توني بلير: برنامج ولي العهد السعودي للتغيير طموح وضروري للغاية

قال في حوار مع «الشرق الأوسط» وشقيقتها المجلة إنه عارض دعم {نظام الإخوان} في مصر... وحذّر من خطر سقوط بريطانيا

توني بلير: برنامج ولي العهد السعودي للتغيير طموح وضروري للغاية
TT

توني بلير: برنامج ولي العهد السعودي للتغيير طموح وضروري للغاية

توني بلير: برنامج ولي العهد السعودي للتغيير طموح وضروري للغاية

في عام 1997، أصبح توني بلير زعيم حزب العمال البريطاني البالغ من العمر 43 عاماً حينئذ أصغر رئيس وزراء لبريطانيا منذ عام 1812. تولى بلير المنصب لمدة عشرة أعوام، قاد فيها حرباً، وعملية سلام، وتغييراً في حزبه، وعولمة للاقتصاد البريطاني. لقد أدخل روحاً جديدة من الانفتاح إلى أعمال الحكومة. وأدى دوراً مهماً في «وساطة اتفاق الجمعة العظيمة» عام 1998، في آيرلندا الشمالية. وعلى الساحة العالمية، أيد التدخلات الإنسانية في كوسوفو وسيراليون، وأثبت أنه حليف عسكري قوي للولايات المتحدة في أفغانستان والعراق.
ومنذ تقاعده من الحكومة، أصبح بلير قائداً لمساعي إقامة السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ويعمل على تشجيع التسامح والتفاهم بين الأديان من خلال مؤسسة توني بلير لحوار الأديان. وعن طريق معهد توني بلير للتغيير العالمي، يدعم التنمية الوطنية حول العالم عبر الحكومات الرشيدة والإصلاح الثقافي.
في لقائه الحصري مع «المجلة»، وشقيقتها «الشرق الأوسط» (ينشر بالتزامن في المطبوعتين)، دعا رئيس الوزراء الأسبق توني بلير إلى استعادة التوسط في السياسة البريطانية والوصول إلى حل وسط حول «بريكست». وتحدث عن القيادات الجديدة في العالم العربي، مع تركيز خاص على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وقدّم تقييماً لفرص عملية السلام الإسرائيلية - الفلسطينية في إطار حل إقليمي. كما طالب الغرب بالاعتراف بأن الاضطراب الإقليمي والدماء المراقة في الأساس صراع قيمي بين قوى التطرف وأبطال التسامح.
وإلى نص الحوار...
* كيف تُقيِّم أداء الحكومة البريطانية الحالية، والأسلوب الذي تتعامل به تيريزا ماي مع الخلافات القائمة داخل مجلس الوزراء؟ وكيف ترى الطريقة التي تناولت بها ماي المسائل المتعلقة ببرج غرينفل، والحوادث الإرهابية الأخيرة، ومفاوضات «بريكست» الحالية؟
- الحكومة في موقف صعب للغاية في الوقت الحالي - وخصوصاً السيدة ماي. ربما أعارض رئيسة الوزراء بشدة في قضية «بريكست»، لكنني أؤيدها في الإجراءات التي تتخذها ضد الإرهاب. وكانت كارثة برج غرينفل مأساة كبرى، خصوصاً بالنسبة للمجتمع. وأُقدر الجهود التي بذلتها أجهزة الطوارئ، التي تستمر في التعامل مع التداعيات المعقدة والمرهقة. ويجب علينا الآن أن ننتظر نتائج التحقيقات.
* انتقدتَ زعيم حزب العمال، جيريمي كوربن، بسبب آرائه اليسارية المتشددة. إذا ما نظرنا إلى الزخم الذي يبدو أنه يحظى به، هل تعتقد أنه يمكن أن يصبح رئيس الوزراء المقبل، (وقد يكون ذلك في وقت قريب) في ظل الأزمة الراهنة التي أصابت حكومة المحافظين؟ وما الذي تخشى أن يحدث مع حكومة كوربن؟
- كانت نتائج حزب العمال في انتخابات يونيو (حزيران) لافتة للأنظار بلا شك. ونعم، أنا لم أتوقعها. وأشيد بأسلوب جيريمي كوربن في الحملة الانتخابية، والطريقة التي استطاع بها حزب العمال حشد الناخبين الشباب وبث شعور حقيقي بالحماس، لقد استطاع بالتأكيد الوصول إلى شيء حقيقي وقوي، ومن الواضح أن هناك رغبة حقيقية واسعة للتغيير ولسياسة العدالة الاجتماعية. يجب أن يساعد ذلك على تغيير الكيفية التي نختلف بها في السياسة، وأن يُغيّر الحلول السياسية المتاحة. ولكن يظل ما أخشاه يتعلق بمخاطر عدم تغيير برنامج كوربن، إذا أصبح رئيساً للوزراء وسعى إلى تنفيذه في الوقت ذاته مع «بريكست». وكما كتبت في الفترة الأخيرة، إذا جاء بعد مجموعة شعوبية يمينية مؤيدة لـ«بريكست» مجموعة شعوبية يسارية تتبنى سياسات اقتصادية يسارية متشددة، أخشى أن بريطانيا قد تسقط ولن تستطيع النهوض سريعاً. وأشير أيضاً إلى أن سياسة الوسط لم تكن متاحة بالفعل في الانتخابات الأخيرة، وتكشف النتائج عن دولة منقسمة بشدة. ومع أن الوسط قد يبدو مهمشاً في الحياة السياسية البريطانية في الوقت الحالي، في الحقيقة الحاجة إليه أصبحت ملحة الآن.
* ذكرتَ في لقاء لك أخيراً مع «سكاي نيوز» أنه «من الضروري ألا يتم (بريكست)». وكما تعلم، هناك أصوات في بريطانيا قد ترى أن إلغاء «بريكست» خيانة للعملية الديمقراطية... فما ردك على هذا الرأي؟
- أوضحت أني أحترم الاستفتاء. وإذا لم تتغير إرادة الشعب، حينها سيتم «بريكست». لكنني أعتقد أن الرأي العام يتغير حيث أصبحنا ندرك الضرر الذي سيحدث نتيجة لـ«بريكست». لقد مررنا بعام من النقاش حول ما يعنيه «بريكست» بالفعل، ورأينا تأثير الاستفتاء على عملتنا واقتصادنا، والناس أصبحوا أكثر دراية بتلك الأمور الآن. إن مغادرة الاتحاد الأوروبي معقدة، وسوف تستغرق أعواماً، ولا أرى أن استبعاد احتمالية الوصول إلى تسوية منطقي على الإطلاق، الأفضل البحث عن وسيلة لبقاء بريطانيا داخل أوروبا مع إصلاحها. لذلك؛ أؤكد على ضرورة تغيير بنود النقاش حول «بريكست»، مع تركيز أكبر على التحديات الحقيقية التي تواجهها الدولة.
* ما بوادر الأمل التي تراها وسط الألم والمأساة في الشرق الأوسط اليوم؟
- أهم بادرة أمل هو أنه وسط كل هذا الألم والمأساة، هناك تحول يجري في المنطقة. أعتقد أن المنطقة تعمل على مواجهة تحدٍ كبير قديم، وهكذا سوف تتصل مع العالم الحديث وتصبح مجتمعاتها متسامحة دينياً واقتصادها قائم على قواعد. أرى أنها منطقة في مرحلة انتقالية، حيث ينبع الألم من التصادم حول كيفية تعامل المنطقة مع العالم الحديث والعولمة، ولديها في ذلك خياران، فإما أن تختار تسييس الدين والإسلام السياسي، وإما أن تختار المجتمعات المنفتحة والمتسامحة والمتعلمة التي تتصل بالعالم. إذا اختارت المسار الثاني، أعتقد أن مستقبل المنطقة سيكون مشرقاً. ولكنه كفاح ضروري. وبوادر الأمل التي أراها هي:
1) قادة مستعدون للوقوف والقيادة اليوم.
2) الشعوب ذاتها التي ترغب في الفعل في ذلك المجتمع الأفضل والأكثر اعتدالاً.
* هل يمكن أن توضح لنا نماذج محددة من هذا النوع من القادة؟
- أبرز مثال هو ولي العهد السعودي الجديد الذي شرع في برنامج تغيير طموح وضروري للغاية، وهو يتماشى مع مكانة المملكة بصفتها بلاد الأماكن المقدسة ومركزا للإسلام. وهو يتولى عملية تغيير اقتصادي واجتماعي ضرورية، وسوف تكون هناك مجموعة جديدة كاملة من الأشخاص الفعَالين والأذكياء والأكْفاء في مراكز مهمة. في الوقت ذاته، يتصدى الرئيس المصري (عبد الفتاح) السيسي، مع كل التحديات التي تواجهه، لطريق جماعة الإخوان المسلمين المسلح، ويحاول أن يجري أيضاً تغييرات وإصلاحات ضرورية في مصر. ومحمد بن زايد (ولي عهد أبوظبي) قائد له مكانة استثنائية، فقد ساعد على تحويل الإمارات إلى ما هي عليه اليوم. وأعتقد أن جميع استطلاعات الرأي تكشف عن رؤية الشباب لها كدولة يرغبون في الاقتداء بها. والعاهل الأردني الملك عبد الله وملك البحرين (حمد بن عيسى آل خليفة) نموذجان آخران لهذا النوع من القيادة. وأرجو عندما يتم حل المسائل المتعلقة بقطر أن تكون هناك قيادة شابة أيضاً. عندما أنظر إلى المنطقة أرى كثيراً من القيادات الجديدة الذكية والفاعلة التي تعلم ما يجب أن يحدث. وحتى على الرغم من وجود مناطق توتر واضحة في سوريا والعراق واليمن ولبنان وغيرها، أعتقد أن الطريق إلى المستقبل في كل هذه المناطق ستكون مشابهة. وهو الدفع بقوة للتصدي لنفوذ دولة إيران الدينية، ليس لأنه من إيران، لكنه لأنه يعبر عن صورة أخرى لأسلوب مضلل يعمد إلى تسييس الدين.
* ما الأفكار التي ترى أنها تغلب على «رؤية 2030» التي تتبناها المملكة العربية السعودية، وما رأيك في المبادرة؟
- في رأيي «رؤية 2030» هي أول خطة عمل متماسكة بالفعل يمكن أن تتخذها الدولة للتواصل الكامل مع العالم الحديث ولتحقيق النجاح. وأعتقد أنها مهمة حقيقية. من الواضح أن التحديات قائمة أمام عملية التنفيذ، وهذا هو مكمن الصعوبة. ولكنني أرى أن هناك عزماً على التغيير، ومن المهم أن يقف العالم في الخارج خلفه. في برنامج التنوع الاقتصادي، والإصلاح والتحول من اقتصاد يعتمد على النفط، من الواضح أن هذا توجه صائب. لذلك؛ «الرؤية» هي المسار الصحيح الذي يجب اتخاذه، على الرغم من العقبات التي قد تعترضها، لكن الطريق صحيحة والوجهة طيبة.
* ما النصيحة التي تقدمها للشباب في العالم العربي من أجل المستقبل؟
- أنصح الشباب في المنطقة كما أنصح أبنائي إذا استمعوا لي: اخرجوا واكتشفوا العالم ولاحظوا، إنها فرصة ممتعة، تحديداً لأنك ستصبح أكثر تواصلاً. الأمر الثاني الذي سأقوله هو أننا نحتاج إلى الشباب للتقدم وتولي مناصب قيادية، وليس فقط في القطاع الخاص، ولكن أيضاً في الحكومة والخدمة العامة. من السهل للغاية انتقاد الحكومة، ولكن من الصعب كثيراً العمل في الحكومة وتحقيق نجاح في النظام. وكلما أضفنا مواهب في خدمة تنمية الدولة، سنحقق نتائج أفضل. وأخيراً، وأهم شيء هو أن يكون لديكم شغف بما تفعلونه. إذا كان عملكم مجرد وظيفة، لن يكون لديكم دافع، وبالتالي لن تقدموا أفضل ما لديكم مطلقاً، ولن تدركوا حجم إمكانياتكم.
* في ضوء مساعيك المستمرة للمساعدة على حل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، ما أهم جوانب حل الصراع؟
- أولاً، ما زال الرأي الغالب أن الحل الوحيد يكمن في إقامة دولتين لشعبين. ثانياً، المشكلة ليست في أنك لا تستطيع التفاوض على البنود. المشكلة بالتحديد هي تغيير السياق الذي تتم في إطاره المفاوضات. ما أعمل عليه بالفعل هو كيفية إقامة حوار صحيح داخل المنطقة ككل لتغيير ذلك السياق. يعني ذلك إجراء تحسينات كبرى في حياة الفلسطينيين من خلال مفاوضات قادرة على النجاح.
* تدور مناقشة مهمة حول ما يسمى «النهج الإقليمي»... فهل هذا يختلف كثيراً عن المساعي السابقة؟
- أعتقد أن «النهج الإقليمي» يحمل أكبر إمكانية للتغيير؛ لأنه إذا تدخلت المنطقة بقوة، سيملك الفلسطينيون قوة الدعم الإقليمي لتحقيق السلام، وسوف يطمئن الإسرائيليون إلى أن السلام الذي سيحققونه ليس مع الفلسطينيين فحسب، بل مع المنطقة بأسرها. ومبادرة السلام العربية في رأيي هي أفضل إطار عمل يمكن من خلاله أن تتقدم الأمور، ونظراً لأنها مبادرة صدرت من المملكة العربية السعودية، فالمنطقة تتبناها. والتغيير الذي أرغب أن أراه هو اشتراك المنطقة في المساعدة على تحقيق ذلك السلام. وفي النهاية، السلام يجب أن يتم بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وفي الأعوام القليلة الماضية على وجه التحديد، بدأت المنطقة في أداء دور أكثر فاعلية.
* ما بعض الأمثلة على الإجراءات التي يمكن أن تتخذها الأطراف الإقليمية؟
- لدينا مثال الآن على ما يحدث في غزة. من مصلحة الجميع أن تتحسن الأحوال المعيشية في غزة. وتستطيع المنطقة أن تساعد في الضغط على جميع الأطراف لكي تسمح بتحقيق تحسن كبير - في الكهرباء والماء والصرف الصحي والقطاع الخاص والإسكان - وقد عملت كثيراً في تلك القضايا. وتستطيع المنطقة تشجيع قيادة الشعب الفلسطيني ودعمها عندما تصل إلى التسويات اللازمة لتحقيق السلام. إذا ما نظرنا إلى فقدان الشعب الإسرائيلي، وكذلك الفلسطيني في رأيي، الثقة في الطريقة التقليدية المعتادة في معالجة القضية، فسيكون تعاون المنطقة بأكملها في إطار توجه كامل نحو منطقة أكثر انفتاحاً وتسامحاً أمرا إيجابياً للغاية.
كذلك يجب على الإسرائيليين اتخاذ خطوات كبيرة نحو السلام، لكني أعتقد أن الأمر سيكون أسهل عليهم كثيراً إذا شعروا بأن المنطقة تقف خلفه. وأرى أننا إذا حققنا حلاً للقضية الفلسطينية، ستكون إمكانية التعاون الإقليمي هائلة في مجالات الاقتصاد والمجتمع والثقافة والجغرافيا السياسية. ولك أن تتخيل قوة ونفوذ الدول العربية وإسرائيل معا تظهر للعالم الغربي. سيكون أمراً عظيماً. نعرف أن القضية الفلسطينية هي مفتاح وباب لذلك التعاون، لكني أجد اليوم رغبة أكثر نشاطاً لإنجاح هذا التعاون مما كان موجوداً منذ أعوام عدة.
* ما فوائد الحل من وجهة نظرك؟
- هناك فوائد اقتصادية عملية للغاية تتعلق بالمياه والزراعة والتكنولوجيا على سبيل المثال. وعلى صعيد الجغرافيا السياسية، إذا كنت ترى مثلي أن مشكلة السياسات الإيرانية هي أنها تصدّر زعزعة الاستقرار والاضطرابات في جميع أنحاء المنطقة، فسوف يكون من الأقوى أن تتبنى البلدان العربية وإسرائيل قضية واحدة للسبب ذاته. أحد الأشياء التي أؤمن بها كثيراً هي أنه من الخطأ تماماً النظر إلى المنطقة كما يراها كثير من المعلقين الغربيين، وكأن هناك صراعاً على النفوذ بين السعودية وإيران، أو صراعاً سنياً شيعياً. فهو ليس كذلك في رأيي. بل يتعلق بالقيم وليس المصالح، وليس النزعات الطائفية، كما يتعلق بما إذا كنت في الجهة التي تكافح الإرهاب والتطرف وتدعو إلى التسامح أم لا.
* أشرت إلى دور الثقافة في تنمية أي دولة...
- للثقافة دور جوهري. في النهاية، الدرس الحقيقي للحياة الحديثة هو أن الطريق إلى الرخاء الاقتصادي والتماسك المجتمعي تمر عبر التواصل وعمل الأشخاص مع بعضهم على مختلف الأديان والثقافات والأجناس والبلدان والانتماءات العرقية. لماذا أصبحت لندن مدينة كبرى اليوم؟ لأنها منفتحة ومتسامحة مع الكثير من الثقافات المختلفة التي تعيش معاً في تماسك وقيم مشتركة. لذلك؛ لا يوجد اقتصاد حديث أو تقدمي يعتمد على رؤية رجعية متأخرة للمجتمع. على سبيل المثال، تعد مساواة المرأة في النهاية أساسية للنجاح الاقتصادي في المستقبل، ودونها لن تستطيع الدول أن تحقق النجاح. وبالتالي أي تحيّزات من أي نوع - سواء كانت ثقافية أو غيرها - لن تكون خاطئة فقط لذاتها، بل لأنها تحول دون الطريق الحقيقية للنجاح في العالم الذي نحيا فيه اليوم. لهذا السبب دور الثقافة أساسي، ومثلها مثل سيادة القانون. ومفتاح استيعاب المنطقة في اللحظة الراهنة هو التفاهم. إذا ضربنا مثلاً بالعراق أو سوريا، لن تجد استقراراً مطلقاً إلا إذا كان هناك قبول باحترامك للاختلاف، وإلا فلن يكون هناك مستقبل لتلك الدول. ويتعلق أغلب ذلك بمسائل بين المسلمين ذاتهم، وليست العلاقات بين المسلمين واليهود والمسيحيين وأصحاب الديانات الأخرى فقط.
* ما بعض الأدوات التي يمكن استخدامها لتعزيز ثقافة التسامح؟
- التعليم ضروري جداً. نحتاج إلى تعليم الشباب ليكونوا منفتحين ومتسامحين. وأفضل أنظمة التعليم اليوم تُدرس للشباب كيف يكونون مبدعين. لا يتعلق الأمر بتعليم الشباب عن طريق التلقين - تلك الطريقة التي تعلمت بها في صغري. اليوم يجب أن يدور التعليم حول تعريف الشباب كيف يكونون مبدعين ومبتكرين. لن تعلمهم كيف يكونون مبدعين ومبتكرين إذا كنت تعلّمهم التحيز. ودور الدين مهم للغاية. ونحتاج إلى إعطاء مساحة لرجال وعلماء الدين الذين يبثون رسالة التسامح. هناك الكثير منهم، وكثيرٌ منهم يؤدون عملاً رائعاً في هذا الصدد، ونحتاج إلى إظهارهم ودعمهم.
* هل هناك دور تؤديه أطراف خارجية في دعم تلك العملية؟
- هناك طرق عملية لتقديم الدعم فيما يتعلق بالمساعدة في الأنظمة التعليمية، ولكن المهم الآن للغرب أن يدرك مكمن الخطر ويحدد تعريفاً لهذا الصراع في المنطقة تحديداً. والمشكلة هي أن جزءاً كبيراً من الخطاب الغربي يرى ذلك باعتباره صراعاً بين السلطة والمصالح، وهو ليس كذلك في الواقع. إنه صراع قيم أساسية. وإحدى الوسائل الكبرى التي تستطيع أن تقدم بها أطراف خارجية المساعدة هي الوقوف إلى جانب الناس الذين يؤمنون بذلك. والسبب الذي عارضت من أجله السياسة الغربية تجاه مصر والإخوان المسلمين، على سبيل المثال، هو أنه كان من الواضح أننا إذا دعمنا الإخوان المسلمين في مصر فسوف ندعم نظاماً سيكون غير متسامح بدرجة كبيرة، وبعيداً عن أنه سيرجع بمصر إلى الخلف، سيمثل تهديداً أمنياً كبيراً علينا، ناهيك بمصر أو المنطقة. في رأيي من المهم للغاية أن نرى هذه الرؤية للإسلام السياسي على حقيقتها، وهي أنها رجعية. ينطبق الأمر أيضاً على أي دين سواء المسيحي أو اليهودي أو الهندوسي، وبالفعل هناك أشخاص يفعلون ذلك في كل هذه الأديان. إذا وصل الأمر إلى تسييس الدين بتلك الطريقة، سيصل إلى الإضرار بالمستقبل. وسوف تصل إلى إقصاء الناس. فإذا قلت إن هذه هي وجهة نظر دينية، وإذا لم تؤيدها فأنت عدوي. كان القرن العشرون حافلاً بتلك الآيديولوجيات السياسية، وهي موجودة في القرن الحادي والعشرين، وسواء كانت دينية أم سياسية فهي شمولية بطبيعتها. وبالتالي هي رجعية ومتأخرة.
* هناك شعور بأن جزءاً من عدم التسامح الذي نشهده في العالم اليوم لم يأت من البلدان العربية أو العالم النامي، ولكن من بعض أوساط الغرب...
- ما فعلناه - وبريطانيا مثال جيد على ذلك وقد علمته من المعارك التي خضتها في أثناء رئاستي للوزراء - هو أن مجتمعاتنا متسامحة ومنفتحة للغاية، ولكن للأسف في بعض الأحيان ما يحدث هو أننا سمحنا لتلك الجماعات بالقدوم واستغلال هذه الضيافة. وبالفعل توجد جيوب للتطرف في الغرب الآن والتي يمكن أن تعود إلى المنطقة. والإجابة مشابهة: لا تتسامح مع عدم التسامح. سيكون علينا اتخاذ خطوات في الغرب لمواجهة ذلك في الوقت المناسب. ولكن أولاً يجب علينا أن نحدد ما هي المشكلة. لذلك؛ أحياناً ما نسمع الناس في الغرب يقولون اعملوا مع من يسمون بالإسلاميين «الأكثر اعتدالاً» بدل التعامل مع المتطرفين الأكثر عنفاً. هذا رأي شائع للغاية. وردي هو أن أحدهما يؤدي إلى الآخر في النهاية. وعلينا أن نواجه الفكر المتطرف، وليس فقط العنف. ويجب أن نتعامل بطريقة مختلفة. فيجب استخدام القوة الكاملة مع من يستخدمون العنف، ولكن من يروجون لفكرة عدم التسامح فيجب أن نواجههم أيضاً. وأعتقد أنه لا يزال هناك تردد في الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا لفعل ذلك.
* هل يمكن أن تخبرنا عن رأيك في النزاع في سوريا؟
- النزاع في سوريا في الواقع مأساة مروعة. سأوجز لك جزءاً من خلفياتي عن هذا الأمر: إلى حد ما بسبب تجربتي في العراق عام 2003. عندما بدأ الربيع العربي في عام 2011، كنت متفهماً لدوافعه تماماً. ولكني علمت أيضاً من خبرتي أن الإطاحة بالنظام شيء ولكن تحقيق استقرار البلاد بعد ذلك شيء آخر مختلف بالكامل ويشكل تحدياً مغايراً؛ نظراً لأن بعض تلك الأنظمة كان يغطي على توترات عميقة، وبمجرد أن رُفع الغطاء تثور التوترات. لذلك؛ في عام 2011 قلت إنه إذا أمكن إيجاد سبل سلمية لانتقال السلطة فسيكون حلاً أفضل. بعدها عندما قالوا في الغرب إن (رئيس النظام بشار) الأسد يجب أن يرحل، قلت لهم حسناً أخرجوه. ولكن عندما تتركه هناك دون طريق للخروج، فسوف تتسبب في مشكلة كبيرة. ما حدث حينئذ كان واضحاً عندما استعان بمن يدعم موقفه، ولجأ إلى قمع وحشي لبلاده، وكانت الصورة المروعة والصادمة للحرب. وها نحن الآن في وضع من الصعب أن نرى فيه حلولاً جيدة، بل من المستحيل رؤيتها، ولكن السياسة الغربية يجب أن تفعل أمرين: أن تستعد لطرح التزام حقيقي، وأن نتأكد من أن أي دستور جديد يتم تبنيه يضمن مبادئ التسامح الديني ويطبقها. أرى أن الأمر صعب للغاية حالياً، ولكن من المؤكد أنه يمكننا اتخاذ قرارات إلا إذا كنا مستعدين لتخصيص موارد لها. وفي هذا الصدد، كان رد فعل إدارة ترمب على الأسلحة الكيماوية مهماً للغاية. فقد أرسلت إشارة واضحة جداً. في سوريا، الطريقة الوحيدة التي سنصل بها إلى حل هو أن يعرف النظام أنه لن يُسمح له بالاستمرار في السلطة إلى أجل غير مسمى، وأن المعارضة مستعدة للتعاون خلف المبادئ التي يستطيع الشعب ككل دعمها. وهذا أمر سهل قوله، وفعله بالغ الصعوبة.
أشعر بقلق بالغ بشأن سوريا. وفي العراق أرى فرصة حقيقية، إذا أراد الشعب انتهازها، بأن تتحد الدولة، لكن سيتطلب الأمر من القيادة داخل البلاد أن تنحي الخلافات الطائفية جانبا. ومجدداً، المنطقة، السعودية وغيرها من المناطق في العالم، يمكن أن تؤدي دوراً مهماً.
* ما رأيك في التصورات الغربية للحرب في اليمن؟
- أرى أن أهم شيء من وجهة نظر الغرب هو أنهم يعلمون أن الحرب في اليمن تتعلق بالمبادئ، فكما قلت، إيران ترغب في دعم الحوثيين وترسيخ وجود لعملاء إيران بالقرب من السعودية. وفي ظل ما شهدناه في لبنان، ليس من المفاجئ أن يرى السعوديون ذلك مصلحة استراتيجية أساسية. ومجدداً الحلول مشابهة، وهي استيعاب أن الأمر الوحيد الذي سيفلح هو إدخال أنظمة حكم وتسامح ملائمة. ويجب على الغرب أن يعرف أنه من الضروري التغلب على هذين التحديين: تطرف «القاعدة»، وهو يشكل خطراً هائلاً على شبه الجزيرة، وتهديد الهيمنة الإيرانية بالتمدد إلى اليمن؛ إذ لن يكون هناك مخرج إلا إذا تم التغلب عليهما.
* ما بعض الأنشطة الحالية في معهد توني بلير للتغيير العالمي؟
- يوجد في المعهد الذي أديره أربعة عناصر. لكنها جميعاً تتعلق بفكرة واحدة، كيف يمكن جعل العولمة ناجحة للشعوب. ورأيي هو أن التغيير المستمد من العولمة – عبر التكنولوجيا والسفر والهجرة والتجارة - يتسارع وحتمي بدرجة ما. وإذا أبعدت العالم ستتحول من رؤية منفتحة إلى رؤية منغلقة – تتعلق بالحمائية ومعاداة الهجرة والتطرف والتحيز الثقافي، فسيصبح العالم حينها أقل أماناً ورخاء. لذلك أرى أنه من الضروري إتاحة الظروف للناس كي تزدهر في القرن الواحد والعشرين. وأولاً يجب أن نساعد أفقر قارة في العالم، أفريقيا، على التطور. وهناك نعمل على الحوكمة: لا يتعلق الأمر بالإعانات بقدر ما يتعلق بمساعدة هذه البلدان على تطوير مؤسساتها وأنظمة حكوماتها. وإذا تطلعت إلى العالم اليوم، ستجد أن الدول تنجح أو تفشل بناء على جودة الحكم بها. ويمكنني أن أعطيك أمثلة على دول متجاورة، بها تعداد السكان ذاته والموارد ذاتها، حيث تنجح أحدها وتفشل أخرى. والفارق بينهما هو الحكم. هناك كولومبيا وفنزويلا على سبيل المثال. وبولندا وأوكرانيا. ورواندا وبوروندي. أو أكبر نموذج للحكم البشري في العالم على الإطلاق، ممثلاً في شبه الجزيرة الكورية، أقصد الكوريتين الشمالية والجنوبية. في كل من تلك الأمثلة، يكمن الاختلاف في جودة الحكم. لذلك أول شيء نفعله يتعلق في الغالب بأفريقيا. نعمل مع رؤساء أفارقة، وندخل مباشرة إلى داخل النظام، وأعمل أنا وفريقي على مساعدتهم على الحصول على قدرات مؤسسية وتنفيذ برامج تغيير.
الأمر الثاني الذي يعرقل تقدم العالم هو عدم التسامح الديني. لدينا برنامج تعليمي كامل، حيث نصل بين أشخاص من ديانات مختلفة حول العالم. ولدينا 250 ألف طالب ملتحقون ببرامجنا. ونقدم مواد تعليمية للمدارس، ونُعلم الناس أساليب التسامح الديني، ونجري أبحاثاً تحظى بالاعتبار حول التطرف وكيف يحدث، وما إلى ذلك. أما العنصر الثالث فهو تحديداً في الشرق الأوسط. وفي رأيي، إذا تمكنا من حل مشكلات القضية الإسرائيلية - الفلسطينية، سيكون ذلك هزيمة كبيرة للرؤية المنغلقة. وذلك أيضاً جزء من السعي إلى أن يكون العالم أفضل.
وأخيراً، نرغب أيضاً أن تكون سياسات الغرب في موقف قوي ومنفتح. لهذا آخر عمل بدأت فيه في الفترة الأخيرة يتعلق بكيفية تعامل الغرب مع مشكلاته السياسية الخاصة، نظراً لأن مشكلاتنا الداخلية سوف تؤثر على بقية العالم. ونرى الآن النزعة الشعوبية في تياري اليمين واليسار، حيث لم يعد الناس يقدمون حلولاً، بل يعتلون موجة الغضب. ولكننا بدلاً من ذلك، نريد تقديم حلول. لذلك؛ أنشأنا فريقاً للبحث في حلول سياسية لتوترات التغيير، نظراً لأن العولمة والتغيير يربكان المجتمعات ويغيران حياة الناس، وهناك من يتخلفون، مجتمعات تتخلف عن الركب. نبحث في كيفية التعامل مع تلك المشكلات. تلك هي العناصر الأربع الأساسية التي أعتقد أنها ستجعل العولمة تنجح.



سيدني: توقيف 7 أشخاص في إطار عملية لمكافحة الإرهاب

صورة مثبتة من مقطع فيديو لحادثة طعن أسقف داخل كنيسة في سيدني
صورة مثبتة من مقطع فيديو لحادثة طعن أسقف داخل كنيسة في سيدني
TT

سيدني: توقيف 7 أشخاص في إطار عملية لمكافحة الإرهاب

صورة مثبتة من مقطع فيديو لحادثة طعن أسقف داخل كنيسة في سيدني
صورة مثبتة من مقطع فيديو لحادثة طعن أسقف داخل كنيسة في سيدني

قالت الشرطة الأسترالية الأربعاء، إنها أوقفت سبعة أشخاص يشكلون «خطراً وتهديداً غير مقبولين» على الجمهور بعد مداهمات لمكافحة الإرهاب شارك فيها 400 شرطي.

وكشف اثنان من كبار الضباط أن الأفراد على صلة بشاب يبلغ من العمر 16 عاماً متهم بطعن أسقف آشوري، ويتبنون «آيديولوجية متطرفة ذات دوافع دينية...». وكانت الشرطة قد أعلنت في وقت سابق أنها اعتقلت خمسة أشخاص، على ما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

ورجّح نائب مفوّض الشرطة دايف هادسون، أن تكون المجموعة «تخطّط لهجوم، بالرغم من عدم تحديد هدف خاص». وصرّح للصحافيين أن «سلوكهم، وهم قيد المراقبة، دفعنا إلى الظنّ أنه في حال أرادوا ارتكاب فعلة ما، لن يكون في وسعنا منع ذلك». وقال: «خلصنا خلال التحقيق إلى أرجحية حدوث هجوم».

شرطة الطب الشرعي ومركباتها خارج كنيسة «المسيح الراعي الصالح» في ضاحية واكلي الغربية بسيدني (أ.ف.ب)

وأشارت الشرطة إلى أن كلّ الموقوفين قاصرون.

وكان الأسقف مار ماري عمانوئيل تعرض للطعن في الرأس والصدر، في حادثة نفّذها فتى في السادسة عشرة من العمر في كنيسة «المسيح الراعي الصالح» الآشورية، بينما كان الأسقف يلقي عظة.

وعلى مرأى من المصلّين داخل الكنيسة، ومتابعي العظة عبر الإنترنت، انقضّ المهاجم بسكّينه على الأسقف، في هجوم أثار حالة من الذعر والغضب العارمين في أوساط أتباع الكنيسة الآشورية في غرب سيدني.

وصنّفت الشرطة الحادثة «عملاً إرهابياً»، فشُكّل فريق عمل لمكافحة الإرهاب من عناصر الشرطة الفيدرالية والإقليمية والمخابرات، وفتَحَ تحقيقاً في المسألة.

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز ورئيس وزراء نيو ساوث ويلز كريس مينز ينضمان إلى سياسيين آخرين حيث يضعون الزهور بمكان حادثة الطعن الجماعي في سيدني (أ.ف.ب)

والأسقف الذي تلقى عظاته بالعربية والإنجليزية متابعة واسعة النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي، اكتسب شهرة واسعة بسبب مواقفه.

وفي السياق ذاته، حذر المدير العام لمنظمة الاستخبارات الأمنية الأسترالية مايك بيرجيس من احتمالية أن يحسن الذكاء الاصطناعي من إمكانيات أعداء البلاد، مما يؤدي إلى زيادة التجسس، والمعلومات المضللة والتطرف السياسي، حسبما ذكرت «وكالة بلومبرغ للأنباء».

وقال بيرجيس، إن الإنترنت بالفعل «هو حاضنة أقوى تطرف في العالم. ومن المحتمل أن يجعل الذكاء الاصطناعي التطرف السياسي أسهل وأسرع». وذكر أن منظمة الاستخبارات الأمنية الأسترالية تعتقد أن الذكاء الاصطناعي «سيسمح بتغير كبير» في قدرات أعداء أستراليا.

وتردد تصريحات بيرجيس، صدى مشاعر رئيسي مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي وجهاز الأمن البريطاني عن «استغلال الإرهابيين للقدرة الهائلة للتكنولوجيا». وأشارت التصريحات التي ترجع إلى أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلى أن الذكاء الاصطناعي «يجلب مستوى من التهديد لم تتم مواجهته من قبل».


ما سبب الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية؟

طلاب جامعة كولومبيا يشاركون في احتجاج ضد الحرب الإسرائيلية على غزة (د.ب.أ)
طلاب جامعة كولومبيا يشاركون في احتجاج ضد الحرب الإسرائيلية على غزة (د.ب.أ)
TT

ما سبب الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية؟

طلاب جامعة كولومبيا يشاركون في احتجاج ضد الحرب الإسرائيلية على غزة (د.ب.أ)
طلاب جامعة كولومبيا يشاركون في احتجاج ضد الحرب الإسرائيلية على غزة (د.ب.أ)

اشتدت الاحتجاجات الطلابية في الولايات المتحدة على الحرب في غزة، واتسع نطاقها، خلال الأسبوع الماضي، مع إقامة عدد من المخيمات الآن في جامعات؛ منها كولومبيا وييل ونيويورك. واستدعت عدة جامعات الشرطة لاعتقال متظاهرين، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويتزر» للأنباء.

وفيما يلي تفاصيل عن الاحتجاجات:

ما الذي يطالب به المتظاهرون؟

أصدر الطلاب في الجامعات التي اندلعت بها الاحتجاجات، دعوات لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، وإنهاء المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل، وسحب استثمارات الجامعات من شركات توريد الأسلحة، وغيرها من الشركات المستفيدة من الحرب، والعفو عن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين تعرضوا لإجراءات تأديبية أو الطرد بسبب الاحتجاج.

مؤيدون للفلسطينيين يتجمعون خارج جامعة كولومبيا (أ.ف.ب)

من المتظاهرون؟

اجتذبت الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين طلاباً وأعضاء هيئة التدريس من خلفيات مختلفة تشمل الديانتين الإسلامية واليهودية. ومن المجموعات المنظمة للاحتجاجات «طلاب من أجل العدالة في فلسطين»، و«الصوت اليهودي من أجل السلام».

وشهدت المخيمات أيضاً إقامة صلوات بين الأديان وعروضاً موسيقية، فضلاً عن مجموعة متنوعة من برامج التدريس.

وأنكر المنظمون مسؤوليتهم عن العنف ضد المتظاهرين المؤيدين لإسرائيل أو تأييدهم له، غير أن بعض الطلاب اليهود قالوا إنهم يشعرون بالقلق من الهتافات التي يقولون إنها معادية للسامية.

* ماذا كان رد السلطات؟

اتخذ القائمون على إدارة الجامعات وسلطات إنفاذ القانون إجراءات صارمة ضد الاحتجاجات.

فقد أوقفت جامعة كولومبيا، وكلية بارنارد التابعة لها، عشرات الطلاب المشاركين في الاحتجاجات، وأُلقي القبض على أكثر من 100 متظاهر في كولومبيا، حيث استدعت رئيسة الجامعة مينوش شفيق شرطة نيويورك لإخلاء المخيم، بعد يوم من إدلائها بشهادتها أمام لجنة بمجلس النواب. وقالت إن المخيم انتهك القواعد المناهضة للاحتجاجات غير المصرّح بها.

ضباط الشرطة يسيرون خارج جامعة كولومبيا (أ.ف.ب)

واعتقلت شرطة ييل أكثر من 60 متظاهراً، يوم الاثنين، بعد أن منحتهم «عدة فرص للمغادرة وتجنب الاعتقال»، وفقاً للجامعة.

وقالت إدارة شرطة نيويورك إن الضباط اعتقلوا 120 شخصاً في جامعة نيويورك، خلال وقت متأخر من يوم الاثنين. وقال مسؤولو الجامعة إنهم طلبوا تدخل الشرطة لأن المتظاهرين لم يتفرقوا، وكانوا «يؤثرون على سلامة وأمن مجتمعنا».

ضباط الشرطة يعتقلون متظاهرين بالقرب من منزل زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر في حي بروكلين بنيويورك (أ.ف.ب)

* ما التأثير على الحياة العادية في الحرم الجامعي؟

بعد عقد جميع الفصول الدراسية افتراضياً، يوم الاثنين، أعلنت جامعة كولومبيا أنها ستعتمد نظام دراسة مختلطاً من الحضورين الشخصي والافتراضي لبقية الفصل الدراسي. وقالت شفيق، في بيان، إنها لن تسمح لأي مجموعة بتعطيل حفل التخرج.

طلاب وأعضاء هيئة التدريس بجامعة نيويورك يشاركون في احتجاج ضد الحرب الإسرائيلية على غزة بواشنطن سكوير بارك (د.ب.أ)

وألغت جامعة ولاية كاليفورنيا للفنون التطبيقية في هومبولت الحضور الشخصي حتى اليوم الأربعاء، بعد أن تحصَّن طلاب بمبنى إداري، وطالبوا الجامعة بالكشف عن جميع العلاقات مع إسرائيل، وقطع العلاقات مع جامعاتها.

وقالت جامعة ميشيجان إنها ستسمح بحرية التعبير والاحتجاج السلمي في احتفالات التخرج، خلال أوائل مايو (أيار)، لكنها ستوقف «التعطيل الكبير» للدراسة.

* كيف يستجيب القادة السياسيون؟

قال الرئيس الديمقراطي جو بايدن، الذي انتقده المتظاهرون لتزويده إسرائيل بالتمويل والأسلحة، للصحافيين، يوم الاثنين، إنه يستنكر «الاحتجاجات المعادية للسامية»، و«أولئك الذين لا يفهمون ما يحدث مع الفلسطينيين».

متظاهرون يغلقون الشارع بالقرب من منزل زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر في حي بروكلين بنيويورك (أ.ف.ب)

ووصف الرئيس السابق دونالد ترمب، المرشح الجمهوري لانتخابات عام 2024، الاحتجاج في الحُرم الجامعية بأنه «فوضوي».


أذربيجان تؤكد أن السلام مع أرمينيا «أقرب من أي وقت»

الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف (أ.ف.ب)
الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف (أ.ف.ب)
TT

أذربيجان تؤكد أن السلام مع أرمينيا «أقرب من أي وقت»

الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف (أ.ف.ب)
الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، الثلاثاء، أن التوصل إلى اتفاق للسلام مع أرمينيا بات أقرب من أي وقت مضى، في حين بدأ فريقان من البلدين عملية ترسيم الحدود على أمل إنهاء عقود من النزاعات على الأراضي.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، يأتي تفاؤل علييف في ظل التقدّم الذي تم تحقيقه بشأن ترسيم الحدود رغم احتجاجات في أرمينيا لم تتجاوز صدمة سيطرة باكو على إقليم ناغورنو كاراباخ إثر عملية خاطفة العام الماضي.

والثلاثاء، أقام فريقان من البلدين أول علامة حدودية بعدما اتفق مسؤولون على ترسيم جزء بناء على خرائط عائدة إلى الحقبة السوفياتية.

وقال علييف الثلاثاء في إشارة إلى إمكان التوصل إلى اتفاق سلام: «نقترب من ذلك أكثر من أي وقت مضى».

وأضاف: «لدينا الآن فهم مشترك للكيفية التي يجب أن يبدو عليها اتفاق السلام. علينا فقط التعامل مع التفاصيل».

وتابع: «يحتاج الطرفان إلى وقت... لدى كلانا الرغبة السياسية في القيام بذلك».

وافق رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان الشهر الماضي على إعادة أربع قرى حدودية كانت جزءاً من أذربيجان عندما كان البلدان ضمن جمهوريات الاتحاد السوفياتي.

احتجاجات في أرمينيا

أكد علييف الثلاثاء أنه وافق على مقترح قدّمته كازاخستان باستضافة اجتماع لوزراء الخارجية.

وحاولت عدة بلدان في الماضي أداء دور الوسيط بما فيها روسيا وإيران والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، إلا أن سنوات من المحادثات فشلت.

وقلل علييف من أهمية الحاجة إلى تدخل أطراف ثالثة. وقال: «لا نتحدث عن أي نوع من الوساطة؛ لأن ما يحصل الآن عند حدودنا يُظهر أنه عندما نُترك وحدنا... يمكننا الاتفاق في أقرب وقت».

وأقام خبراء من البلدين أول علامة حدودية، الثلاثاء، وفق ما جاء في بيانين متطابقين.

واندلعت احتجاجات في وقت سابق في أرمينيا؛ إذ عطّل متظاهرون حركة السير لمدة وجيزة عند عدة نقاط على الطريق السريعة الرابطة بين أرمينيا وجورجيا خشية انتهاء العملية بتنازل يريفان عن مزيد من الأراضي.

وأكدت يريفان الثلاثاء أنها لن تنقل «الأراضي التابعة لسيادة أرمينيا» إلى جارتها.

وانتزعت القوات الأرمينية في التسعينات المناطق المهجورة الأربع التي ستعاد إلى أذربيجان، أسكيابارا السفلى وباغانيس أيروم وخيريملي وغيزيلهاجيلي، ما دفع سكانها المنتمين للعرقية الأذربيجانية إلى الفرار. لكن سكان القرى المجاورة الأرمن يخشون من عزلهم عن باقي البلاد، ومن إمكان انتهاء بعض المنازل ضمن الأراضي الأذربيجانية.

وتحمل المنطقة أهمية استراتيجية بالنسبة لأرمينيا.

وقد يتم تسليم عدة أجزاء صغيرة من الطريق السريعة المؤدية إلى جورجيا التي تعد حيوية للتجارة.

وستمر الحدود التي يتم ترسيمها قرب أنبوب روسي رئيسي للغاز في منطقة توفر أيضاً مواقع عسكرية متميّزة.

مؤشر سلام

شدد باشينيان على ضرورة حل النزاع الحدودي «لتجنّب حرب جديدة». وقال السبت إن الحراس الروس المنتشرين في المنطقة منذ عام 1992 سيُستبدلون «وسيتعاون حرس الحدود من أرمينيا وأذربيجان لحراسة حدود الدولة بأنفسهم».

وأضاف أن ترسيم الحدود يمثّل «تغيراً كبيراً»، مضيفاً أن فصل البلدين بـ«حدود لا خط تماس هو مؤشر على السلام».

واستعادت القوات الأذربيجانية الخريف الماضي إقليم ناغورنو كاراباخ من قبضة الانفصاليين الأرمن في إطار عملية استغرقت يوماً واحداً، ووضعت حداً لنزاع دامٍ مستمر منذ عقود على المنطقة. لكن المطالبات بالأراضي شكلت تهديداً متواصلاً بتصعيد جديد.

تطالب باكو بأربع قرى إضافية تقع في جيوب أعمق ضمن الأراضي الأرمينية. كما تطالب بإقامة ممر برّي عبر أرمينيا لربط البر الرئيسي بجيب ناخيتشيفان وصولاً إلى حليفتها تركيا.

وتشير يريفان بدورها إلى جيبها في أذربيجان وإلى الأراضي التي انتزعتها باكو على مدى السنوات الثلاث الأخيرة خارج كاراباخ.


بدء ترسيم الحدود بين أرمينيا وأذربيجان

أعلنت أرمينيا وأذربيجان عن البدء في ترسيم الحدود المشتركة بينهما (إ.ب.أ)
أعلنت أرمينيا وأذربيجان عن البدء في ترسيم الحدود المشتركة بينهما (إ.ب.أ)
TT

بدء ترسيم الحدود بين أرمينيا وأذربيجان

أعلنت أرمينيا وأذربيجان عن البدء في ترسيم الحدود المشتركة بينهما (إ.ب.أ)
أعلنت أرمينيا وأذربيجان عن البدء في ترسيم الحدود المشتركة بينهما (إ.ب.أ)

أعلنت أرمينيا وأذربيجان اليوم الثلاثاء عن البدء في ترسيم الحدود المشتركة بينهما، في خطوة تكتسي أهمية كبيرة للبلدين اللذين تواجها في نزاعات دامية في منطقة القوقاز.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، جاء في بيان صادر عن وزارة الداخلية في أذربيجان أن مجموعة من الخبراء شرعت في «توضيح الإحداثيات على أساس دراسة هندسية مساحية (جيوديسية)».

وأكّدت وزارة الداخلية الأرمينية من جهتها «أعمال ترسيم» الحدود، مستبعدة «نقل أيّ جزء من أراضي أرمينيا السيادية» إلى باكو في أعقاب العملية.

