المتحف البحري الوطني في غرينيتش

معلم ومعلومة

المتحف البحري الوطني في غرينيتش
TT

المتحف البحري الوطني في غرينيتش

المتحف البحري الوطني في غرينيتش

اعتمدت بريطانيا، بسبب موقعها على جزيرة، على التجارة البحرية من أجل البقاء والازدهار، لذا ليس من المستغرب أن يكون هناك متحف كبير في لندن مخصص للتاريخ البحري الوطني. يقع المتحف البحري الوطني في متنزه غرينيتش بجنوب لندن، وعلى بعد نحو ثلاثة أميال جنوب شرقي قلب لندن. ويعد أكبر متحف بحري في تاريخ العالم، حيث يوجد به عشر قاعات مخصصة لرواية حكايا عن الاستكشاف، والتجارة، والتاريخ البحري. يضمّ المتحف مجموعة أساسية من المعروضات الدائمة، لكن من أجل التشجيع على زيارة المتحف مراراً، يتم إقامة فعاليات ذات موضوع محدد في بعض القاعات طوال العام.
لطالما كانت بريطانيا قوة بحرية كبرى على مدى أعوام طويلة، لذا تم تخصيص مساحة كبيرة لتسجيل وتوثيق التاريخ البحري لبريطانيا. ومن أكثر مواطن الجذب في المتحف القاعة المخصصة لحياة النائب أدميرال هوراشيو نيلسون، وسلاح البحرية. وتحتوي القاعة على لوحة كبيرة للفنان البريطاني الشهير جوزيف مالورد تيرنر، تصور مشهداً من معركة ترافلغار (الطرف الأغر)، التي انتصر فيها الأسطول البريطاني، رغم مقتل نيلسون أثناء المعركة. خرجت اللوحة للوجود بعد نحو خمسة عشر عاماً على مرور المعركة. ورغم أن اللوحة كبيرة ودرامية، تعرضت لانتقادات في وقت تقديمها، من بينها أنها لم تصور المعركة الحقيقية تصويراً مرئياً دقيقاً. مع ذلك لا تزال اللوحة جديرة بالمشاهدة في القاعة. كذلك تتضمن المعروضات الملابس الرسمية التي كان نيلسون يرتديها أثناء معركة ترافلغار، والتي يظهر بها الثقب الناتج عن الرصاصة التي أودت بحياته.
تستعرض القاعات الأخرى موضوعات مثل دور بريطانيا في التجارة مع الهند والصين خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، ودورها في تجارة العبيد، وكذلك إلغاء تلك التجارة.
كذلك هناك قاعة مزودة بكثير من التجهيزات للأطفال بحيث يمكن لهم اللعب في منطقة تتسم بالطابع البحري. كذلك هناك محاكاة للجسر، وهو منطقة التحكم في سفينة شحن عصرية يمكن من خلالها للزائرين التعرف على المهارات المطلوبة لتوجيه سفينة عصرية حديثة.
نظراً لأننا نبعد نحو قرن من الزمان عن الحرب العالمية الأولى، تم تخصيص إحدى القاعات المؤقتة لقصة معركة يوتلاند، وهي أكبر معركة بحرية بين الأسطول البريطاني والأسطول الألماني خلال الحرب العالمية الأولى.
دارت رحى المعركة طوال يوم وليلة في المنطقة البحرية القريبة من الدنمارك في مايو (أيار) 1916. حاول كل أسطول مناورة الآخر في ظل طقس سيء، وفقد نحو 9 آلاف رجل حياتهم أثناء المعركة.
سلطت المعركة الضوء على حقيقة وجود عيوب تصميم في بعض السفن البريطانية أدت إلى عدم توافر الحماية الكافية للمساحات التي كان يتم بها تخزين الذخيرة، وفي بعض الحالات، أدت الضربات التي وجهها الألمان، وأصابت الأسطول البريطاني، إلى تضرر سفينتين مما أدى إلى انفجار أودى بحياة نحو نصف الرجال الموجودين على متن السفينتين. لم تكن المعركة حاسمة من عدة أوجه، حيث خسر البريطانيون عدداً أكبر من السفن والرجال في المعركة عن العدد الذي خسره الأسطول الألماني، مع ذلك لم يجرؤ الأسطول الألماني على تحدي نفوذ الأسطول البريطاني مرة أخرى، أو محاولة حرمانه من السيطرة على المناطق البحرية المحيطة ببريطانيا، وغرب أوروبا.
يوجد في المتحف البحري مكتبة رائعة وأرشيف مصور هائل. من الضروري التقدم بطلب للحصول على «تذكرة قارئ» للتمكن من دخول المكتبة. كذلك تضم المكتبة أرشيفاً رائعاً من صور السفن، ومن الممكن دفع المال للحصول على نسخ من تلك الصور. سيكون التقدم بطلب الحصول على التذكرة، وزيارة المكتبة أمر رائع بالنسبة إلى المهتمين بالتاريخ البحري خاصة إذا أردت التجربة، والعثور على صورة لسفينة كان قريب لك يخدم عليها.
يفتح المتحف البحري أبوابه منذ العاشرة صباحاً حتى الخامسة مساء مجاناً. ويوجد بالقرب من المتحف البحري مبنى يعرف باسم منزل الملكة، تم الانتهاء من بنائه في عام 1640 لزوجة الملك تشارلز الأول. إنه مبنى جميل مكون من طابقين مصمم على طراز العمارة اليونانية الكلاسيكية. وكانت الغرفة الرئيسية بهذا المنزل مدخل مساحته 40 قدماً مكعباً. يبدو أن الملكة هنريتا كانت سعيدة بالمبنى حتى أنها أطلقت عليه اسم «منزل المسرّات». كذلك يفتح المبنى التاريخي الجذاب أبوابه للجمهور مجاناً رغم حجز بعض أجزاء منه أحياناً لبعض الأنشطة الخاصة.
منطقة غرينتتش نفسها جديرة بالزيارة نظراً لما بها من مناطق سياحية من بينها المتنزه. ويمكن الوصول إليها عن طريق القطار، أو معدية في النهر، أو بوسيلة برية من وسط لندن.



ما أجمل المباني السياحية في بريطانيا؟

«قصر باكنغهام»... (إنستغرام)
«قصر باكنغهام»... (إنستغرام)
TT

ما أجمل المباني السياحية في بريطانيا؟

«قصر باكنغهام»... (إنستغرام)
«قصر باكنغهام»... (إنستغرام)

أجرى باحثون استطلاعاً للرأي على مستوى البلاد لاكتشاف أجمل المباني وأبرزها في جميع أنحاء المملكة المتحدة، حيث جاء كل من: «كاتدرائية القديس بول» (بنسبة 21 في المائة)، و«كاتدرائية يورك» (بنسبة 18 في المائة)، و«دير وستمنستر آبي» (بنسبة 16 في المائة)، و«قصر وارويك» (بنسبة 13 في المائة)، جميعها ضمن القائمة النهائية.

مع ذلك جاء «قصر باكنغهام» في المركز الأول، حيث حصل على 24 في المائة من الأصوات. ويمكن تتبع أصوله، التي تعود إلى عام 1703، عندما كان مسكناً لدوق باكنغهام، وكان يُشار إليه باسم «باكنغهام هاوس».

وفي عام 1837، أصبح القصر البارز المقر الرسمي لحاكم المملكة المتحدة في لندن، وهو اليوم المقر الإداري للملك، ويجذب أكثر من مليون زائر سنوياً.

يحب واحد من كل عشرة (10 في المائة) زيارة مبنى «ذا شارد» في لندن، الذي بُني في عام 2009، بينما يرى 10 في المائة آخرون أن المناطق البيئية لمشروع «إيدن» (10 في المائة) تمثل إضافة رائعة لأفق مقاطعة كورنوول.

برج «بلاكبول» شمال انجلترا (إنستغرام)

كذلك تتضمن القائمة «جناح برايتون الملكي» (9 في المائة)، الذي بُني عام 1787 على طراز المعمار الهندي الـ«ساراكينوسي»، إلى جانب «ذا رويال كريسنت» (الهلال الملكي) بمدينة باث (9 في المائة)، الذي يضم صفاً من 30 منزلاً مرتبة على شكل هلال كامل، وبرج «بلاكبول» الشهير (7 في المائة)، الذي يستقبل أكثر من 650 ألف زائر سنوياً، وقلعة «كارنارفون» (7 في المائة)، التي شيدها إدوارد الأول عام 1283.

وتجمع القائمة التي تضم 30 مبنى، والتي أعدتها مجموعة الفنادق الرائدة «ليوناردو هوتلز يو كي آند آيرلاند»، بين التصاميم الحديثة والتاريخية، ومنها محطة «كينغ كروس ستيشن»، التي جُددت وطُورت بين عامي 2006 و2013، وساحة «غريت كورت» المغطاة التي جُددت مؤخراً داخل المتحف البريطاني، جنباً إلى جنب مع قلعة «هايكلير» في مقاطعة هامبشاير، التي ذاع صيتها بفضل مسلسل «داونتون آبي».

ليس من المستغرب أن يتفق ثلثا المستطلعة آراؤهم (67 في المائة) على أن المملكة المتحدة لديها بعض أجمل المباني في العالم، حيث يعترف 71 في المائة بأنهم أحياناً ما ينسون جمال البلاد.

ويعتقد 6 من كل 10 (60 في المائة) أن هناك كثيراً من الأماكن الجديرة بالزيارة والمناظر الجديرة بالمشاهدة في المملكة المتحدة، بما في ذلك المناظر الخلابة (46 في المائة)، والتراث المذهل والتاريخ الرائع (33 في المائة).

«ذا رويال كريسنت» في مدينة باث (إنستغرام)

وقالت سوزان كانون، مديرة التسويق في شركة «ليوناردو هوتلز يو كي آند آيرلاند» البريطانية، التي أعدت الدراسة: «من الواضح أن المملكة المتحدة تضم كثيراً من المباني الرائعة؛ سواء الجديدة والقديمة. ومن الرائع أن يعدّها كثير من البريطانيين أماكن جميلة لقضاء الإجازات في الداخل. بالنسبة إلى أولئك الذين يخططون للاستمتاع بإجازة داخل البلاد، فلن تكون هناك حاجة إلى كثير من البحث، حيث تنتشر فنادقنا الـ49 في جميع أنحاء المملكة المتحدة بمواقع مثالية في مراكز المدن، وعلى مسافة قريبة من بعض المباني المفضلة لدى البريطانيين والمعالم الشهيرة البارزة، مما يجعلها المكان المثالي للذين يبحثون عن تجربة لا تُنسى حقاً. ويمكن للضيوف أيضاً توفير 15 في المائة من النفقات عند تمديد إقامتهم لثلاثة أيام أو أكثر حتى يوليو (تموز) 2025».

مبنى «ذا شارد» شرق لندن (إنستغرام)

كذلك كشف الاستطلاع عن أن «أكثر من نصفنا (65 في المائة) يخططون لقضاء إجازة داخل المملكة المتحدة خلال العام الحالي، حيث يقضي المواطن البريطاني العادي 4 إجازات في المملكة المتحدة، و74 في المائة يقضون مزيداً من الإجازات في بريطانيا حالياً مقارنة بعددهم منذ 3 سنوات.

وأفاد أكثر من الثلث (35 في المائة) بأنهم «يحبون استكشاف شواطئنا الجميلة، حيث إن التنقل فيها أسهل (34 في المائة)، وأرخص (32 في المائة)، وأقل إجهاداً (30 في المائة)».

بشكل عام، يرى 56 في المائة من المشاركين أن البقاء في المملكة المتحدة أسهل من السفر إلى خارج البلاد.