{لندن دوكلاندز} من مستودع إلى واحد من أشهر متاحف المدينةhttps://aawsat.com/home/article/982996/%D9%84%D9%86%D8%AF%D9%86-%D8%AF%D9%88%D9%83%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AF%D8%B2-%D9%85%D9%86-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%88%D8%AF%D8%B9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D9%88%D8%A7%D8%AD%D8%AF-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%B4%D9%87%D8%B1-%D9%85%D8%AA%D8%A7%D8%AD%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9
{لندن دوكلاندز} من مستودع إلى واحد من أشهر متاحف المدينة
مبنى المتحف من الخارج - جانب من متحف دوكلاندز في لندن
يحتل متحف «لندن دوكلاندز» مبنى كان يشغله في السابق أحد المستودعات القديمة والذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 1802 والذي يقع بالقرب من مقر شركة «كناري راف أوفيس» بشرق لندن. ويحكي المتحف التاريخ العريق لصعود المنطقة التي كانت أحد أكبر وأنشط مرافئ السفن في العالم ثم سقوطها، ثم إحيائها من جديد كمركز مالي عالمي. كانت عمليات الشحن تتم عبر ضفة النهر القريب من جسر لندن الحالي في عمليات شحن البضائع في عهد الرومان. وفي بداية القرن التاسع عشر، ازدهرت التجارة الصادرة والواردة إلى لندن، وكانت على السفن أن ترسو لفترات طويلة انتظارا لتفريغ حمولتها، ولم يكن الانتظار يخلو من المشكلات التي تحدث إما بسبب سقوط البضائع في الماء أو بسبب عمليات السرقة. وتظهر المعروضات في المتحف السبب في اتخاذ قرار ببناء رصيف لرسو السفن ووضع بوابات لحجز المياه وقت المد. وكانت المياه عميقة بدرجة تكفي لرسو وإبحار أكبر المراكب في ذلك الحين. وكان على السفن أن ترسو في صف واحد طويل بمحاذاة الرصيف لتفريغ حمولتها من البضائع ووضعها في المستودعات مباشرة لحين نقلها برا داخل البلاد. وكانت الأرصفة محاطة بأسوار عالية مبنية من الطوب لمنع سرقة البضائع. ويعرض المتحف في أحد أركانه صورا لتخطيط منطقة الأرصفة في القرون الثامن عشر والتاسع عشر والعشرين. ويسهب المتحف في شرح كيفية بناء الأرصفة الكبيرة على امتداد النهر بدءا من برج لندن لمسافة خمسة كيلومترات بعد المنطقة المعروفة حاليا باسم «كناري ورف». وبحلول منتصف القرن العشرين، جرى تطوير الرصيف ليصبح أكبر موانئ إنجلترا في الستينات من القرن الماضي وأحد أكبر موانئ العالم. غير أن التغييرات المتسارعة في طريقة حمل ونقل البضائع في حقبة الستينات أوضح أن أرصفة لندن لم تعد قادرة على القيام بعمليات الشحن المطلوبة، وعليه فقد أغلقت جميع الأرصفة، وباتت كثير من المناطق مهجورة لعدة سنوات. وفي الثمانينات، بدأت المنطقة في استضافة الكثير من المؤسسات المالية، ووفرت عشرات الآلاف من فرص العمل. غطى المتحف جميع التحولات من خلال الصور التي التقطت للأرصفة وللمراحل الأولى لإعادة بناء المنطقة. يتكون المتحف من ثلاثة طوابق، وتبدأ الجولة في أرجاء المتحف بالطابق العلوي وتنتهي بالطابق الأرضي، وبالنسبة لي، فإن أهم أقسام المتحف هي تلك التي تغطي القرن العشرين، تحديدا فترة الحرب العالمية الثانية، حيث كانت الأرصفة الهدف الأهم لقذائف الطائرات النازية. وبسبب الطبيعة القابلة للاحتراق للبضائع التي كان يجري تفريغها على الأرصفة (بضائع مثل الأخشاب والسكر) فقد كانت الخسائر الناتجة عن إلقاء القنابل وما يعقبها من اشتعال وحرائق فادحة. ومن ضمن المعروضات في الطابق الثاني عشر عارضة معدنية من مستودع تعرضت للذوبان بسبب درجة الحرارة المرتفعة الناتجة عن القصف الجوي. وخلال فترة الحرب، كانت الأرصفة تستخدم لتجميع الطوافات التي