هبة طوجي وأسامة الرحباني في استعراض يلخّص مسيرتهما معا

سيكون اللبنانيون على موعد في 5 أغسطس (آب) المقبل مع استعراض فنّي ضخم يختصر عشرة أعوام من التعاون ما بين أسامة الرحباني وهبة طوجي، وذلك ضمن «مهرجانات الأرز الدولية».
هذا العمل الذي يمزج ما بين المسرح والرقص والغناء، يشارك فيه نحو 20 راقصا و30 منشدا (كورال)، وأكثر من 40 عازفا ضمن أوركسترا موسيقية. أمّا هبة طوجي فستكون بطلته المطلقة بحيث سنستعيد معها محطات فنية توّجتها نجمة لبنانية بداية ومن ثمّ عالمية.
وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قال أسامة الرحباني: «إضافة إلى أغان قديمة وأخرى من ألبومها الحديث التي ستؤدّيها هبة في هذا العمل، فإنّها ستُطلق أغنية جديدة تكرّم فيها أرز لبنان» مضيفا: «لا شيء مما سنقدّمه في هذا العمل الاستعراضي الضخم سيكون شبيها بما سبق وقدّمناه للجمهور على مدى عشر سنوات متتالية. فلقد نظمنا العمل ليكون خاصا بهذه المناسبة فيستمتع الجمهور في مشاهدته من ألفه إلى يائه لما هو غني بمحتوى فن راق وخارج عن المألوف».
ورأى أسامة الرحباني أنّ التعاون الفني الذي جمعه مع هبة طوجي، أثمر محطات ذهبية لهما وكانت معالمه واضحة فوصلت العالمية إثر مشاركتها في مسرحية «أحدب نوتردام» التي عرضت على مسارح فرنسية وأخرى حول العالم. «لقد بدأ مشوارنا الفني معا منذ عام 2007 نتج عنه أعمال حفرت في ذاكرة الناس كما الأزميل يحفر في الحجر».
ويتابع أسامة الرحباني قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «إن لدى هبة الموهبة والعلم والإحساس وطاقة على التحمّل والجهد، ما يكفي لتواكبهم بعمل جدّي أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم». يوضح أسامة الرحباني الذي اهتم منذ البداية بإنتاجات هبة الفنية فتولّى مهمّة توجيهها في مسيرتها هذه، مخرجا منها طاقة لا تنضب وموهبة لا حدود لها.
أنشدت هبة طوجي 200 أغنية، وقدمت 5 مسرحيات، وأطلقت 5 ألبومات غنائية، إضافة إلى تصويرها كليبات بمستوى سينمائي عالمي وكذلك أصدرت ألبومين (دوبل) لحفلاتها الغنائية المباشرة. ويروي أسامة في سياق حديثه «من النادر أن نصادف موهبة فنيّة غنية كتلك التي تتمتع بها هبة طوجي، وكان ذلك حافزا أساسيا لإقامتنا هذا الاستعراض الضخم في المناسبة».
وبلوحة فنية أُخذت من مسرحية «جبران والنبي» للراحل منصور الرحباني، تدور أحداثها في مدينة اورفليس المثالية (تجسد مدينة نيويورك بخيال كاتبها جبران خليل جبران)، سيفتتح هذا الاستعراض مع أغنية «المحبّة»، ولتتبعها أغنية هبة طوجي الجديدة الخاصة بأرز لبنان، ولتكرّ بعدها السبحة وتتوالى اللوحات الغنائية الراقصة التي سيتابعها الحضور لنحو 90 دقيقة من دون أن تقطعها فترة استراحة. وسيشارك فيها فريق الكورال بشكل متحرّك إذ لن يقتصر أداؤه على الإنشاد الغنائي فقط، فيما ستتمايل هبة طوجي بخصرها لوحدها مرات وبرفقة المجموعة الراقصة مرات أخرى، وذلك خلال تقديمها أغاني من ريبيرتوارها الغني (لا بداية ولا نهاية وبغنيلك يا وطني)، إضافة إلى ميدلاي من أغاني ألبومها الجديد (النظام الجديد وكل ما منرجع ع هالدني ومتل الشجر مزروعين وغيرها)، التي ستتلوّن بمؤثّرات بصرية وسمعية، مما سيؤلّف مع أدائها الغنائي على خشبة المسرح مشهدية مبهرة.
كما ستؤدّي هبة طوجي أغاني أجنبية لثلاثي غنائي لطالما تحدّثت عن تأثّرها به ويتألف من ويتني هيوستن وسيلين ديون وماريا كاري، فيصدح صوتها لتنشد ثلاث أغنيات تختصر حبّها لكلّ واحدة منهنّ.
استعراض غنائي يشعّ بأعمال فنيّة، جمعت ما بين الثنائي أسامة الرحباني وهبة طوجي طيلة عشر سنوات، ويوقّع إخراجها مروان الرحباني، سيتابعها روّاد (مهرجانات الأرز الدولية) في 5 أغسطس المقبل بحماس، لا سيما أنها ستعود بهم إلى زمن الفن الأصيل من خلال أغان سبق وحفظها (لمعت أبواق الثورة وبلد التناقض وغيرها)، إضافة إلى لوحات استعراضية ستترك علامات الدهشة على متابعيها كما في تلك المأخوذة من مسرحيتي «ملوك الطوائف» و«آخر يوم» التي تحكي هذه الأخيرة باختصار قصة الحرب الأهلية في لبنان من خلال لوحة مؤثّرة أعدت خصيصا لهذا الحفل.
ومن فاته مشاهدة عرض مسرحية «أحدب نوتردام» في فرنسا أو في لبنان (عرضت في مهرجانات جونية الدولية)، والتي لعبت هبة طوجي بطولتها من خلال تجسيدها شخصية (ازميرالدا)، فهو على موعد جديد مع أغنيتين من هذا العمل (les temps des cathedrales وvivre)، بحيث ستقدمهما هبة في هذا الاحتفال بتوزيع موسيقي جديد من تأليف أسامة الرحباني.
مصمما الأزياء اللبنانيان شربل زوي وغابي أبي راشد سيوقّعان ثياب هبة في هذا العمل، فيما سيهتم كلّ من غي أسمر وصوفيا غازاريان بأزياء فريق الرقص. ويعود تصميم العمل وفكرته إلى أسامة الرحباني وهبة معا، أمّا الإشراف الإنتاجي التلفزيوني له فيعود إلى إيلي رزق ويشارك فيه فؤاد خوري كمشرف مسرحي، فيما تعود تصاميم الرقص إلى باسكال زغيب. وتعود عملية تجهيز مكان الحفل وتحديثه وتركيب أجهزة الإضاءة وغيرها فيه، إلى شركة (آيس) التي آثرت على أن يقدّم العمل بطريقة مختلفة عن غيره.
ولكن هل يمكن أن يكون اختيار منطقة الأرز لإقامة هذا الاحتفال هو بمثابة تأكيد على علاقة فنية أزلية سرمدية بين الثنائي هبة طوجي وأسامة الرحباني، تماما كما يرمز إليها أرز لبنان؟ «نحن نعمل تحت شعار كل يوم بيومه ولا نعرف إلى أين ممكن أن نصل في مسيرتنا الفنية معا. فمما لا شك فيه أنّ مجهودا فرديا قدّمناه من قبلنا نحن الاثنين وأخذناه على عاتقنا وحدنا من دون الحاجة إلى تبنّيه من قبل شركة منتجة، فأثمر نتائج لم يشبها أي خطأ، فوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم من مستوى فنّي رفيع وأتمنى أن يستمر».