إيطاليا تتجه للموافقة على طلب السراج دعم خفر السواحل الليبي

رئيس برلمان طبرق يبحث في القاهرة سبل حلحلة الأزمة السياسية

عنصر من خفر السواحل الليبي يقوم بدورية حراسة أثناء وصول مجموعة من المهاجرين غير الشرعيين إلى سواحل مدينة الزاوية (أ.ف.ب)
عنصر من خفر السواحل الليبي يقوم بدورية حراسة أثناء وصول مجموعة من المهاجرين غير الشرعيين إلى سواحل مدينة الزاوية (أ.ف.ب)
TT

إيطاليا تتجه للموافقة على طلب السراج دعم خفر السواحل الليبي

عنصر من خفر السواحل الليبي يقوم بدورية حراسة أثناء وصول مجموعة من المهاجرين غير الشرعيين إلى سواحل مدينة الزاوية (أ.ف.ب)
عنصر من خفر السواحل الليبي يقوم بدورية حراسة أثناء وصول مجموعة من المهاجرين غير الشرعيين إلى سواحل مدينة الزاوية (أ.ف.ب)

استبق أمس، باولو جينتيلوني، رئيس الحكومة الإيطالية، تصويتا كان يفترض أن يجريه البرلمان الإيطالي للموافقة على طلب رسمي تقدمت به حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، التي يترأسها فائز السراج، للحصول على دعم عسكري إيطالي للبحرية التابعة له، بإعادة التأكيد على أن هدف البعثة الإيطالية هو دعم خفر السواحل الليبي.
وقال جينتيلوني، وفقا لما نقلته سفارة إيطاليا لدى ليبيا، في تغريدة عبر موقع «تويتر»: «في ليبيا لا نتخيل إرسال جيش لا يقهر، بل بعثة لدعم السلطات الليبية، وبشكل خاص حرس السواحل، في مراقبة حدودها».
وكان وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو قد اعتبر طلب السراج تقديم روما لدعم أنشطة خفر السواحل الليبي في جهود مكافحة الاتجار بالبشر خطوة أسفرت عما وصفه بجو من الثقة المتبادلة المطلقة بين الجانبين.
وقال ألفانو، أمام جلسة مشتركة أمس للجان الشؤون الخارجية والدفاع في مجلسي النواب والشيوخ الإيطاليين، إن «مضمون الطلب سيكون مستحيلا من دون وجود أساس من الثقة المتبادلة»، مشيرا بحسب ما نقلته وكالة «آكي» الإيطالية، إلى أن «تلك الثقة ليست مرتجلة، بل عززتها أنشطة سياسية ودبلوماسية مكثفة تحترم دائما سيادة ليبيا». كما أعلن ألفانو أن رئيس بعثة الأمم المتحدة الجديد لدى ليبيا غسان سلامة سيقوم بزيارة إلى روما في الثامن من الشهر الجاري، وتابع موضحا: «لنأمل بنجاح مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ينبغي أن تصاغ ضمن إطار أوسع تحت قيادة الأمم المتحدة. إنه عنصر أساسي اعترف به الفرنسيون أنفسهم، كما أكد لي ذلك وزير الخارجية جان إيف لودريان».
من جانبها، أكدت وزيرة الدفاع الإيطالية، روبيرتا بينوتي، أن حكومة السراج طلبت من إيطاليا العمل في مياهها الإقليمية وفي موانئها للقيام بمهام الدعم لخفر السواحل. وأبلغت جلسة مجلسي النواب والشيوخ أن المهمة الموكلة لقطع البحرية الإيطالية تكمن في ضمان الدعم اللوجيستي والفني والتشغيلي للوحدات البحرية الليبية، وذلك بمرافقتها ودعمها من خلال أنشطة مشتركة ومنسقة.
وبعدما نفت الوزيرة الإيطالية أن تشكل هذه المهمة تدخلا أو خرقا للسيادة الليبية، قالت إن «هدفنا هو تعزيز هذه السيادة من خلال تقديم الدعم، لكي تستطيع ليبيا تنفيذ جميع الأنشطة التقليدية لدول ذات سيادة كاملة»، على حد تعبيرها.
وكان السراج قد رفض السماح لبعثة «صوفيا»، التابعة للاتحاد الأوروبي لمكافحة تهريب البشر في البحر بدخول المياه الليبية، وعطل جهودها لوقف التهريب منذ بدء دورياتها في عام 2015.
وقال مصدر من الحكومة الإيطالية إن عددا محدودا من سفن البحرية الإيطالية، المجهزة بأحدث تكنولوجيات المراقبة، يمكن أن يساعد الليبيين في وقف زوارق الهجرة قبل إبحارها.
ودربت إيطاليا والاتحاد الأوروبي أفرادا من حرس السواحل التابع لحكومة طرابلس، الذي يوقف المهاجرين ويعيدهم إلى الشاطئ قبل وصولهم إلى المياه الدولية، حيث تلتقطهم في الغالب سفن مساعدات إنسانية.
من جهة أخرى، رحبت بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا بقيام الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور بالتصويت على مسودة الدستور. وأعربت في بيان مقتضب لها عن تقديرها للجهود التي بذلتها الهيئة، معتبرة أن عملية التصويت هذه تعد منعطفا مهما على الطريق نحو إجراء استفتاء للشعب الليبي للبت في دستور جديد للبلاد.
وقالت البعثة، في بيان منفصل، إنها وثقت خلال الشهر الماضي وقوع 36 إصابة في صفوف المدنيين، من بينهم 15 حالة وفاة و21 إصابة بجروح خلال الأعمال العدائية في جميع أنحاء ليبيا.
وبحسب التقرير الذي وزعته البعثة، فقد تسبب القصف بوقوع غالبية الخسائر في صفوف المدنيين (8 حالات وفاة و6 حالات إصابة بجروح)، متبوعا بمخلفات الحرب من المتفجرات (5 حالات وفاة و7 حالات إصابة بجروح)، وإطلاق النار (حالتا وفاة و3 حالات إصابة بجروح)، وغير ذلك من المواد المتفجرة (5 حالات إصابة بجروح).
في غضون ذلك، شدد الفريق محمود حجازي، رئيس الأركان العامة للجيش المصري ورئيس اللجنة المصرية الرسمية المعنية بالأزمة الليبية، على أن مجلس النواب الذي يتخذ من مدينة طبرق مقرا له، هو الجهة الشرعية المنتخبة من الشعب الليبي، معتبرا أن البرلمان المعترف به دوليا «يعول عليه في اتخاذ كل الإجراءات الدستورية والقانونية لإتمام الاتفاق السياسي، وفي مقدمتها تعديل الإعلان الدستوري بما تم الاتفاق عليه ما بين الأطراف الليبية المنخرطة في الحوار حول اتفاق الصخيرات، المبرم بالمغرب قبل نحو عامين».
وقال المستشار الإعلامي لصالح إن اللقاء أكد الثوابت التي تم إقرارها فيما سبق وهي محاور الحوار بين الأطراف الليبية، مشيرا بحسب وكالة الأنباء الليبية إلى أن الاتفاق السابق يقضي بتشكيل مجلس رئاسي من رئيس ونائبين ورئيس الحكومة، من غير المجلس الرئاسي، الذي يقترح بدوره أسماء الوزراء ويتم عرضهم على مجلس النواب بخطة عملهم الوزارية لاعتمادهم، وأداء اليمين القانونية لنيل الثقة، وإلغاء المادة الثامنة من اتفاق الصخيرات، وإقامة انتخابات رئاسية وبرلمانية قبل نهاية فبراير (شباط) المقبل.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.