ماياكوفسكي... الناطق الشعري باسم ثورة أكتوبر الروسية

كتاب بريطاني عنه ورواية تستلهم حياته

فلاديمير ما ياكوفسكي
فلاديمير ما ياكوفسكي
TT
20

ماياكوفسكي... الناطق الشعري باسم ثورة أكتوبر الروسية

فلاديمير ما ياكوفسكي
فلاديمير ما ياكوفسكي

شهور قليلة تفصلنا عن شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2107، وهو يوافق الذكرى المئوية لثورة أكتوبر 1917 الاشتراكية في روسيا. ثورة كانت بخيرها وشرها من نقاط التحول الكبرى في التاريخ الحديث، شأنها في ذلك شأن الثورة الأميركية على الإمبراطورية البريطانية (1765 - 1788) والثورة الفرنسية الكبرى ربيع 1789.
وإذا ذكرنا ثورة روسيا فينبغي أن نذكر الشاعر الروسي فلاديمير ماياكوفسكي (1893 - 1930) الذي كان الناطق باسم هذه الثورة، والذي سعى إلى تخليد منجزاتها في قصائده وكتاباته النثرية الدعائية والسياسية والإعلانية. لا عجب أن نجد له اليوم حتى بعد سقوط الاتحاد السوفياتي تمثالا في مدينة موسكو على مقربة من تمثال لبوشكين شاعر روسيا القومي، وأن نجد ميدانا باسمه في قلب العاصمة الروسية كانت الجماهير تحتشد فيه في الفترة ما بين 1958 - 1961 لسماع قراءات شعرية.
وبمناسبة هذه الذكرى المئوية أصدرت دار كاركانت البريطانية للنشر كتاب مختارات شعرية عنوانه «فلاديمير ماياكوفسكي وقصائد أخرى» ترجمها من الروسية إلى الإنجليزية وقدم لها جيمز وماك في 256 صفحة، ويضم عددا من قصائد الشاعر الروسي الذي وصفه صديقه بوريس باسترناك بأنه كان أشبه بـ«بركان إتنا بين تلال سفوح» رمزا لشموخه على معاصريه من الشعراء.
كان ماياكوفسكي الذي بدأ حياته متأثرا بالحركة المستقبلية في الشعر متمردا على المواضعات شديد الإحساس بذاته. كتب في شبابه مأساة منظومة عنوانها «فلاديمير ماياكوفسكي» (ومن هنا كان عنوان الكتاب) وفيها يقول: «لكني أحيانا أميل - إلى اسمي قبل كل شيء- فلاديمير ماياكوفسكي» في دلالة واضحة على نرجسيته (يفعل أدونيس وإدوار الخراط شيئا من قبيل ذلك حين يورد الأول في ديوانه «كتاب التحولات والهجرة في أقاليم الليل والنهار» اسمه: «علي أحمد سعيد أسبر». ويورد الثاني في مجموعته القصصية «ساعات الكبرياء» صوتا ينادي: إدوار.. إدوار.».) ويقدم الشاعر نفسه في صورة عملاق جهوري الصوت يقف في مواجهة العالم. وفي سيناريو سينمائي كتبه نجد شخصين يحملان اسم ماياكوفسكي ثم يندمجان في شخص واحد هو الشاعر الذي يظل مركز العمل ويلقي شعره بين حماسة الجماهير التي «ترتمي عند أقدام ماياكوفسكي».
كان ماياكوفسكي – كما يلاحظ الناقد بيترفرانس - شاعرا مؤديا يحب قراءة شعره على الأسماع لا على الصفحة الخرساء. وقد وصف نفسه بأنه «يواصل موروث شعراء التروبادور» وهم المنشدون الموسيقيون في بلاط جنوب فرنسا ما بين القرن الثاني عشر والرابع عشر. وأهم قصائده هي قصيدته المسماة «سحابة في بنطلون» (1915) (لها ترجمة عربية بقلم الشاعر المصري رفعت سلام)، حيث يبشر بإرهاصات الثورة الروسية في إيقاعات لها هزيم الرعد وقواف متفجرة غير متوقعة. وإلى جانب قصائده الحماسية كان من شعراء الحب والحس، كما كتب قصائد عن حرفة الشعر: طبيعته وجدواه وقيمته والثمن الذي يستأديه. وله رسالة شعرية منظومة موجهة إلى مكسيم جوركي، ومرثية مؤثرة للشاعر الروسي سرجي يسنين الذي مات منتحرا (كما سينتحر ماياكوفسكي ذاته فيما بعد بطلقة مسدس) وقصيدة عنوانها «يوبيل» يخاطب فيها سلفه العظيم بوشكين. لقد كان ماياكوفسكي في مرحلته المستقبلية الأولى يرفض التراث ويدعو إلى إلقائه من «سفينة الحداثة»، لكنه في هذه القصيدة إلى بوشكين (1925) يعود إلى الإقرار بقيمة التراث الذي يمثله صاحب «يوجين أو نيجين» و«ابنة القبطان» و«الفارس البرونزي» و«الفجر» و«ملكة البسطوني» وغيرها من الروائع، قائلا: «هلم. دعنا الآن نعيدك إلى قاعدة تمثالك».
