عون: لبنان يميز بين الإرهابيين والمدنيين من النازحين السوريين

قال إن العمليات الاستباقية حققت نتائج إيجابية في حفظ الأمن

عون: لبنان يميز بين الإرهابيين والمدنيين من النازحين السوريين
TT

عون: لبنان يميز بين الإرهابيين والمدنيين من النازحين السوريين

عون: لبنان يميز بين الإرهابيين والمدنيين من النازحين السوريين

جدد الرئيس اللبناني ميشال عون التأكيد على «دور الجيش والقوى الأمنية اللبنانية في محاربة الإرهاب على الحدود ومطاردة الخلايا النائمة»، لافتا إلى أن «العمليات الاستباقية حققت نتائج إيجابية في عملية حفظ الاستقرار والأمن في البلاد». كما أن لبنان يوفر كل الدعم المناسب للنازحين السوريين ويميز بوضوح بين الإرهابيين، والمدنيين الذين يلقون رعاية المؤسسات الرسمية والأهلية والدولية.
وعرض عون أمس مع وزير الدولة البلجيكي أندره فلاهو «وجهة نظر لبنان من الأحداث الراهنة». وشكر رئيس الجمهورية للوزير البلجيكي «وقوف بلاده إلى جانب لبنان في المحافل الإقليمية والدولية، ومشاركتها في القوات الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل) المكلفة تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي ينادي لبنان باستكمال تطبيقه».
وأشار عون إلى أن «لبنان الذي قدم، ولا يزال، الرعاية على أنواعها للنازحين السوريين، رغم التداعيات السلبية للنزوح السوري عليه على مختلف الأصعدة، يدعم المساعي الدولية المبذولة للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية، ما يضع حدا لمعاناة النازحين، ويؤمن لهم عودة كريمة وآمنة إلى بلدهم وأرضهم».
وخلال اللقاء، أكد عون، حرص لبنان على تطوير العلاقات اللبنانية - البلجيكية في المجالات كافة، لا سيما أن قواسم مشتركة تجمع بين البلدين الصديقين. وأبلغ الرئيس عون، وزير الدولة البلجيكي أن «التعددية والتنوع والفرانكوفونية تشكل نقاطا تميز البلدين، وتجعل من الشراكة بينهما ضرورة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية».
وأكد الرئيس عون «ترحيب لبنان بالمؤتمر الذي سيعقد في الخريف المقبل في بلجيكا، المخصص لحماية الأقليات في الشرق»، منوها بـ«الجهد الذي تبذله بلجيكا لإنجاحه».
بدوره، عرض الوزير فلاهو للرئيس عون، أهداف زيارته للبنان، فأكد «التعاون القائم بين البلدين والرغبة في تعزيزه، بالإضافة إلى تفعيل التبادل التجاري والتعاون الثقافي بينهما»، كما أكد أن «مشاركة بلجيكا في (اليونيفيل) مستمرة».
من جانب آخر، استقبل عون، في حضور وزير العدل سليم جريصاتي، المدير التنفيذي لمنظمة «هيومان رايتس ووتش» كينيث روث، واطلع منه على عمل المنظمة في لبنان ودول المنطقة، حيث أكد رئيس الجمهورية «احترام لبنان لحقوق الإنسان، لا سيما لجهة عدم التمييز على أساس العرق أو المعتقد أو الإثنية أو الجنس»، معتبرا أنها «حقوق أساسية لجميع الكائنات البشرية، ولدى الدولة اللبنانية مصلحة في حمايتها وتعزيز مبادئها».
وشدد على أن «لبنان يتعاون مع الهيئات الحكومية وغير الحكومية، ومنها منظمة (هيومان رايتس ووتش) في الدفاع عن حقوق الإنسان واتخاذ الخطوات الضرورية لذلك في المجالات كافة». وأكد أن «لبنان يتخذ التدابير الضرورية لمنع التعذيب بكل أشكاله، كما يحمي حقوق السجناء والمشتبه بهم، ويدعم إلغاء الإجراءات المجحفة بحقهم، وتوفير محاكمات عادلة لهم استنادا إلى القانون».
كذلك أبلغ عون الوفد بأن «لبنان يوفر كل الدعم المناسب للنازحين السوريين، ويميز بوضوح بين الإرهابيين والمسلحين الذين تلاحقهم الأجهزة الأمنية المعنية، وبين المدنيين الموجودين في مختلف المناطق اللبنانية والذين يلقون رعاية المؤسسات الرسمية والأهلية والدولية».
وأشار الرئيس عون إلى أن «القوى المسلحة لا يمكن أن تتساهل مع المسلحين الذين يعتدون على القوى الأمنية، وينفذون عمليات انتحارية بالمدنيين والعسكريين، ويوقعون في صفوفهم شهداء وجرحى ومعوقين».
وعن أوضاع النازحين السوريين، أكد «استمرار الإدارات والمؤسسات اللبنانية في تقديم المساعدات لهم، علما بأن المساعدات الدولية تصل مباشرة إليهم ولا تمر بالمؤسسات الرسمية»، مشددا على أن «لبنان يصنف هؤلاء (نازحين) وليسوا (لاجئين)؛ لأنهم نزحوا إلى لبنان هربا من الحرب والقتل والدمار وليس لأسباب سياسية، ولبنان يدعم العودة الآمنة لهم إلى وطنهم وليس العودة الطوعية التي ينادي بها البعض».
وكان روث قد عرض عددا من الملاحظات التي سجلتها المنظمة، وأعرب عن تقديره «للموقف الذي أعلنه رئيس الجمهورية الرافض لحملات التحريض ضد النازحين السوريين، التي سجلت خلال الأيام الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي عدد من وسائل الإعلام»، وقال: «إن موقف الرئيس عون في هذا المجال، هو موقف يحتذى به، ودليل على القيادة الحكيمة التي يتمتع بها».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.