اتفاقية بين السودان و«فاو» لدعم الأمن الغذائي العربي

TT

اتفاقية بين السودان و«فاو» لدعم الأمن الغذائي العربي

وقّع السودان ومنظمة الزراعة والأغذية (فاو) أول من أمس في الخرطوم على وثيقة استراتيجية للبرنامج القطري للأعوام الخمسة المقبلة (2017 ـ 2020)، والذي يتضمن دعما من المنظمة التابعة للأمم المتحدة لمشاريع الأمن الغذائي العربي التي تتبناها الخرطوم.
وتركز الاستراتيجية في عامها الثاني، الذي يبدأ 2018، على دعم القطاع الزراعي السوداني من خلال التركيز على الاستراتيجية الوطنية لاستدامة التنمية، وتحقيق الأمن الغذائي والتغذية، وزيادة الإنتاجية وتنمية المجتمعات الريفية.
وجرت مراسم توقيع وثيقة استراتيجية البرنامج القطري بين السودان و«فاو» بحضور الدكتور بدر الدين الشيخ وبابا قانا الممثل القُطري للمنظمة العالمية، ومشاركة ممثلين لعدد من الوزارات والمؤسسات ذات الصلة بالقطاع الزراعي في البلاد.
وقال الدكتور عبد اللطيف عجيمي، وزير الزراعة والغابات السوداني: إن البرنامج يوفر استراتيجية واضحة لتوفير الأمن الغذائي العربي والمحلي وزيادة الإنتاج، لكنها تحتاج إلى الدعم والمساندة. ونوه الوزير بالدعم السابق لـ(فاو) في السودان، حيث ظلت المنظمة تدعم أكثر من سبعة مشاريع تنموية واستراتيجية منذ العام 1977، في مجالات متعددة، مثل البيئة والزراعة والثروة الحيوانية، كما ساهمت في تمكين السياسات الزراعية وإدارة درء المخاطر الزراعية كالآفات والجراد.
وأضاف العجيمي، إن دعم المنظمة للسودان يتضمن المساهمة في مشروع التعداد الزراعي الذي يعتزم السودان تنفيذه قريبا، بعد 40 عاما من الانتظار، بجانب دعم قدرات صغار المزارعين عبر برامج تدريبية متنوعة، إضافة إلى الدعم الفني بأشكاله كافة.
من جانبه، أكد الممثل القًطري لمنظمة فاو أهمية القطاع الزراعي في تحقيق التنمية. وقال: إن المنظمة تعمل على دعم القطاع الزراعي في السودان ومستعدة لتقديم المزيد، مشيرا إلى أن دعمهم يركز على الاستراتيجية الوطنية السودانية لاستدامة التنمية، وتحقيق الأمن الغذائي وزيادة الإنتاجية. وفي إطار ذي صلة، تستضيف الخرطوم في 19 فبراير (شباط) المقبل، أعمال المؤتمر الأفريقي الإقليمي للمنظمة الدولية لمدة ثلاثة أيام، بحضور غرزيانو دا سلفا، المدير العام لـ«فاو» وعدد كبير من ممثلي الدول الأفريقية في المنظمة.
من جانبه، تعهد البروفسور إبراهيم آدم الدخيري، المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية، بالعمل مع وزارة الزراعة والغابات السودانية للمساهمة في تنمية القطاع الزراعي بالبلاد العربية، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» اهتمام المنظمة بتنفيذ مبادرة رئيس الجمهورية السوداني للأمن الغذائي العربي بالتعاون مع قيادات العمل الزراعي بالدول العربية والمسؤولين في السودان.
وأشار الدخيري إلى أن السودان قادر على تحقيق مبادرة الأمن الغذائي العربي، لإمكاناته المتعددة في المجال الزراعي بشقية النباتي والحيواني، منوها بأن المبادرة لها إطار تشريعي وتنظيمي وهياكل تعمل حاليا بجدية كاملة وتباشر المنظمة عددا من ملفاتها المرتبطة بالمبادرة.
وأكد الدخيري استعداد المنظمة بالتعاون مع وزارة الزراعة والغابات، للعمل على زيادة الإنتاج والإنتاجية، كاشفا عن عدد من المبادرات لتعزيز التعاون العربي وفق وثيقة خطة التنمية المستدامة.

، وهي خطة طموحة محتاجة إلى الإسراع في الإنفاق.
وأشار الدخيري إلى أن السودان بعد رفع العقوبات الأميركية خلال أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، والتقارب الكبير الذي حدث بين السودان ودول الإقليم، يعد من أهم العوامل التي تساعد في إنفاذ استراتيجية التنمية المستدامة في العالم العربي.
وتوقع الدخيري، الذي عمل سابقا وزيرا للزراعة والغابات في السودان، أن يساهم السودان بنسبة 35 في المائة من منتجاته الزراعية والحيوانية في خفض فاتورة العالم العربي من السلع الاستهلاكية والغذائية التي تقدر بنحو 35 مليار دولار.



بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
TT

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)

حذَّر الرئيس السابق لمجموعة بورصة لندن، من أنَّ بورصة لندن الرئيسية أصبحت «غير تنافسية للغاية»، وسط أكبر هجرة شهدتها منذ الأزمة المالية.

وقال كزافييه روليه، الذي ترأس مجموعة بورصة لندن بين عامَي 2009 و2017، إن التداول الضعيف في لندن يمثل «تهديداً حقيقياً» يدفع عدداً من الشركات البريطانية إلى التخلي عن إدراجها في العاصمة؛ بحثاً عن عوائد أفضل في أسواق أخرى.

وجاءت تعليقاته بعد أن أعلنت شركة تأجير المعدات «أشتيد» المدرجة في مؤشر «فوتسي 100» خططها لنقل إدراجها الرئيسي إلى الولايات المتحدة، استمراراً لاتجاه مماثل اتبعته مجموعة من الشركات الكبرى في السنوات الأخيرة.

ووفقاً لبيانات بورصة لندن، فقد ألغت أو نقلت 88 شركة إدراجها بعيداً عن السوق الرئيسية في لندن هذا العام، بينما انضمت 18 شركة فقط. وتشير هذه الأرقام، التي نشرتها صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إلى أكبر تدفق صافي من الشركات خارج السوق منذ الأزمة المالية في 2009.

كما أن عدد الإدراجات الجديدة في لندن يتجه لأن يكون الأدنى في 15 عاماً، حيث تتجنب الشركات التي تفكر في الطرح العام الأولي (IPO) التقييمات المنخفضة نسبياً مقارنة بالأسواق المالية الأخرى.

وقد تجاوزت قيمة الشركات المدرجة التي تستعد لمغادرة سوق الأسهم في لندن هذا العام، 100 مليار جنيه إسترليني (126.24 مليار دولار) سواء من خلال صفقات استحواذ غالباً ما تتضمن علاوات مرتفعة، أو من خلال شطب إدراجها.

وأضاف روليه أن انخفاض أحجام التداول في لندن في السنوات الأخيرة، مقارنة مع الارتفاع الحاد في الولايات المتحدة، دفع الشركات إلى تسعير أسهمها بأسعار أقل في المملكة المتحدة لجذب المستثمرين.

وقال في تصريح لصحيفة «التليغراف»: «الحسابات البسيطة تشير إلى أن السوق ذات السيولة المنخفضة ستتطلب خصماً كبيراً في سعر الإصدار حتى بالنسبة للطروحات العامة الأولية العادية. كما أن السيولة المنخفضة نفسها ستؤثر في تقييم الأسهم بعد الاكتتاب. بمعنى آخر، فإن تكلفة رأس المال السهمي تجعل هذه السوق غير تنافسية بشكل كامل».

ووفقاً لتقديرات «غولدمان ساكس»، يتم تداول الأسهم في لندن الآن بخصم متوسط يبلغ 52 في المائة مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة.

وتستمر معاناة سوق العاصمة البريطانية في توجيه ضربة لحكومة المملكة المتحدة، التي تسعى جاهدة لتبسيط القوانين التنظيمية، وإصلاح نظام المعاشات المحلي لتشجيع مزيد من الاستثمارات.

وأشار روليه إلى أن المملكة المتحدة بحاجة إلى التخلص من الإجراءات البيروقراطية المرتبطة بالاتحاد الأوروبي التي تمنع صناديق التقاعد من امتلاك الأسهم، بالإضافة إلى ضرورة خفض الضرائب على تداول الأسهم وتوزيعات الأرباح.

وأضاف: «قلقي اليوم لا يتعلق كثيراً بالطروحات العامة لشركات التكنولوجيا، فقد فات الأوان على ذلك. التهديد الحقيقي في رأيي انتقل إلى مكان آخر. إذا استمعنا بعناية لتصريحات كبار المديرين التنفيذيين في الشركات الأوروبية الكبرى، فسنجد أنهم أثاروا احتمال الانتقال إلى الولايات المتحدة للاستفادة من انخفاض تكلفة رأس المال والطاقة، والعوائد المرتفعة، والتعريفات التفضيلية».