والواقع أن هذه القصائد لا يمكن تذوقها على النحو الأمثل إلا إذا عرفنا شيئا عن آراء ماياكوفسكي في فن الشعر ووظيفته. وأهم وثيقة توضح ذلك هي مقالته المسماة «كيف تصنع الأشعار؟» (1926) وفيها يقول: «سأكون صريحا معكم. إني لا أعرف شيئا عن تفعيلات الشعر. لم أتمكن قط من التمييز بينها ولن أتمكن من ذلك قط». ثم يمضي قائلا:
«كتابة الشعر أشبه بلعبة الشطرنج. إنها تعتمد على مجموعة من القواعد ثم تطلق مجالا للبراعة والخيال. فالحركات الأولى في كتابة القصيدة – كالحركات الأولى لقطع الشطرنج عند بدء المباراة – تكاد تكون متطابقة. لكنك بعد ذلك تبدأ في التفكير في طريقة مبتكرة لهزيمة منافسك. يجب أن تكون طريقة بعيدة عن التوقع حتى تفاجئ المنافس.
الشعر مادته الكلمات فاملأ وطابك على نحو مستمر بأكبر عدد ممكن منها. املأ جمجمتك بكل أنواع الكلمات: ضرورية، معبرة، نادرة، مبتكرة، مصنوعة، منحوتة.
على الشاعر اكتساب المهارات اللازمة لتقنية الشعر: القوافي، البحور، الجناس الاستهلالي للكلمات في السطر الواحد، الهبوط بالمستوى أو الارتفاع به، الشجن، طريقة ختام القصيدة.
الإيقاع هو أساس أي عمل شعري. أما من أين يجيء هذا الإيقاع فلغز يستعصي على الحل. إنه يأتي من خليط الأصوات والضوضاء والانسجام والنشاز الذي تموج به حياتنا: من صوت أمواج البحر في تكرارها الأبدي، من صفق الباب لدى الخروج من البيت إلى العمل في كل صباح، بل من دوران الكرة الأرضية وتعاقب الليل والنهار. الإيقاع هو الطاقة المحركة للشعر.
عليك أن تبلغ بالقصيدة أعلى درجة ممكنة من القدرة التعبيرية. وسبيلك إلى بلوغ ذلك هو الصورة الفنية. والصورة تتوسل بالتشبيه والاستعارة».
ويتزامن صدور هذه المختارات الشعرية مع صدور رواية من تأليف روبرت ليتل عن حياة ماياكوفسكي عنوانها «فلاديمير». (الناشر دكورث أوفرلوك) في 272 صفحة.
والرواية – كما يقول جامي ران في «ملحق التايمز الأدبي» (17 فبراير/شباط 2017) – مروية من وجهة نظر أربع من عشيقات الشاعر وحبيباته، وذلك في غرفة فندق بموسكو عام 1953. هكذا تسعى الرواية إلى أن تجعلنا نرى الشاعر من منظورات مختلفة بما يكشف عن الجوانب المتصارعة في شخصيته ومسيرته الشعرية وحياته، ولكنها للأسف تخفق في بلوغ هذا الهدف فهي أقرب إلى الطابع المسرحي المصطنع، وظلت سكونية لا حراك حقيقيا فيها.
ويدرج روبرت ليتل في روايته مقتطفات من قصائد ماياكوفسكي وشخصيات من عقود زمنية لاحقة وذلك في خلط مقصود بين الأزمنة. لكن ذلك لا يعدو أن يربك القارئ ويؤدي إلى اختلاط الأمور عليه. والحوار بين المتكلمين غير مقنع. وثمة بعض لقطات شائقة من حياة الشاعر ولكنه يظل غائبا عن الرواية أو الأحرى أنه يبدو في صورة دون جوان محطم لقلوب النساء، يسرف في شرب الخمر، ويلتقط قصائده من الهواء في الفترة الفاصلة بين صراعاته ومغامراته الغرامية. إن الرجل هنا يظل مختفيا وراء الأسطورة المنسوجة حول اسمه.
ما الذي يبقى من ماياكوفسكي اليوم وقد زال وزالت أغلب القضايا السياسية التي كان يكتب عنها؟ يبقى منه تجريبه الشعري الجريء وصوره اللافتة وتأثيره في ثلاثة شعراء كبار جاءوا بعده هم باسترناك ويفتشنكو وفوزنسنسكي، وكلها منجزات تكفل له مكانا باقيا في ديوان الشعر الروسي بل الأوروبي بل العالمي.



