مقتل عقيد في الجيش وأفراد عائلته واختطاف طبيب في بغداد

أصابع الاتهام تشير إلى «عصابات منفلتة»

TT

مقتل عقيد في الجيش وأفراد عائلته واختطاف طبيب في بغداد

قال المتحدث باسم وزارة الداخلية، العميد سعد معن، إن التحقيقات جارية بشأن مقتل العقيد في الجيش بشير فاضل الحمداني، أول من أمس، مؤكداً أن الوزارة «ستقوم بإطلاع الرأي العام على هذا الحادث حال اكتمال التحقيق»، داعياً وسائل الإعلام إلى «توخي الحذر في نقل المعلومة».
ولا يعول كثيرون على اللجان التحقيقية التي تعلنها الجهات الرسمية، خصوصاً المتعلقة بحوادث الخطف والاغتيال، وغالباً ما يتم تجاهل نتائجها، وعدم إعلانها للجمهور.
ووجد العقيد الحمداني، الذي يشغل منصب مدير نادي القوة الجوية الرياضي، مقتولاً مع أفراد عائلته، في منزله بحي المنصور الراقي غرب العاصمة بغداد. وفيما تلمّح بعض المصادر إلى إمكانية قيام الحمداني بقتل عائلته ثم الانتحار، تؤكد أغلب المصادر أن عصابات منفلتة أقدمت على «إبادة الحمداني وعائلته»، من دون التكهن بدوافع الحادث. وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي صوراً للعقيد الحمداني وهو مضرج بدمائه في باحة منزله.
ونقلت مصادر صحافية عن الملازم الأول في شرطة بغداد، حاتم الجابري، قوله إن «مسلحين مجهولين اقتحموا منزل رئيس نادي القوة الجوية، العقيد بشير فاضل الحمداني، في حي المنصور غرب بغداد، وأطلقوا النار على جميع من في المنزل». وتشير المصادر إلى مقتل العقيد وزوجته وولديه، وإصابة ابنته بجروح بليغة.
وفي سياق آخر يتعلق بحالات الخطف، قامت «جهات مجهولة» باختطاف الدكتور محمد علي زاير، رئيس قسم الجراحة العامة في مستشفى الشعلة، من عيادته الخاصة في بغداد. وتقول عائلة الدكتور، وهو شقيق رئيس تحرير جريدة «الصباح الجديد»، إسماعيل زاير، إن عملية الخطف لم تكن بدافع السرقة لأن الخاطفين تركوا سيارته ومبلغاً من المال في محل الاختطاف. وخرج زملاؤه في وقفه احتجاجية أمام مستشفى الشعلة استنكاراً لعملية الاختطاف.
ويشير مصدر من وزارة الداخلية إلى تنامي حالات الخطف والاغتيال لدوافع مختلفة في الفترة الأخيرة، ببغداد وبقية المحافظات، لكن الوزارة «تحجم عن ذكر إحصاءات محددة عن الموضوع، لتجنب إثارة الرأي العام».
ويضيف المصدر لـ«الشرق الأوسط»: «هناك عصابات منفلتة تستغل اسم الحشد الشعبي للقيام بأعمال قتل وسلب وسرقة»، ويلفت إلى أن «حالات الخطف تقوم بها جهات مجهولة لأسباب مختلفة، منها سياسية ومالية وطائفية، وبعض حالات الخطف مفبركة، الهدف منها الحصول على لجوء للهرب من البلاد، حيث تقوم العائلة بالإبلاغ عن الحادثة الوهمية للحصول على وثائق رسمية تساعد على منح اللجوء».
ويعيد مقتل العقيد الحمداني إلى الأذهان حوادث مماثلة كانت ساحتها الوسط الرياضي العراقي، حيث أقدمت جماعة مسلحة على خطف رئيس الهيئة الإدارية لنادي النجف في ديسمبر (كانون الأول) 2014 ببغداد، وعثرت السلطات المحلية على جثمانه مقطعاً في دائرة الطب العدلي. وفي حادث آخر سابق، وتحديداً في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2006، قامت عصابة مسلحة باختطاف وقتل الدكتور هديب مجهول، رئيس نادي الطلبة عضو اتحاد كرة القدم. وكذلك اختطفت ميليشيا مسلحة رئيس اللجنة الأولمبية العراقية السابق أحمد الحجية عام 2004، ولم يعثر على جثمانه إلى الآن.
ويستغرب عضو في رابطة مشجعي نادي الطلبة «سكوت الجميع، السلطات الرسمية وغيرها عن الميليشيات المسلحة التي تهيمن على الواقع الرياضي في العراق». ويقول العضو الذي يفضل عدم الإشارة إلى هويته لـ«الشرق الأوسط»: «الجميع يعلم أن أغلب المسؤولين في الاتحادات الرياضية يستندون في عملهم إلى جهات ميليشياوية محددة، بهدف الحماية ومواجهة الخصوم»، ويضيف: «وصل الأمر إلى حد التدخل في عقود اللاعبين، وإشراكهم في المباريات، حيث يقوم بعض اللاعبين بالاستعانة بهذه الجهة الميليشياوية أو تلك لتجديد عقده أو إشراكه في اللعب كأساسي».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.