القوات الأفغانية تسترجع منطقة من {طالبان} وسط البلاد

مقتل عشرات المتمردين خلال 24 ساعة

جندي أفغاني أمام قاعدة عسكرية في قندهار عقب اشتباكات طوال الليل مع عناصر من طالبان (إ.ب.أ)
جندي أفغاني أمام قاعدة عسكرية في قندهار عقب اشتباكات طوال الليل مع عناصر من طالبان (إ.ب.أ)
TT

القوات الأفغانية تسترجع منطقة من {طالبان} وسط البلاد

جندي أفغاني أمام قاعدة عسكرية في قندهار عقب اشتباكات طوال الليل مع عناصر من طالبان (إ.ب.أ)
جندي أفغاني أمام قاعدة عسكرية في قندهار عقب اشتباكات طوال الليل مع عناصر من طالبان (إ.ب.أ)

أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية مقتل ما لا يقل عن 150 من مقاتلي طالبان خلال الساعات الأربع وعشرين الماضية، وذلك في سلسلة عمليات شنها الجيش الوطني الأفغاني في عدة محافظات بالشمال والشرق والجنوب من البلاد. وأشارت الوزارة في بيان لها بأن القوات الحكومية المدعومة بالطائرات وراجمات الصواريخ نفذت عمليات تطهير طالت أكثر من عشر ولايات، وأن العمليات أسفرت عن مقتل العشرات من مقاتلي جماعة طالبان. وأضفت الوزارة بأن بين القتلى عناصر من تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الذين قتلوا في هجوم بولاية ننجرهار شرقي البلاد وفي مناطق محاذية للحدود الباكستانية.
إلى ذلك، أجرى الرئيس الأفغاني أشرف غني زيارة إلى ولاية هلمند المضطربة في جنوب البلاد وتفقد الوضع الأمني هناك، حيث شهدت الولاية معارك شرسة بين القوات الحكومية ومقاتلي طالبان، وقال غني في خطاب له أمام حشد كبير من عناصر الجيش: إن إصلاحات أساسية ستتم في أجهزة الحكومة الأمنية، وأشار إلى أن الجيش والشعب أصبحا في خندق واحد ضد العدو المشترك، وهو الجماعات الإرهابية المتطرفة التي تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار النسبي في البلاد.
كما أعلنت وزارة الدفاع بأن قوات الأمن الأفغانية مدعومة بضربات جوية أميركية قاتلت لاستعادة حي في إقليم غور وسط البلاد، منذ سقوطه تحت سيطرة حركة طالبان هذا الأسبوع. وسيطر المتشددون على الحي الواقع بوسط بلدة تيوارا، وهي البلدة الرئيسية في المنطقة الريفية، يوم الأحد في إطار تقدم واسع النطاق شهد قتالا عنيفا في أغلب أرجاء البلاد. ومنذ ذلك الحين تتصدى القوات الحكومية للهجوم. وقال متحدث باسم الشرطة المحلية إن قوات محلية والقوة الجوية الأميركية تمكنت من استعادة «أجزاء كبيرة من الحي». ولم يرد تعليق فوري من مقر الجيش الأميركي في كابل. وقال الحاكم المحلي، ناصر خازن: إن القتال كان صعبا لأن شوارع الحي كانت ملغمة بكثافة وكان مقاتلو طالبان يطلقون النار من منازل مدنيين.
وقال: إن القوات الحكومية اقتربت من وسط الحي وإن منطقة تيوارا يمكن استعادتها بالكامل بحلول نهاية الأسبوع. وواجهت قوات الأمن صعوبات في السيطرة على إقليم غور وهو إقليم جبلي ناء تسوده انقسامات عرقية قبلية حادة ويضم جماعات مسلحة غير مشروعة. ويقول مسؤولون أمنيون أفغان إن طالبان كان لها وجود قوي في المنطقة منذ فترة طويلة، وفي الفترة الأخيرة كرس مقاتلون موالون لتنظيم داعش وجودهم في الإقليم. وتسيطر حركة طالبان التي تقاتل لتأسيس حكم إسلامي منذ الإطاحة بحكمها في حملة أميركية عام 2001 على نحو 40 في المائة من مساحة البلاد. وصعدت طالبان هجومها في الأسابيع الماضية. وفي وقت سابق هذا الأسبوع قتل نحو 30 جنديا أفغانيا عندما سيطر المتشددون على موقع في إقليم قندهار تحديدا في بلدة خاكريز وال، ونشب قتال عنيف كذلك في إقليم هلمند الغني بالأفيون وفي مناطق شمالية، منها فارياب وبغلان وبدخشان. ويأتي القتال في الوقت الذي تعمل فيه الولايات المتحدة على تقييم سياستها في أفغانستان. ومن المتوقع إرسال قوات أميركية إضافية قوامها أربعة آلاف جندي لتدعيم مهمة التدريب وتقديم النصح، لكن إعلان ذلك تأخر وسط تقارير عن خلافات داخل الإدارة فيما يتعلق بالتعامل مع الوضع الأمني المتدهور في أفغانستان.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».