10 إصدارات لـ«بيت الزبير» في الفكر والفلسفة وأدب الرحلات

يشهد جناح «بيت الزبير» في «معرض مسقط الدولي للكتاب» جلسات للحوار وندوات ثقافية وأمسيات فنية (الشرق الأوسط)
يشهد جناح «بيت الزبير» في «معرض مسقط الدولي للكتاب» جلسات للحوار وندوات ثقافية وأمسيات فنية (الشرق الأوسط)
TT
20

10 إصدارات لـ«بيت الزبير» في الفكر والفلسفة وأدب الرحلات

يشهد جناح «بيت الزبير» في «معرض مسقط الدولي للكتاب» جلسات للحوار وندوات ثقافية وأمسيات فنية (الشرق الأوسط)
يشهد جناح «بيت الزبير» في «معرض مسقط الدولي للكتاب» جلسات للحوار وندوات ثقافية وأمسيات فنية (الشرق الأوسط)

بالإضافة إلى شراكته في تنظيم الفعاليات الثقافية لـ«معرض مسقط الدولي للكتاب»، يمثل جناح «بيت الزبير»؛ المؤسسة التي تُعنى بالثقافة والفنون والتاريخ والنشر، ملتقى لإقامة جلسات حوار ثقافي، وأمسيات فنية وموسيقية، وندوات أدبية وفكرية.

وخلال مشاركته في المعرض، قدّم «بيت الزبير» عدداً كبيراً من إصداراته، بينها 10 مؤلفات جديدة، تحلّق في فضاءات الفكرِ والمعرفة، وتتيحُ إطلالةً واسعةً على مفاصل مهمّة من الواقع الثقافي؛ العالمي والعربي من جانبٍ، والعُماني من جانبٍ آخر.

قدّم «بيت الزبير» 10 مؤلفات جديدة خلال مشاركته في «معرض مسقط الدولي للكتاب»
قدّم «بيت الزبير» 10 مؤلفات جديدة خلال مشاركته في «معرض مسقط الدولي للكتاب»

وبمناسبة صدور هذه الكتب، قالت الدكتورة منى حبراس، المديرة العامة لـ«مؤسسة بيت الزبير»: «تصدر هذه الكتب العشرة عن (مؤسسة بيت الزبير) لتضيف لبناتٍ أخرى في رصيد الإنتاج المعرفي الذي سعت (المؤسسة) إلى مراكمته منذ سنوات، حتى بلغت تلك الإصدارات مجتمعةً نحو 40 كتاباً في حقول ثقافية متنوعة؛ بين أدب، وفكر، وترجمة، وأدب رحلات، ودراسات ثقافية، وأدب طفل، ومنجز فلسفي، ونقد فني».

