توالت المواقف الداعمة للجيش اللبناني والتحذيرات من الانجرار إلى فتنة داخلية على وقع دعوتين للتظاهر، الأولى داعمة للجيش والثانية لمناصرة اللاجئين السوريين، على خلفية إعلان وفاة 4 معتقلين سوريين من أصل نحو 350 ألقى الجيش القبض عليهم من مخيمات قرب بلدة عرسال اللبنانية.
وأعلن «الأمن العام» اللبناني بعد ظهر أمس القبض على صاحب صفحة «اتحاد الشعب السوري» التي كانت وراء استغلال الدعوة الداعمة للاجئين من قبل «المنتدى الاشتراكي» وإطلاق المواقف المحرضة ضد الجيش. وأتى ذلك بعدما كان وزير الداخلية نهاد المشنوق أعلن أنه وبعد التشاور مع القيادات الأمنية المعنية تم اتخاذ القرار بعدم الموافقة على أي طلب من أي جهة للتظاهر حفظاً للسلم والأمن الأهلي، كما ألغى بدوره «المنتدى» الدعوة إلى التظاهر التي كانت مقررة اليوم (الثلاثاء) في وسط بيروت.
ويوم أمس، أكد المشنوق أن «هناك تنسيقاً وتشاوراً دائمين بين الجيش اللبناني والسلطة السياسية، وأن الجيش ليس بحاجة إلى تظاهرات داعمة، فله كلّ الدعم من السلطة السياسية»، مشيراً إلى عدم الموافقة على طلب القيام بمظاهرات، لأنه لا مبرر لها، وشدّد على أن الأمور تحت السيطرة، وهناك تنسيق وتشاور دائمين بين الجيش اللبناني والسلطة السياسية.
وعلى وقع المواقف التحضيرية ضد «الجيش اللبناني» من جهة و«اللاجئين السوريين» من جهة أخرى، إثر الدعوة لمظاهرتين اليوم (الثلاثاء)، حذر رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط من التظاهر، وقال: «لا للمظاهرات حول موضوع النازحين، لا لتجربة عامي 1975 و1967 التي أساءت للبلاد وقسمتها، نعم للتمييز بين الإرهاب واللاجئ السوري»، مضيفاً: «هناك إرهاب داعش والتنظيمات المعروفة». وسأل: «من قال إن المخابرات السورية بريئة وقد تريد صدام الجيش مع اللاجئين عشوائياً؟»، موضحاً: «اتركوا الجيش اللبناني يقوم بواجباته بعيداً عن التحريض من هنا وهناك».
وفي هذا الإطار، رأت مصادر سياسية في «قوى 14 آذار» أن المظاهرة التي دعت صفحة «اتحاد الشعب السوري» على موقع «فيسبوك» إليها، اليوم (الثلاثاء) «احتجاجاً على كيفية تعاطي الجيش اللبناني مع النازحين السوريين»، ليست بريئة، وفق ما تقول مصادر سياسية في 14 آذار. وأضافت: «هذا التحرك المشبوه، الذي أعاد إلى الأذهان صورة مظاهرات لفلسطينيين ضد الجيش عشية حرب الـ75، لم ينبع من حرص لدى المجموعة المذكورة على سلامة النازحين، بل يحمل، في رأيها، بصمات جهات استخباراتية يبدو أنها اتخذت قراراً باستخدام ورقة النزوح لتوتير الاستقرار المحلي وتطيير رسائل عبرها إلى الدولة اللبنانية من جهة، وعواصم القرار من جهة ثانية، تحذّرها فيها من تخطي النظام وحلفائه في التسوية المرتقبة للنزاع السوري».
ويوم أمس، أشارت معلومات إلى أن قوة من شعبة المعلومات في الأمن العام في الجنوب، داهمت منزل المدعو ه. ز في التعمير الفوقاني قرب حاجز الجيش وصادرت منه عدداً من الوثائق، ليتبين أنه هو صاحب صفحة «اتحاد الشعب السوري في لبنان» على موقع «فيسبوك»، وقد أحيل إلى التحقيق.
تحذير من فتنة بين الجيش اللبناني واللاجئين السوريين
بعد حملات تحريضية ضد الطرفين على خلفية الدعوة للتظاهر
تحذير من فتنة بين الجيش اللبناني واللاجئين السوريين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة