خدمات التشارك بالموقع الجغرافي عبر الهاتف الذكي... حلول متميزة تشوبها النقائص

تثير المخاوف من اختراق المتسللين للخصوصية الشخصية

خدمات التشارك بالموقع الجغرافي عبر الهاتف الذكي... حلول متميزة تشوبها النقائص
TT

خدمات التشارك بالموقع الجغرافي عبر الهاتف الذكي... حلول متميزة تشوبها النقائص

خدمات التشارك بالموقع الجغرافي عبر الهاتف الذكي... حلول متميزة تشوبها النقائص

حديثا، تعطلت دراجتي النارية واصطدمت على ناصية الطريق السريعة، فاستعنت بالتكنولوجيا لأمرين: الاتصال بالطوارئ والتواصل مع المحبين لإخبارهم أين يمكن أن يجدوني.
وشاءت الصدف أن أكون في فترة اختبار لأدوات «مشاركة الموقع» location - sharing tools من آبل، وغوغل، وفيسبوك، وسنابتشات. عندها، وقبل الاتصال بالشرطة، عمدت إلى مراسلة صديق، كان قد تتبع موقعي بواسطة بعض التطبيقات، لأعلمه أنني تعرضت لحادث. وحين شغلت تطبيق «غوغل مابس» (خرائط غوغل)، استطاع أن يحدد موقعي على الطريق السريعة الجنوبية رقم 101.
ولكن حين أعاد صديقي إنعاش البحث على التطبيق لتعقب موقع سيارة الإسعاف، وقع ضحية لشوائب التطبيق: فقد أعلمه غوغل أنني موجود في مكان مختلف، فيما كنت أنا ممددا على سرير سيارة الإسعاف ومتجها نحو مستشفى سان فرنسيسكو الحكومي.
هذا هو حال مشاركة الموقع عبر الهواتف الذكية.

مزايا وفوائد
عملت شركات التكنولوجيا لسنوات على توفير الكثير من الأدوات لتتيح للناس فرصة إخبار الآخرين بأماكن وجودهم. إلا أن جميع التطبيقات المعروفة في هذا المجال تعاني من الأخطاء أو محدودية الخدمة، وفي بعض الحالات، لا تستحق فعاليتها المتواضعة أن يهدر المستخدم بطارية هاتفه عليها. أما الأسوأ، فهو تعريض هذه التطبيقات المستخدم للكثير من المخاوف المتعلقة بالأمن بسبب إمكانية اختراقه وتحديد موقعه من قبل أي شخص آخر.
يتفق خبراء الأمن الإلكتروني على أن إيقاف تعقب الموقع عبر الهواتف الذكية هو مهمة مستحيلة في الوقت الحالي. إذ إن هناك طرقا لا تعد ولا تحصى تمكن أي طرف ثالث من تحديد موقع صاحب الجهاز، ومن بينها الأبراج الخلوية، والبيانات الوصفية التي تنتقل عند تنفيذ الاتصالات الهاتفية، وبيانات الاتصالات المسجلة الموجودة على الجهاز.
ولكن، من ناحية أخرى، تتمتع خدمة مشاركة الموقع ببعض الفوائد التي يمكن الاستفادة منها، ويقول جيريمايا غروسمان، رئيس قسم الاستراتيجية الأمنية في شركة «سينتينيل وان» المختصة بأمن الكومبيوتر، إن الأغلبية الساحقة من الناس غالباً ما يعتبرون أن الفوائد التي يحصلون عليها من تطبيقات تحديد الموقع تفوق المخاطر التي قد تحيط بها.
فيما يلي، بعض النصائح حول أفضل وأسوأ حالات مشاركة الموقع من خلال استخدام الأدوات القديمة أو الأكثر حداثة لتحديد الموقع.

