كشف تقرير استخباري سقوط أكثر من 40 ألف مدني في المعركة المدمرة لتحرير مدينة الموصل من تنظيم داعش، وهو رقم أعلى بكثير عما كشف عنه رسميا. وأشار التقرير إلى أن كثيرا من الجثث لا تزال مدفونة تحت الأنقاض، وأن مستويات المعاناة الإنسانية مروعة.
ووفقا لتقارير استخباراتية كردية، نشرتها صحيفة «الإندبندنت» البريطانية فإن سكان المدينة المحاصرة تعرضوا للقتل على أيدي القوات البرية العراقية، أثناء محاولتهم إجبار المتطرفين على المغادرة، وذلك إلى جانب الغارات الجوية ومقاتلي «داعش». وقال هوشيار زيباري، وزير الخارجية العراقي السابق، لصحيفة «الإندبندنت»، إن كثيرا من الجثث لا تزال مدفونة تحت الأنقاض، ومقدار المعاناة الإنسانية رهيب للغاية.
وأضاف زيباري قائلا: «تعتقد أجهزة الاستخبارات الكردية سقوط أكثر من 40 ألف مدني قتيلا نتيجة للقوة النيرانية الضخمة التي استخدمت ضدهم أثناء تحرير المدينة، لا سيما من جانب قوات الشرطة الاتحادية العراقية، والغارات الجوية، ومقاتلي (داعش) أنفسهم». وأكد زيباري، أحد مواطني مدينة الموصل، والمسؤول الكردي الكبير الذي شغل منصب وزير المالية العراقي، ومن قبله منصب وزير الخارجية، في مقابلة حصرية مع الصحيفة البريطانية، أن القصف المدفعي المستمر من قبل وحدات الشرطة الاتحادية، التي هي من الناحية العملية إحدى الوحدات العسكرية عالية التسليح، قد أسفرت عن دمار هائل في المدينة وخسائر فادحة في الأرواح في القطاع الغربي من الموصل.
والرقم الذي أعلن عنه زيباري لعدد القتلى من المدنيين خلال حصار الشهور التسعة هو أعلى بكثير من التقديرات التي سبق الإبلاغ عنها، ولكن جهاز استخبارات في حكومة إقليم كردستان يحمل سمعة مسبقة بالإفادة بالمعلومات الدقيقة إلى حد بعيد حسب الصحيفة البريطانية. ولقد منع تنظيم داعش أي رصد للإصابات بين المواطنين، بينما ركزت الجماعات الخارجية على الضربات الجوية بدلا من القصف المدفعي والصاروخي كسبب من أهم أسباب الوفاة في صفوف المدنيين. وقدرت مجموعة «إير وارز - الحروب الجوية»، وهي إحدى مجموعات الرصد والمراقبة، أن تكون الهجمات الجوية قد أسفرت عن مصرع نحو 5 آلاف و805 من الأفراد غير العسكريين في الفترة بين 19 فبراير (شباط) و19 يونيو (حزيران) من عام 2017 الحالي. ويتهم زيباري الحكومة في بغداد، التي كانت أحد أعضائها حتى وقت قريب، بعدم القيام بما يكفي للتخفيف من معاناة المدنيين هناك. وقال: «نعتقد أحيانا أن الحكومة لا تعبأ بما حدث». ويقول: «من واقع تقارير أجهزة الاستخبارات الكردية، أن مستويات الفساد المرتفعة بين قوات الجيش العراقي التي تحتل الموصل حاليا تؤدي إلى تقويض التدابير الأمنية الرامية إلى قمع تنظيم داعش في أعقاب الهزيمة التي لحقت به». وهو يقول إن الأفراد المشتبه فيهم قادرون على المرور عبر نقاط التفتيش العسكرية بسداد ألف دولار (770 جنيها إسترلينيا)، ويمكنهم المرور بسيارة أو شاحنة إذا ما ارتفع المبلغ إلى ألف و500 دولار. ويقول أيضا إن هذا النوع من الفساد منتشر بصورة خاصة في الفرقة التاسعة والفرقة 16 العسكرية العراقية، وبين المتطوعين من أبناء العشائر السنية، والذين ينتمون بالأساس إلى الأقلية الشبكية من سهول نينوى.
8:2 دقيقة
زيباري: 40 ألف مدني قتلوا في معركة الموصل
https://aawsat.com/home/article/978366/%D8%B2%D9%8A%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%8A-40-%D8%A3%D9%84%D9%81-%D9%85%D8%AF%D9%86%D9%8A-%D9%82%D8%AA%D9%84%D9%88%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B5%D9%84
زيباري: 40 ألف مدني قتلوا في معركة الموصل
زيباري: 40 ألف مدني قتلوا في معركة الموصل
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة