إشارات سيئة على استقرار اقتصاد بريطانيا بعد «بريكست»

«سيتي غروب» يطير إلى فرانكفورت... وبنك إنجلترا تحت الضغوط

لندن سوف تستمر في كونها مركز أعمال بنك «سيتي غروب» في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا
لندن سوف تستمر في كونها مركز أعمال بنك «سيتي غروب» في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا
TT

إشارات سيئة على استقرار اقتصاد بريطانيا بعد «بريكست»

لندن سوف تستمر في كونها مركز أعمال بنك «سيتي غروب» في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا
لندن سوف تستمر في كونها مركز أعمال بنك «سيتي غروب» في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا

أفاد تقرير، أمس، بأن قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي قد جلب بالفعل إشارات لما ينتظر اقتصاد لندن من «تذبذب» بعد «بريكست»، حيث يتباطأ النمو في الأنشطة التجارية، ويغادر المزيد من الأشخاص المدينة، وذلك بالتزامن مع إعلان أحد أكبر البنوك، وهو «سيتي غروب»، أمس، عن اختياره مدينة فرانكفورت الألمانية مركزاً تجارياً له في الاتحاد الأوروبي، عقب «بريكست».
وقال «مركز لندن» للأبحاث، أمس: «تشير تحليلاتنا الجديدة إلى حدوث تذبذب اقتصادي بعد (بريكست)، حيث يتراجع عدد الأوروبيين الذين يأتون إلى هنا للعمل، ويتباطأ خلق فرص العمل والثقة في الأعمال التجارية». كما ألقى التقرير الضوء على تباطؤ النمو في أسعار العقارات، و«تراجع معدل نمو النشاط التجاري» الذي وصل إلى أدنى مستوياته منذ 11 شهراً.
وأفاد بأن «الهجرة الدولية تراجعت، وانخفض معدل التسجيل في منظومة الضمان الاجتماعي بنسبة 15 في المائة حتى الآن هذا العام، مقارنة بالفترة نفسها العام الماضي، مضيفاً أن 75 في المائة من هذا الانخفاض يعزى إلى تراجع تسجيل مواطني الدول الأوروبية الأخرى في منظومة الضمان الاجتماعي».
وذكر التقرير أن «نمو التوظيف آخذ في التراجع، وتوحي البيانات بأن القفزة التي شهدتها لندن بعد الركود قد تنتهي». وكان عمدة لندن، صادق خان، قد حذر في وقت سابق هذا الشهر من أن المدينة، التي صوتت أغلبية عظمى من ناخبيها لصالح بقاء بريطانيا في الاتحاد، ينبغي «ألا تغلق أبوابها في وجه القوة العاملة التي يحتاجها اقتصادها ليزدهر».
في غضون ذلك، أبلغ مصدر مطلع، أمس، وكالة الأنباء الألمانية أن بنك «سيتي غروب» اختار مدينة فرانكفورت مركزاً تجارياً له في أوروبا، عقب «بريكست»، موضحاً أن الخطة ما زالت في حاجة لموافقة مجلس الإدارة في نيويورك، ورفض المتحدث باسم البنك التعليق.
وعلى الرغم من أن لندن سوف تستمر في كونها مركز أعمال البنك في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، فإنه سوف يتم نقل بعض أنشطته التجارية للمدينة الألمانية التي يوجد بها أيضاً مقر البنك المركزي الأوروبي.
يشار إلى أن فرانكفورت برزت كفائز من التصويت بالموافقة على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث اختارت بنوك مثل «نومورا» و«ستاندر شارترد» وعدة بنوك يابانية العاصمة المالية الألمانية لتكون مقرها في الاتحاد الأوروبي، بعد خروج بريطانيا.
وتأتي تلك الإشارات المحبطة في وقت شهد تباطؤ على نحو غير متوقع للتضخم البريطاني الشهر الماضي، وذلك للمرة الأولى منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ليبدد توقعات المستثمرين بأن بنك إنجلترا المركزي قد يرفع أسعار الفائدة قريباً للمرة الأولى في عشر سنوات.
وقال مكتب الإحصاءات الوطنية، أمس (الثلاثاء)، إن أسعار المستهلكين زادت 2.6 في المائة في يونيو (حزيران)، مقارنة بها قبل عام، لتنخفض من أعلى مستوى في 4 سنوات عند 2.9 في المائة، المسجل في مايو (أيار). كان اقتصاديون قد توقعوا أن يظل معدل التضخم دون تغير في يونيو، بحسب «رويترز».
وهبط الجنيه الإسترليني بعد نشر البيانات، لينخفض نصف سنت مقابل الدولار الأميركي، وقفزت أسعار السندات الحكومية البريطانية، في الوقت الذي تشير فيه البيانات إلى أن بنك إنجلترا يتعرض إلى «ضغط محدود» لزيادة أسعار الفائدة حين يعقد اجتماعه المقبل في أوائل أغسطس (آب) المقبل، رغم مخاوف بعض صناع السياسات من زيادة الأسعار.
وانخفاض التضخم هو الأكبر من شهر إلى شهر منذ فبراير (شباط) عام 2015، ويتماشى بشكل كبير مع هبوط أسعار النفط العالمية. وهناك مؤشرات أيضاً على تباطؤ ضغوط الأسعار في المصانع.
لكن كثيراً من الخبراء الاقتصاديين قالوا إنهم يتوقعون أن يرتفع التضخم مجدداً «عما قريب»، مما سيزيد الضغوط على المستهلكين، وسط توقعات بأن تزيد الرواتب بوتيرة أبطأ عن الأسعار.
وارتفع معدل التضخم البريطاني بشدة منذ التصويت العام الماضي لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، مما دفع قيمة الجنيه الإسترليني للانخفاض، وزاد تكلفة الواردات.
وقال مكتب الإحصاءات الوطنية إنه مع استبعاد أسعار النفط ومكونات أخرى تتسم بالتقلب الشديد، فإن التضخم الأساسي يكون قد تباطأ إلى 2.4 في المائة. وكان الاقتصاديون قد توقعوا أن يظل التضخم الأساسي عند 2.6 في المائة.