مقارنة الخدمات
أولاً، لمحة تمهيدية حول اختلاف طريقة عمل أنواع منتجات مشاركة الموقع. إذ تقدم شركتا آبل وفيسبوك أدوات خاصة لتحديد الموقع من خلال الإشارة بعلامة على الخريطة لمشاركة الموقع الحالي، أو السماح لأشخاص آخرين بتعقب الموقع أثناء حركة مستخدم الهاتف. أما غوغل فقد أضافت مؤخراً ميزة تعقب الموقع في الوقت والزمان الحاليين «ريل - تايم لوكايشن» ضمن تطبيق «غوغل مابس». أما سنابتشات، فقد أطلقت الشهر الفائت خدمة الخريطة التفاعلية التي تتيح للمستخدمين فرصة مشاركة موقعهم مع الأصدقاء إلى أجل غير مسمى.
* بالنسبة لخدمات آبل الخاصة بتحديد الموقع فتتوفر في تطبيقات عدة هي: «آبل مابس» (خرائط آبل): «ماسجز» (رسائل)، و«فايند ماي فريند» (اعثر على صديقي). ولمشاركة الموقع، على المستخدم أن يفتح رسالة نصية، وأن ينقر على رمز المعلومات، ومن ثم على «أرسل موقعي الحالي». ولبث الموقع بشكل تسجيلي، يجب النقر على «شارك موقعي» واختيار مشاركة التحديثات المباشرة المتعلقة بالموقع لساعة من الزمن، أو حتى آخر اليوم، أو إلى أجل غير مسمى. من هنا، يمكن للأصدقاء أن يتتبعوا موقع المستخدم على الخريطة من خلال «آبل مابس» أو تطبيق «فايند ماي فريند».
* في حالة غوغل، تأتي أداة تحديد الموقع كجزء من تطبيق «غوغل مابس». على الخريطة، يجب على المستخدم أن يضغط على النقطة الزرقاء التي تحدد موقعه، وأن يضغط على مشاركة الموقع. من هنا، يمكنه أن يختار إما مشاركة الموقع لمدة محددة، كساعة من الزمن مثلاً، أو حتى إطفاء الخدمة.
* في «فيسبوك»، تعمل خدمة تحديد الموقع من خلال تطبيق «ماسنجر». في إحدى الرسائل، يتوجب على المستخدم أن يضغط على زرّ «+»، وأن يختار الموقع ومن ثم أن يشير بعلامة لمشاركة موقعه الحالي أو بثِّه مباشرة لمدة تصل إلى الساعة.

محاذير «سنابتشات»
* وأخيراً، يمكن تحديد الموقع عبر سنابتشات، باستخدام الكاميرا وهي مفتوحة، حيث يمكن للمستخدم أن ينقر الشاشة لفتح الخريطة. من هنا، يمكنه أن يشارك موقعه مع جميع أصدقائه أو مع أصدقاء يحددهم هو. ثم يظهر الموقع على الخريطة كوجه شخصية كرتونية تعرفي بـ«بيتموجي Bitmoji». ولكن هذه الوسيلة لا تعمل على شكل خدمة «ريل - تايم لوكايشن» لأن الموقع لا يتم تحديثه على الخريطة إلا عند يفتح تطبيق سنابتشات. لإطفاء أداة مشاركة الموقع، يجب على المستخدم أن يختار وضع «غوست مود» (وضع الشبح).
ولكن على مستخدم سنابتشات التنبه إلى أن بعض الأشخاص يستطيعون تحديد معلومات عن مكان وجوده حتى ولو أطفأ أداة تحديد الموقع في التطبيق، في حال كان يستخدم «أور ستوريز Our Stories»، وهي ميزة في التطبيق تتيح نشر الصور ومقاطع الفيديو لعامة الجمهور.
وأثارت الخريطة الجديدة من سنابتشات مخاوف تتعلق بالخصوصية وتحديداً من قبل الأهل وبعض العاملين في المجال القانوني، حيث اعتبر هؤلاء أنه من السهل على مستخدمي سنابتشات أن يضيفوا أشخاصاً عشوائيين إلى لائحة الأصدقاء، مما قد يساعد بعض المترصدين بهدف الخطف، على ملاحقة الأطفال. وتجدر الإشارة إلى أن المتحدثة باسم سنابتشات لفتت إلى أنه من المستحيل مشاركة الموقع مع أشخاص غير موجودين على لائحة الأصدقاء في التطبيق.

