هل حان وقت إغلاق سوق تسوكيجي للأسماك في طوكيو؟

هناك لحظات يشعر فيها شيباتا سان بالحزن أثناء مروره عبر سوق تسوكيجي المزدحمة. وقريبا سوف يتم نقل أكبر سوق للأسماك في العالم من منطقة تشو إلى منطقة كوتو المجاورة.
بالنسبة لمدينة مثل طوكيو، فهي مجرد عملية نقل من مكان إلى مكان آخر قريب، ولكن بالنسبة للتاجر شيباتا، يمثل هذا نهاية عهد.
وقال ماسميليانو زيانو، الإيطالي الذي يعمل في مطبخ بفندق بينينسولا في طوكيو، وأحد زبائن شيباتا الدائمين: «طابع سوق تسوكيجي فريد في نوعه».
ويشتهر اليابانيون بهوسهم بجودة المكونات في وجباتهم، وهذا الشغف يظهر حيثما تنظر في «تسوكيجي».
وأوضحت وكالة الأنباء الألمانية، في تحقيق لها من العاصمة اليابانية، أن أفضل الأنشطة التي يحبها زيانو هي مرافقة زبائن الفندق، بصحبة أحد تجار السمك، لمزادات سمك التونة الشهيرة. ويحصل نحو 120 زائرا بحد أقصى ممن يحضرون قبل الساعة الخامسة صباحا على فرصة الدخول المجاني يوميا لمشاهدة المزادات.
ويعد إعلان مبلغ أكثر من ألف و100 دولار كثمن لسمكة واحدة سعرا طبيعيا، ولكن هذا لا يقارن بسعر أول سمكة تونة في العام الجديد.
وعلى الرغم من أنه يقال إنها تجلب الحظ السعيد لمن يشتريها، من المؤكد أنها سوف تحظى باهتمام كبير؛ ففي عام 2013، دفع مدير سلسلة مطاعم «سوشيزإنماي» نحو 1.5 مليون دولار مقابل أول سمكة تم اصطيادها في العام الجديد. وفي ضوء التغطية الإعلامية التي حصل عليها هذا الحدث، فقد كانت الشهرة مكافأة هذا الاستثمار.
وربما يعد مزاد العام الجديد 2017 آخر مزاد يجرى في الموقع القديم. وكان يجب نقل السوق، التي تعود للقرن السادس عشر، في نهاية عام 2016 من أجل إفساح المجال لإقامة مركز صحفي من أجل دورة الألعاب الأولمبية 2020.
ومع ذلك، فإن حاكم طوكيو يوريكو كويكي أوقف المشروع الذي تبلغ قيمته مليار دولار، ليس بدافع الحنين، ولكن لأن الموقع الجديد في كوتو كان ملوثا.
وما زال يعتزم كويكي نقل السوق، على الرغم من أنه لم يتم بعد تحديد جدول زمني لذلك. وفي النهاية، سوف يصبح موقع تسوكيجي متنزها يتعلق بالطعام.
وحقيقة أنه لم يمكن نقل سوق تسوكيجي لأن الموقع الجديد المقترح كان ملوثا أمر مثير للسخرية. فعلى أي حال، كان حاكم طوكيو السابق شينتارو أشيهارا يعتزم نقل السوق، لأنه رأى أنه أصبح قذرا للغاية.
ولا يشترك «تسوكيجي» في كثير من الصفات مع الأسواق المغطاة اللامعة في دول البحر المتوسط، فردهاته التي لا يمكن وصفها التي تغطي مساحة تساوي مساحة نحو 40 ملعب كرة قدم بدأ يظهر عليها تقدم العمر.
الضوء الأبيض البارد ينعكس في البرك الموجودة على الأراضي الباردة الصلبة، كما أن الهواء ممتلئ برائحة السمك والطحالب، والأبخرة الناجمة عن المركبات ذات العجلات الثلاث التي تسير مسرعة، تحمل بضاعة التجار.
ويمكن العثور على أي حيوان بحري يمكن تصور أكله على أحد أطباق المطاعم - وفي اليابان، يمكن أن ينتهي المطاف بأي شيء في طبق بالمطعم، بالآلاف في صناديق من مادة الستايروفوم المملوءة بالثلج في السوق.