قبل رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان الشهر الماضي طلب باكو استعادة أربع بلدات حدودية استولت عليها قوّات يريفان خلال حرب في التسعينات.

وأثار هذا القرار احتجاج مئات الأرمن في منطقة محاذية لأذربيجان يخشون أن يعزلوا وأن تصبح بعض أملاكهم تحت السيادة الأذرية.

وهم قطعوا الاثنين لفترة وجيزة مسلكا مروريا محاذيا يربط أرمينيا بجورجيا يشكّل للسكان المحليين المعبر الأساسي إلى العالم الخارجي. وحاولوا أيضا عرقلة أعمال لإزالة الألغام.

والثلاثاء، اندلعت احتجاجات جديدة في عدّة مناطق في أرمينيا، لا سيّما في محيط بحيرة سيفان ومدينة نويمبريان.

وكان البلدان الواقعان في منطقة القوقاز قد أعربا الأسبوع الماضي عن نيّتهما ترسيم الحدود على أساس خرائط تعود للحقبة السوفياتية.

وشدّد باشينيان على ضرورة حلّ الخلافات الحدودية بغية «تفادي حرب جديدة» مع أذربيجان.

وقد تواجهت الدولتان اللتان كانتا من جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا في حربين داميتين، أوّلاهما في التسعينات خرجت منها أرمينيا منتصرة وأودت بحياة أكثر من 30 ألف شخص، والثانية في 2020 كسبتها أذربيجان وأدّت إلى مقتل أكثر من 6 آلاف شخص.

وبعد هزيمة أرمينيا في 2020، اضطرت يريفان إلى التخلّي عن أجزاء كبيرة في ناغورنو كاراباخ وفي محيط هذه المنطقة التي كانت تسيطر عليها منذ حوالى ثلاثين سنة.

وفي سبتمبر (أيلول) 2022، أطلقت باكو هجوما خاطفا أدّى إلى استسلام الانفصاليين الأرمن في خلال بضعة أيّام أعادت إثره فرض سيطرتها على منطقة ناغورنو كاراباخ برمّتها.


فيروس الحرب

من حرب فيتنام (إنترنت)
من حرب فيتنام (إنترنت)
TT

فيروس الحرب

من حرب فيتنام (إنترنت)
من حرب فيتنام (إنترنت)

يقول الرئيس البريطاني الراحل، ونستون تشرشل، إنه يمكن اختصار تاريخ العالم بالتالي: «عندما تكون الدول قويّة، فهي ليست عادلة. وعندما تريد أن تكون عادلة، فهي لم تعد قويّة». فهل للقوّة علاقة بالعدل؟ وهل يعكس عدل الدولة ضعفها؟ وماذا تريد الدولة أصلاً؟ أن تكون محبوبة، أم مرهوبة الجانب، أم أن تكون الاثنين معاً؟ هنا لا بد من الاستعانة بنصائح نيكولو ماكيافيللي لأميره.

الحرب مثل الفيروس. تظهّر الحرب نقاط الضعف والهشاشة لدى المتقاتلين. هكذا يتصرّف الفيروس، يدخل إلى جسم الإنسان، يحتل مكاناً مهماً يؤمّن استمراريته، وذلك على حساب الجسم المُضيف. يتغيّر الفيروس في الجسم الذي يحضنه، كما يتغيّر الجسم الحاضن إلى غير رجعة (Mutation). فبمجرّد نجاح الفيروس في غزوته، فهذا يعني أن الهشاشة قائمة. فهل هناك لقاح ضدّ الحرب، كما هناك لقاح ضدّ الفيروس؟ بالطبع كلا، فعودة الفيروس متكرّرة كما علّمنا علم الفيروس (Virology). كما وقوع الحرب هو أيضاً أمر مُستدام كما علّمتنا علوم الحروب. وإذا ابتكر الإنسان اللقاح ضد الفيروس، فهذا الأمر يعني فقط محاولة الإنسان تخفيف تأثير الفيروس الصحي على الإنسان. في المقابل، يقول العالم الاجتماعي الأميركي الراحل شارلز تيللي: «صنعت الحرب الدولة، لتعود الدولة بعدها لصنع الحرب». فما هو لقاح الدولة، أو الدول بالأحرى لتخفيف تأثير الحروب؟ بعد تجارب الإمبراطوريّات والدول للحروب الدمويّة، وبعد ارتفاع تكلفة هذه الحروب، سعت الدول المهيمنة إلى ابتكار لقاح ضد هذه الحروب للتخفيف من وطأتها. تظهّر هذا اللقاح عبر خلق المؤسسات الدوليّة، والبيروقراطيات المساعدة لها، بهدف السعي لمنع وقوع الحرب إذا أمكن، وإلا محاولة إدارة الأزمة بهدف التخفيف من وطأتها.

تذهب الأمم عادة إلى الحرب لأسباب عدّة أهمها: الخوف، والمكانة، والمصلحة، ومن ثمّ الانتقام. إذا كنا قد اعتبرنا أن الحرب هي مثل الفيروس، فهي حتماً قابعة في عقل وجسم الإنسان. وإذا كانت الحرب تبدأ من عقل الإنسان وفكره، ألا يجب البدء من عقل وفكر الإنسان لوقف الحروب؟

قصف إسرائيلي على رفح في قطاع غزّة (أرشيفية - رويترز)

تشكّل وتكوّن بعض الحروب عقداً نفسيّة لبعض الدول. فقد خلقت حرب فيتنام للولايات المتحدة الأميركيّة ما يُسمّى بـ«متلازمة فيتنام». بقي هذا الفيروس الحربي في الجسم الأميركي حتى النصر في حرب الخليج الأولى. أمنّت هذه الحرب اللقاح الشافي للعم سام. عادت أميركا إلى اجتياح العراق في عام 2003 لعدّة أسباب منها: حادثة 11 سبتمبر (أيلول)، كما فائض القوّة الذي تملكه أميركا في عالم كان آنذاك آحادي القطب. أدى الغرق الأميركي في العراق، إلى خلق عقدة نفسيّة جديدة، هي عقدة العراق. حتى الآن، لا تزال عقدة العراق تلاحق أميركا؛ لأن الاستثمار الأميركي الكبير والمُكلف جدّاً في أرض الرافدين، كان لمصلحة الأعداء، وهذا أمر يناقض المفاهيم السياسيّة كما العسكريّة.

شكّلت حرب اجتياح لبنان عام 1982 الكثير من العقد النفسيّة لإسرائيل. فقد غيّرت هذه الحرب إسرائيل، كما غيّرت لبنان. تعاني إسرائيل اليوم مما أنتجته حربها على لبنان، أي الجبهة الشماليّة. وإذا ما ربطنا هذه الجبهة بالعمقين السوري والعراقي، فقد يمكن القول إن أميركا تعاني اليوم مما أنتجته حربها على العراق عام 2003.

ديناميكيّة الحرب الجديدة في غزّة

أتى قرار سحب الفرقة 98 من خان يونس مفاجئاً، خاصة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كان قد قال إن السبيل الوحيد لتدمير «حماس» وتحرير الأسرى والرهائن، هو عبر القوّة العسكريّة؛ فكيف سيتمّ الأمر بعد الانسحاب العسكري؟ وفي ظلّ غياب المعلومات الدقيقة لتحليل هذا الأمر، فقد يمكن القول إنه لا بد من وجود سبب منطقي في العقل الإسرائيلي لهذا الانسحاب. فكيف أصبحت الديناميكية التكتيكيّة في قطاع غزّة؟

سحبت إسرائيل الفرقة 98 من خان يونس لعدّة أسباب، أهمها وصول الحرب إلى نقطة الذروة دون تحقيق الأهداف العليا. فبعد نقطة الذروة يبدأ مردود الحرب يصبح سلبياً وخطراً، كما أن العمل من خارج القطاع يرفع الضغوطات الأميركيّة عن إسرائيل.

المنطقة العازلة

شقّت إسرائيل كوريدور نتزاريم في جنوب مدينة غزّة بطول 6 كيلومترات وعرض 350 متراً. الهدف منه هو فصل الشمال عن الجنوب ومنع الغزيين من العودة إلى الشمال. كذلك الأمر، تركت لواء معزّزاً «ناحال» (وحدة من اللواء المدرّع 401) لحماية الكوريدور واعتباره نقطة انطلاق لعمليات مقبلة.

في الوقت نفسه، وإرضاء للأميركيين اتّبعت إسرائيل مبدأ التعهد (Maintenance) في رفح عبر استهداف أي هدف مهمّ ذات قيمة استراتيجيّة عند تظهّره، خاصة القيادات من «حماس».

في الوقت نفسه وبسبب الضغوط من المجتمع الدوليّ، فتح باب المساعدات وطرقها إلى القطاع.

لكن المهم يبقى تأمين الحرية والحركية التكتيكيّة للجيش الإسرائيلي من دون مقاومة في داخل القطاع.

السعي إلى «روتنة» الحرب (من روتين) على أن تصبح عمليات عسكرية تكتيكية لكن مستمرّة حتى خفض كلّ قدرات «كتائب القسام».

وأخيراً وليس آخراً، الاستعداد لما قد يطرأ في المنطقة.


الإنفاق الدفاعي العالمي بلغ 2443 مليار دولار عام 2023 وسط 55 نزاعاً

قاذفة استراتيجية روسية خلال عرض جوي (أرشيفية - رويترز)
قاذفة استراتيجية روسية خلال عرض جوي (أرشيفية - رويترز)
TT

الإنفاق الدفاعي العالمي بلغ 2443 مليار دولار عام 2023 وسط 55 نزاعاً

قاذفة استراتيجية روسية خلال عرض جوي (أرشيفية - رويترز)
قاذفة استراتيجية روسية خلال عرض جوي (أرشيفية - رويترز)

العالم في حالة حرب. صحيح أن الأضواء مسلطة على الحرب الروسية ــ الأوكرانية التي انطلقت منذ أكثر من عامين، وعلى الحرب الإسرائيلية على غزة التي تلج قريباً شهرها السابع، ومؤخراً التصعيد الإيراني ــ الإسرائيلي، إلا أن العالم يشهد راهناً 55 نزاعاً بمستويات عنف متنوعة، وفق التقرير الصادر مؤخراً عن مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة التي تؤكد أن العالم «واجه نادراً هذا العدد من الأزمات المتكاثرة»، معدداً من بينها حروب القرن الأفريقي، ومنطقة الساحل وخليج غينيا والسودان ونيجيريا، إضافة إلى الحروب المنسية مثل بورما والأحداث المتكررة في بحر الصين، وتصاعد التوترات في آسيا وعلى رأسها الحرب التي يمكن أن تندلع ما بين الصين وتايوان.

ولأن الحروب تحتاج إلى سلاح وإلى ميزانيات عسكرية، فإن الأرقام التي جاءت في التقرير الصادر، الأحد، عن معهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام «سيبري»، تعكس حالة العالم اليوم؛ حيث يؤكد أن الميزانيات العسكرية، على مستوى العالم، لم تعرف أبداً، منذ عام 2009، هذا المستوى من الارتفاع؛ حيث وصلت نسبته إلى 6.8 بالمائة في عام 2023، قياساً على العام الذي سبقه. وبالأرقام، فإن المصاريف العسكرية في العام بلغت العام الماضي 2443 مليار دولار؛ حيث إن تكلفة كل إنسان، على وجه الكرة الأرضية، 306 دولارات.

وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس مع نظيره السنغافوري بمناسبة تسليم غواصة ألمانية للبحرية السنغافورية الاثنين (رويترز)

سباق التسلح الأميركي ــ الصيني

الثابتة الرئيسية التي يؤكدها التقرير هي أن الولايات المتحدة تستأثر بحصة الأسد في الميزانيات العسكرية الدولية؛ حيث إن مصاريفها بلغت 916 مليار دولار (بزيادة نسبتها 2.3 في المائة قياساً للعام الماضي)؛ ما يعني أن واشنطن تنفق 37.5 في المائة من مجمل المصاريف الدفاعية في العالم. ورغم ما يقال عن سباق التسلح بينها وبين الصين، فإن الأرقام تبين أن بكين، التي تحتل المركز الثاني في المصاريف الدفاعية على مستوى العالم، ما زالت بعيدة لسنوات ضوئية قبل أن تلحق حقيقة بالولايات المتحدة. ووفق أرقام المعهد السويدي، فإن الإنفاق الدفاعي الصيني زاد بنسبة 6 بالمائة ليصل إلى 296 مليار دولار؛ ما يعني عملياً أن واشنطن تنفق نحوي 3 أضعاف ونصف ما تنفقه بكين. ورغم ذلك، فإن ارتقاء الميزانيات الدفاعية الصينية من عام إلى عام يبين طموحات بكين الجيو ــ استراتيجية سواء في سعيها للحاق بواشنطن من جهة، أم للتمتع بوضع الهيمنة في منطقة آسيا ــ أوقيانيا؛ حيث إن ميزانيتها تساوي نصف ما تنفقه كل دول هذه المنطقة.

وفي أية حال، فإن واشنطن وبكين تنفقان معا 1212 مليار دولار للتسلح ما يساوي نصف الإنفاق الدولي. ونظراً لمخاوف تايبيه من الأخ الصيني الأكبر الذي ما فتئ يهدد بإعادة تايوان إلى «بيت الطاعة» سلماً أو عنوة، فإن الأخيرة زادت نفقاتها الدفاعية العام الماضي بنسبة 11 في المائة لتصل إلى 16.6 مليار دولار، لكن هذه الميزانية تقل عن 6 في المائة من الميزانية الصينية.

ملصق ضخم ضد إسرائيل في العاصمة الإيرانية طهران (إ.ب.أ)

لا يمكن فصل الميزانية الأميركية عن ميزانية حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي تتزعمه واشنطن. وليس سراً أن الجانب الأميركي ما فتئ يدفع أعضاء الحلف من الأوروبيين للوفاء بالتزاماتهم بتخصيص 2 في المائة على الأقل من ناتجهم الداخلي الخام للاحتياجات الدفاعية. وتبلغ الميزانية الإجمالية للأطلسي 1341 مليار دولار تبلغ ضمنها الحصة الأميركية 68 بالمائة. وتبين الأرقام أن الأطلسي وحده ينفق 55 بالمائة من إجمالي الإنفاق العالمي على التسلح. والواضح أن الحرب الروسية على أوكرانيا قد دفعت الجناح الأوروبي للحلف إلى رفع ميزانيته الدفاعية نظراً لما يعده تهديداً روسياً لأمن القارة، ولأن الحلف يبقى المظلة الوحيدة القادرة على حماية أعضائه الذين وصل عددهم إلى 32 مع انضمام فنلندا والسويد. وتشكل ألمانيا حالة على حدة. فبعد أن كانت ميزانيتها العسكرية، عمدت إلى دفعها بقوة إلى الأعلى مع تخصيص مبلغ 100 مليار يورو للدفاع، بحيث تحتل ميزانيتها المرتبة الثانية أوروبياً بعد بريطانيا. وبذلك تصبح ألمانيا في الموقع السابع عالمياً بعد بريطانيا والمملكة السعودية والهند وروسيا والصين والولايات المتحدة.

روسيا ما زالت بعيدة

حقيقة الأمر أن واشنطن وبكين تتقدمان بأشواط على متابعيهم في سباق التسلح. ذلك أن أقرب منافس لهما هو روسيا. لكن موسكو رغم الحرب في أوكرانيا، ما زالت بعيدة جداً عنهما. ووفق أرقام المعهد السويدي فقد عمدت موسكو، بسبب حرب أوكرانيا، إلى رفع ميزانيتها العسكرية بنسبة 24 بالمائة بحيث بلغت العام الماضي 109 مليارات دولار. لكنها ما زالت بعيدة جداً عن اللحاق ببكين أو واشنطن. بيد أن ميزانية موسكو تبقى متقدمة على الإنفاق الدفاعي الأوكراني الذي بلغ 64.8 مليار دولار ما يشكل زيادة سنوية نسبتها 51 بالمائة. وتخصص كييف 58 بالمائة من إنفاقها الحكومي للدفاع مقارنة بـ15 في المائة من الإنفاق الروسي. بيد أن ما يساعد أوكرانيا على تحمل تخصيص أكثر من نصف ميزانيتها للدفاع هي بلا شك المساعدات التي تتلقاها من الغرب ومن دول أخرى مثل اليابان أو كوريا الجنوبية. وآخر تجلياتها موافقة الكونغرس الأميركي على منحها 61 مليار دولار مساعدات عسكرية، وهو أكبر مبلغ خُصص لها منذ بدء الحرب.

مدفع أوكراني ذاتي الحركة يطلق قذيفة باتجاه مواقع روسية (أرشيفية - أ.ف.ب)

واحتلت أوكرانيا المرتبة الثامنة عالمياً. ونقل المعهد السويدي ألكسندر لورتس، خبير نزع السلاح في «منظمة السلام الأخضر»، أن «ألمانيا تقدم الآن مساهمة كبيرة في سباق التسلح العالمي».

أما في الشرق الأوسط، فإن التوترات التي يعيشها تدفع الإنفاق الدفاعي إلى الأعلى. ووفق المعهد السويدي، فإن الإنفاق ضرب رقماً قياسياً العام الماضي؛ حيث وصل إلى 200 مليار دولار مع نمو نسبته 9 في المائة. وتحتل إسرائيل المرتبة الثانية مع 27.5 مليار دولار وارتفاع نسبته 24 بالمائة. ولا يفصل المعهد السويدي ما إذا كانت هذه الميزانية تتضمن المساعدات العسكرية التي تتلقاها إسرائيل من الولايات المتحدة أو ما تضخه واشنطن في برامج الأبحاث العسكرية المشتركة بين البلدين. وجاء آخر تجلٍّ لهذا الدعم في تصويت الكونغرس على مساعدات تزيد على 20 مليار دولار.


مظاهرة حاشدة في جزر الكناري احتجاجاً على «السياحة المفرطة»

متظاهر في جزر الكناري الإسبانية ينفخ في محارة خلال مظاهرة احتجاجاً على «السياحة المفرطة» (رويترز)
متظاهر في جزر الكناري الإسبانية ينفخ في محارة خلال مظاهرة احتجاجاً على «السياحة المفرطة» (رويترز)
TT

مظاهرة حاشدة في جزر الكناري احتجاجاً على «السياحة المفرطة»

متظاهر في جزر الكناري الإسبانية ينفخ في محارة خلال مظاهرة احتجاجاً على «السياحة المفرطة» (رويترز)
متظاهر في جزر الكناري الإسبانية ينفخ في محارة خلال مظاهرة احتجاجاً على «السياحة المفرطة» (رويترز)

تظاهر عشرات الآلاف، يوم السبت، في جزر الكناري الإسبانية احتجاجاً على «السياحة المفرطة» التي يقولون إنها تجتاح الأرخبيل. وبلغ عدد المشاركين في المظاهرة 20 ألفاً، بحسب الشرطة، و50 ألفاً بحسب المنظمين، رفعوا لافتات كتب على بعضها «جزر الكناري ليست للبيع»، أو «نعم لوقف السياحة» و«احترموا المكان الذي أعيش فيه».

وأقيمت المظاهرة في شوارع المدن الرئيسية بالأرخبيل بدعوة من نحو 20 مجموعة اجتماعية وبيئية ترى أن النموذج الاقتصادي الحالي مضر بالسكان والبيئة على السواء، وتطالب السلطات بالحد من عدد السياح.

وقالت إحدى المتظاهرات لتلفزيون «تي في إي» الإسباني العام: «نحن لسنا ضد السياحة. بل ندعو فقط إلى تغيير النموذج الحالي الذي يسمح بنمو غير محدود للسياحة»، وفقاً لوكالة «الصحافة الفرنسية».

متظاهرة تهتف مستعينة بمكبر صوت خلال مظاهرة في جزر الكناري الإسبانية (رويترز)

ومن أبرز مطالب المتظاهرين وقف بناء فندقين جديدين في تينيريفي، كبرى جزر الأرخبيل السبع وأكثرها تطوراً، وبأن يكون للسكان رأي في اتخاذ القرارات فيما يتعلق بتنمية السياحة.

وقالت المدرّسة نيفيس رودريغيز ريفيرا (59 عاماً) لوكالة «الصحافة الفرنسية»: «لقد سئمنا من الاكتظاظ السكاني (...) ومن شراء أجانب ميسورين أراضي من أجدادنا لا نملك الإمكانات المالية لشرائها».

عشرات الآلاف في جزر الكناري الإسبانية يتظاهرون احتجاجاً على «السياحة المفرطة» (أ.ب)

ويتسبب التدفق المستمر للزوار بتدمير التنوع الحيوي، ويؤدي إلى تفاقم أزمة السكن من خلال تسببه بزيادة بدلات الإيجار، على ما شرح أنطونيو سامويل دياز غارسيا (22 عاماً).

وتجذب جزر الكناري الواقعة قبالة سواحل شمال أفريقيا السياح بطبيعتها البركانية وشواطئها المشمسة. ويبلغ عدد سكانها 2.2 مليون نسمة، واستقطبت العام الماضي 16 مليون سائح.

عشرات الآلاف في جزر الكناري الإسبانية يتظاهرون احتجاجاً على «السياحة المفرطة» (إ.ب.أ)

ويعمل 4 من كل 10 مقيمين في قطاع السياحة الذي يمثل 36 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.

وازدادت الاحتجاجات المناهضة للسياحة في الأشهر الأخيرة في كل أنحاء إسبانيا، ثاني أكثر الدول استقطاباً للسياح في العالم، وتسعى السلطات إلى تعزيز حماية السكان من دون إلحاق ضرر كبير بالقطاع المربح الذي يمثل نحو 13 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لإسبانيا ككلّ. وزار إسبانيا نحو 85 مليون سائح العام الماضي.


«النواب الأميركي» يقر نصاً يهدف إلى احتواء الصين ويهدد بحظر «تيك توك»

لوغو شركة «تيك توك» لمقاطع الفيديو كما يظهر على مقر للشركة في كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)
لوغو شركة «تيك توك» لمقاطع الفيديو كما يظهر على مقر للشركة في كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)
TT

«النواب الأميركي» يقر نصاً يهدف إلى احتواء الصين ويهدد بحظر «تيك توك»

لوغو شركة «تيك توك» لمقاطع الفيديو كما يظهر على مقر للشركة في كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)
لوغو شركة «تيك توك» لمقاطع الفيديو كما يظهر على مقر للشركة في كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)

أقر مجلس النواب الأميركي، اليوم (السبت)، نصاً يهدف إلى احتواء الصين على الصعيد العسكري عبر الاستثمار في الغواصات وتقديم مساعدة إلى تايوان.

ويرصد النص 8 مليارات دولار لهذا الغرض، ويتطلب موافقة مجلس الشيوخ الذي يرجح أن يصوت عليه بدءاً من الثلاثاء.

بداية، صوّت النواب على نص يتضمن تهديداً بحظر تطبيق «تيك توك» في الولايات المتحدة إذا لم تقطع الشبكة الاجتماعية صلاتها بالشركة الأم «بايت دانس» وتالياً بالصين.

ويُتّهم تطبيق التسجيلات المصوّرة بمساعدة الصين في التجسّس على مستخدميه البالغ عددهم 170 مليوناً في الولايات المتحدة والتلاعب بهم.


الصين تتهم تحالف «أوكوس» بزيادة خطر الانتشار النووي في المحيط الهادي

وزير الخارجية الصيني وانغ يي ووزير خارجية بابوا غينيا الجديدة جاستن تكاتشينكو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الصيني وانغ يي ووزير خارجية بابوا غينيا الجديدة جاستن تكاتشينكو (أ.ف.ب)
TT

الصين تتهم تحالف «أوكوس» بزيادة خطر الانتشار النووي في المحيط الهادي

وزير الخارجية الصيني وانغ يي ووزير خارجية بابوا غينيا الجديدة جاستن تكاتشينكو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الصيني وانغ يي ووزير خارجية بابوا غينيا الجديدة جاستن تكاتشينكو (أ.ف.ب)

اتهم وزير الخارجية الصيني وانغ يي، اليوم السبت، الشركاء الغربيين في اتفاقية «أوكوس» الأمنية بإثارة الانقسام وزيادة خطر الانتشار النووي في منطقة جنوب المحيط الهادي.

وانتقد الاتفاقية الدفاعية التي تنص على قيام الولايات المتحدة وبريطانيا بتزويد أستراليا غواصات تعمل بالطاقة النووية بدل الطاقة التقليدية.

وخلال زيارة لبابوا غينيا الجديدة لتعزيز العلاقات مع هذه الدولة الحليفة لأستراليا منذ فترة طويلة، حذّر وانغ من أنّ اتفاقية «أوكوس» الثلاثية تتعارض مع معاهدة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في جنوب المحيط الهادي.

وقال خلال مؤتمر صحافي بعد اجتماعه بنظيره في بابوا غينيا الجديدة جاستن تكاتشينكو إن «أوكوس تثير أيضاً مخاطر جدية بشأن الانتشار النووي».

في السنوات الأخيرة، حاولت بكين تقليص النفوذ الأميركي والأسترالي في جنوب المحيط الهادي، بما في ذلك في بابوا غينيا الجديدة.

وتضم جزر المحيط الهادئ عدداً قليلاً من السكان، لكنها تزخر بالموارد الطبيعية وتقع عند مفترق جيواستراتيجي يمكن أن يشكل أهمية استراتيجية في أي نزاع عسكري حول تايوان.

وتعد أستراليا إلى حد بعيد أكبر جهة مانحة لبابوا غينيا الجديدة، لكن الشركات الصينية حققت نجاحات لافتة في أسواق الدولة الفقيرة والغنية بالموارد.

وجاء تصريح وزير الخارجية الصيني تعليقا على إعلان صدر مؤخراً عن الشركاء في اتفاقية «أوكوس» أفاد بأنهم يتطلعون إلى التعاون مع اليابان في مجال التكنولوجيا العسكرية.

وبموجب اتفاقية «أوكوس»، يخطط الشركاء لتطوير قدرات قتالية متقدمة باستخدام الذكاء الاصطناعي وتطوير مسيّرات عاملة تحت سطح الماء وصواريخ فرط صوتية.

وقال وزير الخارجية الصيني إن «المحاولات الأخيرة لجذب مزيد من الدول للانضمام إلى مثل هذه المبادرة الرامية إلى تأجيج المواجهة بين الكتل وإثارة الانقسام لا تتفق على الإطلاق مع الاحتياجات الملحة للدول الجزرية»، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.


الإكوادور تعلن حالة الطوارئ بسبب أزمة الطاقة

رجل يحمل علم الإكوادور (رويترز)
رجل يحمل علم الإكوادور (رويترز)
TT

الإكوادور تعلن حالة الطوارئ بسبب أزمة الطاقة

رجل يحمل علم الإكوادور (رويترز)
رجل يحمل علم الإكوادور (رويترز)

أعلن رئيس الإكوادور دانيال نوبوا ثاني حالة طوارئ أمس (الجمعة) بسبب أزمة الطاقة التي أدت بالفعل إلى ترشيد الاستهلاك في البلاد، بحسب «رويترز».

وأعلن نوبوا، الذي تولى منصبه في نوفمبر (تشرين الثاني)، حالة طوارئ في مجال الطاقة، وأصدر قبل أيام توجيهات بانقطاع الكهرباء لفترات على مدار اليوم، لكن هذه الخطوة سيتم تعليقها غداً الأحد لإجراء استفتاء يبدو أنه سيفوز به بشأن مجموعة من الإجراءات الأمنية.

وسعى إعلان الطوارئ الأول الذي أصدره في يناير (كانون الثاني) إلى الحد من الجريمة المتزايدة من خلال السماح بمزيد من التنسيق بين الجيش والشرطة.

وفي حالة الطوارئ التي أعلنت اليوم السبت ولمدة 60 يوماً، نشر نوبوا الجيش والشرطة لحراسة البنية التحتية للطاقة، وفقاً لمرسوم نشر على الموقع الإلكتروني لمكتبه.

وتهدف حالة الطوارئ إلى «ضمان استمرارية الخدمة العامة للكهرباء»، بحسب المرسوم.

وأدى الجفاف الناجم جزئياً عن ظاهرة المناخ المعروفة باسم النينيو إلى التأثير على أنشطة الإنتاج في السدود الكهرومائية التي تنتج معظم الطاقة في الإكوادور.