خدمات وخصوصية
* نتائج الاختبارات. بناء على نتائج اختباراتي، يمكنني أن أقول إن أدوات كل من آبل «فايند ماي فريند» وفيسبوك ماسنجر هي الأسرع والأدقّ فيما يتعلق بالموقع الحالي، وهما أفضل من «غوغل مابس»، الذي يعاني من بعض التأخير قبل إنعاش التطبيق لتحديد الموقع التالي. وقالت شركة غوغل إن تطبيقها يبلغ عن موقع المستخدم مع وجود فوارق زمنية، تتراوح بين بضع دقائق وساعة كاملة، وذلك بهدف الحفاظ على خدمة أطول للبطارية.
* اختراق الخصوصية. أثارت ميزات تعقب الموقع الكثير من الجدل في العقد الأخير ولا تزال، إذ أفاد مركز الخصوصية الإلكترونية للمعلومات، بأن تقنيات تحديد الموقع سمحت للوكالات العاملة في مجال القانون بمراقبة تحركات الناس أو المعلنين لربط نشاطات الأشخاص عبر الإنترنت مع هوياتهم الحقيقية.
بمعنى آخر، إن أي سوء استخدام لتطبيقات تحديد المواقع يمكن أن يعرض صاحبه إلى خروقات في الخصوصية. ولكن، عند استخدامها بشكل صحيح وواعٍ، تعتبر هذه الأدوات خدمات قوية وفعالة للتواصل.

اقتراحات لأوقات الاستخدام
بعد اختبار أدوات تعقب الموقع لأسبوعين، إليكم بعض الاقتراحات حول أفضل الأوقات لاستخدامها:
* عند التخطيط للقاء الأصدقاء في مكان ما كالسينما، يفضل أن يعتاد المستخدم مشاركة موقعه عبر «آبل آي - ماسج»: «غوغل مابس»، وفيسبوك ماسنجر لبث الموقع لفترة قصيرة، كساعة واحدة مثلاً. بهذه الطريقة، سيوفر على نفسه التواصل المتكرر مع الأصدقاء لتحديد المدة التي يحتاجها للوصول، لأنهم ببساطة يتتبعون موقعه على الخريطة.
* مع الزوجة، يفضل أن استخدام تطبيق «فايند ماي فريندز» من آبل، أو «فيسبوك» ماسنجر، أو «غوغل مابس»، وذلك لأن مشاركة الموقع مفيدة لاحترام وقت وحيز الشريكة. مثلاً، أنا شخصياً أتفادى استخدام الرسائل النصية للتواصل مع زوجتي حين تكون في العمل أو تقود على الطريق السريعة، في حين أنني أميل إلى مراسلتها حين تكون في متجر البقالة لتذكيرها بشراء شيء ما.
* أما للأهل الذين ابتاعوا هاتفا ذكيا لأولادهم الصغار، يجب أن يستخدموا تطبيق «فايند ماي فريندز» لتعقب موقع طفلهم لأغراض تتعلق بسلامته. وفي حال كان الأهل يشعرون بالقلق من تعقب أولادهم من قبل طرف ثالث، يمكنهم أن يطمئنوا لأن سياسة آبل الأمنية تعتمد تخزين المعلومات المتعلقة على خوادم مشفرة لساعتين، ومن ثم يتم محوها.
* في المرة المقبلة التي يخطط فيها المستخدم لحدث في مكان خارجي ومفتوح، كنزهة في الحديقة، يمكنه أن يسدي لأصدقائه معروفاً عبر استخدام «آبل مابس» أو «فيسبوك» ماسنجر لوضع إشارة على الخريطة تحدد موقعه الحالي حتى يتمكنوا من العثور عليه، لأن التجول في مكان كبير دون وجهة محددة يسبب إزعاجاً كبيراً.
* خدمة «نيويورك تايمز»

