نتنياهو يعرض تسليم المثلث للفلسطينيين مقابل ضم مستوطنات بيت لحم لإسرائيل

TT

نتنياهو يعرض تسليم المثلث للفلسطينيين مقابل ضم مستوطنات بيت لحم لإسرائيل

كشف مصدر مقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنه عرض، خلال محادثاته مع مبعوثي الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات، اللذين طلبا منه أن يطرح أفكاره تجاه التسوية النهائية، مشروعا لتبادل الأراضي، يجري بموجبه ضم كتلة استيطانية كبيرة إلى إسرائيل، مقابل منح البلدات العربية الموجودة، حاليا، في إسرائيل، إلى الدولة الفلسطينية العتيدة.
وأكد المصدر أن نتنياهو قدم هذا الاقتراح للأميركيين كجزء من اتفاق سلام مستقبلي بين إسرائيل والفلسطينيين. وكان في حينه، ردا على مشروع تبادل الأراضي الذي طرحه رئيس الوزراء السابق، إيهود أولمرت، ويقضي بأن تضم إسرائيل الكتل الاستيطانية الكبرى إلى حدودها، وتمنح إسرائيل للدولة الفلسطينية، مقابل ذلك، أرضا مساوية في المساحة والقيمة من أراضي 1948، لكن أولمرت لم يقترح التخلص من أي مواطن عربي في المثلث أو في إسرائيل عموما. لذلك يكون نتنياهو هو أول رئيس حكومة يطرح مشروعا يرمي إلى التخلص من مواطنين من العرب في إسرائيل (فلسطينيي 48)، ونقل مواطنتهم إلى دولة أخرى. ولم يوضح نتنياهو أو المقربون منه، إن كان يقصد بالمشروع تجريد السكان الفلسطينيين من الجنسية الإسرائيلية التي يحملونها، وهو أمر يعتبر إشكاليا حسب القانون الإسرائيلي، ويعتبر خرقا فظا للقانون الدولي.
وقد جاء تسريب الخبر إلى الإعلام، أول من أمس، في أعقاب قيام سكان مدينة أم الفحم، وهي أكبر تجمع سكاني في وادي عارة، بتشييع جثمان أبنائها الثلاثة، محمد ومحمود وأحمد جبارين، منفذي عملية الأقصى، مثلما تشيع جثامين الشهداء. فقد حولوا الجنازة إلى مهرجان عرس، وراحوا يهتفون «بالروح بالدم نفديك يا أقصى». وهذا ما اعتبره الإسرائيليون استفزازا لمشاعرهم، باعتبار أن الثلاثة قتلوا شرطيين. ووصفه عدد من وزراء اليمين في إسرائيل، بأنه «تمرد على الدولة» و«إعلان انفصال عن الدولة». وقال وزير الدفاع، أفيغدور لبرمان: «ليس صدفة أنني أطرح منذ عدة سنوات مشروعا يقضي بضم بلدات المثلث إلى الدولة الفلسطينية مقابل المستوطنات. فلا شيء يربط السكان هناك وقادتهم بدولة إسرائيل، ومكانهم الطبيعي هو في الدولة الفلسطينية».
وفي تعقيب على تبني نتنياهو لمشروعه، قال لبرمان: «أرحب به في المنتدى. صدقوني عندما أقول إن هذا هو الحل الوحيد الذي يمكن أن ينجح حل الدولتين، وهذا هو الحل الوحيد الذي يقنع المواطنين العرب في إسرائيل بأن عليهم أن يكونوا مخلصين لدولتهم وليس للدولة الفلسطينية. فمن لا يريد أن يكون مخلصا، عليه أن يتركنا ويفتش عن دولة أخرى».
بيد أن عضو الكنيست العربي من «القائمة المشتركة»، ابن أم الفحم، د. يوسف جبارين، رفض اقتراح نتنياهو، واعتبره «دعوة صريحة لارتكاب جريمة حرب بمقاييس رهيبة، لأنه يعني ترحيل مئات ألوف السكان بشكل قسري من جهة، وإعطاء شرعية للمستوطنات التي تعتبر هي أيضا جرما في نظر القانون الدولي، من جهة أخرى. ومن يطرح مثل هذه البرامج، مكانه في قفص الاتهام في لاهاي».
وكان نتنياهو قد أعلن، يوم الأربعاء الماضي، عن نيته دعم اقتراح قانون يسمح بزيادة منطقة نفوذ بلدية القدس بواسطة ضم المستوطنات «بيتار عيليت» و«أفرات»، وكلاهما ضمن كتلة الاستيطان في غوش عتصيون»، وكذلك مستوطنة «غفعات زئيف» و«معاليه أدوميم» الواقعتين شمالي وجنوبي القدس. وبالمقابل التخلص من شعفاط وكفر عقب وضمهما إلى الضفة الغربية. وفي إطار هذه الاستراتيجية، التي تتلخص في الفكرة القديمة للصهيونية - «أكبر قدر من الأرض (الفلسطينية) وأقل قدر من السكان (الفلسطينيين)».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.