وأضافت: «تسدّ هذه الإصدارات فجوة مهمة في المكتبتين العُمانية والعربية؛ نظراً إلى شح الإصدارات غالباً في المجالات المعرفية التي اشتغلت عليها، وقد شارك فيها باحثون وكتّاب أسهموا بفكرهم وجهدهم فرادى ومجموعات في صنع هذا الأثر».

إصدارات «مؤسسة بيت الزبير» لعام 2025 جاءت حديثاً ضمن مشروع التعاون المشترك مع دار «الآن... ناشرون وموزعون» الأردنيّة.

كتابُ «النقد الثقافي»

يبحث كتابُ «النقد الثقافي» في مسائل النقد الثقافيّ وإشكالياته النظريّة والتجريبيّة، عبر دراسات علميّة لنخبة من الباحثين والمفكرين والنقاد العرب، انطلاقاً من أن مجال النقد الثقافيّ ما زال مجالاً حييّاً في الثقافة العربيّة، ويحتاج إلى مزيد من ضبط المفاهيم والرؤى والأدوات، وأنه ما زال يحتاج إلى اختبارات وتطبيقات ليتسنّى له أن يحتلّ منزلة من النقد الأدبيّ، وأن تتوضّح رؤيته ذات المرجعيّات المتعدّدة، لعلّ الفلسفة وعلوم الإنسان هي رأسها.

يتأمّل الدكتور عبد اللّه الغَذّامي (السعودية) في ورقته بهذا الكتاب مشهدَ النقد الثقافي والنقد الأدبيّ والدراسات الثقافيّة، ويقدّم الدكتور إدريس الخضراوي (المغرب) عرضاً نظريّاً لدراسات ما بعد الكولونيالية، واقفاً على الأفق النظري لهذه الدراسات وأثرها في إعادة تشكيل مفهوم الأدب. وفي إطارٍ من التنوّع والثراء، يقدّم الدكتور خالد البلوشي (سلطنة عُمان) ورقة بحثيّة بعنوان: «النقد الثقافي في عُمان: القصّة القصيرة أنموذجاً». أمّا القاصّ الدكتور محمود الرحبي (سلطنة عُمان)، فيشارك بدراسة بعنوان: «الذاكرة النسوية موضوعاً للنقد الثقافي» عبر قراءة في كتاب «نساء في غرفة فرجينا وولف» للكاتبة الكويتية سعاد العنزي.

«هل نحتاج إلى الفلسفة في حياتنا؟»

يثيرُ كتاب «هل نحتاج إلى الفلسفة في حياتنا؟»، الذي حرَّره الدكتور محمد زرّوق، الأسئلةَ القديمةَ بشأن الإنسانِ والوجودِ، في ظلّ التحوّلات العلميّة والجيوسياسيّة والاقتصاديّة، التي تعصفُ بالعالم من حولنا. أما الإجابات، فقد قدمها عددٌ من الفلاسفة والمفكرين والباحثين العرب. في هذا الكتاب، عاين الدكتور عبد السلام بنعبد العالي (المغرب) صلة الترجمة بالفلسفة، وقُدرة النصّ المُترجَم على التموضع في مقامات تختلف عن مقامه الأصل، وتحدث الدكتور الزواوي بغورة (الجزائر) عن ضرورة الفلسفة في عصرنا، ورجع محمد شوقي الزين (الجزائر) إلى «أصل التفلسف»، مُظهراً الترابط بين تجربة روحيّة ميتافيزيقيّة؛ هي «التصوّف»، وتجربة منطقيّة عقليّة؛ هي «فعل التفلسف».

