا يستعدّ المصمم للمشاركة في معرض «بيروت ديزاينر فير» من خلال مجموعة تصاميم جديدة تحمل ألغازاً كما يقول لكن كل من سيُسعفه الحظ ويعاينها عن قرب سيستمتع بفكّها متتبعاً خطوطها الهندسية.



غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.