تستخدم في عمل جسر خرساني يمر بعرض القنال الإنجليزي خلال فترة الغزو الأوروبي والأميركي لأوروبا بهدف إلحاق الهزيمة بألمانيا النازية، حيث كانت الطوافات تستخدم لعمل جسر مؤقت. ومن الممتع للزائر مشاهدة صور الأرصفة قبل وبعد إغلاقها ثم مقارنتها بصور المنطقة اليوم لملاحظة التحول الهائل للمنطقة خلال فترة لا تتعدى جيلا واحدا. يضم المتحف كذلك أقساما للعرض المؤقت، ويغطي العرض المؤقت الحالي مرحلة الخط الحديدي الجديد الذي يمتد من غرب لندن مرورا بوسط لندن انتهاء بشرق لندن. ويغطي المعرض تحف أثرية نادرة مكشوفة مثل عظام فك حيوان الماموث العملاق (حيوان منقرض من فترة ما قبل التاريخ)، حيث تحتم على العلماء إجراء مسح شامل لمنطقة دفن هذا الحيوان لإفساح المجال لخط السكك الحديدية الجديد. ويوضح المعرض كيف أن الهياكل العظمية لموتي مرض الطاعون في القرن الثالث عشر والسابع عشر لم توفر لها التغطية العلمية اللازمة، مما أوجد فرصة كبيرة للعلماء والأثريين لدراسة طبيعة ذلك المرض القاتل الذي حصد أرواح الكثيرين في تلك الفترة. المتحف مفتوح مجانا سبعة أيام في الأسبوع من الساعة 10 صباحا حتى 5:40 مساء. يقع المتحف على مقربة من محطات قطارات وسيتفيري ووست إنديا كوايس على خط دوكلاندز لايت ريلواي.
نيرفي منطقة سياحية جميلة في إقليم ليغوريا (أدوبيستوك)
الصفات المشتركة التي تربط ما بين مدن إيطاليا وأرجائها كافة هي الجمال وروعة الطبيعة ولذة الطعام، لكن إذا أردنا التعرف على الفوارق فهي كثيرة؛ وذلك لأن لكل مدينة وقطاع في إيطاليا نكهتها الخاصة. لروما ألقها، فيها تشتم رائحة التاريخ قبل رائحة البيتزا، وفي مناطق الشمال تختلف المناظر ويختلف المطبخ، وفي صقلية تشعر وكأنك في بلد عربي وتتذوق نكهة الشرق في أطباقها... ولائحة الفوارق تطول.
رحلتنا الأخيرة إلى إيطاليا هذه المرة بدأت من جنوا (Genova) التي تعدّ واحدة من أهم المدن الإيطالية تاريخياً وثقافياً، وتقع إلى شمال غربي إيطاليا على الساحل الليغوري؛ فهي مهد كريستوفر كولومبوس وموطنه بحيث يعتقد بأن المستكشف الشهير وُلد فيها أو بالقرب منها، وهذا الأمر يعطي هذه المدينة مكانة بارزة في تاريخ الاستكشاف.
ومن جنوا وعلى بعد نحو عشرين دقيقة بالسيارة وصلنا إلى منطقة نيرفي Nervi، حيث حططنا رحالنا لتكون هذه المنطقة نقطة اكتشاف أهم الوجهات السياحية القريبة وعلى رأسها منطقتا «سانتا مارغاريتا» ومرفأ «بورتو فينو» و«جنوا» و«كامولي».
أما عنوان الإقامة، فكان في أجدد فندق من فئة بوتيك وتكلله 5 نجوم، يستمد من الريفييرا الإيطالية اسمه ومن الذوق الإيطالي تصميمه، اخترنا «كابيتولو ريفييرا» Capitolo Riviera؛ لأنه عنوان إيطالي بامتياز ويتمتع بموقع مميز مباشرة على البحر وعلى بعد دقيقة مشي فقط من محطة القطار التي تساعدك على التنقل في جميع أرجاء ليغوريا براحة وسرعة تامة.
كابيتولو ريفييرا هو ثمرة جهد دام لأكثر من أربع سنوات لترميم وتغيير ملامح المبنى الذي كان في الماضي فندقاً أيضاً، لكن المالكين الجدد للمشروع من بينهم الرئيس التنفيذي باولو دوراغروسا وزوجته اللبنانية سابين غنطوس غيَّروا معالمه بشكل تام ليكون عنواناً راقياً ومميزاً في قطاع ليغوريا، لدرجة أن كل من زاره علق بأنه عنوان لا يوجد له منافس في تلك المنطقة نسبة للمفردات الإيطالية الراقية فيه المتمثلة بالديكور الإيطالي التي تعبق منه رائحة الجلد الطبيعي والأثاث المصمم خصيصاً للفندق من ماركة (تاكيني) و«ترو ديزاين» و«كاسينا» والبهو المفتوح والعصري والحديقة الخارجية وبركة السباحة التي تطل على المركز الصحي الذي تم حفره تحت الأرض بشكل يتناغم مع باقي أرجاء الفندق المؤلف من 37 غرفة.
عندما تصل إلى المدخل يستقبلك فريق العمل بزي موحد وبتصميم جميل يتناغم مع ألوان اللوبي المميز بجدرانه وأسقفه الخرسانية والتي تركها مصمم الديكور مكشوفة ومن دون طلاء لتعطي نوعاً من الحداثة وتبث روحاً يانعة في المكان. الموظفون يتقنون لغات عدة بما فيها العربية ليكون التواصل أسهل بالنسبة للزوار من منطقة الشرق الأوسط.
اختيار هذا الفندق يناسب السياح الذين ينوون السفر من منطقة إلى أخرى في إيطاليا لأنه يقع في وسط مناطق سياحية عدّة قريبة يسهل الوصول إليها عن طريق السيارة أو القطار.
وتقول سابين غنطوس إن الصعوبة كانت في بذل جهد كبير لخلق مشروع أنيق وبالوقت نفسه صديق للبيئة؛ ولهذا لا يوجد أي أثر للبلاستيك في الفندق وتم التركيز على خلق واحة خضراء تبدأ من بهو الفندق الرئيسي لتكون مرآة للمساحة الخارجية المليئة بالخضرة والأشجار، وأضافت غنطوس بأن المصاعب التي واجهتها مع زوجها باولو منذ بداية المشروع إلى جانب مستثمرين هو الحفاظ على هوية وكيان المبنى مع القيام بتوسيعه وحفر طابق إضافي تحت الأرض تم تحويله مركزاً صحياً وسبا وغرفاً للعلاجات مع مخرج مباشر إلى الحدائق وبركة السباحة.
ويضم الفندق أيضاً مطعماً مميزاً يطلق عليه اسم «بوتانيكو» Botanico يشرف عليه الشيف الإيطالي جيوفاني أستولفوني ويقدم فيه الغداء والعشاء، وأطباقه إيطالية تقليدية مع لمسة عصرية جداً، الأمر واضح من طريقة التقديم والوصفات التي يشدد فيها الشيف على الألوان، فلا تفوت على معدتك فرصة تذوق الريزتو مع البيستو الأشهر في جنوا المزين بالزهور القابلة للأكل التي تزرع في حديقة الفندق.
الغرف تختلف فيما بينها من حيث الديكور والحجم، لكنها كلها تحمل نفس توقيع شركة تصميم الأثاث الإيطالية وتتمتع بشرفات تطل على الحديقة وبركة السباحة التي تصدح في أرجائها أنغام الموسيقى الإيطالية الكلاسيكية لتعطي المكان رونقاً جميلاً يلفّ بظلال شجرة وارفة تتمركز في الوسط وتدور حولها حركة الضيوف والأثاث الخارجي.
أجمل ما يمكن أن تقوم به هو المشي بين ثنايا ممرات الشاطئ «باسيجياتا دي نيرفي» الممتدة على طول الساحل، حيث تستطيع الاستمتاع بإطلالات رائعة على البحر المتوسط، وفي نهاية هذا الممشى تصل إلى مرفأ نيرفي الصغير، القريب من المحال الصغيرة التي تبيع الأجبان محلية الصنع والبوتيكات المتخصصة ببيع الألبسة الإكسسوارات الإيطالية.
ماذا تزور في نيرفي؟. حدائق نيرفي (Parchi di Nervi) تحتوي على مجموعة من الحدائق الجميلة التي تطل على البحر، مثل حديقة نيرفي (Giardino di Nervi) وحديقة سونيرمو.
. فيلا دوريا بوندام (Villa Doria Pamphili) قصر تاريخي يعود إلى القرن السابع عشر، تحيط به حدائق واسعة. يمكن للزوار استكشاف المعمار الرائع والاستمتاع بالمشاهد الجميلة.
. كنيسة سانتا مارغريتا (Chiesa di Santa Margherita) كنيسة تاريخية جميلة تقع في قلب نيرفي. تتميز بتصميمها المعماري الفريد وتفاصيلها الجميلة.
. حديقة ميوسي (Parco della Musica) تقدم حفلات موسيقية ومناسبات ثقافية، وهي مكان رائع للاسترخاء والاستمتاع بالطبيعة.
