توقعات بقرب استئناف حركة الطيران والسياحة الروسية في مطار القاهرة

TT

توقعات بقرب استئناف حركة الطيران والسياحة الروسية في مطار القاهرة

فتحت الإشادة الروسية بإجراءات تأمين مطار القاهرة الدولي، الباب مجددا لاستئناف حركة الطيران والسياحة الروسية لمصر، وقال مصدر مطلع بمطار القاهرة أمس: إن «مسؤولين مصريين وجدوا ارتياحا وسط فريق التفتيش الروسي عقب تلافي ملاحظات سابقة أبدوها للجانب المصري من قبل».
وعلقت موسكو ودول أخرى رحلات الطيران إلى مصر في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2015، بعد شهر من تحطم طائرة روسية فوق شبه جزيرة سيناء، عقب إقلاعها من مطار شرم الشيخ، نتيجة عمل إرهابي؛ ما أدى إلى مقتل جميع ركابها الـ217، وأفراد طاقمها الـ7. وبعد تلك الحادثة طالبت روسيا الجانب المصري بتعزيز تدابير الأمن في مطاراته، وتم تشكيل لجان عمل مشتركة، بما في ذلك خبراء من روسيا متخصصون في مجال أمن المطارات.
وتأمل القاهرة أن تؤدي إجراءات تعزيز أمن المطارات إلى جذب سائحين لزيارة شواطئها ومناطقها الأثرية لتعود السياحة إلى معدلات ما قبل ثورة 25 يناير عام 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك.
وتواجه مصر منذ حينها صعوبات في مجال إنعاش قطاع السياحة. ويعلق العاملون في قطاع السياحة في البلدين الآمال كذلك على استئناف الرحلات الجوية بين البلدين، لتعويض الخسائر الكبيرة التي مُني بها قطاع السياحة المصري، وقطاع النقل الجوي الخاص في روسيا خلال الفترة الماضية. وتفيد معطيات اتحاد العاملين في مجال النقل الجوي الخاص بأن خسائر الشركات العاملة في هذا المجال بلغت حينها نحو 9 مليارات ومائة مليون روبل روسي.
وأشاد الوفد الأمني الروسي رفيع المستوى في ختام زيارته للقاهرة أمس، بإجراءات التأمين بمطار القاهرة الدولي، وبخاصة أجهزة البصمة البيومترية التي تم تركيبها وتشغيلها بمبنى رقم 2 الجديد بالمطار، وقال المصدر المطلع بالمطار إن «الوفد ضم 5 من خبراء الأمن والطيران الروسي برئاسة ألكسندر زورين، وهو من كبار مسؤولي الأمن بالطيران الروسي.. والوفد بدأ جولته في مبنى رقم 2 لتفقد إجراءات الأمن المتبعة لتأمين الركاب وحقائبهم منذ دخولهم إلى صالة السفر، وحتى صعودهم إلى الطائرات، وتفقد إجراءات تأمين الطرود بقرية البضائع وحاويات الطعام الخاصة بركاب الطائرات، إلى جانب استعراض كاميرات المراقبة وبوابات دخول العاملين بالبصمة، وبخاصة في منفذ 35 المخصص لدخول العاملين بأرض المهبط».
وتواجه السياحة المصرية أزمة حادة، جراء الإجراءات التي اتخذتها الدول ضدها، حتى تراجع إجمالي عدد السياح الوافدين إلى مصر بنحو 42 في المائة خلال الشهور العشرة الأولى من 2016 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2015، ليبلغ نحو 4.339 مليون سائح - حسب بيانات رسمية.
وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، وضع الجانبان المصري والروسي خطة تهدف إلى استئناف رحلات الطيران بين مطاري موسكو والقاهرة كمرحلة أولى، ومن ثم استئناف رحلات الطيران النظامية بين العاصمة الروسية ومدينتي شرم الشيخ والغردقة، ليعود بعدها المسؤولون الروس والمصريون إلى مناقشة مسألة استئناف رحلات الطيران العارضة «تشارتر» بين البلدين.
ولحق بقطاع النقل الجوي الروسي خسائر كبيرة، وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن عدد السياح الروس الذين تم نقلهم إلى ومن مصر، منذ يناير (كانون الثاني) حتى أكتوبر (تشرين الأول) عام 2015 بلغ 4.4 مليون سائح، منهم 3.6 مليون تم نقلهم على متن رحلات خاصة (تشارتر)، والجزء المتبقي على متن الرحلات الدولية الدورية بين البلدين.
وعلى الجانب المصري، تشير البيانات إلى أن السياح الروس شكلوا عام 2015 ربع إيرادات مصر من العملة الصعبة السياحية بقيمة 1.3 مليار دولار أميركي.
وأكد المصدر، أن «الإجراءات بمطار القاهرة وصلت إلى معدلات متميزة... وساد الارتياح وسط المفتشين الروس بعد انتهاء عمليات التفتيش، وأنهم أكدوا تلافي الملاحظات السابقة، حيث قاموا بتفقد إجراءات الأمن المتبعة لتأمين الركاب والحقائب منذ دخولهم صالات السفر وحتى صعودهم إلى الطائرة».
ويشار إلى أن سلطات المطار حصلت على إشادات سابقة من وفود أمنية دولية بعد إجراء تفتيش على مطار القاهرة، كان أبرزها خلال الأسابيع الماضية تفتيشات أميركية وبريطانية، وأخرى تابعة للجنة مكافحة الإرهاب بالأمم المتحدة.
وعقد الوفد الروسي اجتماعا مع المسؤولين بمختلف القطاعات الأمنية والأجهزة السيادية بمطار القاهرة، وأكدوا لهم أنه تم تلافي كثير من الملاحظات التي تم تدوينها في فبراير (شباط) الماضي، وسوف يتم كتابة تقرير مفصل عن النجاحات في الإجراءات الأمنية ورفعه للحكومة الروسية.
وتبقى مسألة استئناف الرحلات الجوية بين البلدين رهنا بـ«بتقرير الوفد الروسي»، لاتخاذ قرار استئناف الرحلات الجوية بين موسكو والقاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة. يأتي هذا في وقت قالت سفيتلانا سيرغييفا، رئيسة الوكالة الفيدرالية الروسية للسياحة «روس توريزم» قبل يومين: إن «السلطات المصرية لم تقم حتى الآن بإزالة كل العوائق والنواقص في مجال سلامة الطيران المدني».
وأعربت عن قلقها بسبب الهجمة الأخيرة التي جرت قبل أسبوعين على السياح في الغردقة التي أسفرت عن مقتل ألمانيتين وإصابة أخريات.
وقبل أيام اعتدى طالب بسكين على 6 سياح، وقتل ألمانيتين، وأصاب أخريات من جنسيات مختلفة في مدينة الغردقة السياحية محافظة البحر الأحمر (جنوب شرقي القاهرة). كما شهدت المدينة نفسها هجوما على سياح أوروبيين في يناير عام 2016 أصيب فيه 3 سياح بجروح، وتبنى تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».