وطرح مشير باسيل عون (لبنان) عدداً من الأسئلة والإشكالات المعرفيّة، منها: «إشكاليّات التعدّديّة الثلاث»، في أصولها الفلسفيّة؛ التأويليّة والإبستمولوجيّة والأنثروبولوجيّة. وبحث محمد المصباحي (المغرب) في «ضرورة المكان المحايد لتجاوز انسداد الأفق». وتوجّه رضوان السيّد (لبنان) إلى دراسة منزلة العقل في التصوّرين الفلسفيّ والأصوليّ. وعاين محمد العجمي (سلطنة عمان) العلاقة بين فلسفة ما بعد الإنسانيّة واللامركزيّة الأوروبيّة.

وبحث عبد الله ولد أباه (موريتانيا) عن الحلول التي تجعل الفلسفة العربيّة الراهنة تستوعب مكاسب الكونيّة عبر النظر في العقل الفلسفي المعاصر.

كما عرف علي الرواحي (سلطنة عُمان) بأعمال هابرماس، راصداً الفارق الزمنيّ بين صدور الكتاب الأصلي وبين تلقّيه العربي عبر الترجمة، مع إلقاء الضوء على أعمال أخرى للكاتب لم تُتَرجم إلى اللّغة العربيّة.

وتضمن الكتاب بحثين يتناولان فكر صادق جواد عبر بيان القضايا التي همّته وشغلته وتفكيك رأيه فيها، أولهما بحث لمحمد بن رضا اللّواتي (سلطنة عمان) بعنوان: «صلة الإنسان بالثقافة والدين»، وثانيهما لبدر العبري (سلطنة عمان) وقدم فيه قراءة وصفيّة في فكر صادق جواد.

«مراوغات مارادونا»
«مراوغات مارادونا»

«مراوغات مارادونا»

ويمثّلُ كتابُ «مراوغات غير متوقَّعة... عن مارادونا والأدب وكرة القدم» محاولةً جادّةً لردم الهوّة المصطنَعة بين الثقافة والرياضة، وبناء الجسور بين الأدب وكرة القدم.

تضمّن هذا الكتابُ مشاركاتٍ لعدد من الباحثين والدّارسين، قدّموا أوراقاً علميّة، جمعها وحررها سليمان المعمري، وتحدث كل من حسن مدن (البحرين)، وسيد محمود ومحمد الفولي (مصر)، وسليمان المعمري ومنى حبراس (سلطنة عمان)، باستفاضة عن علاقة هذه اللعبة بالأدب؛ العالمي منه، والعربي، والعُماني. كما تضمّن الكتاب ورقة للروائي والكاتب السوداني أمير تاج السر، بعنوان: «الحياة الثقافية في وسط الكرة».

ينطلق الكتاب من أن مارادونا لم يكن مجرّدَ لاعبِ كرة، إنما هو أيضاً مزيج نادر من الموهبة العبقريّة، و«الكاريزما»، والحسّ الإنساني الذي جعله محبوباً لكثير من الناس باختلاف مشاربهم وثقافاتهم. ولأنه كان رمزاً من رموز لعبة كرة القدم، وأحد الذين جعلوا الملايين يعشقون هذه «الساحرة المستديرة»، فقد ارتأت «مؤسسة بيت الزبير» أن توظّف مناسبة ذكرى رحيله لتوجيه الانتباه إلى الجانب الثقافي في اللّعبة الشعبية الأولى بالعالم، عبر كتاب جديد بعنوان: «مراوغات غير متوقَّعة... عن مارادونا والأدب وكرة القدم».

ويمثّل الكتاب محاولةً لردم الهوّة المصطنَعة بين الثقافة والرياضة، وبناء الجسور بين الأدب وكرة القدم. وفي ورقته: «كرة القدم والأدب العربي»، ورغم أن كرة القدم أضحت اليوم صناعة ضخمة، ونالت شعبية جارفة لا تنافسها فيها أي رياضة أخرى، فإننا لن نعدم من يتساءل عنها مُحِقّاً: أهي لعبة سلام ومحبة أم لعبة كراهية وحروب؟ وهذا هو موضوع ورقة تأملية تضمنها هذا الكتاب قدمها الكاتب العُماني سليمان المعمري، الذي يرى أن الجدل والتمزق بين صورتَي السلم والحرب المرتبطتين بهذه اللعبة سيبقيان طويلاً ما بقيتْ اللعبة، وما بقي عشاقها وكارهوها.