ماذا تزور في جنوا؟
. تقع جنوا القديمة (Genova Vecchia) على بعد مسافة قصيرة بالسيارة أو القطار، يمكنك زيارة المعالم التاريخية مثل الكاتدرائية (Cattedrale di San Lorenzo) وقصر دوكال (Palazzo Ducale).تلقب بـ«لا سوبيربا» La Superba، والذي يعني «المتكبرة» أو «المهيبة»؛ وذلك بسبب تاريخها العظيم وقوتها الاقتصادية والسياسية خلال العصور الوسطى، عندما كانت جمهورية بحرية قوية تنافس مرافق بحرية أخرى مثل البندقية وبيزا.
أهم ما تشتهر به جنوا الميناء البحري، وهو واحد من أكبر وأهم المواني البحرية في إيطاليا وأوروبا. تاريخياً، لعب دوراً رئيسياً في التجارة البحرية بين البحر الأبيض المتوسط وأوروبا، وما زال حتى اليوم مركزاً بحرياً مهماً.
تتميز المدينة بشوارعها الضيقة والمعروفة باسم «كاروجي» والمباني القديمة التي تعود إلى العصور الوسطى وعصر النهضة. تضم المدينة الكثير من الكنائس والقصور التاريخية الفخمة، مثل قصر دوكالي وكاتدرائية سان لورينزو، وكلها مفتوحة أمام الزوار ويمكن الدخول إليها بسعر لا يتخطى العشرة يوروهات تخولك زيارة ثلاثة قصور.
أما بالنسبة للمطبخ فتشتهر جنوا بصلصة البيستو المصنوعة من الريحان الطازج والثوم والصنوبر وزيت الزيتون والجبن. وتشتهر أيضاً بخبز الفوكاشيا الرقيق المحشو بالجبل (تجدر الإشارة إلى أن طريقة أهل جنوا في تصنيع هذا الخبز تختلف عن باقي مناطق البلاد).
وتضم جنوا أيضاً الكثير من المعالم التاريخية والسياحية مثل المدينة القديمة والأكواريوم الذي يعدّ من الأكبر في أوروبا. بالإضافة إلى أسواقها الجميلة المخصصة للمشاة.
ماذا تزور في بورتو فينو؟. بورتو فينو (Portofino) تعدّ من بين أجمل الأماكن على الساحل الإيطالي، وتشتهر بالمرفأ الأشبه بخليج صغير يقصده أثرياء العالم بيخوتهم لتناول الغداء في أحد المطاعم المحاذية للماء والمطلة على المباني الملونة، ويعد مكاناً مثالياً للتنزه وتناول الطعام.
. سانتا مارغريتا ليغوريا (Santa Margherita Ligure) تقع بالقرب من بورتو فينو، وهي مكان رائع للتسوق وتناول الطعام والتمتع بالشواطئ.
«كامولي»:
بلدة صغيرة تقع في إقليم ليغوريا على الساحل الشمالي الغربي لإيطاليا، وتبعد نحو عشرين دقيقة من محطة القطار في نيرفي، تعدّ واحدة من الوجهات الساحلية الرائعة التي تجذب الزوار بسبب جمالها الطبيعي ومعمارها الساحر، بالإضافة إلى ثقافتها البحرية العريقة. إليك أبرز مميزاتها:
تضم البلدة ميناءً تقليدياً صغيراً مخصصاً لقوارب الصيد واليخوت، وهو مكان مثالي للتنزه والاستمتاع بمشهد البحر والقوارب الملونة.
تشتهر كامولي بتاريخها العريق كقرية صيد، ولا يزال للصيد دور كبير في حياة السكان المحليين. يُقام في البلدة سنوياً مهرجان السمك (Sagra del Pesce)، حيث يتم قلي السمك في مقلاة ضخمة وسط الساحة.
المنازل في كامولي مطلية بألوان زاهية ومميزة، وهذه المنازل القديمة بنيت بشكل متلاصق ومتدرج على طول الساحل، وهو أسلوب يعكس الطابع التقليدي للمنطقة.
على الرغم من أن الشواطئ في كامولي صغيرة وصخرية مقارنة بالشواطئ الرملية، فإنها تظل مثالية لمحبي الغوص والسباحة بفضل مياهها الصافية.
البلدة مجهزة بعدد من الفنادق والمطاعم التي تقدم أطباقاً بحرية تقليدية، حيث يمكنك تذوق المأكولات المحلية الشهيرة مثل الباستا مع البيستو وفواكه البحر.