الامتناع عن المشاركة

> فيما يلي، بعض الحالات التي يعتبر فيها «بثّ الموقع» أمرا غير محبّذ:
- يجب على المستخدم ألا يشارك موقعه عبر البث في مساحة مقفلة كمتجر معين في مركز تجاري. لأن أغلبية تطبيقات تحديد الموقع لم تتطور حتى اليوم لتحديد المواقع في الأماكن المقفلة، مما يجعلها غير دقيقة.
- كذلك، يجب عدم مشاركة الموقع عبر البث في حال كان المستخدم يتجول في الطبيعة، لأن أكثر الحدائق العامة مثلاً تقع في أماكن بعيدة لا تصلها تغطية شبكات الهاتف المحمول. ما يعني أن تشغيل خدمة تحديد الموقع فيها غير مفيدة وستؤدي إلى أفراغ البطارية.
- على الأهل أن يتأكدوا من أن أولادهم لا يشاركون مواقعهم مع غرباء أو متنمرين محتملين. بالنسبة لهواتف آيفون، يمكن لهم أن يستخدموا ميزة «ضع ضوابط» التي تمنع الأولاد من تغيير الإعدادات أو إضافة أشخاص غرباء في ميزة «فايند ماي فريند». أما بالنسبة لآندرويد، يمكنهم أن يسجلوا حساباً خاصاً بهم على أداة غوغل لتحكم الأهل «فاميلي لينك» للتحكم بإعدادات مشاركة الموقع الخاصة بالأولاد. كما يمكن لإعدادات تحكم الأهل أن تمنع تحميل تطبيقات مثل سنابتشات على الهاتف.
- لأسباب متعلقة بالسلامة، يجب تفادي مشاركة الموقع بشكل عام. إذ إن غوغل تسهل نشر رابط إلكتروني يمكن الجميع من تحديد موقع المستخدم المباشر. لمنع المتلصصين من تحديد موقعه، يستطيع المستخدم أن يرسل الرابط للأشخاص الذين يريد أن يعلمهم بمكانه. لذا يجب تفادي نشره على مواقع مثل تويتر أو فيسبوك.
- يقول غروسمان، إنه وفي الحد الأدنى، يجب على المستخدم أن يكون واعياً عبر عدم نشر معلومات وجوده في حال كان يحاول التهرب أو التخفي من الآخرين.



هل أصبحنا على أعتاب مرحلة تباطؤ الذكاء الاصطناعي؟

هل أصبحنا على أعتاب مرحلة تباطؤ الذكاء الاصطناعي؟
TT

هل أصبحنا على أعتاب مرحلة تباطؤ الذكاء الاصطناعي؟

هل أصبحنا على أعتاب مرحلة تباطؤ الذكاء الاصطناعي؟

يوجه ديميس هاسابيس، أحد أكثر خبراء الذكاء الاصطناعي نفوذاً في العالم، تحذيراً لبقية صناعة التكنولوجيا: لا تتوقعوا أن تستمر برامج المحادثة الآلية في التحسن بنفس السرعة التي كانت عليها خلال السنوات القليلة الماضية، كما كتب كاد ميتز وتريب ميكل (*).

التهام بيانات الإنترنت

لقد اعتمد باحثو الذكاء الاصطناعي لبعض الوقت على مفهوم بسيط إلى حد ما لتحسين أنظمتهم: فكلما زادت البيانات التي جمعوها من الإنترنت، والتي ضخُّوها في نماذج لغوية كبيرة (التكنولوجيا التي تقف وراء برامج المحادثة الآلية) كان أداء هذه الأنظمة أفضل.

ولكن هاسابيس، الذي يشرف على «غوغل ديب مايند»، مختبر الذكاء الاصطناعي الرئيسي للشركة، يقول الآن إن هذه الطريقة بدأت تفقد زخمها ببساطة، لأن البيانات نفدت من أيدي شركات التكنولوجيا.

وقال هاسابيس، هذا الشهر، في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وهو يستعد لقبول «جائزة نوبل» عن عمله في مجال الذكاء الاصطناعي: «يشهد الجميع في الصناعة عائدات متناقصة».

استنفاد النصوص الرقمية المتاحة

هاسابيس ليس الخبير الوحيد في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يحذر من تباطؤ؛ إذ أظهرت المقابلات التي أُجريت مع 20 من المديرين التنفيذيين والباحثين اعتقاداً واسع النطاق بأن صناعة التكنولوجيا تواجه مشكلة كان يعتقد كثيرون أنها لا يمكن تصورها قبل بضع سنوات فقط؛ فقد استنفدت معظم النصوص الرقمية المتاحة على الإنترنت.

استثمارات رغم المخاوف

بدأت هذه المشكلة في الظهور، حتى مع استمرار ضخ مليارات الدولارات في تطوير الذكاء الاصطناعي. في الأسبوع الماضي، قالت شركة «داتابريكس (Databricks)»، وهي شركة بيانات الذكاء الاصطناعي، إنها تقترب من 10 مليارات دولار في التمويل، وهي أكبر جولة تمويل خاصة على الإطلاق لشركة ناشئة. وتشير أكبر الشركات في مجال التكنولوجيا إلى أنها لا تخطط لإبطاء إنفاقها على مراكز البيانات العملاقة التي تدير أنظمة الذكاء الاصطناعي.

لا يشعر الجميع في عالم الذكاء الاصطناعي بالقلق. يقول البعض، بمن في ذلك سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، إن التقدم سيستمر بنفس الوتيرة، وإن كان مع بعض التغييرات في التقنيات القديمة. كما أن داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة الذكاء الاصطناعي الناشئة، «أنثروبيك»، وجينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة «نيفيديا»، متفائلان أيضاً.

قوانين التوسع... هل تتوقف؟

تعود جذور المناقشة إلى عام 2020، عندما نشر جاريد كابلان، وهو فيزيائي نظري في جامعة جونز هوبكنز، ورقة بحثية تُظهِر أن نماذج اللغة الكبيرة أصبحت أكثر قوة وواقعية بشكل مطرد مع تحليل المزيد من البيانات.

أطلق الباحثون على نتائج كابلان «قوانين التوسع (Scaling Laws)»... فكما يتعلم الطلاب المزيد من خلال قراءة المزيد من الكتب، تحسنت أنظمة الذكاء الاصطناعي مع تناولها كميات كبيرة بشكل متزايد من النصوص الرقمية التي تم جمعها من الإنترنت، بما في ذلك المقالات الإخبارية وسجلات الدردشة وبرامج الكومبيوتر.

ونظراً لقوة هذه الظاهرة، سارعت شركات، مثل «OpenAI (أوبن إيه آي)» و«غوغل» و«ميتا» إلى الحصول على أكبر قدر ممكن من بيانات الإنترنت، وتجاهلت السياسات المؤسسية وحتى مناقشة ما إذا كان ينبغي لها التحايل على القانون، وفقاً لفحص أجرته صحيفة «نيويورك تايمز»، هذا العام.

كان هذا هو المعادل الحديث لـ«قانون مور»، وهو المبدأ الذي كثيراً ما يُستشهد به، والذي صاغه في ستينات القرن العشرين المؤسس المشارك لشركة «إنتل غوردون مور»؛ فقد أظهر مور أن عدد الترانزستورات على شريحة السيليكون يتضاعف كل عامين، أو نحو ذلك، ما يزيد بشكل مطرد من قوة أجهزة الكومبيوتر في العالم. وقد صمد «قانون مور» لمدة 40 عاماً. ولكن في النهاية، بدأ يتباطأ.

المشكلة هي أنه لا قوانين القياس ولا «قانون مور» هي قوانين الطبيعة الثابتة. إنها ببساطة ملاحظات ذكية. صمد أحدها لعقود من الزمن. وقد يكون للقوانين الأخرى عمر افتراضي أقصر بكثير؛ إذ لا تستطيع «غوغل» و«أنثروبيك» إلقاء المزيد من النصوص على أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بهما، لأنه لم يتبقَّ سوى القليل من النصوص لإلقائها.

«لقد كانت هناك عائدات غير عادية على مدى السنوات الثلاث أو الأربع الماضية، مع بدء تطبيق قوانين التوسع»، كما قال هاسابيس. «لكننا لم نعد نحصل على نفس التقدم».

آلة تضاهي قوة العقل البشري

وقال هاسابيس إن التقنيات الحالية ستستمر في تحسين الذكاء الاصطناعي في بعض النواحي. لكنه قال إنه يعتقد أن هناك حاجة إلى أفكار جديدة تماماً للوصول إلى الهدف الذي تسعى إليه «غوغل» والعديد من الشركات الأخرى: آلة يمكنها أن تضاهي قوة الدماغ البشري.

أما إيليا سوتسكيفر، الذي كان له دور فعال في دفع الصناعة إلى التفكير الكبير، كباحث في كل من «غوغل» و«أوبن أيه آي»، قبل مغادرته إياها، لإنشاء شركة ناشئة جديدة، الربيع الماضي، طرح النقطة ذاتها خلال خطاب ألقاه هذا الشهر. قال: «لقد حققنا ذروة البيانات، ولن يكون هناك المزيد. علينا التعامل مع البيانات التي لدينا. لا يوجد سوى شبكة إنترنت واحدة».

بيانات مركبة اصطناعياً

يستكشف هاسابيس وآخرون نهجاً مختلفاً. إنهم يطورون طرقاً لنماذج اللغة الكبيرة للتعلُّم من تجربتهم وأخطائهم الخاصة. من خلال العمل على حل مشاكل رياضية مختلفة، على سبيل المثال، يمكن لنماذج اللغة أن تتعلم أي الطرق تؤدي إلى الإجابة الصحيحة، وأيها لا. في الأساس، تتدرب النماذج على البيانات التي تولِّدها بنفسها. يطلق الباحثون على هذا «البيانات الاصطناعية».

أصدرت «اوبن أيه آي» مؤخراً نظاماً جديداً يسمى «OpenAI o1» تم بناؤه بهذه الطريقة. لكن الطريقة تعمل فقط في مجالات مثل الرياضيات وبرمجة الحوسبة؛ حيث يوجد تمييز واضح بين الصواب والخطأ.

تباطؤ محتمل

على صعيد آخر، وخلال مكالمة مع المحللين، الشهر الماضي، سُئل هوانغ عن كيفية مساعدة شركته «نيفيديا» للعملاء في التغلب على تباطؤ محتمل، وما قد تكون العواقب على أعمالها. قال إن الأدلة أظهرت أنه لا يزال يتم تحقيق مكاسب، لكن الشركات كانت تختبر أيضاً عمليات وتقنيات جديدة على شرائح الذكاء الاصطناعي. وأضاف: «نتيجة لذلك، فإن الطلب على بنيتنا التحتية كبير حقاً». وعلى الرغم من ثقته في آفاق «نيفيديا»، فإن بعض أكبر عملاء الشركة يعترفون بأنهم يجب أن يستعدوا لاحتمال عدم تقدم الذكاء الاصطناعي بالسرعة المتوقَّعة.

وعن التباطؤ المحتمل قالت راشيل بيترسون، نائبة رئيس مراكز البيانات في شركة «ميتا»: «إنه سؤال رائع نظراً لكل الأموال التي يتم إنفاقها على هذا المشروع على نطاق واسع».

* خدمة «نيويورك تايمز»