الحريري يطالب بحماية المصارف اللبنانية من تداعيات العقوبات على «حزب الله»

التقى رئيس مجلس النواب الأميركي وعضو الكونغرس داريل عيسى

TT

الحريري يطالب بحماية المصارف اللبنانية من تداعيات العقوبات على «حزب الله»

أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أن مهمته الأميركية تتمحور حول سبل حماية لبنان، مشدداً على أنه «علينا أن نحمي المصارف اللبنانية واللبنانيين» جراء العقوبات التي تنوي واشنطن فرضها على «حزب الله»؛ «وألا يكون هناك أي قرار شامل يصيب الناس التي لها حسابات داخل المصارف، لأن ذلك سيؤثر على الاقتصاد الوطني اللبناني».
واستهل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري يومه الطويل في الكونغرس الأميركي باجتماع عقده، قبل ظهر أمس، مع رئيس مجلس النواب الأميركي بول راين في مكتبه بمبنى الـ«كابيتول»، حضره الوزير جبران باسيل والقائم بأعمال السفارة اللبنانية لدى أميركا كارلا جزار، ونادر الحريري، والمستشارة آمال مدللي، ومستشار الأمن القومي الأميركي جيف بريسلر، وتناول البحث العلاقات الثنائية بين البلدين.
بعد الاجتماع، قال الحريري إن «اللقاء مع رئيس مجلس النواب الأميركي كان جيدا جدا، وطلبنا منه زيارة لبنان ليرى بعينه الجهد الذي نبذله في محاربة الإرهاب، وليطلع أيضا على الوضع الإنساني للاجئين». وأشار إلى أن «تركيزنا كله خلال هذه الزيارة ينصب على موضوع اللاجئين والأمن، وهنا في الكونغرس نناقش مسألة القرارات التي يحضرونها ضد لبنان. لذلك، فنحن نبحث في كيفية حماية لبنان من هذه العقوبات، وإن شاء الله نتمكن من إقناعهم بذلك».
وعن إمكانية تعديل هذه القرارات أو مشاريع القوانين المقترحة حتى الآن ضد «حزب الله»، قال إن «مهمتنا أن نحمي لبنان، فحزب الله موجود أصلا على لائحة الإرهاب في أميركا، ونحن علينا أن نحمي المصارف اللبنانية واللبنانيين، وألا يكون هناك أي قرار شامل؛ يعني أن يصيب الناس التي لها حسابات داخل المصارف، لأن ذلك سيؤثر على الاقتصاد الوطني اللبناني».
وعن الموقف الأميركي فيما يتعلق بـ«حزب الله»، قال الحريري: «سمعتم من الرئيس الأميركي موقفه حيال (حزب الله)، ونحن علينا حماية لبنان من أي تداعيات يمكن أن تطاله. المهم بالنسبة لي هو حماية المؤسسات اللبنانية والشعب اللبناني واستكمال المساعدات للجيش اللبناني التي أدت فعليا إلى مردود كبير جدا في محاربة الإرهاب. علينا أن نركز على هذا الموضوع، وفيما يخص (حزب الله)، فالموقف الأميركي ليس بجديد، وهو معروف».
وقال الحريري حول اتفاق لوقف إطلاق النار في جرود عرسال حيث تفاوض الدولة اللبنانية، إن «ما نريده نحن هو أن ننتهي مما يحصل في عرسال، ولا أظن أن هناك أحدا في الدولة اللبنانية يريد أن يكون هناك هذا النوع من الإرهاب في جرود عرسال». وأعرب عن اطمئنانه للمرحلة المقبلة، خصوصا ما يتعلق بالموقف الأميركي، قائلاً: «أنا مطمئن، وإن شاء الله سيكملون معنا هذا المشوار والعمل الذي نقوم به».
بعد ذلك زار الرئيس الحريري عضو الكونغرس الأميركي داريل عيسى في مكتبه، حيث التقى أعضاء لجنة الصداقة اللبنانية - الأميركية التي تضم كلا من شارلي كريس ودارين لحود وديبي دينغل.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.