خلال الأسبوع الماضي، ركز الإعلام الأميركي على أخبار الرئيس دونالد ترمب، كعادته كل أسبوع، منذ أن صار ترمب رئيسا. ليس فقط بسبب مقابلاته وزياراته، ولكن، أيضا، بسبب تغريداته في موقع «تويتر». نافست هذه التغريدات الإعلام الأميركي منافسة قوية، بل ربما فازت عليه. لأن الأخبار، طبعا، مهمة ومباشرة. ولأن التعليقات فيها تسبق تعليقات الإعلام.
في الأسبوع الماضي، غرد ترمب أنه يملك «القدرة الكاملة» على إعفاء من يريد (من أي تحقيقات قانونية ومحاكمات)، لأنه رئيس الجمهورية الذي يملك هذه الميزة الدستورية. لم يقل ترمب من سيعفي. لكن، جاء الخبر (والرأي) بعد أخبار عن تورط مزيد من أفراد عائلته في فضيحة «روسيا غيت». وبعد أخبار بأن ترمب ربما سيعفي نفسه.
بداية بصحف أميركية صغيرة، قالت افتتاحية صحيفة «نابا فالي ريجستر» (ولاية كاليفورنيا): «حتى قبل أن يتحدث ترمب عن إعفاء مستشاريه وأفراد عائلته ونفسه، صار واضحا أن ترمب يعرقل العملية الدستورية الأميركية. وإذا، حقيقة، فعل ذلك، سيكون قد حطم هذه العملية الدستورية».
وقالت افتتاحية صحيفة «سان فرنسسكو كرونيكل» (ولاية كاليفورنيا أيضا): «قبل التحذير من العفو، يوجد التحذير بالتلاعب بمسؤوليات المحقق الخاص الذي اختارته وزارة العدل للتحقيق (في فضحية روسيا غيت). أي عرقلة لهذه المسؤوليات سيكون خطأ كبيرا».
وقالت افتتاحية صحيفة «نيويورك تايمز»: «إذا عفا ترمب عن أي شخص له صلة بدور الروس في الانتخابات الأخيرة، ناهيك عن إذا عفا نفسه، سيكون ارتكب جريمة كبرى».
غير أن أكثر الافتتاحيات التي تنتقد ترمب والتي أثارت الاهتمام في الأسبوع الماضي، كانت افتتاحيات صحف الملياردير الأميركي الأسترالي روبرت مردوخ.
حسب تلفزيون «سي إن إن» يوم السبت، يظل مردوخ صديقا قويا لترمب (في التجارة وفي السياسة)، وهما «يتصلان كثيرا مع بعضهما البعض تلفونيا». لكن، مؤخرا، بدأت صحف مردوخ تنتقد ترمب: قالت افتتاحية صحيفة «وول ستريت جورنال» (لرجال الأعمال) تحت عنوان «ترمب والحقيقة»: «إذا لم يعد الرئيس ترمب إلى عقله، ستدمره الماكينة السياسية في واشنطن العاصمة. وستدمر عائلته، وشركاته، وسمعته».
وقالت افتتاحية صحيفة «نيويورك بوست» (الشعبية) إن تصرفات دونالد ترمب الابن تدل على أنه «ملعون» و«غبي إجرامي».
وقال تلفزيون «سي إن إن»: «منذ أن كان ترمب صغيرا في نيويورك، كان يقرأ صحيفة (نيويورك بوست)، وحتى اليوم، ترسل إليه في البيت الأبيض كل صباح».
ما بين تطورات الأوضاع في القدس الشرقية والضفة الغربية والتهديدات الإرهابية التي تواجهها دول أوروبا، إلى جانب حصيلة ستة أشهر منذ انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، جاءت أبرز العناوين والاهتمامات بالنسبة للصحف الأوروبية. من باريس نستهل جولتنا بصحيفة «لوفيغارو» التي اهتمت بالتطورات الخطيرة في القدس الشرقية والضفة الغربية.كتبت الصحيفة في مقال من توقيع مارك هنري، مشيرة إلى أن السلطة الفلسطينية أعلنت مساء الجمعة 21 يوليو (تموز) تجميد الاتصالات مع إسرائيل حتى تتراجع هذه الأخيرة عن الإجراءات الجديدة التي اتخذتها في محيط المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.
