تفجير رأس شمرا... النظام يتحدث عن تصوير مسلسل و«هتش» تتبنى

TT

تفجير رأس شمرا... النظام يتحدث عن تصوير مسلسل و«هتش» تتبنى

ساد التخبط ردود فعل النظام السوري، أمس، حيال تفجير شهدته منطقة رأس شمرا وميناء البيضا الذي يتبع لها. وفي حين نفت مصادر في قيادة شرطة اللاذقية وقوع أي عمل إرهابي في المحافظة الساحلية، تبنت «هيئة تحرير الشام» تفجير سيارة مفخخة قرب منطقة رأس شمرا، بريف اللاذقية.
وكانت «رويترز» قد نقلت عن التلفزيون السوري، صباح أمس، أن «تفجيراً إرهابياً» وقع شمال مدينة اللاذقية الساحلية، التي تسيطر عليها الحكومة، وأسفر عن سقوط مصابين، مضيفة أن التفجير وقع في منطقة رأس شمرا، على بعد 12 كيلومتراً شمال اللاذقية، ولم تذكر المزيد من التفاصيل. ونقل مراسل «سبوتنيك» عن مصدر في قيادة شرطة اللاذقية أنه لم يقع أي عمل إرهابي في محافظة اللاذقية، مشيراً إلى أن «الانفجار الذي سمع ناتج عن تصوير مشاهد من مسلسل في منطقة رأس شمرا، شمال غربي اللاذقية».
من جهتها، نقلت وكالة «إباء»، الناطقة غير الرسمية باسم «هيئة تحرير الشام»، عن مصدر عسكري داخل الهيئة قوله إن الهيئة فجرت سيارة مفخخة قرب منطقة «رأس شمرا» في اللاذقية. وقال المصدر للوكالة إن «وحدات العمل خلف خطوط العدو، وبعد العمل والرصد المستمر، تمكنت من اختراق ميناء البيضا قرب منطقة رأس شمرا في اللاذقية، وفجرت سيارة مفخخة بداخله»، حيث يحتوي بحسب المسؤول «على سفن حربية وثكنات عسكرية للنظام وحلفائه».
ولم تنقل وكالة «إباء» عن المسؤول مقتل عناصر في صفوف النظام خلال العملية.
وفي السياق ذاته، قالت مصادر محلية إن المنطقة التي سُمع فيها الانفجار شهدت استنفاراً أمنياً، وقامت عناصر الأمن بقطع الطرق المؤدية إلى «رأس شمرا»، ومنعت أي شخص من الاقتراب.
وكذبت صفحة «شبكة أخبار اللاذقية»، الموالية للإعلام الرسمي، ما كانت قد نشرته في الصباح، وقدمت اعتذاراً لمتابعيها عن نشر الخبر «نقلاً عن الإعلام الرسمي السوري قبل التحقق منه، الذي تبين لاحقاً عدم صحته». وقالت الصفحة إن الأنباء حول التفجير «إما جزء من مسلسل وثائقي يجري تصويره في المنطقة، أو جزء من تدريبات عسكرية لاختبار الجاهزية أيضاً، حسب سكان المنطقة».
وتحوي منطقة «ميناء البيضا» في اللاذقية سفناً حربية وثكنات عسكرية لنظام الأسد والميليشيات الإيرانية، وتعد المعقل الرئيسي والخزان البشري للنظام.
وتعتبر رأس شمرا الأثرية، التي تبعد 12 كم عن مدينة اللاذقية، من المناطق السياحية والأثرية الشهيرة في سوريا، وفيها اكتشفت (مدونة أوغاريت) التي تعد أقدم مدونة موسيقية مكتشفة حتى الآن في العالم.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.