وزير المالية التونسي يتوقع نمواً في حدود 2.5 %

TT

وزير المالية التونسي يتوقع نمواً في حدود 2.5 %

قال محمد الفاضل عبد الكافي وزير المالية التونسية بالنيابة، إن «وضعية المالية العمومية في تونس صعبة، ولكن المؤشرات الاقتصادية عرفت نمواً إيجابياً خلال هذه الفترة من السنة»، نافياً وجود أي تناقض بين الوضع الصعب للمالية العمومية وعودة المؤشرات الاقتصادية إلى نسقها العادي. وأكد عبد الكافي خلال مؤتمر صحافي عقده بمقر رئاسة الحكومة أن تونس في اتجاه تحقيق نسبة نمو في حدود 2.5 في المائة خلال السنة الحالية.
وكانت معظم الهياكل المالية المحلية والدولية قد توقعت نسبة نمو في حدود 2.3 في المائة خلال سنة 2017، واستبعدت تجاوز هذه النسبة نتيجة عدة عوامل، من بينها ضعف عمليات التصدير نتيجة الركود الاقتصادي في الفضاء الأوروبي المستوعب لأكبر نصيب من الصادرات التونسية، والعودة البطيئة للقطاع السياحي وتنامي الواردات.
وتأتي توضيحات عبد الكافي المتفائلة بشأن النمو الاقتصادي وإمكانية السيطرة على الوضع المالي، عقب قوله في وقت سابق إن «محركات الاقتصاد التونسي شبه معطلة»، مما خلف تساؤلات كثيرة حول عجز فرضية الدولة التونسية عن الإيفاء بالأجور خلال شهري أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) المقبلين في حال عدم الحصول على قرض بقيمة 500 مليون يورو من الاتحاد الأوروبي.
وطمأن وزير المالية بالنيابة التونسيين بشأن صرف أجور الموظفين والعاملين في القطاع العام خلال بقية أشهر السنة الحالية، وعاد ليؤكد أن صرف الرواتب سيتم بشكل عادي وأن الموارد المالية موجودة لتغطية هذا الباب. وأشار إلى أن مؤسسة البنك المركزي التونسي تقوم بدور مهم في إضفاء التعديلات الماليّة اللازمة وفي ضمان استقرار قيمة الدينار التونسي (العملة المحلية) وتفادي أي انزلاقات محتملة إضافية، على حد تعبيره.
وبشأن ارتفاع حجم التداين الخارجي، قال عبد الكافي إن موضوع التداين مسألة مضبوطة وفق بابين في صلب الميزانيّة العامة للدولة التونسية؛ الأول يخص نفقات الدولة من الأجور والدعم، والثاني يخص الاستثمار، موضحاً أن ارتفاع نسبة التداين راجع بالأساس إلى الوضع الذي شهدته تونس بعد ثورة 2011 التي دفعت الدولة إلى التداين لزيادة حجم الميزانيّة من 18.6 مليار دينار تونسي إلى حدود 34.5 مليار دينار تونسي.
وفي هذا السياق، أكد مراد حطاب الخبير الاقتصادي في تصريح إعلامي، أن نسبة التداين بلغت نحو 75 في المائة، بعد أن كانت في حدود 63 في المائة خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي. وقال إن هذا الوضع يدعو إلى اعتماد سياسة اقتصادية مغايرة تقوم على دعم الصادرات لتوفير الموارد المالية من العملة الصعبة وتخفيض حجم الواردات إلى أدنى مستوى والابتعاد عن التوريد العشوائي لعدد من السلع غير الضرورية، وهو ما يضمن موارد إضافية لفائدة الدولة يمكن أن تستغلها في سداد الديون الخارجية والسيطرة على قيمة العملة المحلية المهددة بمزيد من الانهيار، على حد قوله.
من جهة أخرى، كشف عبد الكافي عن إيفاء معظم الدول والجهات الحكوميّة والاقتصادية المشاركة في المنتدى الدولي للاستثمار «تونس 2020» بتعهّداتها، وأنّ مجموعة من المشاريع المبرمجة قد انطلقت فعلا.



«المركزي الصيني» يعلق شراء السندات مع معاناة اليوان

مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)
مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)
TT

«المركزي الصيني» يعلق شراء السندات مع معاناة اليوان

مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)
مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)

علَّق البنك المركزي الصيني شراء سندات الخزانة يوم الجمعة، مما رفع العائدات لفترة وجيزة وأثار تكهنات بأنه يكثف دفاعه عن عملة اليوان التي تتراجع منذ انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة.

وتقطع هذه الخطوة خمسة أشهر من الشراء، وتتزامن مع موجة بيع شرسة في أسواق السندات العالمية، مما يشير إلى أن بنك الشعب الصيني يحاول أيضاً ضمان ارتفاع العائدات في الداخل بالتوازي، أو على الأقل وقف الانخفاض، كما يقول المحللون.

وعقب الإعلان عن الخطوة، ارتفعت العائدات التي تتحرك عكسياً مع أسعار السندات، رغم أن أسعار الفائدة القياسية لأجل عشر سنوات كانت أقل قليلاً بحلول المساء.

ويشير التحول في السياسة واستجابة السوق الحذرة، إلى محاولة بنك الشعب الصيني إحياء النمو الاقتصادي من خلال الحفاظ على ظروف نقدية ميسرة في حين يحاول أيضاً إخماد ارتفاع السندات الجامح، وفي الوقت نفسه استقرار العملة وسط حالة من عدم اليقين السياسي والاقتصادي.

وقال محللون في «كومرتس بنك» في مذكرة: «لقد أشار البنك إلى استعداده لتخفيف السياسة بشكل أكبر... ومع ذلك، فإن ضعف اليوان بسبب الدولار القوي واتساع الفارق مع أسعار الفائدة الأميركية من شأنه أن يعقد موقف بنك الشعب الصيني».

واستشهد بنك الشعب الصيني بنقص السندات في السوق كسبب لوقف عمليات الشراء، والتي كانت جزءاً من عملياته لتخفيف الأوضاع النقدية وتعزيز النشاط الاقتصادي.

وكان عائد سندات الخزانة الصينية لأجل عشر سنوات قد ارتفع في البداية أربع نقاط أساس، لكنه انخفض في أحدث تداولات بأكثر من نصف نقطة أساس إلى 1.619 في المائة. وارتفع اليوان قليلاً رغم أنه كان يتداول عند مستوى ثابت حول 7.3326 يوان مقابل الدولار، وهو أدنى مستوى له في 16 شهراً.

وقال كين تشيونغ، كبير استراتيجيي النقد الأجنبي الآسيوي في بنك «ميزوهو»: «أحد الأسباب الرئيسية لانخفاض قيمة اليوان هو اتساع فجوة العائد بين الصين والولايات المتحدة، لذا فإن البنك المركزي يرسل إشارة إلى السوق بأن معدل العائد من غير المرجح أن ينخفض ​​أكثر».

وقال البنك المركزي الصيني في بيان إنه سيستأنف شراء السندات عبر عمليات السوق المفتوحة «في الوقت المناسب حسب العرض والطلب في سوق السندات الحكومية».

وكانت أسعار السندات في الصين في ارتفاع مستمر منذ عقد من الزمان - وهو الارتفاع الذي بدأ في الزيادة منذ ما يقرب من عامين حيث تسببت مشكلات قطاع العقارات وضعف سوق الأسهم في تدفق الأموال إلى الودائع المصرفية وسوق الديون.

وهذا الأسبوع شهدت السوق موجة بيع عالمية، والتي زادت بفضل الطلب الذي لا يقاوم على الأصول الآمنة ومراهنات المستثمرين على المزيد من خفض أسعار الفائدة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وحذر بنك الشعب الصيني لشهور من مخاطر الفقاعة مع انخفاض العائدات طويلة الأجل إلى مستويات قياسية متتالية، على الرغم من أن السلطات في الوقت نفسه توقعت المزيد من التيسير. وهبطت العملة بنحو 5 في المائة منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، ويرجع ذلك إلى حدٍ كبير إلى المخاوف من أن تهديدات ترمب بفرض تعريفات تجارية جديدة ستزيد من الضغوط على الاقتصاد الصيني المتعثر.

وقال هوانغ شيويفينغ، مدير الأبحاث في شركة «شنغهاي أنفانغ برايفت فاند كو» في شنغهاي، إنه يتوقع استمرار الاتجاه الهبوطي في عائدات السندات مع «استمرار السوق في التعامل مع وضع التكالب على الأصول»، حيث يوجد نقص في فرص الاستثمار الجيدة... ويوم الجمعة، نقلت «فاينانشيال نيوز»، وهي مطبوعة تابعة لبنك الشعب الصيني، عن أحد خبراء الاقتصاد قوله إن السوق يجب أن تتجنب التوقعات المفرطة بشأن تخفيف السياسة النقدية.

وفي الأسواق، أنهت أسهم الصين وهونغ كونغ الأسبوع على انخفاض مع امتناع المتداولين عن زيادة استثماراتهم في السوق وانتظار تدابير تحفيزية جديدة من بكين.

وأغلق مؤشر «سي إس آي 300» الصيني ومؤشر «شنغهاي المركب» على انخفاض بنحو 1.3 في المائة يوم الجمعة. وانخفض مؤشر هانغ سنغ القياسي في هونغ كونغ 0.9 في المائة. وعلى مستوى الأسبوع، انخفض مؤشر «سي إس آي 300» بنسبة 1.1 في المائة، بينما انخفض مؤشر هانغ سنغ بنسبة 3.5 في المائة.

وقال محللون بقيادة لاري هو، من مؤسسة «ماكواري» في مذكرة: «السؤال الرئيسي في عام 2025 هو مقدار التحفيز الذي سيقدمه صناع السياسات. سيعتمد ذلك إلى حد كبير على تأثير التعريفات الجمركية، حيث سيفعل صناع السياسات ما يكفي فقط لتحقيق هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي. ويشعر عدد قليل من المستثمرين أن السوق صاعدة، حيث تظل أرباح الشركات ضعيفة وسط ضعف الطلب المحلي. والرأي السائد هو أن السيولة ستصبح أكثر مرونة في عام 2025 ولكن النمو الاسمي سيظل بطيئاً».