الجنيه الإسترليني يواصل الهبوط لليوم الرابع

أوراق نقدية من الجنيه الإسترليني في مقر شركة «خدمة المال النمساوية» في فيينا (رويترز)
أوراق نقدية من الجنيه الإسترليني في مقر شركة «خدمة المال النمساوية» في فيينا (رويترز)
TT

الجنيه الإسترليني يواصل الهبوط لليوم الرابع

أوراق نقدية من الجنيه الإسترليني في مقر شركة «خدمة المال النمساوية» في فيينا (رويترز)
أوراق نقدية من الجنيه الإسترليني في مقر شركة «خدمة المال النمساوية» في فيينا (رويترز)

واصل الجنيه الإسترليني هبوطه يوم الجمعة، لليوم الرابع على التوالي، حيث استمر تأثير العوائد المرتفعة للسندات العالمية على العملة، مما أبقاها تحت الضغط.

وانخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.17 في المائة مقابل الدولار إلى 1.2286 دولار، ليتداول بالقرب من أدنى مستوى له في 14 شهراً عند 1.2239 دولار الذي سجله يوم الخميس، وفق «رويترز».

وارتفعت تكاليف الاقتراض العالمية في ظل المخاوف بشأن التضخم المتزايد، وتقلص فرص خفض أسعار الفائدة، بالإضافة إلى حالة عدم اليقين المتعلقة بكيفية إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، للسياسة الخارجية والاقتصادية.

وقد أدى كل ذلك إلى دعم الدولار، وكان له آثار سلبية على العملات والأسواق الأخرى. ومن بين الأسواق الأكثر تأثراً كانت المملكة المتحدة، حيث خسر الجنيه الإسترليني 1.9 في المائة منذ يوم الثلاثاء.

كما ارتفعت عوائد السندات الحكومية البريطانية هذا الأسبوع، مما دفع تكاليف الاقتراض الحكومية إلى أعلى مستوياتها في أكثر من 16 عاماً، الأمر الذي يضع ضغوطاً على وزيرة المالية، راشيل ريفز، وقد يضطرها إلى اتخاذ قرارات بتخفيض الإنفاق في المستقبل.

وسجلت عوائد السندات الحكومية القياسية لأجل 10 سنوات ارتفاعاً في التعاملات المبكرة يوم الجمعة إلى حوالي 4.84 في المائة، ولكنها ظلت أقل من أعلى مستوى لها الذي بلغ 4.925 في المائة يوم الخميس، وهو أعلى مستوى لها منذ عام 2008. ومع ذلك، استمر الجنيه الإسترليني في التراجع وسط تصاعد المخاوف من الوضع المالي في المملكة المتحدة.

وقال مايكل براون، الاستراتيجي في «بيبرستون»: «لا يزال هناك قلق واضح بشأن احتمال أن يكون قد تم استنفاد كامل الحيز المالي للمستشار نتيجة عمليات البيع في السندات الحكومية، فضلاً عن النمو الاقتصادي الضعيف في المملكة المتحدة».

كما دفع هذا المتداولين إلى التحوط بشكل أكبر ضد التقلبات الكبيرة في الجنيه الإسترليني، وهو الأمر الذي لم يحدث بمثل هذه الكثافة منذ أزمة البنوك في مارس (آذار) 2023. وبلغ تقلب الخيارات لمدة شهر واحد، الذي يقيس الطلب على الحماية، أعلى مستوى له عند 10.9 في المائة يوم الخميس، قبل أن يتراجع قليلاً إلى 10.08 في المائة صباح يوم الجمعة.

ويتطلع المستثمرون الآن إلى البيانات الأميركية الرئيسية عن الوظائف التي ستنشر في وقت لاحق من الجلسة، لتأكيد توقعاتهم بأن أسعار الفائدة في الولايات المتحدة قد تظل مرتفعة لفترة أطول، مما قد يعزز من قوة الدولار بشكل أكبر.