بينما تطرق الروائي والكاتب السوداني المقيم في الدوحة أمير تاج السر، عبر ورقته: «الحياة الثقافية في وسط الكرة» إلى علاقة الثقافة عموماً بالحدث المقبل (المونديال) وفق ذلك التوقيت، وما يمكن أن يحدث في وجود ثقافات مختلفة داخل بوتقة المونديال.

«مهمة المترجم»
«مهمة المترجم»

«مهمّةُ المترجم»

ويوفّر كتابُ «مهمّةُ المترجم» ترجمةً ثلاثيةً متعدّدةَ الوجوه لمقالةٍ نظريّةٍ وفلسفيّةٍ دقيقةٍ، كتبها الفيلسوف والناقد والمترجم الألماني «فالتير بنيامين» (1892 - 1940)، سنة 1921، وهي مقالة تضطلعُ بمكانة متميزة في الثقافة العالمية الحديثة؛ إذ تُرجمت مراتٍ كثيرة إلى لغاتٍ عدّة؛ لأنها نصّ نظريّ وفلسفيّ دقيق بشأن الترجمة، خصوصاً مهمّة المترجم. وقد ترجمها عن الألمانية والإنجليزية والفرنسية الأستاذ الدكتور أحمد بوحسن (المغرب)، وراجعها الدكتور رضوان ضاوي (المغرب). وبيّن بوحسن جانباً من أهميّة الكتابِ بالإشارة إلى أنّه قدّم فيه «ترجمة ثلاثية متعدّدة الوجوه لنصّ فلسفي شديد الصعوبة»، مؤكداً أن إعادة ترجمة هذا النص وتدقيقه وتحقيقه ومراجعته تتيح فهماً مضمونيّاً أقرب إلى المعنى الأصلي.

«التوغل داخل المغرب المظلم»
«التوغل داخل المغرب المظلم»

«التّوغلُ داخل المغرب المظلم»

ويتيحُ كتابُ «التّوغلُ داخل المغرب المظلم... يوميات رحلة فنان سويسري 1858م» تتبّعاً لرحلة الرسّام السويسري فرنك بوكسر، التي اتجه فيها إلى فاس انطلاقاً من طنجة، مصوِّراً ملامحَ من المشهد الثقافيّ والإثنوغرافيّ للمغرب، وموثِّقاً تجاربه وتفاعلاته مع الثّقافة المغربيّة. وتكمنُ أهمية ترجمة هذا الكتاب، التي أنجزها عن اللغة الألمانية الدكتور رضوان ضاوي (المغرب)، في أنه يقدّم لدارسي الأدب المقارن والدّراسات الثقافيّة والإثنوغرافيّة وأدب الرحلات، نصّاً إثنوغرافياً سويسرياً مكتوباً باللغة الألمانية في أصله، في ظل اكتفاء القارئ العربي بقراءة النصوص السويسرية المكتوبة باللغة الفرنسية أو المترجمة عنها فحسب.

«الفن والتأويل»
«الفن والتأويل»

«الفن والتأويل»

ويتأمّلُ كتابُ «الفن والتأويل... دراسات نقدية في الفن التشكيلي العُماني» الذي حررته وراجعته الدكتور فخرية اليحيائية (سلطنة عمان)، المُنجَز الفني العُماني، الحديث والمعاصر، وفق مناهج ومداخل تهدف إلى فحص ظواهرِه في تناميها التاريخي، وفي علاقتها بالجاري على ساحة الفن العالمي. ويشكّل الكتاب إضافة جديدة في قائمة الدراسات النقدية الفنية.

ويضمّ الكتابُ 3 دراسات لباحثين معتبَرين في تاريخ الفن والنقد الفني؛ الأولى بعنوان: «النحت العُماني والمغربي... مقاربة جمالية في المشابهة والاختلاف» للناقد الفني إبرهيم الحيسن (المغرب)، والثانية بعنوان: «الفن العُماني... تأويلات التلاقي والتقاطُع في سياق الفن العالمي» للفنان والناقد الفني الدكتور ياسر منجي (مصر)، والثالثة بعنوان: «الفن والتأويل» للفنان والناقد السوري طلال معلّا.

