تعرف إلى حقيبة السفر الذكية

تخطرك بوزنها الزائد وتستمد طاقتها من شاحن الجوال

حقيبة ذكية تستخدم شاحن الجوال - ... وتعتمد على التكنولوجيا لتسهيل السفر - حقيبة ذكية تعلمك بوزنها عندما يزيد عن حده
حقيبة ذكية تستخدم شاحن الجوال - ... وتعتمد على التكنولوجيا لتسهيل السفر - حقيبة ذكية تعلمك بوزنها عندما يزيد عن حده
TT

تعرف إلى حقيبة السفر الذكية

حقيبة ذكية تستخدم شاحن الجوال - ... وتعتمد على التكنولوجيا لتسهيل السفر - حقيبة ذكية تعلمك بوزنها عندما يزيد عن حده
حقيبة ذكية تستخدم شاحن الجوال - ... وتعتمد على التكنولوجيا لتسهيل السفر - حقيبة ذكية تعلمك بوزنها عندما يزيد عن حده

دبت الحياة في حقيبتك، وأصبح بمقدورها إخطارك إذا ما بالغت في تكديسها بملابس وحاجيات - ومن يدري، ربما قريباً سيصبح بمقدورها الاتصال بخدمة «أوبر» لطلب سيارة أجرة، بل ويجري العمل على إبداع حقيبة قادرة على حملك في جولة عبر المطار.
الملاحظ أن حقيبة الأمتعة تعد واحدة من المنتجات التي شهدت حالة سبات لفترة طويلة نسبياً، ذلك أن آخر عنصر جديد كبير ومبتكر أضيف إليها كان العجلات واليد القابلة للإطالة، وذلك منذ قرابة 50 عاماً. ومنذ ذلك الحين، فإن التحسينات التي طرأت على الحقائب كانت تدريجية، وركزت على الاستعانة بمواد أخف في التصنيع، والتصميم الداخلي وتيسير الحركة.
اليوم، بدأت الحقائب تكتسب مجموعة جديدة من العناصر التقنية، والتي جرى ابتكارها في الجزء الأكبر منها من جانب شركات ناشئة، وأحياناً يجري تمويلها من خلال التمويل الجماعي.
اللافت أن ثلاثة ملامح أساسية تغلب على الموجة الأولى الحالية من «الأمتعة الذكية»: فهي تضم منافذ وأجهزة شحن لإعادة شحن الهواتف الجوالة أو أي أجهزة إلكترونية أخرى، وكذلك تضم أجهزة تعقب تعتمد على «نظام التموضع العالمي» (المعروف اختصاراً باسم «جي بي إس»)، وتعمل مع الهاتف الجوال لتحديد موقع الأمتعة أو لإخطارك إذا ما جرى نقلها من جوارك. أيضاً، هناك مجموعة من الملامح الأخرى التي تهتم بتيسير عملية السفر، مثل البطاقات الإلكترونية للأمتعة والتي تمكن العملاء من تفادي الوقوف في الطوابير الطويلة لتفحص الأمتعة داخل المطار، وكذلك موازين مدمجة لمعاونة المسافرين على تجنب دفع مصاريف إضافية مقابل الأمتعة التي تتجاوز الوزن المسموح به.
من بين الحقائب الحديثة الذكية: «بلوسمارت لاغيدج» Bluesmart Luggage والتي بدأت بحملة تمويل جماعي عبر موقع «إنديغوغو» عام 2014، وتركز الشركة المنتجة لهذه الحقيبة بدرجة بالغة على الجوانب «الذكية» من المنتجات التي تطرحها، لدرجة أنها تفضل توصيفها كشركة تكنولوجية، وليس شركة لإنتاج الحقائب والأمتعة، حسبما أوضح رئيسها التنفيذي تومي بيروتشي.
واستطرد بيروتشي موضحاً أن الهدف الأكبر لـ«بلوسمارت لاغيدج» يتجاوز العناصر التقنية الفردية التي تبتكرها، وإنما تسعى لخلق منظومة تعين الناس «على تجنب مشقة السفر»، من خلال استخدام تطبيق الهاتف المصاحب لمنتجات الشركة كمركز معلومات متصل بالإنترنت.
وشرح بيروتشي أنه: «على سبيل المثال، نود تذكيرك بضرورة شحن الحقيبة الليلة السابقة للسفر، ونرغب في أن نوفر لك خدمة (أوبر) عندما تهبط طائرتك. ونود إخطارك بالفندق المناسب لك إذا ما تأخر إقلاع الطائرة».
في المتوسط، يحتفظ المسافرون من مرتادي درجة أصحاب الأعمال داخل الطائرات بأمتعتهم لثلاث سنوات قبل أن يقدموا على شراء أخرى جديدة، حسبما أفاد بيروتشي. من ناحية أخرى، توفر برمجيات «بلوسمارت لاغيدج» والتحديثات التي أدخلتها على الحقائب عناصر جديدة للعملاء يمكن العمل لاحقاً على تطويرها. وبإمكان أي حقيبة متصلة بتطبيق على الهاتف تسجيل متى يجري استخدام كل خاصية جديدة، ونقل البيانات إلى الشركة للاستعانة بها في تصميم المنتجات مستقبلاً.
من جانبها، قالت ستيفاني كوري، واحدة من مؤسسي «أواي»، شركة جديدة لصناعة الحقائب والرئيسة التنفيذية لها، إنها تفضل وصف الحقائب التي تبتكرها الشركة بـ«المراعية لاحتياجات العملاء»، وليس «الذكية». يذكر أن الشركة التي لا يتجاوز عمرها عاماً واحداً باعت حتى الآن بالفعل 75.000 حقيبة.
