آلاف من الجنود الإسرائيليين في القدس لحماية ألوف اليهود في ذكرى «خراب الهيكل»

قوات إسرائيلية تتولى حماية مجموعات من اليهود يتجولون في باحة الأقصى قبالة مسجد قبة الصخرة أمس (إ.ب.أ)
قوات إسرائيلية تتولى حماية مجموعات من اليهود يتجولون في باحة الأقصى قبالة مسجد قبة الصخرة أمس (إ.ب.أ)
TT

آلاف من الجنود الإسرائيليين في القدس لحماية ألوف اليهود في ذكرى «خراب الهيكل»

قوات إسرائيلية تتولى حماية مجموعات من اليهود يتجولون في باحة الأقصى قبالة مسجد قبة الصخرة أمس (إ.ب.أ)
قوات إسرائيلية تتولى حماية مجموعات من اليهود يتجولون في باحة الأقصى قبالة مسجد قبة الصخرة أمس (إ.ب.أ)

أعلنت الشرطة الإسرائيلية، أمس، أنها بدأت في رفد قواتها الكبيرة المحتشدة في القدس، بمزيد من قوات الشرطة وحرس الحدود والقوات الخاصة بفض المظاهرات، وذلك لمواجهة خطر اشتباك الفلسطينيين مع آلاف الإسرائيليين اليهود الذين يتوقع قدومهم إلى منطقة الحرم القدسي لإحياء ذكرى «خراب الهيكل».
وتصادف الذكرى، مساء الاثنين، وتتواصل اليوم الثلاثاء، ويصادف التاسع من أغسطس (آب) (حسب التقويم العبري)، الذي يحيي فيه اليهود ذكرى خراب الهيكل الأول والهيكل الثاني، وما نجم عنهما من تشتت لأبناء الديانة اليهودية في شتى أصقاع الأرض.
وحسب كتب تاريخ الديانة اليهودية، جرى هدم الهيكل الأول قبل خمسمائة سنة من الميلاد على أيدي نبوخذ نصر، وأعاد يهود بابل بناءه لاحقا، بعد 70 عاما. ثم عاد الرومان وهدموه في سنة 70 بعد الميلاد. ومنذ ذلك الوقت، يحيي اليهود المتدينون هذا اليوم بالصيام شمس الثامن من أغسطس، وحتى غروبها في اليوم التالي (أي لمدة 25 ساعة تقريبا)، ويعتبر يوم حداد لن يفك إلا إذا أعيد بناء الهيكل الثالث مع قدوم «المسيح المخلص»، ويقيمون الصلوات لأجل إعادة بنائه.
ويقام الحدث الديني المركزي، في هذا اليوم، أمام حائط البراق، أو ما يعرف بـ«الحائط الغربي» أو «حائط المبكى» (البراق)، بمحاذاة بوابات المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة. ومنذ الاحتلال الإسرائيلي للقدس في سنة 1967، تحاول بعض الفئات اليمينية المتزمتة الصلاة في باحات الأقصى، وخاصة أمام مسجد عمر (قبة الصخرة)، حيث يعتقدون بأنه بني على ركام الهيكل اليهودي. وسنة بعد سنة، يزداد عدد اليهود المؤمنين بهذا الاعتقاد. وتزداد الصلوات من أجل أن يهدم المسجد ويعاد بناء الهيكل مكانه. ثم تحول إلى موضوع يستغله السياسيون في اليمين المتطرف ليفرضوا تقسيم باحات الأقصى ما بين المسلمين واليهود، كما هو الحال في الحرم الإبراهيمي في الخليل.
ومع أن الغالبية الساحقة من رجال الدين اليهود في إسرائيل والعالم، يحرمون على اليهود دخول باحات الأقصى، باعتبار أنها «بنيت فوق ركام الهيكل وكل من يدوس فوقها إنما يدوس الهيكل المقدس ويدنسه»، إلا أن هناك رجال دين ممن يخلطون الدين بالسياسة يجيزون الصلاة في المكان. ولذلك تحول إلى موقد للصراع وساحة للصدام بين اليهود، الذين يدخلون بحماية رجال الشرطة والمخابرات، والمسلمين الذين يرفضون ادعاءات اليهودي. ومن المتوقع أن يصل إلى المكان حتى مساء اليوم، ألوف المصلين اليهود، ليمضوا الليلة كلها حتى الفجر في الصلوات. وتجري نشاطات في مختلف أنحاء البلاد بهذه المناسبة، وبشكل خاص في مسألة العلاقات الداخلية بين الإسرائيليين في السنة السبعين لدولة إسرائيل. لكن، إلى جانب هؤلاء، الذين يقيمون صلواتهم في باحة الحائط الغربي، التي يسيطر عليها اليهود منذ سنة 1967، هناك عشرات وربما مئات اليهود المتطرفين الذين يستغلون المناسبة لاستفزاز الفلسطينيين ونقل صلاتهم إلى باحات الأقصى، ما يتسبب عادة، في صدامات بين الطرفين. وقد هددت الشرطة باستخدام قبضة حديدية مع «كل من يحاول خرق النظام الجماهيري العام».
وحذر قادة الأوقاف الفلسطينيون من مغبة تكرار أحداث الأقصى الأخيرة، في حال اقتحام المستوطنين ومنحهم الحماية البوليسية، كما جرت العادة في كل سنة.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.