وعن تأجج الأوضاع يقول الكاتب إن المدينة المقدسة يبدو أنها دخلت في دوامة عنف وأسوأ اللحظات منذ الانتفاضات السابقة، ويلفت الكاتب إلى أن الفلسطينيين يحتجون على الإجراءات الإسرائيلية التي فرضت الجمعة الماضي إثر هجوم قُتل خلاله شرطيان إسرائيليان وثلاثة مهاجمين من عرب إسرائيل. وأغلقت القوات الإسرائيلية أجزاء من القدس الشرقية السبت وبقي المسجد الأقصى مغلقاً حتى ظهر الأحد عندما فتح بابين من أبوابه أمام المصلين بعد تركيب أجهزة لكشف المعادن فيهما.
وننتقل إلى برلين وذكرت صحيفة بيلد الشعبية الألمانية أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يخطط لدور عسكري واسع وطويل الأمد لجيش بلاده أكثر مما هو معروف في الحرب الدائرة في سوريا، وقالت الصحيفة إن تحليلها لصور أقمار اصطناعية اشترتها من خدمة تيرسيرفر قد كشف عن وجود مطار عسكري أميركي سري يمتد على مساحة 1.9 كيلومتر مربع بالقرب من مدينة عين العرب (كوباني) شمالي سوريا.ونقلت «بيلد» عن متحدث باسم التحالف الدولي ضد «داعش» قوله: «إن هذه القاعدة أقيمت كمركز لوجيستي لدعم شركائنا»، موضحة أن المقصود هي قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري.
وأكد المتحدث باسم التحالف أن القاعدة الجوية العسكرية الأميركية معدة لهبوط وانطلاق طائرات النقل العسكرية الأميركية العملاقة من طراز «سي 130» و«سي 17». ورأت «بيلد» أن طبيعة هذا المطار وحجم الاستعدادات الجارية فيه «يكشف عن استعداد الولايات المتحدة للدفاع لفترة طويلة عن حلفائها الأكراد ضد الديكتاتور السوري بشار الأسد وتركيا».
وفي بلجيكا، تناولت صحف بروكسل، الإعلان عن توصل الشرطة الأوروبية إلى تحديد هوية العشرات من عناصر «داعش» الذين يخططون لتنفيذ هجمات إرهابية في أوروبا، وقالت صحيفة «ستاندرد»، نقلاً عن مصادر إعلامية أوروبية أن أجهزة الاستخبارات الأميركية في العراق وسوريا قد ساعدت بمعلومات في هذا الصدد.
واهتمت الصحف البلجيكية أيضاً بملف تهديد الاتحاد الأوروبي لبولندا بسبب إصلاحاتها القضائية وحصيلة دونالد ترمب بعد مرور ستة أشهر على تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة.
وسلطت «لوسوار» الضوء في مقال تحت عنوان «بولندا مهددة بسلسلة من المساطر» على الإنذار الذي وجهته المفوضية الأوروبية لبولندا تحثها فيه على تعليق الإصلاحات الجديدة لنظامها القضائي وملوحة بفرض عقوبات إذا لم توقف وارسو التهديدات الواضحة لدولة القانون.
وفي موضوع آخر، وصفت الجريدة حصيلة دونالد ترمب بعد ستة أشهر على تنصيبه على رأس البيت الأبيض بـ«الكارثية». وكتبت في هذا الصدد أن المجتمع الأميركي يبقى منقسما أكثر من أي وقت مضى بين مؤيدي ومعارضي ترمب. بدورها، أشارت «لاديرنيير أور» إلى أن حصيلة دونالد ترمب سلبية، مضيفة أنه خلال ستة أشهر لم يرَ معارضوه سوى مخاوفهم تتحقق على أرض الواقع.
تغريدات الرئيس الأميركي تنافس الإعلام
الصحف الأوروبية: تطورات الوضع في القدس وحصيلة 6 أشهر من رئاسة ترمب
تغريدات الرئيس الأميركي تنافس الإعلام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة