كوريا الشمالية تسجل أعلى وتيرة نمو منذ مطلع الألفية

كوريا الشمالية تسجل أعلى وتيرة نمو منذ مطلع الألفية
TT

كوريا الشمالية تسجل أعلى وتيرة نمو منذ مطلع الألفية

كوريا الشمالية تسجل أعلى وتيرة نمو منذ مطلع الألفية

رغم العقوبات الدولية حول برنامج الأسلحة الكوري الشمالي، فإن اقتصاد هذا البلد سجل أسرع وتيرة نمو له في غضون 17 عاماً بفضل زيادة كبيرة في الصادرات وفي إنتاج المناجم وغيرها من الصناعات، بحسب ما أعلن المصرف المركزي في العاصمة الكورية الجنوبية سيول، أمس (الجمعة).
وقال بنك كوريا (الجنوبية) إن إجمالي الناتج الداخلي في الشمال ازداد بنسبة 3.9 في المائة العام الماضي، وهي الوتيرة الأسرع منذ بداية الألفية، وتحديداً منذ أن بلغت 6.1 في المائة عام 1999. ولا يكشف النظام الانعزالي عن بيانات اقتصاده، لكن بنك كوريا ينشر تقديراته السنوية بالاستناد إلى بيانات يتم جمعها من منظمات حكومية وخاصة.
وتخضع بيونغ يانغ لعدة رزم من العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة حول برنامجها النووي والصاروخي. وهي تعتمد إلى حد كبير على الصين المجاورة لاستيراد المحروقات وتصدير المعادن، ومن المعتقد أن 80 في المائة من أنشطة التجارة الخارجية التي تقوم بها كوريا الشمالية تجري مع الصين.
وكشفت تقديرات البنك المركزي الكوري الجنوبي أن كوريا الشمالية حققت نمواً في أنشطة الزراعة والصيد والتعدين والصناعة، فضلاً عن الكهرباء والغاز الطبيعي وإمدادات المياه. ونما حجم التجارة في كوريا الشمالية بنسبة 4.7 في المائة، ليصل إلى 6.55 مليار دولار، حيث زادت صادرات المنتجات الحيوانية والمعادن بصفة خاصة.
وزاد الإنتاج في قطاع المناجم، الذي يشكل نحو 12.6 في المائة من إجمالي اقتصاد البلاد، بنسبة 8.4 في المائة. كما زاد إنتاج الصناعات الكيميائية والثقيلة، التي تعتبر مساهماً كبيراً في الاقتصاد بنسبة 6.7 في المائة.
وكانت الصين أوقفت في شهر فبراير (شباط) الماضي الواردات من كوريا الشمالية، بعد ضغوط متزايدة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لكنها تواصل تجارتها التي تشمل الحديد والحديد الخام. وتتردد الصين إزاء أي تغيير للوضع القائم في كوريا الشمالية، إذ تخشى تدفقاً للاجئين وانتشاراً محتملاً لقوات أميركية على حدودها الشمالية بعد توحيد الكوريتين.
ورغم العقوبات، تحسن اقتصاد الشمال بفضل انتشار الأسواق الخاصة المدعومة من الدولة، حيث يتم بيع منتجات متفاوتة، من الأطعمة إلى الأجهزة الإلكترونية المستوردة من الصين.
ومع أن نظام كوريا الشمالية ينفي أي مشاريع للإصلاح، ويقول إنه يعتمد نظاماً اشتراكياً، فإنه بدأ يفتح أبوابه تدريجياً أمام مؤسسات خاصة في ظل حكومة كيم جونغ أون، بحسب خبراء.
إلا أن كيم عزز في الوقت نفسه البرنامج النووي، وخصص نفقات كبيرة لتطوير صواريخ يمكن أن تبلغ أهدافاً في الولايات المتحدة. ويقدر المحللون أن القطاع الخاص يمكن أن يكون وراء ما بين ربع إلى نصف إجمالي الناتج الداخلي في كوريا الشمالية.