وقالت كوري إنها وشريكها، بين روبيو، تركز اهتمامهما على محاولة إيجاد حلول للمشكلات التي كثيراً ما تواجه العملاء، مثل إعادة شحن الهاتف أو إبقاء الملابس التي تنبعث منها رائحة كريهة عن الأخرى النظيفة أو إعادة تصميم عجلات الحقيبة بحيث يسهل جرها على الطرقات المعبدة بالحصى.
الملاحظ أن كوري لا تستسيغ وصف الشركة بأنها معنية «بإنتاج الأمتعة والحقائب»، وإنما تؤكد بدلاً عن ذلك: «نحن شركة سياحة»، مضيفة أنه «بمجرد أن نقيم علاقة من الثقة مع عميل ما ويروق له ما نفعله، سيصبح بمقدورنا الشروع في ابتكار منتجات أخرى تتعلق بالسفر من أجله»، مثل إكسسوارات ترتبط بالسفر وعناصر مساعدة يمكن وضعها داخل الحقائب لتيسير عملية السفر.
من بين الأفكار التقنية الجديدة المرتبطة بحقائب السفر، حقيبة «فوغو ترافيل»، التي يمكن توسيع حجمها من حقيبة صغيرة إلى أخرى ضخمة بالاعتماد على مضخة هواء داخلية. وقد بدأت الشركة للتو شحن أولى منتجاتها للعملاء الذين تقدموا بطلبات شراء مسبقة أو من ساهموا في جهود الابتكار عبر مؤسسة «كيك ستارتر». وهناك أيضاً حقيبة «ترافيل ميت» التي تتحرك ذاتياً وتتبع خطوات المالك ومن المتوقع أن تتاح في الأسواق هذا العام.
على الجانب الآخر، ظهرت بعض التقنيات الجديدة المرتبطة بالحقائب. مثلاً، تعرض شركة «دوفل»، التي تأسست منذ عامين، خدمة تعتمد على أحد التطبيقات تمكن المسافرين من تجنب مشقة عملية حزم الأمتعة، ذلك أن العملاء يرسلون ملابسهم وأحذيتهم وكل ما يرغبون في وضعه داخل حقائب السفر إلى مخزن يتبع «دوفل»، حيث تتولى الأخيرة تصوير كل عنصر وتنظيفه وتخزينه بعناية.
وعندما يصبح العملاء على استعداد للسفر، فإنهم يستخدمون التطبيق في إخطار «دوفل» بموعد السفر ووجهة الرحلة، ثم يتولون حزم الأمتعة من خلال «النقر» على صور العناصر التي يودون حملها معهم على الشاشة. بعد ذلك، ترسل «دوفل» حقيبة العناصر المطلوبة إلى الوجهة التي سيقصدها المسافر بحيث يستلمها هناك. ومع نهاية الرحلة، يشحن المسافر الحقيبة من جديد إلى «دوفل».
اللافت أن عدداً من الشركات التقنية المهتمة بالسفر نجحت في تعزيز تمويلها من خلال عرض أفكارها على جمهور المسافرين. مثلاً، تمكنت «بلوسمارت لاغيدج» من جمع 2.2 مليون دولار من خلال «إنديغوغو»، موقع إلكتروني يعنى بالتمويل الجماعي. وبالمثل، نجحت شركة «جي - رو» في جمع 1.3 مليون دولار من أجل حقيبتها الذكية المزودة بعجلات ضخمة، وذلك عبر «إنديغوغو» و3.3 مليون دولار أخرى عبر «كيك ستارتر»، موقع إلكتروني آخر معني بالتمويل الجماعي. أيضاً، نجحت «مودوباغ»، وهي حقيبة مزودة بمحرك يمكنك الركوب عليها، في جمع أكثر عن نصف مليون دولار عبر «إنديغوغو»، ومن المتوقع أن تصبح متاحة بالأسواق هذا العام.
من جهته، قال سلافا روبين، أحد مؤسسي ومدير الشؤون التجارية لدى «إنديغوغو»، إن مواقع التمويل الجماعي أصبحت مصدراً كبيراً للتمويل الاستثماري لأن جمهورها يتمكن «على الفور من إدراك قيمة هدف تيسير عملية السفر».
على الجانب الآخر، فإن واحدة من القضايا التي ما يزال يكتنفها الغموض بالنسبة للشركات التي تضيف تقنيات جديدة، مسألة تبدل القواعد المرتبطة باستخدام البطاريات والأجهزة الإلكترونية على متن الطائرات. والملاحظ أن الأسماء التجارية الكبرى بعالم الحقائب لم تسارع إلى إضافة التقنيات الجديدة إلى منتجاتها حتى الآن. على سبيل المثال، ليست لدى «تومي» خطط لدمج التكنولوجيا بصورة مباشرة في منتجاتها المرتبطة بالسفر، تبعاً لما أعلنته الشركة، وإن كانت تسعى لطرح جهاز تتبع عالمي منفصل هذا الصيف.
من جانبه، قال بليك ليفام، الرئيس التنفيذي لـ«ترافيلبرو»، إن الشركة تتابع باهتمام الابتكارات التقنية الجديدة، وإلى أي مدى يمكنها الصمود. وأضاف: «تتعرض حقائب السفر للكثير من صور إساءة الاستخدام، لذا نود متابعة أداء مثل هذه العناصر الجديدة على امتداد الفترة الزمنية لعمر الحقيبة». وأشار إلى أن الإضافات التقنية الجديدة قد تخلف تأثيراً أيضاً على التكلفة والمساحة المخصصة للملابس والحاجيات والوزن. وعليه، من الضروري للغاية إجراء أبحاث في أوساط العملاء قبل دمج أي منها بالحقائب.

* خدمة «نيويورك تايمز»



أبها والطائف في صدارة المصايف السعودية

الطائف عروس المصائف ومركزاً لصناعة الورد(هيئة السياحة)
الطائف عروس المصائف ومركزاً لصناعة الورد(هيئة السياحة)
TT

أبها والطائف في صدارة المصايف السعودية

الطائف عروس المصائف ومركزاً لصناعة الورد(هيئة السياحة)
الطائف عروس المصائف ومركزاً لصناعة الورد(هيئة السياحة)

في الوقت الذي لامست فيه درجات الحرارة مستويات قياسية شرق المملكة، مسجّلةً 49.3 درجة مئوية في محافظة الأحساء خلال ذروة الصيف، كانت المرتفعات الجنوبية الغربية تعيش مشهداً مناخياً مختلفاً تماماً، يُشبه نسمة بردٍ تهب من نافذة جبال السروات. ففي مدينة أبها، انخفضت درجة الحرارة الصغرى إلى نحو 18 مئوية، ليظهر الفارق الحراري الكبير الذي تجاوز 31 درجة مئوية بين منطقتين داخل حدود الوطن نفسه.

هذا التباين اللافت في درجات الحرارة لم يكن وليد المصادفة، بل نتيجة مباشرة لتنوع تضاريس المملكة، واختلاف الارتفاعات بين السهول المنخفضة والمناطق الجبلية. فالطائف، التي تمتد على ارتفاع يصل في بعض مناطقها إلى 2500 متر، تتميّز بجوّها العليل ومناخها اللطيف، في حين تعانق أبها السماء من علوّ يفوق 2300 متر، وتشتهر بضبابها البارد وطبيعتها الغنية التي تجمع بين الجبال والسهول. هذا التنوع البيئي جعل من المدينتين عنواناً لصيف مختلف، ووجهتين رئيسيتين على خريطة السياحة الداخلية.

أصبحت الوجهات الجبلية، مثل أبها والطائف، مصدرَ إلهام ثرياً لصانعي المحتوى السياحي، بما تقدمه من مناظر طبيعية خلابة وأجواء معتدلة تستحق التوثيق. وساهم هذا الزخم الرقمي في تعزيز حضورها على منصات التواصل، وتشجيع مزيد من الزوار على استكشافها.

أشجار الجاكرندا تزين طرق وحدائق أبها (أمارة عسير)

تقول لـ«الشرق الأوسط» صانعة المحتوى السياحي، نجلاء جان: «بينما كانت المدن تستقبل فصل الصيف بحرارة خانقة، كانت أنظار السعوديين والمقيمين تتجه إلى أبها والطائف، حيث تراوحت درجات الحرارة الصغرى بين 18 و23 مئوية. أجواء مشمسة، إلى غائمة جزئياً، مع احتمالات لأمطار خفيفة... رسمت لوحة صيفية فريدة لا تشبه المعتاد في المنطقة».

ومع «رؤية السعودية 2030»، لم تعد هذه المصايف مجرّد مدن يقصدها الناس للتمتع بالجو فقط، بل تحوّلت إلى وجهات متكاملة بعد تنفيذ حزمة من المشروعات السياحية الكبرى. ففي أبها، جرى تطوير شبكة الطرق الداخلية لتسهيل التنقل داخل المدينة وربطها بمحيطها، إلى جانب مشروع تطوير مطار أبها، الذي صُمم بطابع تراثي ليتماشى وهوية المنطقة، ويهدف إلى رفع الطاقة الاستيعابية للزوار. كما أُطلق مشروع وادي أبها الجديد، أحد أضخم المشروعات السياحية في الجنوب، على مساحة 2.5 مليون متر مربع، وبتصميم يركّز على الاستدامة، حيث تخصص 30 في المائة من مساحته للمناطق الخضراء، ويضم 5 مناطق سياحية مختلفة الطابع.

المرتفعات الجبلية وجهة سياحية غنية بالفعاليات الترفيهية والرياضية (هيئة السياحة)

وشملت المشروعات التطويرية أيضاً الطائف، لا سيما تطوير مطار الطائف الدولي، الذي سيستوعب 4 ملايين مسافر سنوياً بحلول عام 2030؛ مما يجعله بوابة رئيسية لحجاج ومعتمري الخارج؛ لقربه من مكة المكرمة، إلى جانب دوره في دعم السياحة الداخلية. كما أُطلقت «مدينة الطائف الجديدة» بمفاهيم حديثة للبنية التحتية والطاقة، وشبكة متكاملة من الطرق والمواصلات، بالإضافة إلى «مشروعات تطوير الشفا والهدا»، وتطوير «حدائق جبل إبراهيم»، مع توسعة الفنادق والمرافق السياحية.

ووفق نجلاء جان، «فلم تعد زيارة المصايف تقتصر على الجلوس في الحدائق والاستمتاع بالمناخ المعتدل، فاليوم تُقدّم أبها والطائف تجارب سياحية متكاملة، تستهدف العائلات والأفراد من مختلف الأعمار. ويمكن للزوار الاستمتاع بالمطاعم المتنوعة، وتجربة رحلات التليفريك، والمغامرات الجبلية، وزيارة المحميات والأسواق التقليدية، والمشاركة في ورشات تعليمية للأطفال».

مناخ معتدل وأمطار خفيفة تلطف صيف أبها (أمارة عسير)

وأشارت نجلاء جان إلى الفعاليات الموسمية والمهرجانات الصيفية المتعددة، مثل «مهرجان أبها الصيفي» و«مواسم الطائف»، التي تجمع بين الفن والثقافة والرياضة. أما المنطقة الجنوبية عموماً، فتتحول في الصيف إلى مسرح مفتوح للأنشطة والعروض التراثية، ضمن فعاليات، مثل «موسم الباحة» و«موسم عسير»، تقدم أنشطة في الهواء الطلق وتجارب لعشاق الطبيعة والمغامرة.

وفي مايو (أيار) 2025، أطلقت وزارة السياحة حملة «لون صيفك» ضمن برنامج «صيف السعودية»، لتشجيع السعوديين والمقيمين على زيارة الوجهات الجبلية، مثل أبها والطائف وعسير والباحة، مع هدف طموح بجذب أكثر من 41 مليون زائر، وتحقيق إنفاق يتجاوز 73 مليار ريال.

وقد أسهمت هذه الحملات في تغيير خيارات كثير من العائلات، التي باتت تفضّل قضاء إجازاتها داخل المملكة بدلاً من السفر إلى الخارج، خصوصاً مع تحسن جودة الخدمات، وسهولة الوصول، وتنوّع الأنشطة. ونتيجة لذلك، شهدت الفنادق والمنتجعات ارتفاعاً ملحوظاً في نسب الإشغال خلال الصيف، وتحوّلت المصايف الجبلية من خيار موسمي محدود إلى وجهات رئيسية تنافس نظيراتها على مستوى عالمي.