سوداني فقد حياته في الصحراء وهو يبحث عن حياة أفضل

وضع الشاب علاء الدين نفسه تحت تصرف المهربين سعيا للانتقال إلى مكان أفضل من شرق السودان الذي يعاني من الفقر، لكنه لم يحقق هدفه ومات في الصحراء بعدما تخلوا عنه وآخرين على الحدود السودانية - الليبية.
وتتحدث السلطات السودانية من حين لآخر عن العثور على مهاجرين غير شرعيين تخلى عنهم المهربون في الصحراء، ومصرع بعضهم.
وكان الجيش السوداني قد أعلن في 1 مايو (أيار) الحالي أن عشرة من نحو 600 مهاجر معظمهم من الإثيوبيين والإريتريين ومنهم سودانيون تخلى عنهم مهربوهم في الصحراء بين السودان وليبيا، لقوا حتفهم.
وقال أحد أقارب علاء الدين في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية من مدينة كسلا شرق السودان إن الشاب السوداني البالغ من العمر 22 عاما فقد حياته مع عشرة آخرين بعد أن تخلى عنهم المهربون، موضحا أن سلطات الأمن السوداني أبلغت أسرة علاء الدين بأنه بين الضحايا بعدما عثرت على وثائقه.
وأضاف هذا القريب الذي طلب عدم كشف هويته أن علاء الدين، وهو ابن رجل يعمل في التجارة الحدودية بين السودان وإريتريا: «كان يبحث عن حياة أفضل، وبعض الذين كانوا معه أخبرونا أنه مات». لكنه رفض أن يذكر الاسم الكامل للشاب الذي قالت عنه الصحف السودانية إنه لقي حتفه مع عشرة مهاجرين آخرين. وقالت وزارة الخارجية السودانية إن بين الذين قضوا اثنان من إثيوبيا وواحد من إريتريا وثالث لم تحدد جنسيته.
وأكد قريب علاء الدين أن الشاب ذهب باختياره مع المهربين. وقال إنه «نقل من كسلا إلى منطقة الخرطوم قبل أن يذهب إلى دنقلا» المدينة الواقعة على ضفة نهر النيل وتبعد نحو 500 كلم شمال الخرطوم. وتبعد الحدود مع ليبيا عن دنقلا مسافة يوم بالسيارة.
وقال رجل على اطلاع على الوضع الاقتصادي لأسرة علاء الدين: «لا أفهم لماذا قام بهذا».
وتمتد الصحراء من شرق السودان عبر مصر إلى جزيرة سيناء، وهو الطريق الرئيس للمهاجرين غير الشرعيين من الأفارقة الباحثين عن حياة أفضل. ويقوم آلاف الإريتريين سنويا بهذه الرحلة متوجهين إلى إسرائيل بينما يحاول آخرون الذهاب إلى أوروبا.
وقال مصدر قريب من الملف إن «البعض يحاول الذهاب عبر ليبيا، وآخرون يحاولون عن طريق ليبيا عبور البحر الأبيض المتوسط».
وفي الإطار نفسه، عثرت السلطات السودانية على 305 مهاجرين غير شرعيين كانوا على متن ثلاث شاحنات وهم في طريقهم إلى ليبيا، بحسب ما ذكرت الصحف المحلية.
وقال مركز الإعلام السوداني المقرب من الأجهزة الأمنية: «كانوا في طريقهم إلى ليبيا على متن ثلاث شاحنات» في غرب منطقة دونغولا (500 كلم إلى شمال غربي الخرطوم). وكشف أن بين هؤلاء المهاجرين 45 سودانيا.
وأعلنت السلطات السودانية أنها أنقذت مهاجرين غير شرعيين بعد أن ترك المهربون الضحايا في الصحراء ومات منهم عشرة.
وأبلغت سلطات الأمن السوداني أسرة علاء الدين بأنه ضمن الضحايا بعد أن وجدت وثائقه، وفقا لإفادة أحد أقاربه.
وأنقذت القوات المشتركة السودانية - الليبية ثلاثمائة من المهاجرين غير الشرعيين، وبينما كانت تعود بهم عثرت على آخرين.
ووصلت ست شاحنات تحرسها قوات الأمن إلى مدينة دنقلا الآمنة بعد رحلة امتدت لمئات الكيلومترات عبر الصحراء.
ومن ضمن الذين جرى إنقاذهم نساء وأطفال وأغلبهم إثيوبيون وإريتريون، وهناك سودانيون كذلك.
وقال أحد صحافيي وكالة الصحافة الفرنسية إن المهاجرين ما زلوا لدى سلطات الهجرة السودانية يكملون بعض الإجراءات.
وأكدت منظمة الهجرة الدولية أنها تأمل في أن تقدم مساعدات لهذه المجموعة.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: «نقف على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدات، ويجب اعتبار هؤلاء المهاجرين لاجئين».
وتستقبل أسرة علاء الدين وفود المعزين والمواسين في فقد الشاب.