إسرائيل تتهم جيش لبنان بتقديم معلومات عسكرية لـ«حزب الله»

تمهيداً للنقاش الذي سيجريه مجلس الأمن اليوم

TT

إسرائيل تتهم جيش لبنان بتقديم معلومات عسكرية لـ«حزب الله»

في الوقت الذي هاجم فيه قادة الجيش الإسرائيلي الحكومة اللبنانية متهمين الجيش اللبناني بتقديم معلومات أمنية لـ«حزب الله» وقوات اليونيفيل التابعة للأمم المتحدة بـ«التواطؤ مع أعداء إسرائيل»، وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تهديدات مباشرة لإيران على نشاطها العسكري الموجه ضد إسرائيل في المنطقة.
وقال نتنياهو، الذي كان يتحدث مع الصحافيين في عاصمة المجر، بودابست، أمس الأربعاء، إن «إسرائيل وجهت عشرات الضربات لقوات وميليشيات إيران في سوريا خلال السنوات الأخيرة. وأكد أنها ستضرب بقوة أكبر النشاطات الإيرانية إذا لم تتوقف».
واعتبرت مصادر سياسية هذا التهديد اعترافا غير مسبوق بالغارات وغيرها من العمليات العسكرية الإسرائيلية في سوريا، وتطورا جديدا في السياسة الإسرائيلية التي امتنعت حتى الآن عن تهديد إيران مباشرة. فقد كانت العمليات الإسرائيلية في سوريا سرية بغالبيتها وتم نشرها عبر مصادر أجنبية، وامتنعت إسرائيل عن التأكيد أو النفي في كل مرة تتم فيها عمليات اغتيال أو غارات قصف.
وكان الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، قد نشر أمس، شريطين، يوثقان، حسب ادعائه، نشاطات لرجال «حزب الله» بالقرب من الحدود اللبنانية، بشكل يخرق قرار مجلس الأمن 1701. والذي يمنع وجودها هناك. ويظهر الشريط مراصد تابعة لجمعية «أخضر بلا حدود» التي تعمل من أجل تشجيع الزراعة، يدعي الجيش الإسرائيلي بأنها تستخدم لجمع معلومات استخبارية ضد إسرائيل. كما تم الادعاء بأن نشطاء «حزب الله» يوجدون في هذه المراصد من أجل جمع معلومات «سيتم استخدامها للمس بإسرائيل». ويظهر في الشريط الثاني أكثر من 30 ناشطا من «حزب الله»، وهم يتجولون على مقربة من الحدود الإسرائيلية، حسب الناطق.
ويدعي الجيش أنه تمكن من تشخيص هؤلاء كنشطاء من «حزب الله» بواسطة حسابين على «فيسبوك» لمواطنين لبنانيين.
وقد جاء هذا النشر تمهيدا للنقاش الذي سيجريه مجلس الأمن، اليوم الخميس، حول قراره 1701. وكان الجيش الإسرائيلي قد عرض في الشهر الماضي أمام مجلس الأمن، توثيقا يدعي أنه يبين واقع رصد لـ«حزب الله»، تحت ستار التنظيم البيئي.
وانتقد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش، الجنرال هرتسي هليفي قوة الأمم المتحدة في لبنان، على ادعائها بأنها «لم تعثر على ترسيخ لقوات (حزب الله) في جنوب لبنان»، ودعا هليفي قوات اليونيفيل إلى «عدم دفن رأسها في الرمال»، وقال إن «حزب الله يصل إلى مرمى حجر من الحدود تحت ستار تنظيم جودة البيئة».
إلى ذلك، قال قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، الجنرال يوئيل ستروك، خلال مراسم استبدال قادة عصبة الجليل، إن «الجيش الإسرائيلي ليس معنيا بالحرب مع (حزب الله) ولكن عيوننا لا تجهل حقيقة أن إيران تحاول التسلل إلى لبنان وسوريا وإقامة قواعد واسعة للإرهاب. ولا تجهل عيوننا حقيقة أن تنظيم (حزب الله) يخرق بشكل منهجي القرار 1701 الدولي، وبخلاف مطلق معه، يحافظ على وجود عسكري حتى وإن كان يخفي ذلك في عشرات القرى الشيعية جنوب الليطاني». وادعت مصادر عسكرية في تل أبيب أن الجيش اللبناني وحكومته ليسا بريئين من نشاط إيران و«حزب الله»، وقالت إن «الجيش اللبناني يقوم بالتعاون مع (حزب الله) ويقدم له معلومات عسكرية تفيده في معركته ضد إسرائيل».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.