«وول ستريت» تتراجع مع انخفاض أسهم التكنولوجيا وسط بيانات اقتصادية متفائلة

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ب)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ب)
TT

«وول ستريت» تتراجع مع انخفاض أسهم التكنولوجيا وسط بيانات اقتصادية متفائلة

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ب)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ب)

تراجعت مؤشرات «وول ستريت» الرئيسة، الثلاثاء، متأثرة بانخفاض أسهم التكنولوجيا، وذلك بعد صدور مجموعة من البيانات الاقتصادية المتفائلة التي أثارت حالة من عدم اليقين بين المستثمرين بشأن وتيرة تخفيف السياسة النقدية التي قد يتبعها بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام.

وأظهر تقرير وزارة العمل أن فرص العمل في الولايات المتحدة بلغت 8.1 مليون في نوفمبر (تشرين الثاني)، مقارنة بتوقعات الخبراء الاقتصاديين الذين استطلعت «رويترز» آراءهم والتي كانت تشير إلى 7.7 مليون.

من جهة أخرى، أظهر مسح لمعهد إدارة التوريدات أن نشاط الخدمات في ديسمبر (كانون الأول) سجل 54.1، متفوقاً على التوقعات التي كانت تشير إلى 53.3، ومرتفعاً عن رقم الشهر السابق.

وأدت هذه البيانات التي أظهرت استمرار مرونة الاقتصاد إلى زيادة التوقعات بشأن موعد بدء بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة هذا العام، حيث يتوقع المتداولون أن يتم ذلك في يونيو (حزيران)، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

وانخفض مؤشر «داو جونز» الصناعي 69.82 نقطة أو 0.17 في المائة ليصل إلى 42636.74 نقطة، في حين خسر مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» حوالي 24.88 نقطة أو 0.42 في المائة ليصل إلى 5950.50 نقطة، كما انخفض مؤشر «ناسداك» المركب 154.71 نقطة أو 0.80 في المائة ليصل إلى 19710.27 نقطة.

وارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.677 في المائة، وهو أعلى مستوى له منذ مايو (أيار) 2024، مما ضغط على الأسهم. كما تراجع القطاعان المالي والعقاري، الحساسان لأسعار الفائدة، بينما انخفضت أسهم التكنولوجيا بنسبة 0.8 في المائة، حيث تراجعت أسهم شركة «إنفيديا» الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي بنسبة 2.6 في المائة.

وتركز السوق هذا الأسبوع على بيانات الرواتب غير الزراعية، إلى جانب محاضر اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر، المتوقع إصدارها في وقت لاحق من الأسبوع. وقال روبرت بافليك، مدير المحفظة الأول في «داكوتا ويلث»، إنه يتوقع أن يظل بنك الاحتياطي الفيدرالي متمسكاً بسياساته الراهنة، ويبدأ في خفض أسعار الفائدة عندما تبدأ قوائم الرواتب في التباطؤ قليلاً، وهو ما سيسهم في تخفيف بعض ضغوط التضخم.

وقال المحللون إن تعهدات حملة ترمب، مثل التخفيضات الضريبية والتعريفات الجمركية والتنظيم المتساهل، إذا تم تنفيذها، يمكن أن تنشط الاقتصاد، لكنها قد تزيد من التضخم وتبطئ من وتيرة خفض أسعار الفائدة. كما أن سياسات التعريفات الجمركية، إذا تم تنفيذها، قد تشعل حرباً تجارية مع أبرز شركاء الولايات المتحدة التجاريين.

من جهة أخرى، تصدرت أسهم قطاع الرعاية الصحية المكاسب بين قطاعات «ستاندرد آند بورز 500»، بارتفاع بنسبة 1 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسهم شركات تصنيع اللقاحات، مثل «موديرنا»، و«نوفافاكس»، و«فايزر»، في ظل المخاوف الزائدة من إنفلونزا الطيور.

وانخفضت أسهم «تسلا» بنسبة 2.9 في المائة بعد أن خفض «بنك أوف أميركا غلوبال ريسيرش» تصنيف السهم إلى «محايد» من «شراء»، مما أثر على قطاع السلع الاستهلاكية التقديرية.

وارتفعت أسهم البنوك الكبرى، مثل «سيتي غروب»، بنسبة 0.3 في المائة بفضل التغطية الإيجابية من شركة «ترويست» للأوراق المالية، في حين ارتفع سهم «بنك أوف أميركا» بنسبة 0.6 في المائة بعد مراجعات إيجابية من ثلاث شركات وساطة على الأقل.