الرئيس العراقي: استفتاء كردستان لا يعني الاستقلال

دعا إلى الحوار لحل المشاكل

TT

الرئيس العراقي: استفتاء كردستان لا يعني الاستقلال

قال الرئيس العراقي فؤاد معصوم، أمس، إن الاستفتاء المزمع إجراؤه في إقليم كردستان «لا يعني إعلان الاستقلال وإنه مجرد طموح» الذي يحتاج برأيه إلى «تفاهمات واتفاقات بين أربيل وبغداد». وأشار معصوم، وهو من القيادات التاريخية لـ«حزب الاتحاد الوطني» الكردستاني، في حديث مع رؤساء البعثات الدبلوماسية في العراق، إلى أنه «لا سبيل آخر سوى الحوار لحل المشاكل والعودة إلى الدستور للوصول إلى رؤى مشتركة لمعالجة أسباب الخلافات والمشاكل بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان».
وذكر بيان لرئاسة الجمهورية أن معصوم دعا الدول الصديقة والشقيقة إلى مضاعفة دعمها وتضامنها مع الشعب العراقي في خططه ومشاريعه الطموحة المقبلة سواء الخاصة بإعمار المناطق المدمرة وإعادة إعمار المناطق المحررة وتطوير الخدمات والبنى التحية في عموم البلاد أو تلك المتعلقة بعودة النازحين إلى مناطقهم.
ورغم تأثر موقف فؤاد معصوم في قضية استفتاء إقليم كردستان بموقعه الرسمي رئيسا لدولة العراق الفيدرالية، الآن أن ردود الفعل الرافضة لموضوع الاستقلال متواصلة في بغداد، ومن بين أحدث تلك الردود الموقف الأخير الذي عبر عنه رئيس الوزراء حيدر العبادي من الاستفتاء، حيث اعتبر في لقاء مع وفد إعلامي إيراني، أمس، أن «موقف بغداد واضح، فهي تعتبر أن الاستفتاء أكثر من خطير ولا يقتصر الأمر على عدم قانونية الاستفتاء بل يتعداه إلى خلق مشاكل جديدة»، استنادا إلى وكالة تسنيم الإيرانية التي نقلت الخبر ولم يصدر عن رئاسة الوزراء بيان بشأن زيارة الوفد الإيراني، لكن العبادي عبر في أكثر من مناسبة عن رفضه لموضوع الاستفتاء.
وفي موقف آخر رافض لموضوع الاستفتاء، قال نائب الرئيس نوري المالكي في تصريحات: «نختلف مع الاستفتاء في إقليم كردستان كمقدّمة للانفصال وليس له غطاء دستوري أو أساس قانوني، لم نعرف دولة وقفت إلى جانب هذا الاستفتاء من الاتحاد الأوروبي إلى الأميركيين وإيران وتركيا والدول العربية».
وفي موقف مماثل، رفض زعيم «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي استفتاء إقليم كردستان، وحذر خلال لقاء جمعه بالممثل الأممي في العراق يان كوبيش، أول من أمس، من أن ما وصفه بـ«تفرد» رئيس الإقليم مسعود بارزاني بالقرار «سيؤدي إلى نوع جديد من الصراع يتمحور حول المناطق المتنازع عليها التي يريد ضمها للإقليم من دون الرجوع إلى الدستور والقانون».
وكانت الأحزاب الكردية في إقليم كردستان عقدت مطلع يونيو (حزيران) الماضي اجتماعا في منتجع صلاح الدين بأربيل ترأسه بارزاني واتفقت على إجراء الاستفتاء شعبي لاستقلال كردستان عن العراق في 25 سبتمبر (أيلول) المقبل.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.