غلاف «مناديل لأجنحة الفراشة»
غلاف «مناديل لأجنحة الفراشة»

«مناديل لأجنحة الفراشة»

كذلك يسبرُ كتاب «مناديل لأجنحةِ الفراشةِ» الذي راجعتِ الدراساتِ المتضمّنةَ فيه وحررتْها الدكتور فخرية اليحيائية (سلطنة عمان)، أغوار الفن التشكيلي العُماني، واضعاً هذا الفنّ في المكانة التي تليق به ضمن خريطة الفن العربي، ومتحركاً به عبر مناطقَ تلقٍّ جديدةٍ، عبر إعادة قراءته بعيون عربية من جهة، ومن خلال مقارنة التجربة الفنية العُمانية بمثيلتَيها العربية والعالمية، من جهةٍ أخرى.

ويستنطق الكتابُ اللوحةَ واللّونَ، وقد جاء حصاداً لندوة حملت عنوان: «النبش في مخيلة اللون»، أقامها «بيت الزبير» لتقديم قراءات نقدية لما اختزلته مخيّلة الفنان العُماني وما حاول التعبيرَ عنه بفرشاته وأدواته، وضمن المسعى نحو أن يحقّق الفن التشكيلي العُماني معانيه المتعددة التي يستحقّها بطبيعة الحال، ومن أجل سدّ ثغرة الشُّحّ في الكتابات النقدية المختصة في التجربة الفنية العُمانية التي قطعت أشواطاً كبيرة وأثّرت في المشهد الفني العربي عموماً.

«شعرية اللغة في القصة العمانية القصيرة»
«شعرية اللغة في القصة العمانية القصيرة»

«شعريّة اللغة في القصّة العُمانيّة القصيرة»

ويتوقّف كتاب «شعريّة اللّغة في القصّة العُمانيّة القصيرة»، للباحثة العُمانيّة خالصة بنت خليفة السعدي، عند محاولات الجيل الجديد من كتّاب القصّة العُمانية القصيرة تطوير لغة كتابتهم، التي اتّخذت صورة شعرية في بعض المجموعات. الكتاب نفسه تكمن أهميّته في أنه أول دراسة تتناول موضوع شعرية اللغة في القصة القصيرة العُمانية بشيء من التفصيل، وقد غطّت فيها الباحثةُ الموضوعات التالية: الشعرية وحضورها في القصة العُمانية القصيرة، ولغة العتبات، ولغة الأسلوب، ولغة الصورة الشعرية.

وتوضح المؤلّفة أن هذا الكتاب جاء بعد قراءة مستفيضة للنتاجات القصصية العُمانية، على مجموعات الكاتبين سليمان المعمري وعبد العزيز الفارسي، وأن سبب ذلك هو تطور الظاهرة لدى الاثنين.

«أراجيح تتأمّل صورتها في النبع»

ويضمّ كتاب «أراجيح تتأمّل صورتها في النبع» مجموعةً من الدّراسات المتعلّقة بالنتاجِ الثقافيّ الموجَّه إلى الطفل، وتتناول الفضاء السردي في القصة المُوجَّهة للطفل، والقصص الموجَّهة إلى الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وصناعة شخصيات قصص الأطفال في زمن الألفية، والمبادرات الثقافية الموجَّهة للطفل، ومسرح الطفل العماني بين بواكير النهضة وتأكيد الحضور.

وضمّت قائمة المشاركين: خلود البوسعيدي (سلطنة عُمان)، ونورة الهاشمية (سلطنة عُمان)، والدكتور محمود كحيلة (مصر)، ومحمد شمشاد عالم القاسمي (سلطنة عُمان)، ويونس بن علي بن سالم المعمري (سلطنة عُمان)، وليلى عبد الله (سلطنة عُمان)، ومحمد الغزي (تونس)، وشيخة الفجرية (سلطنة عُمان).