ألف جريمة قتل سنوياً لا تكتشف في ألمانيا

نيلز هوغل الموظف الصحي الذي قتل 43 مريضاً أمام محكمة أولدنبورغ سنة 2015 (د.ب.أ)
نيلز هوغل الموظف الصحي الذي قتل 43 مريضاً أمام محكمة أولدنبورغ سنة 2015 (د.ب.أ)
TT

ألف جريمة قتل سنوياً لا تكتشف في ألمانيا

نيلز هوغل الموظف الصحي الذي قتل 43 مريضاً أمام محكمة أولدنبورغ سنة 2015 (د.ب.أ)
نيلز هوغل الموظف الصحي الذي قتل 43 مريضاً أمام محكمة أولدنبورغ سنة 2015 (د.ب.أ)

ذكرت دراسة عدلية ألمانية أن 1000 قاتل على الأقل في ألمانيا يسرحون ويمرحون دون عقاب بسبب عدد مماثل من جرائم القتل التي ترتكب في كل سنة، ويعجز الأطباء العامون عن تشخيص سببها.
وانتقد معهد الطب العدلي ببرلين الحالة، مشيراً إلى أن دراسة مماثلة توصلت إلى نتائج مماثلة سنة 1997، لكن الجهاز القضائي لم يعمل على تلافي هذا النقص. وعبر البروفسور بيرند برنكمان، من معهد الطب العدلي، عن قناعته بأن جريمة من كل اثنتين لا يتم اكتشافها بسبب عدم تشريح الجثث عدلياً. وتشير إحصائية المعهد إلى تشريح 2 في المائة فقط من الجثث، رغم وجود بعض الشكوك حول أسباب الوفاة.
وأشار برنكمان إلى أن أحد الأسباب يكمن في أن العائلة تستدعي الطبيب العام عادة لفحص المتوفى. ولا ينجح مثل هذا الطبيب في الكشف عن الأسباب الحقيقية للوفاة. وفسر الطبيب العام رولاند كريتش الإخفاق على أساس حرص الطبيب على عدم إغراق العائلة المنكوبة بموت أحد أفرادها بمزيد من القلق. والعامل الثاني بتقديره، هو ضعف المخصصات التي يتقاضاها الطبيب لقاء عيادة المتوفى في البيت.
وأشار إلى أن الطب العدلي لا يتدخل ويأمر بتشريح الجثة ما لم يؤشر الطبيب العام في الاستمارة على عبارتي «غير طبيعي» أو «مثير للشبهات». واستشهد كريتش بحالات «نادرة جداً» منح فيها الطبيب العام شهادة وفاة طبيعية، رغم أن السكين ما زالت في صدر المرحوم المغطى باللحاف.
ووصف البروفسور فولفغانغ ايزمنغر، من جامعة مونستر، التقرير بالفضيحة، لأنه توصل إلى هذه النتائج منذ 1997، وأشار حينها بإصبع الاتهام إلى نسبة التشريح الضئيلة البالغة 2 في المائة، إلا أن هذه النسبة لم تتغير حتى الآن.
وعبر البروفسور مارسيل فيرهوف، رئيس معهد الطب العدلي في فرانكفورت، عن اعتقاده بأن نسبة جرائم القتل الخفية في المستشفيات لا تختلف كثيراً عنها في البيت. وأعاد الذاكرة إلى الموظف الصحي نيلز هوغل، الذي نال عقوبة السجن مدى الحياة في سنة 2015، بعد أن ثبتت مسؤوليته عن قتل 43 مريضاً بين 1999 و2007 في مستشفى ديلمنهورتس ومستشفى أولدنبورغ. ولا يزال محققو الشرطة يعتقدون بمسؤولية هوغل عن 200 حالة وفاة غير طبيعية أخرى جرت في المستشفيين المذكورين.



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».